في العصور الوثنية كان خيال الإنسان يبتكر ألهه لكل الظواهر الطبيعية المحيطة به: فهناك اله للمطر و اله للخصب والنماء وإله للبحر و الريح وهلم جر.
ولكن الديانات التوحيدية جاءت بعد ذالك لتكتسح هذه أللأساطير المختلفة. ويمكن القول إن عقيدة التوحيد كانت خطوة مهمة في الطريق الذي انتقلت به البشرية من مرحلة الأسطورة إلى مرحلة العلم الدقيق. فحين يسيطر على الكون و أحداثة اله واحد لا شريك له يسير الكون بنظام محكم وفقا لسنن دقيقة لا تختلف ليصبح الطريق ممهدا للنظرة العلمية التي تقول إن مسار الكون خاضع لقوانين علمية دقيقة تفسر مختلف ظواهره بدقة وبطريقة مقنعة للعقل الباحث الفاحص.
ومن هذا نخلص إلى أن النظرة الدينية إلى العالم ينبغي أن تكون اقرب إلى النظرة العلمية التي تؤكد خضوع ظواهر الكون لقوانين طبيعية ثابتة , منها إلى النظرة الأسطورية التي تجعل أحداث الكون خاضعة لقوى متعددة متقلبة و متعارضة .