أكذوبة هيكل سليمان ، تكشفها الحقائق

لم يخلق على هذه الأرض من هو أجبن، ولا أكذب، ولا أحقر من أعداء الله اليهود ...

أما جبنهم، فيحاولون تغطيته بالتفوق العسكري ... لكن الله عز وجل رغم ذلك، وعد المؤمنين بالنصر عليهم بما استطاعوا من قوة ... أي حتى بالحجارة إن لزم الأمر ... وهي أدنى حدود الاستطاعة ... وهو ما يحصل الآن في ساحة الجهاد على ثرى فلسطين الطاهر.

أما كذبهم فحدث ولا حرج ... وما محاولاتهم للسيطرة على الإعلام الدولي، إلا لبث أكاذيبهم، من خلال كافة الوسائل ... حيث يتلقفها معظم الناس، لثقتهم العمياء بوسائل الإعلام، وبسبب عدم الاطلاع، وسطحية الثقافة، وقلة الإمكانات الفردية.

واليهود لا يكذبون ولا يزورون عبثا لمجرد الكذب والتزوير فقط ... بل إن الكذب والتزوير هو بالنسبة لهم أسلوب حياة ومنهاج عمل ... فهم أثناء فرض هيمنتهم بالقوة الغاشمة على أراضى المسلمين، يسعون إلى تزوير التاريخ والجغرافيا، محاولين دعم احتلالهم ووجودهم، وإعطائه الشرعية بأكاذيب لا اصل لها، لكنها -مع الأسف- تنطلي على العالم، وتنطلي على بعض المسلمين لاعتمادهم على المصادر الإعلامية الدولية المسيطر عليها صهيونيا، ولتبنيها من قبل القوى الاستعمارية المساندة لإسرائيل.

والمطلوب اليوم قبل الغد التصدي والمقاومة لهذه الأكاذيب التي اصبح يرددها حتى المخلصون من المسلمين، دون وعي أو إدراك منهم لزيفها أو خطورتها.

فكلنا نعرف أن حائط البراق هو أثر إسلامي بناه المسلمون، وأنه الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وأن علماء الآثار مجتمعون (حتى اليهود منهم) متأكدون من ذلك ... إلا أن الادعاءات والإيماءات اليهودية حول كونه جدارا بارزا من هيكلهم المزعوم أخذت مكانها في وسائل الإعلام الغربية، ورددتها -للأسف- كالببغاوات بعض وسائل الإعلام العربية.

كذلك الآثار الإسلامية التي أمر بإنشائها الخليفة العثماني المسلم السلطان سليمان القانوني كلها تقريبا، تم تجييرها من قبل اليهود، ودون أدنى حياء إلى الملك سليمان عليه السلام، وذلك من أجل دعم ادعائهم الباطل -طبعا- بأنه كان ملكا من ملوك فلسطين ... مثل إسطبلات سليمان في الحرم الشريف، وبرك سليمان ... وحتى مقام الشيخ يوسف القريب من مقام الشيخ غانم في مدينة نابلس ... احتله المستوطنون، وادعوا انه قبر النبي يوسف عليه السلام، وصدقهم العالم الذي اخذ يردد زورا وبهتانا هذا الادعاء، وبان هذا المقام مكان مقدس لدى اليهود ... رغم أن السامرة من يهود مدينة نابلس العربية ومواطنيها يعرفون حقيقة الأمر ... لكنهم وللعجب يسكتون ويصمتون!!! أما المكان الذي كشفه اليهود لنا على قمة جبل في البتراء، فلسنا نعلم إن كان مقاما لشيخ يدعى هارون، وربما كان يتوجب علينا أن نسأل المسؤولين عن السياحة في بلدنا -الذين سرهم هذا الاكتشاف- إن كانوا يعلمون. والظاهر أن المسؤولين لا يوجد لديهم أي مانع أو اعتراض، ما دام في هذا الأمر تشجيع للسياحة... والله أعلم ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

كذلك، الآثار البيزنطية في بيسان وغيرها، والتي لا تختلف عن آثار جرش، أصبحت هي الأخرى -وبقدرة قادر- آثارا يهودية، فتلك الكنيسة أصبحت كنيسا، وذلك المبنى يصبح كنيست (مبنى برلمان اليهود الديموقراطيين كثيرا !!!)، وما عليكم إلا التصديق.

أكذوبة الهيكل ... هيكل سليمان المزعوم ... وردت في كتاب البايبل الذي كتب في بابل بعد عام 568 قبل الميلاد ولفقت تاريخيا لما بعد عهد نزول التوراة ... هذا التاريخ كتبه اليهود، وهم في حال من الذل والسبي والاضطهاد، مما أوجد لدى اليهود ردة فعل وحقدا جعلاهم يختلقون حكايات من أخيلتهم، ليس لها أي أساس، ولا تعتمد على أي مصدر تاريخي.

ورد في الإصحاح السادس من سفر الملوك، أن سليمان بنى بيتا للرب، طوله ستون ذراعا، وعرضه عشرون ذراعا، وارتفاعه ثلاثون ذراعا، وأمامه رواق طوله عشرون ذراعا، وعرضه عشر اذرع، وبه محراب طوله عشرون ذراعا، وعرضه عشرون ذراعا، وارتفاعه عشرون ذراعا، كسي بالذهب الخالص، وأن بنائه استغرق سبع سنوات. أما بيت سليمان فقد كان طول رواقه خمسون ذراعا، وعرضه ثلاثون ذراعا، واستغرق بناؤه ثلاثة عشر عاما. هذا المبنى الخيالي اختفى فجأة، وكل هذه المساحات اندثرت، ولم يعد لها وجود. فهل كان هناك في مدينة القدس هيكل للملك سليمان الذي تشير كل الأدلة إلى انه عاش في اليمن، قريبا من مملكة بلقيس، ولم يعش في فلسطين؟ أم أن ذلك كله من خيال اليهود الذين كتبوا البايبل بعد مجيء سليمان بأربعماية عام؟

