الكتاب المصدر

http://www.islamspirit.com


ابن تيمية..... المفترى عليه
ملاحظة:ارجو قراءة البحث لنهايته وبتمعن خصوصا من قبل اخواننا الشيعة لكي يعرفوا قدر هذا الرجل وحبه لاهل البيت.هدانا الله واياهم الى سواء السبيل
لايشك مؤمن مسلم موحد بفضل هذا العالم الجليل وقدره نتاج صدقه ومثابرته وحرصه في استقاء الصحيح ونبذ ماضعف من الحديث وتاويله.
ان هذا الشيخ المجاهد رحمه الله كان ولازال رمزا للحقيقة وصوتا لها،ومن لايعرف له فضلا فلا فضل فيه.
تبدا حكايتي مع شيخنا الجليل عندما كنت اسمع نبزا ولمزا لرمزه ايام سكناي في منطقة شيعية مغلقة،ولكن الامر آنذاك لم يكن يشغل لي بالا الا عن اسما احفظه.حتى جاء يوم عرفت قدر هذا الرجل وقيمته في كتب قراتها له،يبين قيها مدى حبه لاهل البيت (رضي الله عنهم) وتقديره لهم.
لذلك ارتايت ان اكتب مقالا أسنده من بعض كلامه الذي في كتبه عن حبه واحترامه لائمة الهدى من اهل بيت النبي(ص)،وادفع عنه لغطا ولغوا يتهمه به بعض اخواننا الشيعة،مبينا موقفه منهم وتصنيفه لهم.موضحا رايه في الروافض الذين اشتبه الامر على اخواننا الشيعة فيهم.علما ان كل مااحتجته هو كتابا واحدا قام بجمعه ونشره دون التصرف به موقع روح الاسلام مشكورا تحت اسم(مجموع فتاوي ابن تيمية).

ففي فصــل: من أصول أهل السنة والجماعة‏:‏ سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الشيخ ذاكرا العقيدة الصحيحة لاهل السنة: ويتبرؤون من طريقة الروافض، الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب، الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، و يمسكون عما شجر بين الصحابة.
فهو يشير الى ضرورة احترام اهل البيت والصحابة على حد سواء والتبرؤ ممن يناصبوهم العداء.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وانظر ماذا يقول ابن تيمية في الشيعة: وكل شيعة عليّ الذين صحبوه لا يعرف عن أحد منهم أنه قدمه على أبي بكر وعمر، لا في فقه، ولا علم، ولا غيرهما؛ بل كل شيعته، الذين قاتلوا معه عدوه، كانوا مع سائر المسلمين، يقدمون أبا بكر وعمر، إلا من كان عليّ ينكر عليه ويذمه، مع قلتهم في عهد عليّ وخمولهم.
،،،،،،،،،،،،،،،،
فرايه واضح وصريح لالبس فيه.حيث بين مليا صفات الشيعة الحقيقين اللذين لايسبون ولايشتمون،ولم يذكرهم بسوء قط.لانهم لايختلفون مع اهل السنة في شيء علما ان كلمة السيعة تعني الحزب او الجماعة وليست مذهب كما سياتي ذكره لاحقا.

ثم ذكر قلة هؤلاء(إلا من كان عليّ ينكر عليه ويذمه )وان عليا كان يذمهم وينكر عليهم: كانوا ثلاث طوائف‏:‏
طائفة غلت فيه، كالتي ادعت فيه الإلهية، وهؤلاء حرقهم علىّ بالنار‏.‏
وطائفة كانت تَسُبُّ أبا بكر، وكان رأسهم عبد اللّه بن سبأ، فلما بلغ عليا ذلك طلب قتله، فهرب منه‏.‏
وطائفة كانت تُفَضِّلُه على أبي بكر وعمر، قال‏:‏ لا يبلغني عن أحد منكم أنه فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري‏.‏ وقد روى عن علي من نحو ثمانين وجها وأكثر أنه قال على منبر الكوفة‏:‏ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر‏.‏ وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره من رواية رجال هَمْدَان خاصة ـ التي يقول فيها علي‏:‏
ولو كنت بوابًا على باب جنة ** لقلت لهمدان ادخلي بسلام
///////////////////////////////
اعلاه ترى الشيخ يذكر بكل وضوح صفة الشيعة وخلافهم مع غيرهم،اذ كان سواد الشيعة لايقدم علي على ابي بكر وعمر وانما الخلاف كان في امامة معاوية،وحينذاك ظهر اسم الامام فكان شيعة علي يدعونه بالامام وشيعة معاوية يدعونه بالامام كذلك.

