أخي الأستاذ عبد الحميد.
تحية خالصة،
وإنني إذ أشكر لك هذه الغيْرة العربية الأصيلة على العربية، وأحفادها،
لأتوجه لك بعميق شكري، وصادق محبتي، وأحب أن أُطمئنك إلى أنّ الأستاذ منذر هو والد لنا قبل أن يكون أستاذَنا، ويكفيه فخرًا أنّه استقطب الكرامَ أمثالَكم إلى هذا المنتدى الباعث على الفخر والثراء.
أسئلتك محقة، وليس من مجالٍ لحجب الشمس بغربال. يقتلني الاستغراب حين أقرأ: إن إدخال كلمة "هكذا" - تحت أي تركيب تعبيري - إلى العربية يهدف إلى تدميرها، وتجييرها للأجنبي، وهو عبث.... وغير ذلك كثير. ولو أننا وقفنا بتؤدة وأناة أمام ما وكر في رمال جزيرة العرب ونسائمها من ألفاظ العربية الفصيحة الأولى، التي لم نعد نسمع بها، ولا نقدر حتى على استخدامها، بل نعجز عن فهم معانيها، فإن فهمنا المعنى عدمنا القدرة على توظيفها في تعابيرنا، لأنها - حتى عند اللغويين - تبدو وكأنها من كوكب آخر، أقول: لو وقفنا تلك الوقفة لهالنا تهويلنا، ولطلبنا من أنفسنا الرحمة بأنفسنا.
إن لغةً يمكن تدميرها بلفظة جديدة، أو مستجدة، أو حتى دخيلة، هي لغة لا تستحق الحياة، فأين هذا الشؤم والتشنّج والرعب والتخوّف من لغة الضاد التي وسعت علم الأرض، وإعجاز السماء؟!
اقبل تحيتي.