أحمد أم محمد

بقلم : د/ محمد فتحي راشد الحريري****************************
من الذي سمى الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم باسم "محمد" ؟

مع أن الله ذكر اسمه في التوراة والإنجيل بـ "أحمد" ؟

والسيد المسيح عليه السلام قد بشَّرَ به باسم أحمد بقوله تعالى :

{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ..} سورة الصف(6).

وللاجابة على هذا التساؤل المنطقي يجب ان نلاحظ اولا ان "محمد" و " أحمد" و "محمود" و " الحمد " كلها اسماء تنتمي الى الجذر الثلاثي العربي ( ح م د ) ، ثم علينا ان ندرك أنّ الذي سمى الرسول صلى الله عليه وسلم باسم محمَّد انما هم أهله وخاصة جده لان اباه مات قبل مولده ، وفي الحقيقة أن لكل مسمى من اسمه نصيبـا ، فالأنبياء صلوات الله عليهم نصيبهم من أسمائهم كامل تام لا نقص فيه ، علم ذلك من علم وجهله من جهله ...، فسيدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم سماه أهله بهذا الاسم والله صادق عليه في كتابه العزيز بقوله تعالى: {..مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ..} سورة الأحزاب (40).

وكذلك آية: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ..} سورة الفتح (29).
أو ان الله تعالى قد ألهمهم - اي اهله - ذلك بالوحي النفسي ، أي قذف في قلوبهم ان يسموه محمدا ....
ومعنى اسم محمد أنه جامع للمحامد كلها من كافة الوجوه السامية وهذا الاسم الجامع والمشتمل والمضمخ بالمحامد ينطبق على كافة الرسل ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم تميَّز عنهم جميعا بأنه أحمد منهم جميعاً لربه ولذلك كان النبيّ الخاتم .

ولقد سمَّاه تعالى بأحمد وهذا ما عَلِمَه سيدنا عيسى عليه السلام من ربه فقال:

{..وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ..}: فهو صلى الله عليه وسلم أحمد أي أنه صلى الله عليه وسلم فاق العالمين جميعاً بالحمد والثناء لله فهو أحمد الخلق بما فيهم الأنبياء والمرسلين العظام صلوات الله عليهم أجمعين فهو صلى الله عليه وسلم في الأرض محمد وفي السماء أحمد، والله عز وجل افتتح القرآن الكريم كله بالفاتحة وأولها " الحمد لله رب العالمين " ثم كانت سورة البقرة المفتتحة بحرف " ألم" بسورة البقرة، وهذه الأحرف رموز تشير إلى صفات النبي صلى الله عليه وسلم بحسب فهم بعض المتصوفة ، وما نرجحه ان فواتح السور أسرار ربانية ، هو وحده اعلم بالمراد منها وتأويلـهـــــــــــا .

وهكـــــــــــــذا فالحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم هو أحمد الخلق، بصدقه مع ربه ورسوخه بمعرفة الله ، رأى من كمالاته تعالى الكبرى، فحمده حمداً لم يبلغه غيره حتى من الرسل والأنبياء فهو أحمد الخلق جميعاً لله تعالى ومن بعده آل بيته الاطهار وأزواجه وصحابته الاخيار ، وما تطاول بعض الموتورين والحاقدين على آل بيته ونسائه هذه الايام الا خســـة وردّة وارتكاس حضاري وجاهلية جديدة ، يجب على العالم كله ان يتصدى له بحزم وألا نقف عند حدود الاستنكــار كي لا ينعموا بحصيلة خسّــــتهم وتفحشــهم ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .


--