اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
ما هو سبب إطلاق لقب آية الله أو آية الله العظمى على بعض العلماء؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
معنى الآية في اللغة و المصطلح الديني:
الآية في اللغة هي العلامة الدالة على شيء، وآية الله هي العلامة التي تدُلُّ على الله، قال الشاعر: و في كل شيء له آيةٌ *** تَدُلُّ على أنَّهُ واحدُ.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴾ [1]
و قال جَلَّ جَلالُه: ﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ﴾ [2]
و معنى الآية كما قال العلامة المحقق آية الله السيد مرتضى العسكري (رحمه الله) فهي في اللّغة: العلامة الواضحة على شي‌ء محسوس، أو الأمارة الدالّة على شي‌ء معقول.
و في المصطلح الإسلامي قد تكون "الآية": معجزة من معاجز الأنبياء أو جملة من ألفاظ سورة قرآنيّة معيّنة بالعدد، أو فصلاً، أو فصولاً من كتاب اللّه تبيِّنُ حكماً من أحكام شريعته [3].
أما سبب إطلاق لقب " آية الله " على الفقهاء و المراجع فإنما هو لأنهم يُذَكِّروننا بالله و يرشدوننا إلى إتباع تعاليمه، و لقد رَوَى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال: قَالَتِ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى: يَا رُوحَ اللَّهِ مَنْ نُجَالِسُ؟
قَالَ: "مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ، وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ" [4].
و العلماء الفقهاء المراجع ( حفظهم الله ) هم من مصاديق هذا الحديث الشريف حيث أنهم يذكروننا بالله و يرغبوننا في إطاعته، فهم من آيات الله.
ثمَّ لا بُدَّ أن يُعلم أن لقب آية الله إنما هو وسام معنوي يقلده المؤمنون و ذوي الخبرة من العلماء كلَّ من وصل إلى مرحلة عالية من العلم الديني و الفقاهة و التقوى، و حملة هذا اللقب أو غيره من الألقاب المعنوية الأخرى لم يطلقوا هذه الألقاب على أنفسهم بل الآخرين هم الذين يطلقونها عليهم تقديراً لجهودهم و تضحياتهم و خدماتهم العلمية و ذلك لأنهم وقفوا جُلَّ عمرهم لخدمة الدين الإسلامي و الأمة الإسلامية ، و هم في الغالب لا يميلون إلى ذلك ، بل لا يذكرون أنفسهم إلا بأسماء مجرده عن العناوين و الألقاب ، بل يضيفون إليها ألقاباً متواضعة جداً، و تشهد أختامهم و توقيعاتهم في نهاية كتاباتهم على ذلك، و من تلك الأختام و التوقيعات التي يستخدمونها: العبد، الأحقر، أقل طلبة العلم، و غيرها.
معنى آية الله العظمى؟
أما بالنسبة إلى صفة العظمى التي تُضاف إلى لقب آية الله فهي للتمييز بين الفقهاء العظام المراجع أصحاب الفتوى و غيرهم من العلماء الذين ليست لهم رسالة عملية.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 306 .
[2] القران الكريم : سورة يس ( 36 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 442 .
[3] لمزيد من التفصيل، انظر كتاب: مصطلحات قرآنية.
[4] الكافي: 1/39، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
منقول
أخي الكريم الحاج بونيف
أشكر لكم هذا النقل الذي وضعته بين أيدينا
لنرى حجتهم في هذه التسمية من مصادرهم
فإن كانت وجهة نظرهم صحيحة عذرناهم في فعلها
وإن كانت وجهة نظرة لا حجة في الحقيقة عليها
بقي الأمر الذي أبديناه على ما هو؛
فهذه التسمية لا تصح وفيها جرأة على الله تعالى
ولذلك لا يجوز متابعتهم على وصفهم لأنفسهم بها
ولجلاء الأمر حتى نصل إلى قناعة مع أخينا الدكتور شاكر
سنفرد ردًا في دراسة استعمال مادة "آية"
ولكن لنا تعليق على هذا الدفاع الشيعي عن تسمية العلماء بآية الله
أولا: نحن نفرق بين مدلول آية لوحدها كلغة وبين مدلوها عند الإضافة والإسناد إلى الله تعالى
وثانيًا: أن كل ما ورد في القرآن الكريم من آيات هو متعلق بخلق الله تعالى أو أفعاله أو كلماته
ولم يكن هناك استعمال آخر للآية يخرج عن ذلك
والآيتان اللتان استشهد بهما هما من فعلان مسندان إلى الله تعالى ؛ في إحياء الأرض بعد موتها، وخلق عيسى عليه السلام من أم فقط.
وثالثًا: ان الاستشهاد بشرع ما قبلنا ليس فيه حجة علينا
مع ان الحديث في مغالطات تخالف شرعنا:
استعمال روح الله بدلا من روحًا من الله، وهذا لا يصح
واستعمال كلمة "منطقه" ليس من ألفاظ الأحاديث إنما هو من استعمالات المتكلمين
فوق أنه لا يعد عندنا حديث في شرعنا.
وعدم الاستدلال بغيره؛ ما يدل على وهن حجتهم في هذه التسمية
أما الربط باستعمال آية الله لأنهم يذكروننا بالله ويرشدوننا إلى تعاليمه فهو تعليل واهي وضعيف
فالأولى تسميتهم بالمرشدين والمذكرين ... بل أكثر هؤلاء يصعب الوصول إليهم إلا بإذن
وبقية القول هو تزكية لجهودهم في نظرهم للأخذ بصحة التسمية
وإنما جاءت هذه التسميات لأن في منهجهم مخالفة أهل السنة في كل شيء
ويجب استحداث أسماء وألقاب لعلمائهم يخالفون تسمية أهل السنة لعلمائهم ويرفعون فيها من شأنهم
فجاءوا بهذه التسميات افتراء على الله تعالى.