أصرت على مغالبة النوم طيلة ساعتين، لا بد أن تطفئ نار شكها الليلةَ بيقين.
لما تأكدت أنه صار في مرحلة النوم العميق، فتحت في الظلام أزرار قميصه بأصابع راجفة، وقلب متوجس. وعلى حين غرة ألصقت أذنها اليمنى بجدار صدره المشَعَّر: خفقات القلب كانت واضحة، صافية، واثقة، عذبة.
لم تنم ليلتها من شدة الفرحة، وإنما باتت ترمق وجهه في ضوء القمر، وتداعب شعره برقة بالغة، وهي لا تني تبتسم وتتعجب: غريب أمر هؤلاء الرجال! لم أسمعها من فمه منذ شهر العسل، وقلبه يكاد يُجن من تَردادها كأنها ابتهال!!