عاثت بيَ الأيام ما دهاها
كأنّما صمتيَ سدَّ فاها
مضى شبابي حاملاً عناها
وهي تجرّ حكمتي وراها
من بخلها الكرام فيها جُوّعتْ
وضاع أهل العقل من غباها
ومنْ قلى من الحياة وجهها
فربما هوتْه في قِلاها
وإنْ مضى أبطالها عنها فما
منْ نجمةٍ تلمعُ في سماها
و لن يرى الإنسان منْ بهاها
أشرفَ من سيفٍ حما علاها
وإنْ ضياء الحق عافها فما
ترى سيبقى ثمّّ منْ عُلاها
للخيرِ كمْ دعوتها لكنّها
مالت لقول فاجرٍ دعاها
لو جنحتْ للخير في رجوعها
فربّما عاد لها نقاها
وربما إذا السقام عَمّها
كان لها من دائها دواها
لم يلقَ منْ خيْرٍ بها خَيّرٌ
وتُسعد الأوغاد في لقاها
ما رغبتْ عن خاسئٍ منعَّمٍ
بماجدٍ يأبى الغوى طواها
وكل عمرها فداءُ صارخٍ
من قبل حتى موتها نعاها
وأحمق الحمقى امرؤٌ إذا نأتْ
معرضةًعن وجهه أتاها
وإنْ طغى طاغ بها تبسمت
وإنْ علا فذٌّ بدا أساها
إنْ يك نبض القلب قد صالحها
فإنَّ صوت العقل قد جفاها
مازن عبد الجبار ابراهيم العراق