ثم انظر اخي مايذكر ابن تيمية عن يزيد بن معاوية
فإن يزيد بن معاوية ولد في خلافة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا كان من الصحابة باتفاق العلماء، ولا كان من المشهورين بالدين والصلاح، وكان من شبان المسلمين، ولا كان كافرًا ولا زنديقًا، وتولى بعد أبيه على كراهة من بعض المسلمين ورضا من بعضهم، وكان فيه شجاعة وكرم، ولم يكن مظهرًا للفواحش كما يحكي عنه خصومه‏.‏
وجرت في إمارته أمور عظيمة‏:‏
أحدها‏:‏ مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ...................
الى ان يقول ابن تيمية:........ـ فقتلوه مظلومًا ـ له ولطائفة من أهل بيته ـ رضي الله عنهم‏.‏
وكان قتله ـ رضي الله عنه ـ من المصائب العظيمة، فإن قتل الحسين، وقتل عثمان قبله، كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة، وقَتَلَتْهُمَا من شرار الخلق عند الله
هذا هو تعظيم ابن تيمية للحسين واهله،ووصفه لقاتله وقاتل عثمان بانهم من شرار الخلق،معتبرا ان قتل الحسين من المصائب العظيمة التي جرت بالفتن على المسلمين.
كما ذكر المصيبة الثانية في عهد يزيد اذ يقول:
وأما الأمر الثاني‏:‏ فإن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث إليهم جيشًا، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثا، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثا يقتلون وينهبون، ويفتضون الفروج المحرمة‏.‏ ثم أرسل جيشًا إلى مكة المشرفة، فحاصروا مكة، وتوفى يزيد وهم محاصرون مكة، وهذا من العدوان والظلم الذي فعل بأمره‏.‏
كما واشار الى راي جمهور اهل السنة في يزيد:

ولهذا كان الذي عليه معتقد أهل السنة وأئمة الأمة‏:‏ أنه لا يسب ولا يحب‏.‏قال صالح ابن أحمد بن حنبل‏:‏ قلت لأبي‏:‏ إن قومًا يقولون‏:‏ إنهم يحبون يزيد‏.‏ قال‏:‏ يا بني، وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر‏؟‏ فقلت‏:‏ يا أبت، فلماذا لا تلعنه‏؟‏ قال‏:‏ يا بني، ومتى رأيت أباك يلعن أحدًا‏؟‏
واخيرا يبدي الشيخ رايه بكل صراحة في يزيد قائلا: فيزيد عند علماء أئمة المسلمين ملك من الملوك، لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله، ولا يسبونه، فإنهم لا يحبون لعنة المسلم المعين؛.......... والصواب هو ما عليه الأئمة‏:‏ من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن......فالواجب الاقتصار في ذلك والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة؛ فإنه بسبب ذلك اعتقد قوم من الجهال أن يزيد بن معاوية من الصحابة، وأنه من أكابر الصالحين وأئمة العدل، وهو خطأ بين‏.

