كل عام وأنتم بخير


1- هذه العبارة مقتبسة مما يُدعى اليوم بالعربية المعاصرة، ومعروف أن المدعوّة "العربية المعاصرة"
لا تلتزم بما تلتزم بع الفصحى من القواعد النظامية فهي تغترف من الفصحى ومن العامية أحيانا

2- وبناء عليه فليست الفصحى مسؤولةً عن نوع الانحراف الذي يعتري كثيرا من العبارات المعاصرة

3- "كل عام وأنتم بخير" أو "كل سنة وأنتم طيبون"... عبارات لها من الشيوع والانتشار على ألسنة المُهنِّئين
ما جعلها تُطلَق من دون النظر في سلامتها التركيبية أو بنائها على القياس اللغوي الفصيح، فهي عبارة تحكمها
المواضعاتُ الاجتماعية والأعراف المُتداوَلَة

4- إذا فحصنا العبارة لننظر مدى استجابتها لنمط الجملة العربية الفصيحة، فسنجد أن كلمةَ "كُلّ" ينبغي أن تكونَ
منصوبَةً هكذا "كُلَّ" لأنها نائبة عن ظرف الزّمان (عام)، أما الشقّ الآخَر من العبارة (وأنتم بخير) فالواو زائدة لا معنى لها (ليست للحال ولا العطف ولا الاستئناف)
بدليل ورود نمط مشابه لهذه العبارة في شواهد فصيحة، نحو قولِه تعالى ( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن)ٍ
وإعراب الآيَة : "كلّ" اسم نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة متعلّق بما تعلَّقَ به الجارّ والمجرور "في شأن" أي متعلّق بخبر محذوف للضمير "هو"، والضمير "هو" ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخَّر

وعلى هذا القياس فالصحيح أن نقول : (كُلَّ عامٍ أنتم بخير)، أي "أنتم بخير كُلَّ عامٍ"
والله أعلم