عبد الغني بنكروم.
إنه ليحز في النفس أن يموت جهبذ من جهابذة موسيقى البوب في سن مبكرة . لكنه يحز في النفس أكثر حين يكون هذا الموت الإكلينيكي ناتح عن موت بطيء كان مرتكبوه زبانية الاستبداد والدجل السياسي الذين أزعجهم أن يكون مايكل ملكا وإن على جمهور موسيقى البوب، وأزعجهم انتماءه إلى الجانب الإنساني فينا وحب الطبيعة بنباتها وحيواناتها. هؤلاء القتلة هم الذين أوقفوا مسيرته الفنية وحاكموه بجريمة لم يرتكبها قط دامت فصولها عدة سنوات دون أن تبرئ ساحته. وحين برؤوه كان قد استنفذ كل قواه وأمواله . وسائل إعلام القذرة كالكلاب الضارية لا هم لها سوى مطاردة النجوم الذين رفضوا الخضوع لمنطق الاستغلال المالي . فكما ضايقوا مارادونا ونكدوا عليه حياته فعلوا نفس الشيء بمايكل جاكسون الذي عانى الأمرين من وحشية النظام الأمريكي الذي يفتك بأبنائه المتمردين بيد من حديد وقفاز من حرير وذلك دائما في إطار الديمقراطية الأمريكية الشهيرة.
كيفما كانت نتيجة تشريح جثة مايكل جاكسون فإن الأكيد أن سكتته القلبية إذا لم تكن بسبب تسميم في أكله أو شربه فإنها بسبب تسميم حياته ككل من خلال مطاردته في المحاكم ووسائل الإعلام الحقيرة. جاكسون مات مقتولا ليس لأنه أسود وكم من أسود لقي الحظوة عند أهل الحل والعقد الأمريكيين مثل خائن الضمير الإنساني أوباما، وليس لأنه مغني وكم من مغني رفعوه إلى أعلى مقام لأنه باع الإنسان فيه ليتحول إلى بوق رسمي أو بضاعة/أنثى يلبي الشهوات السادية لأصحاب السلاح والمال . إنه مات مقتولا ببطء لأنه غنى للحب المفقود في قلوب سادة زمن المباءة ولأنه قال مثلا: حذار! فإنكم ملوثون للبيئة ومجرمون في حق الضعاف ومفسدون في الأرض.
وداعا مايكل جاكسن . لن أعبدك ولن أحج إلى قبرك كل سنة. لن أدعي أنك من لا يخطيء، لكنني لن أنسى ولن ينسى أي نبيل أنك كنت إنسانا حقيقيا مما عرضك إلى كثير من أذى ديمقراطيو الزمن الأمريكي الرديء. وداعا مايكل جاكسن: إنهم لا يهتمون بنا !!

منقول من موقع دروب.
http://www.doroob.com/?p=37612