ذكرى وذكرى

لقيني وكلي أسى وحرمان
ألى أين تذهب وأنت غضبان ؟

قلت :
إلى سلطان الزّمان

قال: أأنت مصاب بهذيان أم رأسك به دوران؟

قلت :
ستّة أيام أحارب مئات الغربان
جنتي التي كانت عدن
أصابها كسل ووهن
أشجارها للبوم سكن
هذا ما حصل مع الجيران

قال:
تحدث همسا فالسماء لها آذان
استشر أحدا وكافح مثل الشجعان
وابتعد عن قرع جدران الخزان
لأنها ستؤذي السلطان

قلت:
جراد لا يقتله دواء
فكيف بالبوم والغربان
سأذهب إلى السلطان
سيسمعني صاحب النيشان
ياربّ ياذا الجلال والتبيان
حنّن قلب السلطان

يا سيّدي الإنسان
ثلاث وأربعون حجّة أطوف البلدان
كبرت وشخت ورائحة البستان
لا زلت أشدو له كلّ الألحان
قوس قزح وكلّ الألوان
والماء سيّدي طوفان
بدره يسحر ليل الحيران
أطعم منه كل جوعان
يا سيّدي السلطان
أعيش في خيمة النسيان
وعتمة أنقذنا ياربّ يا حنّان يا منّان

.......... يا حاجب :
أشك في الرجل أنّه دوخان
لا بدّ أنه يهذي هذيان
كلّ هذا من أجل بستان
فمن يبكي على الأغصان ؟
خذوه إلى السجّان
يفكّ عنقه أو يقطع اللسان

قلت :
يا سيدي لا أنشد الاحسان
أريد أن أكحل عيني بالزيتون
والزّعتر والرمّان
أن أعود إلى البستان وأعمّر البنيان

فجأة دقت الساعة الرّابعة فجرا معلنة ميلاد يوم جديد