((الشدو الأخير ))
*ريبر هبون
عبثاً أتابع في الجهات مصائري
وأسير أظفر بالجنوب يقودني نحو الشمال
ويستغل فراستي..
حيث ارتدت آفاق أحلام هوت في حيرتي..
معراج صمتي عاثر وسط الدجى
في ذات عشق قد تمادت سكرتي ألماً
فسارت في الدروب كنملة مسحوقة حتى النخاع
تفتت القمح الهزيل بلا رجاء وحدها
فيك اختفت أولى صباحات الضياء
فقررت ألا تعود مع المغيب إلى شواطئ صحوة مزعومة
آنست صوتك في الظلام
أميرة الالام
إنك دهشة كبرى بحجم الجام
فاقتلعي سكونك وانتشي بالخمر
سيري وارتدي شال الطيوف
لأنك الفزع الخفيف بخافقي
آنست روحك من دجى صمتي اللجوج
فهات ثغرك
هاتها بحرارة
في هذه اللحظات نحيا
إنما من دونها قد نعتلي وهم الزمان بعمرنا!!
لا تقتفِ ذات الهواجس يا دعابة ياسمين نازف
لا تقتفِ ظلاً لوقت قد مضى
ورداتنا لم تندثرْ...
فيها العبير الأزرق المنفيِّ في التعب الشهي ضجيعتي
لا تكتفِ بالغيرة الصفراء مثل ملامحي وقت الغياب
وترقبي المطر الحنون
تأملي العزف الحزين بآهة شرقية
فالصمت في حرم الغياب فضيلة
ولأنني رعد بلا مطر
سأبقى هائماً متكوماً بين الزوايا داكناً كغمامتي
أبقى أسير على الرمال مشرَّداً
وحدي أهيم مجدداً
ومردداً ألم التسكع في الجهات الخاوية
أمشي على الطرقات أسخر من جنون الليل
أسخر من خرير الماء
لا ألوي على أثرٍ هنا...
وسأتبع الشلال خلف النهر أرقب وجهك المعسول بالوعد الخبيث ولا أرد طيوفه!!!
هرمت هنيهات اللقاء فأسرعت خيطانه خلف المغيب
فهات ثغرك سوف ننسى كل شيء خلفنا ..
قبلاتنا الحصن الحصين لقلعة العشق التي رممتها وحدي هنا...
رغم الفناء نلمُّ صرختنا وننسى طعنة الأحزان في هذي الهنيهة
فاستردي من جديد صبوتي
لم تتعبي أبداً
ها قد رأيتك يا طفولة نبضتي
لم تتعبي أبداً فهذي الروح عائمة على النهر الصغير
تسللي في لوعتي وخذي استراحتك البطيئة في دمي
تهوى أن تكللنا المياه بموجها..
نحن ارتداد العشق في زمن التبخر والجليد
ونحن آهات الفنون جميعها
لن تحزني مازال نبضك هاجساً للحزن والألم العدو فغردي
لم تنطفئ شمعاتنا
فدعي النبيذ على شفاهك وارشفي حزني على ثغري أنا؟!!
ودعي الخوابي في دماءك تستقل مراكباً
لتسير في ثملي أنا؟!
تروي فصول فجيعتي
وتثير عطر بحيرة شاخت على قبلاتنا
كنا نجول ونكتوي ولعاً بقرب ضفافها
هات اشتياقك إنه الشدو الأخير
فلن تعود مراكبي من بعدها
فدعي براكيني تبوح بما بها...

دوميز-30آب-2013م