لا زال بحاثة الهيكل المزعوم، يبذلون جهودا مضنية في البحث والتنقيب، في منطقة الحرم الشريف من جهة، وفي كتبهم القديمة مثل سفر الملوك والمشنا وحزقيال وغيرها من جهة أخرى. أما أبحاثهم وحفرياتهم وأنفاقهم في منطقة الحرم الشريف، فلم تؤد بالتأكيد إلى أي نتيجة تؤيد ادعاءاتهم الباطلة، ولم يعثروا حتى الآن سوى على الآثار الإسلامية والبيزنطية التي تؤكد إسلامية وعروبة المكان. وأما محاولاتهم اليائسة والمستميتة والمستمرة من أجل مطابقة الأوصاف والمقاييس المتناقضة لهيكلهم المزعوم الموجودة في تلك الكتب، مع منطقة الحرم الشريف، فهي مثيرة للضحك، حيث يخرج كل منهم بشكل مختلف للهيكل المقترح، ويقوم كل منهم بأخذ ما يناسبه، وترك مالا يناسبه من معلومات ومقاييس. فقد جربوا كل أنواع الأذرعه (كوبيت). فهم أحيانا يجربون الذراع الكبير، وفي أحيان أخرى يجربون الذراع الصغير، ويجربون الذراع المصري، ونماذج أخرى من الأذرعه الموجودة لدى بعض المتاحف، ويحاولون تجاهل التناقضات الواردة في الكتاب الواحد، والتي تدل بشكل واضح على عدم صحة أومرجعية تلك الكتب. بل انهم يحاولون حتى الاستعانة بالصور القديمة للحرم الشريف والمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، ويعملون على تحميلها ما لا تحتمل من التفسيرات والتعليلات التي تصب في محاولاتهم المستميتة من أجل المطابقة بين الخيال والواقع الذين يريدون تغييره لمصلحتهم، بأي شكل وبأية وسيلة وبأي ثمن.

كلنا نعلم، واليهود أيضا يعلمون، أن خروج بني إسرائيل من مصر كان بحرا من خلال البحر الأحمر إلى الشاطئ الشرقي من هذا البحر، حيث أقام موسى فترة في الصحراء (البرية) هناك، ولم يكن خروجهم برا من خلال صحراء سيناء. وبالتالي لم يتجه قوم موسى اليهود إلى فلسطين، بل إلى جزيرة العرب، أرض كنعان، حيث أمرهم موسى بالذهاب من ذلك المكان، والاتجاه جنوبا، فقد ورد في الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن موسى قال لقومه: (اذهبوا من هنا إلى الجنوب، واصعدوا إلي الجبل، وانظروا إلى الأرض كيف هي) وقال لنفر من قومه أيضا: ( اصعدوا من هنا إلى الجنوب، فتجسسوا ارض كنعان التي تفيض لبنا و عسلا) أي أن موسى لم يوجه رجاله إلى شمال الجزيرة العربية، وانما إلى الجنوب باتجاه اليمن التي كانت أرضا خصبة غنية بالزراعة والأثمار، والتي كانت بالفعل تفيض لبنا وعسل حسب ما ورد في المراجع التاريخية للرحالة الجغرافيين العرب وغيرهم. وبناء على ذلك، فقد كان تيه بني إسرائيل في صحراء الربع الخالي، ولم يكن في صحراء سيناء. وقد نزلت التوراة على موسى بعد خروجه من مصر، عند الجبل الذي لم يكن بعيدا عن المكان الذي أقام فيه بنو إسرائيل في الجهة الشرقية من البحر الأحمر، قرب بحر فاران، قبل مجيء الملك سليمان بأربعماية عام.

ونقول لمن يصدق الادعاءات اليهودية حول هيكل سليمان المزعوم أن أدلة كثيرة في القران الكريم تشير إلى أن الملك سليمان كان مقيما في اليمن، وانه لم يكن مقيما في فلسطين. فوادي النمل وعين القطر اللذان ورد ذكرهما في القران الكريم، لا زالا موجودان في اليمن حتى الآن، كما يرد ذكرهما في كافة المراجع الجغرافية القديمة التي جرى تأليفها قبل ما يزيد عن الألف عام. وهدهد بلقيس لم يكن ببعيد عن قصرها في مأرب باليمن. كذلك بالنسبة للريح التي سخرها الله سبحانه وتعالى لسيدنا سليمان (وسخر له الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي بارك الله فيها) فهذه الريح كانت تأتي من عند سليمان وبأمره إلى فلسطين الأرض التي بارك الله فيها مما يدل على أن سليمان لم يكن من سكان فلسطين أو القدس. فأين سليمان من فلسطين ومن القدس ومن الهيكل المزعوم؟

كما انه لم تكن هناك تعليمات لدى سليمان أو لدى بني إسرائيل ببناء أي هيكل أو معبد أو مذبح. و انما قد يكون أقام مسجدا للعبادة مثل كل دور العبادة لدى كافة الأديان.

على كل واحد منا واجب التصدي لمثل هذه الأكاذيب في كل مكان، وخاصة على الإنترنت، حيث تكثر المواقع الصهيونية التي تقوم ببثها، والتي ينبغي علينا مراقبتها، ومحاربتها، وشكايتها، والتسبب في منعها، لان الكثير منها ينتهك حقوق الطبع والنشر، وهي الطريقة الأفضل لاخراجها من الشابكة العالمية، ومضايقتها باستمرار.


بارك الله بمن أرسلها لي على الايميل , وجزاه الله خيرا ...
.