روزا، نعم روزا، هكذا كان اسمها، اليوم أصبحت تسمى الحاجة أم ريان، روزا كانت ابنة الجيران، وكنا اصدقاء، نلعب، نضحك صباحا، ونطارد الفراشات بعد العصر...لم يكن ذلك ممنوعا أيامها، كنا نتسابق في قطف الأزهار، كانت تعشق البنفسجية منها، والاصفر كان أكبر غايتي، تعلمنا كيف نعد وريقات الزهرة البيضاء، ونغش في الأخيرة لتكون النتيجة دائما : تحبني او لا تحبني،!! تحبني او لا تحبني،!! تحبني.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ولا نفترق إلا بعد النداء بعد الأخير من الأهل، حيث كانوا شبابا، اليوم ((وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا))
تواصلت مع صديقتي الحاجة أم ريان مؤخرا، وكان حديثا من نار ودخان، عن ماض جميل، نعلم أنه لن يعود، لكن الذكرى غذاء الروح ، فكتبت اقول لها:


روزا أخيتي..
سامحك الله فقد أعدتني إلى النـــــــــــار
نار الشتاء والجدة وحكاياتها
كم هي جميلة تلك الأيام؟؟..
لكن كل منا ما زال يحمل طفله في داخله
مهما تقدم بنا العمر..
هاهي روزا الصغيرة
تعود منهكة بعد العصر ولم ترد ان تفارق أترابها لولا
نداء امها المتواصل..
(بكفي لعب..يا الله ادخلي جوا من هالبرد)
وطارق تزحلق في لعبة (عسكر وحراميه)
وأصابه جرح في ركبته
وسال الدم..بكى بكاء شديدا ..
لا بسبب الجرح ولكن بسبب بنطاله الجديد
وقد تمزق عند الركبة..
ينام الطفل بداخلنا
وما يلبث أن يصحو بين الفينة والاخرى
يقاوم فينا أمراض الزمان التي أصابتنا ..
يحاول أن يذكرنا كيف كنا نثق يبعضنا
ونحب جيراننا وزملائنا ..
كم كان سهلا علينا أن نغفر لمن أساء معاملتنا
ويحاول دونما جدوى أن يعيدنا نضحك بملء فينا..
يريد أن يعيد ترتيب أولوياتنا
وتصنيف ذاكرتنا الغضة..
دون معادلات معقده
وحسابات الربح والخسارة في علاقاتنا الإنسانية....
ترى هل نسمح له أن يفعل كل هذا..؟؟
هل تقاوم روزا اليوم روزا الطفلة
لماذا نخفي دموعنا إذا بكينا...؟؟
لماذا نقتصد إذا ضحكننا؟؟
ونجاهر إذا صلينا؟؟
لماذا توقفنا عن اللعب قبل الغروب؟؟
وتأخرنا في النوم ولم نذهب إلى المدرسة...؟؟
لماذا لا نفتش معطف الوالد بحثا عن قروش في جيبه المثقوبة...؟؟
ونختفي وراء الباب إن سمعنا صوت صديق جاء يبحث عنا..
هل لأنه( جاء الخريف.. أم اقترب الشتاء؟؟؟
ولكـــن الوقت ولى..
وأرتحل الزمن الجميـــل
لن يجدي أي احتجاج أو رجـــــــــــــاء أو حتى صيحة دماء
(فالغــــــــــد جاء.. وبعد الغــــــــــــــد جاء ))
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

دعوة عامة: تعالوا بنا نستذكر الماضي الجميل، فلربما يصحح بعض أخطاءنا اليوم.

ملاحظة لا بد منها: روزا اسم مستعار وكذلك أم ريان، حفاظا على خصوصة صديقتي الصغيرة،