اختبار في تنمية القدرات الذاتية ..
من خلال خبرات تربوية مكتسبة ومقتبسة أردت أن أختبر طلبتي الذين يتربصون في إطار تخصص تربية الطفولة الأولى – رياض الأطفال – البالغ عددهم 36 / من بينهم 03 ذكور والباقي إناث..في اختبار غير عادي ..غريب ،يختلف عن الأساليب المألوفة...
عرضت عليهم 3 قوائم :
1- قائمة للطلبة الممتازين الذين يظنون في أنفسهم أنهم أصحاب مستوى جيد وممتاز بإمكانهم الإجابة عن الأسئلة الصعبة...سميتها لهم بقائمة الأسئلة الصعبة.
2- قائمة للطلبة متوسطي المستوى الذين يعتقدون أنهم غير قادرين على حل الأسئلة الصعبة ..بإمكانهم الإجابة عن الأسئلة العادية التي لاتتطلب جهدا خاصا أو مذاكرة مكثفة...سميتها قائمة الأسئلة المتوسطة العادية.
3- قائمة للطلبة ضعاف المستوى ممن يرون أنهم محدودي الذكاء أو غير مستعدين للأسئلة الصعبة ولا العادية...علما أنني أشرت لهم بالأسئلة السهلة لا الضعاف..
أمرتهم بأن يسجل كل واحد منهم ذاتياإسمه على القائمة التي يختارها بطريقة حرة دون ضغط ولا تأثير
بعد ذلك أخبرتهم غدا سنجري اختبارا وسوف أعد أسئلة مناسبة لكل قائمة..
فعلا تعجبوا من هذا الأسلوب الفريد الغريب الذي لم يعتادونه طيلة مراحل تعليمهم المختلفة ..
فكان عدد أفراد كل قائمة كمايلي:
- قائمة الممتازين 07
- قائمة المتوسطين 15
- قائمة الأسئلة السهلة 14

حان موعد الاختبار، كل قائمة وضعتُ أصحابها في حجرة خاصة وفي مقعد منفرد منتظرين الأسئلة المناسبة لصنفهم وحسب اختيارهم..
حراسة مشددة غير عادية ..تعليمات صارمة للحفاظ على السير الحسن ..دون شرح للأسئلة..
قبل الشروع وفي حالة اضطراب بدا على بعضهم التردد طالبين نقلهم إلى قوائم أخرى..رفضتُ لأدربهم على عدم التردد ووجوب التفكير مسبقا قبل اتخاذ أي قرار..
وهم في حيرة بدأ الاختبار..شعر الذين اختاروا الأسئلة الصعبة بأن أكثرها ليست كذلك ، أما أصحاب الأسئلة العادية أي المتوسطة شعروا فعلا بأنها كذلك وتمنوا حسب تصريحات بعضهم لو اختاروا الصعبة ..
أما الذين اختاروا السهلة فوقعوا في اضطراب بين ندم ومن وجد أنها لم تكن سهلة..
علما أن حقيقة الأمر بأن الأسئلة كانت كلها من صنف واحد دون علم منهم..
- قائمة الأسئلة الصعبة أنجزوا الاختبار في 31دقيقة..
- قائمة الأسئلة المتوسطة في 38دقيقة..حيث سحبت الأوراق منهم..
- قائمة الأسئلة السهلة في 38 دقيقة..حيث سحبت الأوراق منهم..
الوقت المحدد 38دقيقة ..تم جمع الأوراق منهم..في غمرة حيرتهم أخبرتُهم بالنتائج المحصل عليها فدُهشوا ..وضعت لهم درجات كل صنف التي استحقها ..استغربوا بين متعجب وصامت وحائر...
التفتُ إليهم لشرح مجريات العملية وتحليلها جماعيا..حيث اكتشفوا:
- تشابه كل النماذج..
- منح القائمة الأولى علامة مابين 20و19.. ممتاز..
- منح القائمة الثانية علامة مابين 10و 12.. متوسط..
- منح القائمة الثالثة علامة مابين 01و02.. ضعيف..
احتج أصحاب القائمتين الثانية والثالثة..بعد نقاش وحوار وتأمل فيما كنت أهدف إليه اقتنعوا بعدل التقييم ..وأنهم هم أنفسهم الذين قيموا ذواتهم وبطريقة ديمقراطية ..حسب اختيارهم ودون إجبار..فتبين :
- الواثق من نفسه..
- المتشكك في قدراته..
- الشاعر بالضعف..

نماذج من آراء بعض الطلبة من خلال الإجابة عن سبب اختيار نوع القائمة والشعور بعد إجراء الاختبار؟
- القائمة الأولى :
- ك.مريم
اخترت هذا النوع من الأسئلة من أجل تقييم ذاتي لمعرفة مدى قدراتي ولم أندم عن هذا الاختيار.
- ه.عواطف
لا نتيجة خوف بل للاندفاع نحوا الأمام..استمتعت بها ..
- جهاد ب
اخترتها رغبة في الاستكشاف..ثقتي في ذاتي قوية..
- غ.عبدا لعالي
لأختبر مستواي..تقييم مدى معلوماتي المكتسبة ..
- القائمة الثانية :
- ع.حياة
اخترت هذا النوع لشعوري بأنني متوسطة في كل شيء،خفت من الأسئلة السهلة لبساطتها..تمنيت لو اخترت الأصعب لتقييم مستواي..
- س.جميلة
كنت أعتقد بأنني لن أستطيع الإجابة عن الأصعب..اعتمدت مقولة خير الأمور أوسطها..
- أحب الوسطية في كل شيء..
ش.سميرة
خفت من بساطة السهلة ومن خطورة الصعبة ..
- غ.زينب
أشعر أنني متوسطة في معلوماتي وفهمي وكل أموري...
لم أختر الصعبة خفت من المجازفة..
-القائمة الثالثة
- ت. كريمة
خفت من الوقوع في كمين نصبه لنا الأستاذ نظرا لعدم تعودنا على هذا النوع من الاختبارات..بعد الإنهاء شعرت بضرورة
تعلم درس آخر مهما في الحياة..
- ج.جبارية
وظفت العمل بالتدرج فاخترت البداية بالسهل..
- ب. عفاف
اخترت هذا النوع لقدرتي عن الإجابة تجنبا للصعوبة واختصار الوقت ..
- فاطمة
إحساسي بأن قدراتي لا تجيب عن الأصناف الأخرى..
-المناقشة والحوار
بعد سماع كل الآراء ومناقشتها بطريقة حوارية جماعية توصلنا إلى ما يلي :
1- قاعدة خير الأمور أوسطها ليست في كل شيء.
2- التخلص من التخوف.
3- تقييم الذات بموضوعية.
4- الإنسان ذاته هو المعني بتقييم ذاته قبل أن يقيمه الآخرون.
5- التفكير الجيد قبل اتخاذ القرار.
6- عند العزم واجب التخلص من التردد.
7- عدم الشعور الدائم بأن الإنسان لايصلح إلا في مرتبة دونية معتقدا بأن القدر هو السبب.
8- عدم التخوف من التجديد بدعوى عدم التعود.
9- الجرأة والاندفاع الإيجابي مطلوب للتطور.
10- الإدراك الجيد لسلامة مفهوم التدرج ومتى نسلكه.
11- التحدي للظرف الاجتماعي والنفسي العائق للوصول إلى مراتب أعلى.
12- تعود محاولات الوصول إلى الأفضل.
13- الحياة لا تعطينا إلا قدر استعداداتنا.
14- الإنسان ذاته لاغير مهما كانت درجته هو الذي يضع نفسه في الموقع المستحق.
15- من أراد أن يحصل على أعلى الدرجات في سباق الحياة عليه أن يكون مستعدا لأصعب الاختبارات دون خوف أو اهتزاز للثقة.
السؤال الأخير:
هل أنت جاهز عزيزي الطالب للاختبارات الصعبة ،أم أنك قررت المكوث في الصنف الذي اخترته ؟
محرز شلبي