Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
قصتي مع الدكتور كاظم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 20 من 40

الموضوع: قصتي مع الدكتور كاظم

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية يمامة
    تاريخ التسجيل
    07/09/2008
    المشاركات
    1,561
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي قصتي مع الدكتور كاظم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنني أدخل هذا المسار اليوم ، كي أحيي المقاومة العراقية التي أذاقت وتذيق في كل يوم يمر التحالف الانجلو أمريكي وأذنابه أشد أنواع الهزائم والعار على أرض العراق المجيد ، ثم أنني أود أن أرفع يدي بالتحية إلى الدكتور العراقي المجاهد : كاظم عبد الحسين عباس ، وإنني أعتذر من كل متتبعي هذا القسم لأنني لم أدخل لأزف خبر من أخبار المقاومة المجيدة ، بل إنني دخلت إلى هنا كي أحكي قصتي مع أحد أبطال هذه المقاومة .

    القصة التي مر عليها عشر سنوات ، ولم أكن اعتقد بعد هذه الفترة أن يدور الزمن ، ليكون المسنجر ، وواتا مكان التقي فيه قامة سامقة حلمت ذات يوم بالحديث معها ، أو حتى إلقاء السلام عليها ، كان ذلك مند زمن بعيد ؛ حيث كنت طفلة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها إن لم تخني الذاكرة ، كنت ألهو وألعب في باهة المنزل ، كنت احاول أن أكتب شخابيط مبعثرة ومتناثرة لأقول عليها أنها قصيدة أو قصة ، كانت لي أخت تدرس في الكلية التي يُدرّس بها الدكتور كاظم ، أخذتني معها إلى أحتفال نهاية العام ، أو ما نسميه عندنا في ليبيا احتفالات السابع من أبريل ، المهم كنت مصرة جداً على الذهاب معها كي أحضر هذه الاحتفالات ، وأخدتني معها بعد إلحاح شديد دخلت الكلية ذ : لك العالم الغريب في نظري ، والذي كنت أنظر إليه بإعجاب شديد ، وكان الصخب والاحتفالات في كل أرجاء المكان ؛ أخذت اتنقل بين أرجاء الحرم الجامعي ، وأسأل عن هذا ، وأبحث عن ذاك ، كنت أحس بتضايق أختي الكبرى من حركتي الكثيرة وأسئلتي الأكثر ، ولكن شغفي وحبي للمعرفة كان أكبر من تلك النظرات ، أخذت أسأل عن كل شيء أراه أمامي ، دخلنا إلى الممر المؤدي إلى قاعات الدراسة ، ولقد رأيت في الجهة المقابلة دكتورين يمشيان يتسامران مع بعضهما ، لا أعتقد حتى أنهما قد أحسى بوجودنا أو فرّقا بيننا وبين بقية الطلبة الذين يمرون من ذلك الممر ، كان أحد الدكاترة هو الدكتور كاظم .
    نظرت لي اختي الكبرى في امتعاض واضح لكثرة مشاغبتي ومشاكستي لتقلو لي : إن أردتي أن تكتبي الشعر فامدحي هذا الدكتور .
    كانت كلماتها مادة دسمة للنقاش والأسئلة ، فسألتها لماذا هذا الدكتور بالذات ؟ ومن هو أصلاً هذا الدكتور ؟
    فأخبرتني عنه أشياء كثيرة وجميلة منها : أنه نابغة زمانه . وإنه أتى من العراق حديثاً ولكنه استطاع في وقت قياسي أن يكوّن لنفسه مكانة هامة مع الطلبة وبين زملائه ، ومع الإدارة ، أما عن سبب كتابة الشعر فيه ، فذلك لأنه بطل من أبطال العراق ، وأسد من أسود الرافدين ، وإنه الدكتور المكلف بتصنيع أسلحة الجيش العراقي البطل ، وإنه أحد الدكاترة والعلماء المسؤولين عن تصنيع الصواريخ التي أطلقها العراق على الكيان الصهيوني سنة 1990 ف ، لقد شكلت هذه العبارات منعطف كبير عندي ، فأفلتت يدي من بين يديها لألحق به ، لأنه كان قد تجاوزنا ، كنت أرى صورة القائد الشهيد صدام حسين فيه وأنا انظر إليه ، كنت أتمنى أن أذهب لأقبل يده ، وأخبره بانه ورفاقه الأحرار مفخرة لنا ، كنت أتمنى أن أذهب وأسلم عليه فقط ، ولكنني لم أستطع ، أجل لم أستطع : علها الرهبة ؟ أو علها خوف الطفولة من شخص كنت أراه كالجبل ؟ .
    المهم وفي محصلة الأمر ضللت ألاحقه بنظراتي طيلة الحفل ، ولم اغفل عنه لحظة واحدة ؛ ولكنني لم اقترب منه ولم أكلمه ، عدت إلى البيت وكلني لهفة لسماع أخباره ، وكل معلومة عنه ، وكنت اعلم اخباره أول بأول ، وعرفت أسماء بناته وزوجته ، وكثيراً من المعلومات الأخرى عنه ، وأصبحت أحاول كتابة قصيدة كي أقدمها له هدية ، وضللت طيلة فترة الصيف أعصر رأسي ، وأكتب الخربشة تلو الأخرى وفي كل مرة أعتقد بأنني كتبت قصيدة لم يكتبها المتنبي في زمانه ، أو النابغة الذبياني .
    حتى مر الصيف وبدأت السنة الدراسية وأصبحت اختي تتأهب للعودة إلى الجامعة ، وبعد رجاء دام طويلاً قبلت أن تأخد تلك الورقة بعد أن سخرت منها كثيراً ، أخذتها لكي تسلمها إلى الدكتور ، عادت بعد شهر إلى البيت ، وأخذت توزع الهداية والحلوة على إخوتي الصغار ، وكنت اترقب ماذا ستحضر لي بعد ان أرسلت تلك الورقة ، ولكن خابت كل آمالي وتحطمت احلامي الصغيرة ، عندما اخرجت لي نفس الورقة لتخبرني بأن الدكتور ، ترك الجامعة وترك الجماهيرية بشكل كامل.

