اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قليل خديجة مشاهدة المشاركة
مجرد راي وبعد: في رايي المتواضع و انا طالبة جامعية و لست لابسة الحجاب (حتى لا اقول متبرجة لان هده الكلمة توحي بان هده المراة غير ساترة لنفسها و التبرج درجات) ان هدا الامر يعتبر حرية شخصية انا على اتم الاقتناع ان الله سبحانه و تعالى امرنا بالستر و الحجاب و هده قناعة لن تتغير ولكن امرنا قبله بالتقوى و الصلاح و اداء الواجبات الدينية فجل ما لاحظته هو الاهتمام بالشكل الخارجي دون الاهتمام بالدواخل رغم انه سبحانه يحاسبنا على ما في قلوبنا و على افعالنا قبل شكلنا و ان كانت المراة غير لابسة الحجاب لكن لباسها ساتر لها و هي صالحة وتقية فلمادا نحاسبها ونركز عليها و نترك تلك التي تدعي التقوى بلبسها الحجاب لكن دواخلها مفجعة و ما اكثرهن لدى يجب علينا تخطي الحكم بالمظهر الى الحكم بالجوهر مع عدم نكران و نسيان و التخلي على وجوب الحجاب كستر و حماية و احترام. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الأخت قليل خديجة

قبل كل شيء أريد أن أبين لك أنني لم أتجرد لمناقشة أو مناظرة ، وإنما أردت النصح لك كأخت مسلمة أغار على آخرتها كما اغار على آخرة بناتي.

أختي الفاضلة .. لو سألتك عن قضية طبية وأنت لست طبيبة ، أو سألتك عن وسائل تقويم اقتصاد شركة كبيرة منهارة وأنت لست اقتصادية ، فهل كنت ستعطين رأيا في ذلك؟
ستقولين : لا.

هل لاحظت أنك لم تتجرأي على إبداء رأيك في قضيية طبية ، بينما تجرأت على إطلاقه في قضية دينية (في رايي المتواضع و انا طالبة جامعية .........)!
وهذا ما وصلت إليه الأمة وللأسف حيث لايمتلك أحد أفرادها أن يطلق رأيه في قضية دنيوية ، بينما الكل يتجرأ على إطلاق رأيه بشجاعة وقوة في القضايا الدينية!
أهكذا يهون علينا ديننا ، ونتجرأ على أساسياته وأصوله!


أختي الفاضلة .. أحكام الدين صادرة عن الله سبحانه وتعالى ولا رأي لأحد في أحكامه ولا اجتهاد مع وجود نص. ولذا فإطلاق كلمة (في رأيي) حول قضية دينية من المسلمات فيه فيه جرأة على الله ؛ ولا تستغربي قولي : فالله يقول : هذا حرام ، ويأتي أحدنا ليقول : هذا حلال ، أفلا يضع هذا الإنسان نفسه ندا لله سبحانه فيشرع عكس ما شرع؟

الحرية الشخصية:
هــــل أنت حــــرة حــقــا ؟
هل تستطيعين رفض قدر ينزل بك؟
هل تستطيعين الامتناع عن الموت أو دخول النار إذا قضى الله بذلك ؟

يقول تعالى: (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) .. عبد ذليل صاغر يضع جبهته على التراب تذللا لله ويبكي وهو يسأله العفو والرحمة.

إذا أنت لست حرة. أنت عبدة ذليلة قال لك سيدك تحجبي ، فماذا ستفعلين؟
لو أن قرارا حكوميا صدر بوجوب الحجاب ، وسجن المخالفات ، هل كنت سترفضين هذا الاعتداء على الحرية الشخصية؟
وعجبت كثيرا من قولك: (انا على اتم الاقتناع ان الله سبحانه و تعالى امرنا بالستر و الحجاب و هده قناعة لن تتغير ولكن امرنا قبله بالتقوى و الصلاح و اداء الواجبات الدينية ..)
إذا كنت مقتنعة بأن الله أمرنا بالستر ، فكيف تخالفين أمرا صادرا من أعلى قيادة وأعظم سلطان ألا وهو الله؟!

وقد أمرنا بالتقوى: فما هي التقوى؟ أليس منها تحريم الحرام وترك فعله. أليس فعل الأوامر وترك النواهي؟
وقولك: (و ان كانت المراة غير لابسة الحجاب لكن لباسها ساتر لها و هي صالحة وتقية )
(نترك تلك التي تدعي التقوى بلبسها الحجاب لكن دواخلها مفجعة )

فكيف تكون تقية وقد تركت أمرا مفروضا؟ ومن قال إننا نحاسبها؟ الله هو الذي يحاسب .

وهل كل تاركات الحجاب تقيات ؟ وهل كل المحجبات دواخلهن مفجعة؟
هذا كلام مرفوض عقليا ، فكيف تحتج به طالبة جامعية ذات عقل مثلك؟

هل كل الوثنيين خونة وسارقون وكذابون؟ هل كل المسلمين ثقات وأمناء وصادقون ؟
أعيذك بالله من تفكير بهذا المستوى الذي ينحي العقل جانبا.


أختي الفاضلة ..
الفضيلة ليست مقترنة بزي معين ، والرذيلة ليست مختصة بزي معين. ولكننا أمرنا بزي خاص ، وبمخالفة الكفرة في الزي والمظهر وأساليب الحياة ، قال عليه الصلاة والسلام: (من تشبَّـه بقوم فهو منهم).
والنبي عليه الصلاة والسلام أمر أن يعامل الناس على ظواهرهم ، ويدع بواطنهم لله تعالى.


أختي الفاضلة .. الحجاب شعار ومظهر من مظاهر الدين ، وأختتم كلامي بقوله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.