آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: دور العواطف في حياة الإنسان

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,767
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي دور العواطف في حياة الإنسان


    كل يوم من أيام عمرنا، بل وكل ساعة من ساعات حياتنا نتأثر بالعواطف والإنفعالات النفسية. وبما أن القدر الأكبر من سعادتنا ونجاحنا في الحياة يتوقف على قدرتنا على التحكم بعواطفنا، فينبغي لنا التعرف على الكيفية التي تعمل بها تلك العواطف والتعريف بها.

    الصدمة العاطفية يمكن تعريفها على أنها حالة من الحراك أو الهيجان الشعوري أو الواعي الناجم عن حالات طارئة خارجة عن سيطرة المرء. لهذا السبب فإننا نغضب عندما نصاب بالحيرة أو الدهشة من تصرف لا يروق لنا ونبدي خوفاً وتوجساً في تلك المواقف التي تهدد أمننا وسلامتنا.

    في بعض الحالات يستعمل علماء النفس تعبير "العاطفة" إشارة إلى مشاعر الإرتياح أو الإستياء التي تكمن خلف تجاربنا اليومية.

    لقد أجرى علماء النفس دراسة دقيقة على طبيعة الإنفعالات، بدءاً من الحيوانات الدنيا، فلاحظوا أن الهر الذي يطارده كلب يبصق ويقبب ظهره وينفش ذيله وينفخ ويكشر ويكشف عن مخالبه و(يفنجر) عينيه بعدوّه ليرهبه.

    لكن العواطف أو الإنفعالات في الإنسان هي أكثر تعقيدا مع أنها لا تختلف كثيرا عن مثيلتها في الحيوانات. فالرضيع الجائع الذي يتقلب في سريره، والطفل في المدرسة الذي يتأتئ ويحمَّر خجلا، ولاعب الكرة الذي يضم أصابع يده بقوة إلى بعضها ويسدد ضربة محكمة إلى الحكم.. كل هذه تندرج تحت تأثير الحالات العاطفية التي تنطوي على انفعالات غير عادية تؤدي إلى تصرف تلقائي، قد يكون أحياناً غير منطقي، وغير محسوب العواقب.

    كلنا نعرف العلامات الجسدية للعواطف. فالشخص الذي يعاني من القلق النفسي الشديد يتصبب عرقاً. والغاضب يحمر وجهه ثم يشحب. الطفل الخائف يرتعد، مما يؤكد حدوث اضطرابات محددة داخل الجسد. فضغط الدم يرتفع والنبض يتسارع والتنفس تزداد وتيرته ويصبح غير منتظم وعملية الهضم تتوقف لأن الدم يتم تحويله من المعدة إلى عضلات اليدين والرجلين. أما الغدة الكظرية فتضخ كمية أكبر من هرمون الأدرينالين في الدم. وهذه الكمية الفائضة من الأدرينالين من شأنها المساعدة على تسريع ضربات القلب وتغيير التركيب الكيماوي للدم والتقليل من كمية السموم التي يحدثها الإرهاق والزيادة من سرعة تخثر الدم لدى تعرضه للهواء.

    هذه التغيرات تساعد الشخص في الحالات الطارئة فتهيئه إما للدفاع عن نفسه أو لتفادي الخطر بالهرب. الغدة الكظرية التي تعمل بكامل طاقاتها في تلك الحالات تساعد على الحيلولة دون التعب أو الإرهاق. وإن أصيب الشخص بجرح فإن التخثر السريع للدم يساعد على التئام الجرح بسرعة.

    ومن هذا المنطلق يمكن النظر إلى الإنفعالات على أنها طريقة جهزتنا بها الطبيعة لمواجهة الحالات الطارئة.
    كما أن العواطف تلعب أيضاً دوراً هاماً في إثراء حياتنا. فالصداقة والإستمتاع بالموسيقى أو الشعر أو بالأشجار والزهور هي نوع من العواطف التي نحسّ بتأثيرها في نفوسنا وننفعل بها ونتفاعل معها في وعينا. وكذلك حبنا للوطن ووفاؤنا لرفاق الدرب والتزامنا بمبادئ نؤمن بها... كلها لها تأثير عاطفي علينا بطريقة أو بأخرى.

    في بعض الحالات النادرة نحس بأننا نمتلك قوة خارقة فنشعر عندئذٍ أن بإمكاننا القيام بأشياء تتطلب مجهوداً استثنائياً، لم نكن لنصدّق أو حتى لنفكر بأننا نمتلكه. وحتى إنجازات العباقرة يمكن تصنيفها على أنها مزاوجة بين ذكاء استثنائي وتيارات عاطفية شديدة الزخم.

    وهكذا نرى أن العواطف تلعب دوراً نافعاً في حياتنا بالرغم من وجود جوانب ضارة لها أيضا. لقد لاحظنا كيف أن العواطف تساعد الإنسان على القتال أو الهروب، لكن في وقتنا الحاضر لا يمكن مواجهة المشاكل بالقتال أو الهرب بل بالمنطق والعقلانية. الضغوط العاطفية تعكر صفاء الفكر مثلما لا يمكن التفكير بصفاء عندما نقع تحت تأثير الخوف.

    العواطف القوية قد تنقلب إلى عقد نفسية ضارة تسبب للشخص صعوبات كبيرة ومضاعفات خطيرة (وقانا الله وإياكم منها ومن تبعاتها.)
    والسلام عليكم

    موضوع آخر عن التعامل مع القلق تجدونه تحت عنوان (قتلهم الخوف) على الرابط التالي
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=61360

    المصدر: موسوعات
    الترجمة: محمود عباس مسعود

    التعديل الأخير تم بواسطة محمود عباس مسعود ; 19/11/2009 الساعة 02:50 AM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •