الصـــــــــرع Epilepsy

هذا المرض يصيب الجهاز العصبي ويتسبب أحيانا في فقدان الوعي والتشنجات ويستدل عليه بعدة أعراض. المصابون بهذا الداء يفقدون وعيهم ويطلقون صرخات حادة ويعانون من تشنجات في كافة أجزاء الجسم.

من أعراض هذا الداء ظهور الرغوة أو الزبد على الفم مع رجفة في الشفتين والخياشيم والعينين. النوبة قد تستمر من خمس دقائق إلى عشرين دقيقة. ومع التضاؤل التدريجي للتشنج يدخل المريض حالة من الغيبوبة العميقة بحيث يصبح صوت التنفس أحيانا عالياً كصوت الشخير.

هذه الحالة يتبعها نعاس طبيعي لفترات تختلف مدتها من شخص إلى آخر. النوبة قد تبعث الفزع والقلق في نفس المشاهد، أما خطرها فيكمن في قيام المريض بإيذاء نفسه جراء السقوط أو عض اللسان أثناء التشنج.

من غير الحكمة محاولة استعادة وعي المصاب باستخدام المنبهات القوية. بالإمكان حلحلة الثياب حول الصدر ورفع الرأس قليلا. كما يجب أن يحصل المصاب على كمية وافرة من الهواء النقي. أحياناً يحس المصاب بقرب حدوث النوبة من خلال سماع طنين في الأذنين وشعور بالإغماء أو الغثيان، وعدم القدرة على التنفس، أو من خلال إحساسات أخرى. لكن في معظم الحالات تحدث النوبة فجأة دون سابق إنذار.

نوبة الصرع الصغيرة petit mal هي أقل شيوعا. في الحالة هذه لا يسقط المصاب على الأرض، لكنه يفقد وعيه لثانيتين أو لثلاث، وعندما يعود لنفسه (يعاوده الوعي) لا يعرف أنه أصيب بنوبة صغيرة. أما الأشخاص الذين يعانون من النوبات الكبيرة grand mal فيعانون أحيانا من نوبات خفيفة أيضا مصحوبة بارتعاشات جسدية. ونوبة grand mal المعروفة أيضا بنوبة (تونيك كلونيك) يصحبها فقدان الوعي والسقوط وفقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة والتشنج الإيقاعي، وسببها هو إطلاق الدماغ لشحنة كهربائية غير عادية.

هناك نوع آخر من الصرع يعرف بالنوبة النفسية تشبه أعراضها أعراض الجنون، وغالباً ما يقترف المصابون بها جرائم خطيرة. في بعض الحالات تسبب الأورام الدماغية أو التهاب السحايا (أغشية الدماغ والنخاع الشوكي) مضاعفات خطيرة كالحركات التقلصية المتقطعة في منطقة محددة من الجسم.

هناك العديد ممن أصيبوا بداء الصرع وعاشوا طويلا وأنجزوا كثيرا خلال عمرهم المديد. والتاريخ يخبرنا عن أهم رجالاته ممن أصيبوا بهذا الداء مثل يوليوس قيصر وبطرس الأكبر ونابليون. وقد تؤدي نوبة الصرع الصغيرة في بعض الحالات إلى تعطيل القوى العقلية.

من مزايا نوبة الصرع الصغيرة تكرار حدوثها. نادرا ما يشفى المصابون من داء الصرع، أما السبب الحقيقي لهذا الداء فهو ما أعيا الأطباء على مر السنين. ويعتقد أنه ناجم عن مرض في المادة السنجابية أو الرمادية في الدماغ والنخاع الشوكي.

مراعاة النظافة والغذاء الصحي أفضل من اللجوء إلى العلاج بالأدوية، إذ أن أي نوع من العقاقير القوية بما يكفي لوقف الحركات التشنجية سيتسبب أيضا في فقدان الحيوية وهبوط الروح المعنوية. المرض هو وراثي وينبغي عدم السماح للمصابين بداء الصرع بالزواج.

هذه مجرد معلومات عامة، والأطباء هم خير مرجع بهذا الخصوص.


والسلام عليكم

المصدر: موسوعات
الترجمة: محمود عباس مسعود