    لا أحد مكنم قد يتخيل صدمتي في تلك اللحظة ، ولا مقدار الخيبة التي أحسست بها ، والحزن الشديد الذي تملكني ،احتفظت بتلك الورقة كتذكار غالي على قلبي وكتمت كل ذلك في نفسي وكانت هنا النهاية .

    بعد عشر سنوات وبعد أن اعتقدت أنني نسيت تلك القصة وذلك الدكتور ، دخلت واتا ، ووجدت كتابات الدكتور كاظم ، كنت أقرأ أنا واخوتي أعجبني جهاده ، ودفاعه المستمين عن العراق وأبناء العراق كنت استمع إلى كلام كثير دائماً ، هذا الأسلوب قد مر علي من قبل ، هذه الطريقة وكأنني اعرفها ، هذا الشخص وكأنني التقيت به من قبل ، ومرت شهور وشهور ، حتى تحصلت على أيميل الدكتور كاظم من زميلتي وصديقتي وأختي الغالية : قاطمة باوزير .

    لتكون الصدمة من جديد ، ولكن هذه الصدمة مفرحة لدرجة انها قد ألغت كل ما قبلها ، وأعلم أن الدكتور كاظم عبد الحسين عباس ، هو نفسه ذلك الشخص الذي حلمت بأن أراه طويلاً ، وجدته بعد عشر سنين لأحقق مالم أستطع أن احققه أيام الطفولة ، وها انا أستاذي الكريم

    أقف بكل شموخ وأرفع لك يدي بالتحية والإجلال لك ولكل رفاق السلاح الذين جاهدت معهم ، ورفاق العلم الذين سطرت معهم بأياديك البيضاء الناصعة مفخرة الأمة ، أشرف التحايا ، أكبرها ، وأعظمها .


    وأنحني إجلالً أمام هامتك المرفوعة ، وقامتك السامقة ، وأرفع يدي بالدعاء إلى الله عز وجل

    أن يحميك ويحفظك من كل شر ، وأن يحفظ عراقنا العزيز المجيد من كل خائن غادر .

    فأرجوا أن تقبل مني هذه التحية .

    مع خالص الشكر والتقدير لكل من مر من هنا .

    التعديل الأخير تم بواسطة ياسر طويش ; 13/05/2009 الساعة 12:44 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •