أطفال سلوان رجال رغما عنهم..وقصة الاعتقال والرعب ترافقهم طوال حياتهم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



مركز إعلام القدس - ميسة أبو غزالة - خاص :-

القدس - الخميس 14 / 10 / 2010 :-


ربما لا يذكر أطفال سلوان قصة الشاطر حسن ولا يتحدثون عن أفلام الكرتون وقنواتها، فقصة الاعتقال والتنكيل وأفلام الرعب التي ترافقها لا تنتهي بمجرد الافراج بل تترك بصمة في ذاكرة الاطفال ترافقهم طوال حياتهم.
الطفل جهاد زيتون 13 عاما..الطفل سليمان عبد الرزاق صيام 11 عاما..الطفل عمران مفيد منصور 8 اعوام وشقيقه محمد يروون ما تعرضوا له، بحيث يفوق تصورهم ويتجاوز تفكيرهم، وينقلهم من خانة الطفل البريء الى خانة الرجل البالغ حتى لو لم يتجاوز العاشرة من عمره.

عمران منصور 8 اعوام يقول هو مستغربا مما حصل معه:" جاءت قوات كبيرة على المنزل فجرا واخذوني بينما كنت نائما ثم وضعوني في الجيب ثم الى المسكوبية وحضرت امي الى التحقيق، وكان المحقق يسألني من الذي ضرب حجارة على الشرطة في الشارع وهل كنت انت من المشاركين....؟؟"

أما شقيقه محمد اعتقل مساء أمس الاول اثناء مرافقته لصديقه جهاد زيتون بطريقهما الى الدكان قال :" كنت في طريقي أنا وجهاد الى الدكان لشراء الحاجيات وفجأة هاجمتنا مجموعة مستعربين بعضهم كان يرتدي الزي الشرعي، ومن بينهم شخص كان يرتدي تنورة ومصفف شعره الاصفر تسريحة، ثم وضعوا على رؤوسهم غطاء اسود اللون".

وتم الهجوم على الفتية الذين تواجدوا بالشارع وعددهم 3 ، وتم ضربهم بقوة وعنف ونقل احدهم "زيتون" الى مسجد حي بئر ايوب وتم وضعه في ساحته والاعتداء عليه بالضرب المبرح، ثم نقلوا جميعا بالجيب العسكري الى منطقة وادي الربابة وهناك تم انزالهم وعصب أعينهم وضرب بشكل، ونقلوا الى مركز تحقيق النبي داود حيث تم تصويرهم ثم الى المسكوبية، ثم تم التحقيق معهم كل على حدى بوجود امهاتهن".

وتم التحقيق مع الفتية حول الاحتجاجات التي وقعت في سلوان عقب استشهاد سامر سرحان، حيث تم سؤالهم على مدار اكثر من 5 ساعات متواصلة اذا كانوا قد شاركوا في القاء الحجارة على القوات الاسرائيلية، او اذا كانوا على علم بأحد من المشاركين.

وحسب الاطفال تم تهديدهم بالضرب في حال عدم الاعتراف.

أما الطفل سليمان عبد الرزاق صيام 11 عاما في الصف السادس قد اصيب برصاصة في قدمه وبقنبلة في عينه، بينما كان يلعب مع رفاقه امام منزله في سلوان.

الحركة العالمية للدفاع عن الاقصى

وأوضح رائد حلبي الباحث الميداني في الحركة العالمية للدفاع عن الاقصى ان هناك تزايدا في اعتقال الاطفال الذين هم اقل من 14 عاما في الاونة الاخيرة، ومن خلال لقائنا معهم عقب الافراج عنهم نلمس التأثير النفسي السلبي الذي ينعكس عليهم حيث الخوف من أي مستوطن اسرائيلي التردد في النزول الى الشارع اضافة الى الاثار السلبية على تحصيله العلمي وتراجع في علاماته اليوميه في المدرسة.

وقال:" ساعات التوقيف والتحقيق وايام الاعتقال هي بمثابة حاجز امام حياة الاطفال، ويشكل عدم استقرار وراحة لديهم".

واكد حلبي عدم وجود أي مبرر وفق القانون الدولي لاي قوة عسكرية بهدر حق الطفولة في الحياة والبئية الامنة، "والحرية والحياة" حقان مقدسان تكفلاهما كافة الاعراف الدولية، واسرائيل باعتقالها الفتية تخترق كافة تلك الاعراف وخاصة اتفاقية جنيف الموقعة هي عليها.

ويأمل الحلبي تدخل دولي لحماية الاطفال الفلسطينيين من ممارسات الاحتلال.

وشدد على ضرورة وضع برامج مناصرة والية خطاب دولية والاهتمام بالجانب الارشادي والتوعوي والاجتماعي عبر المؤسسات الفلسطينية لمواجهة الاثار السلبية التي يخلفها الاعتقال.

اللجنة العامة ضد التعذيب

من جهتها قالت بانا بدرانة مديرة الدائرة القانونية في اللجنة العامة ضد التعذيب ان اعتقال الاطفال لا ينتهي بالافراج عنهم حيث له الاثار السلبية قريبة وبعيدة المدى..مضيفة :"فمن خلال البحث الميداني في سلوان تبين ان الاطفال يعانون من اضطرابت بالنوم وتبول غير ارادي وعدم الرغبة في الخروج من المنزل لوحدهم، الرعب من الآخر، وتصرفات عنيفة داخل الاسرة وذلك يمتد معهم سنوات طويلة.

المحامية نشرين عليان: الاعتقالات في احياء القدس منافية للقوانين والانظمة والاسرائيلية!!

من جهتها أكدت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن في اسرائيل أن كافة الاعتقالات التي تنفذها القوات الاسرائيلية في احياء القدس منافية للقوانين والانظمة والاسرائيلية.

وأوضحت عددا من التجاوزات، منها الاعتقال منتصف الليل، عدم السماح للاهالي تحت جيل ال14 بمرافقة ابنائهم خلال جلسات التحقيق، عدم وجود مختصين للتحقيق مع الاطفال، تعرض الاطفال للضرب والتخويف والتعذيب-حسب شهادات اطفال اطلق سراحهم.

وقالت عليان :"بعد احتجاجات ومطالبات عديدة سمح لاحد الوالدين بمرافقة ابنهم القاصر في التحقيق لكن للاسف يمكن للمحقق ان يخرج بمجرد نظرة بين الطفل واهله بحجة-التشويش على مسار التحقيق.

وتسألت عليان :"ما هو سبب قيام قوات كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة برفقة الكلاب البوليسية باقتحام المنازل فجرا فهل الذي ستعتقله مجرما ويهدد أمن اسرائيل؟؟

وأشارت عليان الى شقيقيين من سلوان تقدما بشكوى ضد رجال الشرطة الذين قاموا بالتحقيق معهم واعتقالهم وفي الفترة الاخيرة، حيث قررت الشرطة اغلاق الملف ضد الشرطيين وقدمت لائحة اتهام بحق الشقيقيين.

حيز غير آمن.. تردي حالة حقوق الإنسان الفلسطيني في أحياء القدس

وكانت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل قد نشرت تقريرا بعنوان "حيز غير آمن" عرضت فيه صورة شاملة عن تردي حالة حقوق الإنسان الفلسطيني في أحياء القدس الشرقية خاصة تلك التي يعيش بها المستوطنون.
ويبين التقرير كيف ان الشرطة والبلدية وجهات رسمية أخرى تقوم بالتنصل من واجبها في الحفاظ على سلامة وحاجة جميع سكان المدينة بدون تمييز أو انحياز لطرف.

وتطرق التقرير في احد مواضيعه الى اعتقال القاصرين حيث أكد ان الشرطة تطبق القانون بشكل انتقائي على السكان، حيث تتجاهل شكاوى السكان الفلسطينيين وتنكل بأطفالهم؛ بينما حراس وزارة الإسكان الذين يحرسون المستوطنين يستفزون ويضطهدون السكان الفلسطينيين, وفي حالات متطرفة يستخدمون الرصاص الحي ضدهم.

كما يتضح من الإفادات التي وردت في التقرير أن الشرطة تتخذ إجراءات إشكالية جدا فيما يتعلّق بالأولاد المشتبه بهم برمي الحجارة تصل حدّ القيام بأعمال مخالفة للقانون والأصول المرعية، واتضح لجمعية حقوق المواطن من شهادات أدلى بها أطفال اعتقلوا في السنة الأخيرة، صورة قاتمة عن اعتقالات أولاد تم انتزاعهم من فراشهم في منتصف الليل، واقتيدوا إلى غرف التحقيق مكبّلين ودون مرافقة والديهم، كما تحدث الأولاد عن تحقيقات عنيفة ومُخيفة أجراها رجال شرطة ليسوا بمحققين مختصين بالتحقيق مع الأطفال.

وعلى الرغم من مراجعة الشرطة وقسم التحقيق مع رجال الشرطة بخصوص هذه الأساليب، إلا أنه يستمرّ هذا النمط من العمل في الأشهر الأخيرة، بل ويدعي الأهالي أن هناك ازديادا في حالات اعتقال الأولاد، بحيث تتم الاعتقالات بواسطة قوات كبيرة جدا من الشرطة و"حرس الحدود" الذين يٌقيمون حواجز في مداخل الأحياء وينتشرون بكثرة حول المنازل السكنية، ويتم اقتحام الأبواب، وفي بعض البيوت يتم إجراء تفتيش واسع وإحداث ضرر كبير لها، والظاهرة الأخطر هي تحقيق الشرطة مع أولاد دون سن12 عاما سن المسؤولية الجنائية، حسب القانون.

وزير الاسرى والمعتقلين... خلال الاشهر الماضية اعتقال 129 طفلا مقدسيا

وكان عيسى قراقع وزير الاسرى والمعتقلين قال في تصريحات صحفية أن سلطات الاحتلال شنت حربا واسعة الشهر الماضي في اعتقال الأطفال، حيث اعتقلت 120 طفلا أغلبهم من منطقة القدس والخليل، وأن معدل اعتقالات الأطفال سنويا 700 طفلا، وأن أكثر من 60 طفلا من منطقة القدس قد فرضت عليهم إقامات منزلية.

وأوضح قراقع أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2000 أكثر من 8000 طفل أعمارهم أقل من 18 عاما وأن أغلبهم تعرضوا خلال اعتقالهم للتنكيل والتعذيب والابتزاز وأجبروا على الاعتراف تحت التهديد.
وأدان قراقع انتهاك حكومة اسرائيل لكافة الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية حقوق الطفل التي تمنع سلطات الاحتلال من اعتقال القاصرين ومحاكمتهم في محاكم عسكرية وانتهاك حقوقهم الإنسانية.