السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هنالك ما هو اجمل من ان تبعث برسائل الى هارون الرشيد
من دخل مجلسة

المكان :مجلس هارون الرشيد
الزمن : يصعب تحديده


في صالة كبيرة جداً في عالم لا ننتمي له ,,
يتوسطها كرسي مرصع با لجواهر ,,
ويحيط به عدد من الحرس ,,
جلس هارون الرشيد ,,
ومن حوله حاشيته وسماره ..

فجأة دخل الضيف ,,
وكانت الأنظار مسلطة عليه ,, والجميع يترقبه ,,
فقد طلب لقاء الخليفة ,,
وأجاب الخليفة طلبه ,, وحدد له موعداً ,,
لم يتخلف عنه هذا الزائر ..

تقدم القذافي حتى بلغ كرسي الخليفة ,,
تحيط به ثلة من حارساته ,,
ويرافقه واحد من أبنائه ..

ألقى السلام ,,
وأنحنى إحتراماً للخليفة ,,
فرد الخليفة عليه التحية بأطيب منها ,,
وأذن له با لجلوس بعد أن أمر حرسه بإصطحاب الحارسات لمجلس زبيدة ..

أراد القذافي أن يعترض ,,
لكنه تهيب من الخليفة ,,
وآثر الصمت ,, ورضي با لأمر الواقع ..

" ما ذا تريد أيها الوالي ؟؟ فقد أثار دهشتي إلحاحك على لقائي !!" قال الخليفة ..

أجاب القذافي :
" مولاي ,,
لقد تسلط علينا القوم ,,
وذهب عزنا ,,
وتفرق العرب ,,
فعزمت على مفارقتهم ,, ونويت أن أتخلى عن هويتهم ,,
ولن أقوى على ذلك إلا بسند ودعم من شخصية مثل هارون الرشيد .."

أضاف القذافي ,, والخليفة منصت له باهتمام :

" نظرت إلى تاريخنا ,,
فوجدته كله أمجاد ,,
ووجدت للمجد عناوين كثيرة ,,
فهممت أن أبحث عن عمر بن الخطاب وأن أسعى للقائه ,,
فخفت الرجل ,,
فلو علم بحالنا لأطار رأسي ,, ولضربني بدرته على هامتي ..

فكرت في مقابلة علي ,, أو السعي لسماع وجهة نظر عمر بن عبدالعزيز ,,
فعلمت أنهم لن يقبلوا بي ,,
ولن يغفروا لي ما أقوم به ..

فوجدتك فيك غايتي ,,
ولعلك من سينتصر لموقفي ,, ويدعم طلبي .."

نظر له هارون الرشيد بازدراء ,,
وسأله في سخرية :
" ألست أنت صاحب الكتاب الأخضر !!
ومن قال ونادى بقومية لا تستوعب الإسلام !!
ولا تحتمل تعدد الآراء ,,
وشطحات المفكرين !!"

أجاب العقيد :
" بلى ,, يامولاي " ..

قال الخليفة :
" ما ذا فعلت بجيوشك حين أستأسد اليهود في لبنان !!
وما ذا قدمت لفلسطين والفلسطينيين !!

ألست أنت من حمل فلسطينيي ليبيا ورمى بهم في الصحراء على حدود مصر !!
ألست أنت من حارب التشاديين المسلمين ,,
وفجر ركاب الطائرات المدنيين !!

أجبني يا هذا ,,
فقد بدأ صبري ينفد ..

نظر القذافي للأرض با نكسار وقال :
" يا أمير المؤمنين ,,
إنما أنا نتاج عصر أعيش فيه ,,
أتفاعل معه وأتأثر بما فيه ,,
وقد يكون لي أخطائي ,,
ولكن لن تجد في زعماء العرب من يتحمس ويدعو لوحدة الصف مثلي .."

قال الخليفة :
" الوحدة لا تأتي با لكلمات ,, ولا تحققها الأمنيات ,,
بل هي نتاج رغبة شعب تقوده الهمة ,, وتعضده الأمه ..

هي قوة منبعها قوة الناس ,,
ومدادها شرع حنيف ,, ودين سيد منيف ,,
وقادة من وسط الشعب ,,
خبروه وخبروا همومة ,,
وعايشوا فرحته وخيباته ,,
وتعلموا في طرقه وحاراته ,, أفكار ناسه وأ ساليب حياته ..

وأنتم يا زعماء العرب اليوم :
قربتم الوضيع ,,
ووضعتم الشريف ,,
واستخدمتم اللصوص ,,
وجا نبتم أهل الذمة والدين والإخلاص ..

وسطلتم كلابكم على رقاب عباد الله ,,
حتى استعبدتموهم وقد ولدتهم إمهاتهم أحرارا ..

فمن أين لكم النصر !! وكيف لكم بالوحدة !!
والشعب قد مسخ ,,
ومعالم الكرامة قد ديست بالأقدام ,,
والأفكار قد قيدت ,,
وأصحابها قد نبذوا ..

يا هذا لقد حطمتم الأساس ,,
وحين يكون الأساس هشاً ,, فلن يصمد البناء ,,
ولن يكون لكم مكان بين عالم سادته هم الأقوياء .."

تمتم العقيد بكلام لم يسمعه الخليفة جيداً ,,
فنظر إليه بحنق وقال :

" يا هذا أغرب عن وجهي ,,
وعد لعالمك العفن ,,
فقد هدمتم صروحاً شيدناها ,,
وأضعتم أمجاداً كسبناها ,,
وقل لمن ورائك :
أكرموا الناس تكرمكم الناس ,,
و علموهم البحث ,, وعودوهم على التفكير ,,
وعلموهم أن الاختلاف رحمة ,,
وأن تعدد الآراء نعمة ,,
وأن أساس العز متانة الفكر ,,
وجوهره الإيمان بالله والتمسك بعروة الدين ..

يا هذا غادر مجلسي ,,
فأنا لم أعلم أن العرب صار يسوسهم مثلك ,,
فحسبنا الله ونعم الوكيل ..

ولكنها سنة من سنن الله وقانون إلهي لن يتغير ,,
" فكيفما تكونوا يول عليكم " ,,
" والله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ..
مقتبس من موقع اخر

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .