آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية هشام يوسف
    تاريخ التسجيل
    14/10/2008
    المشاركات
    76
    معدل تقييم المستوى
    16

    ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً

    بسم الله الرحمن الرحيم

    { وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً}

    300 سنة و 309 سنين.
    { ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
    الحزب الأول كان يحصي 300 سنة.. الحزب الثاني كان يحصي 309 سنين.
    *
    *

    يبدو أن أمر أصحاب الكهف قد شاع بين الناس بعد غيابهم، ويبدو أنه انتشر بينهم عدة روايات وأقاويل حولهم ومآلهم، كما يبدو جليا أن الله عز وجل قد بعث في قوهم نبيا وقد آمنوا به وبدعوته {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا }، ويبدو أن هذا النبي قد جاء ببشرى وتفصيل حول أصحاب الكهف ومآلهم، وفي نبوته بشرى بخروج أصحاب الكهف من كهفهم في زمن وموعد محدد.

    من آيات سورة الكهف؛ يبدو أن القوم قد انقسموا إلى قسمين -بعد النبي المبعوث لهم- حول زمن خروج أصحاب الكهف؛ فقد كان كل حزب فيهم يحسب لزمن ظهور أصحاب الكهف من خلال فهمهم وتدبرهم للبشرى التي جاء بها نبيهم..{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}.

    حسنا.. يبدو أن القسم الأول كان يرى أن لبثهم سيكون لمدة 300 سنة؛ بينما كان يرى الفريق الثاني أن لبثهم سيكون 309 سنين... وبالتالي كان رأي الفريق الثاني هو الأصوب.. { .. قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}.

    وبالتالي كان قوله تعالى: { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)} ذلك لبيان رأي وحساب كلا الفريقين؛ وبيان الرأي الأصوب؛ ونجد مثل هذا التبيان في عرض آراء وأقوال المختلفين في نفس السورة حول عدة أصحاب الكهف، حيث بين القرآن الكريم أقوال المختلفين في عدتهم كما أشار إلى العدة الصحيحة في قوله تعالى: { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}

    الآية 22 من سورة الكهف تتحدث عن أقوال اليهود في عدد أصحاب الكهف، وهؤلاء اليهود ما كانوا يستندون إلى دليل صحيح في أقوالهم؛ بل كانت أقوالهم رجما بالغيب؛ لذلك قال الله تعالى فيهم في نهاية الآية { .. فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا }.

    الآية 22 من سورة الكهف عرضت الأقوال في عدتهم؛ وبينت أن أقوالهم كانت "رجما بالغيب" بينما أشارت الآيات الكريمة إشارة خفية إلى القول الصحيح في عدتهم؛ وقد ورد ذكر الصواب في إشارة لطيفة في الآية الكريمة؛ فقد قال الله عز وجل في أول قولين أنهما "رجما بالغيب"؛ بينما أستثني القول الثالث؛ وهذا دليل على أن القول الثالث قول صائب.. وهناك إشارة أخرى في القول الثالث؛ حيث تم الفصل بين عددهم وكلبهم( سبعة " و" ثامنهم كلبهم)؛ بينما القولين السابقين لم يتم فيهما الفصل بين العدد وذكر كلبهم؛ وذلك إمعانا في تحقير قولهم الذي لا يستند إلى الدليل؛ وإشارة إلى خلط الحابل بالنابل كدليل على تخبطهم ورجمهم بالغيب.

    أما بالنسبة لعدد سنوات مكثهم في الكهف؛ فالأمر مختلف؛ وذلك أن الفريقين كان كل منهما يستند إلى دليل من بشارة نبي لهم؛ واختلافهم كان في الفهم والقدرة على الاستنباط؛ وليس من باب الرجم بالغيب؛ لذلك استحق كل من الحزبين ذكر قولهم على وجه الصواب والاعتبار { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}.

    والله أعلم.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 11/04/2009 الساعة 09:28 AM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •