إلى جيفار... والعقل يعشق قبل العين أحياناً
اسم غريب وجذاب وفكر متقد في لغة مبدعة، وحضور نفاذ مدهش، ثم غياب مليء بالمواعظ،
فتى لا نعرفه، لم نلتقيه [ ... بعد ] لم نصافحه لم نكلمه أو نهاتفه، ولو التقينا به صدفة في سوق أو مطار أو طابور ما كنا لنميزه.
بلا صورة فوتوغرافية، لكنه نقش صورته الأصيلة عبر كلمته الصادقة صدقا ثابتاً وأسلوبه الآسر ومنطقه الراجح.
رجل احتل قلوبنا عن طريق عقولنا. فأحببناه دون أن تراه أعيينا أو تسمعه آذاننا.
ثم اكتشفنا أنه كان فريداً مثل اسمه الجذاب؛
مثل سمكة ذهبية مضيئة بين أسراب القرش المتهافت؛
وبينما نحن منهمكون في الجدل حائرون في القول ... افتقدنا دخوله الحاسم وكلمته الفاصلة.
فاكتشفنا أن الموت كان ينتظره عند المنعطف السابق.
فتركنا منكبين على تعريف المعرّف ومفتونين في إعادة التعريف؛
وتائهين بين الأحرف والأرقام والحسابات الدنيوية بحثاً عن حلول بديلة هزيلة.
ارحل –يا جيفار- إلى برزخ السكينة والنبل والأرواح المطهرة!
واترك لنا التصدي لهذا المدى العابث بالحقائق والثوابت.
إلى روحك المحلقة في الأمجاد الخالدة ... راضية مرضية.
كل مشاعر التقدير والإعجاب والحب المنزّه.
من رجل عرفك ولم يعرفك.
احمد الفهد