اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد يوسف مشاهدة المشاركة
نما إلى سمعى أن الصواب أن نقول: التابور الصباحى بالمدرسة ولا نكتب الطابور الصباحى بالمدرسة على اعتبار أن الكلمة فى أصلها تركية وحين عربت فإن ما ناسبها هو التاء...فما هو تعليقك رعاك الله؟
تغيير الكلمات العثمانية تعريب أم تغريب؟

أخي السيد الحبيب،

آخر دولة للخلافة الإسلامية كانت هي الدولة العلية العثمانية، وكانت دولة مترامية الأطراف، وكان مركزها تركيا لذلك فقد كانت لغة التخاطب الرسمي فيها هي اللغة العثمانية جنبا إلى جنب مع اللغتين العربية والفارسية، علما بأن اللغة العثمانية كانت وليدا مشتركا ملفقا من اللغات الإسلامية والعثمانية الثلاث العربية والتركية والفارسية، وكانت تحتوي على نسبة كبيرة من الكلمات العربية التي كانت تتدفق إلى اللغة العثمانية بشدة وبكثافة وبسرعة كبيرة بسبب العاطفة الدينية الإسلامية التي كانت مسيطرة على قلوب وأفئدة الأتراك الحاكمين المسيطرين على دفة الخلافة في ذلك الوقت.

وبالإضافة إلى هذا، كانت اللغة العثمانية تكتب بالأحرف العربية التي يستخدمها العرب مع بعض التعديلات على بعض الأحرف غير الموجودة في الأبجدية العربية، لذلك لم يكن هناك أية مشاكل أو عقبات أمام انتقال الكلمات واستعارتها واقتراضها المتبادل بين اللغتين، فالكلمات عثمانية والحروف عربية والدولة إسلامية. وقد انتقلت هذه الكلمات إلينا وعربت بشكلها العثماني العربي، أما بالنسبة إلى لفظها فقد كان يتغير بما يتناسب مع الأصوات ومخارج الحروف العربية.

وإذا رجعت إلى الوثائق العربية والعثمانية قبل الاجتياح الصليبي للمنطقة الذي أنهى دولة الخلافة الإسلامية – العثمانية في بداية القرن العشرين، تجد أن كلمة (طابور) العثمانية مكتوبة بهذا الشكل (طابور)، فهي كلمة معربة، وحينما عربت لم يفكر أحد بتغيير حروفها بما يناسب العربية، لأن الحروف كانت بالفعل مناسبة جدا، وكانت تعبر بدقة عن اللفظ التركي العثماني الذي لا يختلف بحال من الأحوال عن اللفظ الأصلي.

لذلك فإن هذا الإدعاء هو ادعاء باطل وكاذب لغة وتاريخا، كما أن كتابة هذه الكلمة بهذا الشكل هي كتابة محدثة لا علاقة لها بالتعريب من بعيد أو من قريب، والذين يكتبونها بهذا الشكل لا علاقة لهم باللغة التركية أو العثمانية، وإنما هم يحاولون نقل حروف الكلمات التركية والتعامل معها مثلما ينقلون حروف اللغة الانكليزية ويتعاملون معها، وهذا أمر لا يجوز علما ولا منطقا. علما بأن هذا الأمر ينطبق على كتابة العديد من الكلمات التركية العثمانية المعربة، مثل كلمة (الإنكليز) التي عمد بعض الكتبة المصريين إلى تغييرها وتحريفها (لا تعريبها) برعاية المحتلين الانكليز في بداية القرن العشرين، بحيث تتناسب مع اللفظ المصري غير العربي (الجيم المصرية).

هذا هو رأيي وحد علمي، والله أعلم.

منذر أبو هواش