ويذكر الشيخ صفة الرافضة فيقول: وهذا هو أصل مذهب الرافضة، فإن الذي ابتدع الرفض كان يهوديًا أظهر الإسلام نفاقًًًًا، ودس إلى الجهال دسائس يقدح بها في أصل الإيمان؛ ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة‏.‏ فإنه يكون الرجل واقفًًًًا، ثم يصير مُفَضِّلًًًًا، ثم يصير سَبَّابًا، ثم يصير غاليا، ثم يصير جاحدًًًًا مُعَطِّلًًًًا؛ ولهذا انضمت إلى الرافضة أئمة الزنادقة من الإسماعيلية والنصيرية، وأنواعهم من القرامطة والباطنية، والدرزية، وأمثالهم من طوائف الزندقة، والنفاق.
فإن القَدْح في خير القرون ـ الذين صحبوا الرسول ـ قَدْحٌ في الرسول ـ عليه السلام ـ كما قال مالك وغيره من أئمة العلم‏:‏ هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل‏:‏ رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلًًًًا صالحًًًًا لكان أصحابه صالحين‏.‏
وأيضًا، فهؤلاء الذين نقلوا القرآن، والإسلام، وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين نقلوا فضائل علي وغيره فالقدح فيهم يوجب ألا يوثق بما نقلوه من الدين، وحينئذ فلا تثبت فضيلة، لا لعلي، ولا لغيره‏.‏ والرافضة جهال ليس لهم عقل، ولا نقل ولا دين، ولا دنيا منصورة‏.‏ فإنه لو طلب منهم الناصبي ـ الذي يبغض عليًا، ويعتقد فسقه أو كفره‏:‏ كالخوارج وغيرهم ـ أن يثبتوا إيمان علي؛ وفضله‏:‏ لم يقدروا على ذلك، بل تغلبهم الخوارج‏.‏ فإن فضائل على إنما نقلها الصحابة الذين تقدح فيهم الرافضة‏.‏ فلا يتيقن له فضيلة معلومة على أصلهم، فإذا طعنوا في بعض الخلفاء ـ بما يفترونه عليهم من أنهم طلبوا الرياسة، وقاتلوا على ذلك ـ كان طعن الخوارج في علي بمثل ذلك وأضعافه أقرب من دعوى ذلك على من أطيع بلا قتال، ولكن الرافضة جهال متبعون الزنادقة‏.‏
والقرآن قد أثنى على الصحابة في غير موضع، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏100‏]‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏10‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏29‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏18‏]‏‏.‏ وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة‏)‏، وفي الصحيحين عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تَسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه‏)‏، وقد ثبت عنه في الصحيح من غير وجه أنه قال‏:‏ ‏(‏خيْرُ القرون القرن الذي بُعِثْتُ فيهم، ثم الذين يَلُونَهُمْ، ثم الذين يَلُونَهُم‏)‏‏.‏ وهذه الأحاديث مستفيضة، بل متواترة في فضائل الصحابة، والثناء عليهم، وتفضيل قَرْنِهم على من بعدهم من القرون‏.‏ فالَقدْحُ فيهم قدح في القرآن، والسنة؛ ولهذا تكلم الناس في تكفير الرافضة بما قد بسطناه في غير هذا الموضع‏.‏ واللّه ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم‏.
الخلفاء الراشدون الأربعة ابتلوا بمعاداة بعض المنتسبين إلى الإسلام من أهل القبلة، ولعنهم وبغضهم وتكفيرهم‏.‏ فأَبو بكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما دون غيرهم من الطوائف؛ ولهذا قيل للإمام أحمد‏:‏ من الرافضي‏؟‏ قال‏:‏ الذي يسب أبا بكر وعمر‏.‏ وبهذا سميت الرافضة، فإنهم رفضوا زيد بن علي لما تولى الخليفتين أبا بكر وعمر، لبغضهم لهما، فالمبغض لهما هو الرافضي، وقيل‏:‏ إنما سموا رافضة لرفضهم أبا بكر وعمر‏.‏
وأصل الرفض من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق، وأظهر الغلوَّ في عليّ بِدَعوَى الإمامة والنص عليه، وادعى العصمة له؛ ولهذا لما كان مبدؤه من النفاق قال بعض السلف‏:‏ حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق، وحب بني هاشم إيمان، وبغضهم نفاق
وأما عثمان، فأبغضه أو سبه أو كفره أيضًا ـ مع الرافضة ـ طائفة من الشيعة الزيدية والخوارج


فها انت ترى ايها القاريء الكريم مدى الفرق بين التشيع والرفض ونظرة الامام احمد لهما في طرفي نقيض.اذ يقول في الشيعة ايضا: وأما شيعة علي، الذين شايعوه بعد التحكيم، وشيعة معاوية التي شايعته بعد التحكيم، فكان بينهما من التقابل، وتَلاعُن بعضهم، وتكافر بعضهم ما كان، ولم تكن الشيعة التي كانت مع على يظهر منها تَنَقُّص لأبي بكر وعمر، ولا فيها من يقدم عليًا على أبي بكر وعمر، ولا كان سَبُّ عثمان شائعًا فيها، وإنما كان يتكلم به بعضهم فيرد عليه آخر‏.‏
وكذلك تفضيل عليّ عليه لم يكن مشهورًا فيها، بخلاف سبّ على فإنه كان شائعًا في أتباع معاوية
كما يضيف الشيخ ان الحق مع علي(رض)واتباعه:.... ولهذا كان علي وأصحابه أولى بالحق وأقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه‏.‏ كما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏تَمْرُقُ مارقة على حين فُرْقَةٍ من المسلمين، فتقتلهم أولى الطائفتين بالحق‏)‏‏.‏ وروى في الصحيح أيضًا‏:‏ ‏(‏أدنى الطائفتين إلى الحق‏).

كما يشير الشيخ الى ان سب علي من صفات الطائفة الباغية: وكان سب على ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة أن يقال لها‏:‏ الطائفة الباغية، كما رواه البخاري في صحيحه، عن خالد الحَذَّاء، عن عِكْرِمة، قال‏:‏ قال لي ابن عباس ولابنه على‏:‏ انطلقا إلى أبي سعيد واسمعا من حديثه‏.‏ فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحْتَبَي به، ثم أنشأ يحدثنا، حتى إذا أتى على ذكر بناء المسجد فقال‏:‏ كنا نحمل لَبِنَةً لَبِنة، وَعمَّار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يَنْفُضُ التراب عنه ويقول‏:‏ ‏(‏ويْحَ عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار‏)‏ قال‏:‏ يقول عمار‏:‏ أعوذ باللّه من الفتن‏.‏

ثم انظر الى مقولة الحق في سيدنا علي:.... وهذا ـ أيضًا ـ يدل على صحة إمامة على، ووجوب طاعته، وأن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار ـ وإن كان متأولا ـ وهو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي، وعلى هذا فمقاتله مخطئ، وإن كان متأولًًًًا أو باغ بلا تأويل، وهو أصح القولين لأصحابنا، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليًا وهو مذهب الأئمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين‏.

ويذكر الشيخ وجوب مساندة القول بامامة علي واحقيته انذاك في حربه ضد معاوية:....... لكن المنصوص عن أحمد تَبْدِيعُ من توقف في خلافة علي، وقال‏:‏ هو أضل من حمار أهله، وأمر بهُجْرانه، ونهى عن مناكحته، ولم يتردد أحمد ـ ولا أحد من أئمة السنة ـ في أنه ليس غير علي أولى بالحق منه، ولا شكوا في ذلك
الى ان قال
ولم يسترب(من الريبة) أئمة السنة، وعلماء الحديث‏:‏ أن عليا أولى بالحق وأقرب إليه، كما دل عليه النص.

كما يعرج الشيخ على سبب عدم نصر شيعة علي(رض): وحينئذ فبعد التحكيم والتشيع وظهور البغي لم يقاتلهم على، ولم تطعه الشيعة في القتال، ومن حينئذ ذمت الشيعة بتركهم النصر مع وجوبه، وفي ذلك الوقت سموا شيعة، وحينئذ صاروا مذمومين بمعصية الإمام الواجب الطاعة، وهو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ولما تركوا ما يجب من نصره صاروا أهل باطل وظلم إذ ذاك يكون تارة لترك الحق وتارة لتعدي الحق‏.‏
فصار حينئذ شيعة عثمان الذين مع معاوية أرجح منهم؛ ولهذا انتصروا عليهم

في ذكره للحسين ولعنه لقاتله:... والحسين ـ رضي اللّه عنه، ولعن من قتله، ورضي بقتله ـ قتل يوم عاشوراء عام واحد وستين.
والحسين ـ رضي اللّه عنه ـ أكرمه اللّه ـ تعالى ـ بالشهادة في هذا اليوم، وأهان بذلك من قتله، أو أعان على قتله، أو رضى بقتله، وله أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء، فإنه وأخاه سيدا شباب أهل الجنة، وكانا قد تربيا في عز الإسلام، لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر على الأذى في اللّه ما ناله أهل بيته، فأكرمهما اللّه ـ تعالى ـ بالشهادة؛ تكميلًا لكرامتهما، ورفعا لدرجاتهما، وقتله مصيبة عظيمة، واللّه ـ سبحانه ـ قد شرع الاسترجاع عند المصيبة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 155-157‏]‏‏.
ثم انظر الى الفضيلة التي يلفت بها انظار الناس الى الحسين:..... وقد علم أن المصيبة بالحسين تذكر مع تقادم العهد، فكان في محاسن الإسلام أن بلغ هو هذه السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، و هو أنه كلما ذكرت هذه المصيبة يسترجع لها، فيكون للإنسان من الأجر مثل الأجر يوم أصيب بها المسلمون‏.‏
منكرا مايفعله الكثيرون في يوم عاشوراء:...... وقيل في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مقالات من الجانبين، علي برىء منها‏.‏ وصارت البدع والأهواء والكذب تزداد، حتى حدث أمور يطول شرحها، مثل ما ابتدعه كثير من المتأخرين يوم عاشوراء، فقوم يجعلونه مأتمًا يظهرون فيه النياحة والجزع، وتعذيب النفوس وظلم البهائم، وسب من مات من أولياء اللّه والكذب على أهل البيت، وغير ذلك من المنكرات المنهى عنها بكتاب اللّه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق المسلمين.

وأصل هذا الكتاب هو الضلال والابتداع والشرك، فإن الضُّلال ظنوا أن شد الرحال إلى هذه المشاهد، والصلاة عندها، والدعاء والنذر لها، وتقبيلها واستلامها، وغير ذلك، من أعمال البر والدين، حتى رأيت كتابًا كبيرًا قد صنفه بعض أئمة الرافضة ـ محمد بن النُّعْمَان الملقب بالشيخ المُفِيد، شيخ الملقب بالمرتضي وأبي جعفر الطوسي ـ سماه ‏[‏الحج إلى زيارة المشاهد] ذكر فيه من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وزيارة هذه المشاهد والحج إليها، ما لم يذكر مثله في الحج إلى بيت اللّه الحرام‏.‏
وعامة ما ذكره من أوضح الكذب وأبين البهتان، حتى إني رأيت في ذلك من الكذب والبهتان أكثر مما رأيته من الكذب في كثير من كتب اليهود والنصارى، وهذا إنما ابتدعه وافتراه في الأصل قوم من المنافقين والزنادقة؛ ليصدوا به الناس عن سبيل اللّه‏.‏ ويفسدوا عليهم دين الإسلام، وابتدعوا لهم أصل الشرك المضاد لإخلاص الدين للّه، كما ذكره ابن عباس وغيره من السلف في قوله تعالى عن قوم نوح‏:‏ ‏{‏وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا‏}‏ ‏[‏نوح‏:‏ 23، 24‏]‏ قالوا‏:‏ هذه أسماء قوم صالحين كانوا في قوم نوح، فلما ماتوا عَكَفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، وقد ذكر ذلـك البخاري فـي صحيحه، وبسطه وبـينه في أول كتابه في قصص الأنبياء وغيرها‏.‏

ولهذا صنف طائفة من الفلاسفة الصابئين المشركين في تقرير هذا الشرك ما صنفوه، واتفقوا هم والقرامطة الباطنية على المحادة للّه ولرسوله، حتى فتنوا أمما كثيرة وصدوهم عن دين اللّه ‏.‏ وأقل ما صار شعارًا لهم، تعطيل المساجد وتعظيم المشاهد، فإنهم يأتون من تعظيم المشاهد وحجها والإشراك بها، ما لم يأمر اللّه به ولا رسوله ولا أحد من أئمة الدين، بل نهى اللّه عنه ورسوله عباده المؤمنين‏.‏
وأما المساجد التي أمر اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فيخربونها، فتارة لا يصلون جمعة ولا جماعة؛ بناء على ما أصلوه من شُعب النفاق، وهو أن الصلاة لا تصح إلا خلف معصوم، ونحو ذلك من ضلالتهم
حتى إن أحدهم إذا أراد الحج، لم يكن أكثر همه الفرض الذي فرضه اللّه عليه وهو‏[‏حج بيت اللّه الحرام]‏، وهو شعار الحنيفية ملة إبراهيم إمام أهل دين اللّه، بل يقصد المدينة
ولا يقصد ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة في مسجده، حيث قال في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام‏(‏، ولا يهتم بما أمر اللّه به من الصلاة والسلام على رسوله حيث كان، ومن طاعة أمره، واتباع سنته، وتعزيره، وتوقيره، وهو أن يكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين، بل أن يكون أحب إليه من نفسه، بل يقصد من زيارة قبره أو قبر غيره ما لم يأمر اللّه به ورسوله، ولا فعله أصحابه ولا استحسنه أئمة الدين‏.‏
وربما كان مقصوده بالحج من زيارة قبره أكثر من مقصوده بالحج، وربما سوى بين القصدين، وكل هذا ضلال عن الدين باتفاق المسلمين، بل نفس السفر لزيارة قبر من القبورـ قبر نبي أو غيره ـ منهي عنه عند جمهور العلماء، حتى إنهم لا يجوزون قصد الصلاة فيه، بناء على أنه سفر معصية ؛ لقوله الثابت في الصحيحين‏:‏ ‏(‏لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا‏)‏ وهو أعلم الناس بمثل هذه المسألة‏.‏

وفتح لهم هذا الباب ‏[‏الجهمية‏]‏ و ‏[‏الرافضة‏]‏ حيث صار بعضهم يقول‏:‏ الإمام المبين‏:‏ علي بن أبي طالب، والشجرة الملعونة في القرآن‏:‏بنو أمية، والبقرة المأمور بذبحها‏:‏ عائشة، واللؤلؤ والمرجان‏:‏الحسن والحسين

وفي السنن عنه أنه قال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبري عيدًا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني‏)‏‏.‏

أابعد كل هذا يسب هذا الامام الفاضل او يشتم،بيد ان شاتمه يعرف الان نفسه مايكون