معلقة على الجسر المعلق
الجسر المعلق بدير الزور بناه الفرنسيون وتم هدمه من قبل بشار الأسد :

هاتي دنانك وانصتي لكلامي
يادرة جبلت على الإكرام
هاتي دنانك واملأيها واسكبي
لاتعرف الصهباء كنه الظامي
هاتي معتقها فإني مغرم
والشعر يسرج خيله بمدامي
هيا أديريها ولا تترددي
شبح المعلق ماثل قدامي
صرح تعلق في شغاف قلوبنا
ونمت محبته مع الأيام
خال على خدا الفرات بهاؤه
وشموخه في عزة وتسامي
دونت أحلى الذكريات بقربه
ونسجت فوق حباله أحلامي
يتسامر العشاق في جنباته
يهدي السراة بليلة الإظلام
بالأمس كم غنت عليه بلابل
مسرورة بعذوبة الأنغام
واليوم صوت النائحات يهزني
في غمرة التقتيل والإجرام
أرداه تجار الردى بقذيفة
قد حولته بلحظة لركام
شلت أيادي من تجرأ واعتدى
ويمين من أومى وكف الرامي
ديرية القسمات لا لا تحزني
لاتنفقي الأوقات بالآلام
لاتقنطي ودعي التألم والاسى
وتأملي في صولة الضرغام
هي عصبة للشر تنفث حقدها
قد لفحت بالخبث والآثام
وصلت إلينا من سلالة حاقد
وتجذرت بتعاقب الأيام
قدهزني ألم المصاب وهدني
فخرجت عن روح المقام السامي
فنسجت قولي في بهاء خريدة
تهب الضياء لثغرك البسام
وكتبت رائعة المعلق من دمي
لأحد من وجعي العميق الدامي
لاتتركيني للحديث بقية
فإلى جوارك قد نصبت خيامي
وترقبيني في فصول قصيدتي
كي تدركي صور الوفا بكلامي
قد يمزج الشعراء في خلواتهم
بين الخيال وصهوة الإلهام
فالشعر موهبة عليك ثناؤها
ولهيب اشواق وشدو حمام
الويل والعثرات إن أهملتها
تمسي كمقدام بغير حسام
والمجد كل المجد بوح صادق
لقصيدة تمشي على الألغام
الشعر راودني وهذي خلوة
في ليلة ثكلى بغير نيام
شيطان شعري قد جفاني غائبا
لقطيعة مرت من الأعوام
صادفته عرضا بليل حالك
وغمرته بتحيتي وسلامي
وسألته عن حاله ومآله
أثنى علي مبالغا إكرامي
عاتبته عتب الصديق لخله
ومرافئ الذكرى تلوح أمامي
لاطفته ودنوت منه ناصحا
ودعوته جهرا إلى الإسلام
لبى ولكن كان يجذب حسرة
ممزوجة بمرارة الآلام
فأجابني والآه تخنق صدره
إن الذي تعنيه يسكن هامي
والله لوعلم الطغاة بقصتي
سيكون في ساح الردى إعدامي
هم جندوني مخبرا في صفهم
نزعوا حيائي أمسكوا بزمامي
سرقوا مزاجي واستباحوا عورتي
وتلطخت بسوادهم أيامي
لم ألتمس يوما حياة حرة
أوراحة أو لذة بطعام
ناهيك عن قصص يهول سماعها
ومشاهد لم تجر بالأفلام
هم علمونا كيف نحيا سذجا
بقيادهم كبهيمة الأنعام
يتملك الفرس المجوس زمامهم
وبخلفهم نفر من الأقزام
مابين حزب اللات وزع مكرهم
وموائد السفهاء بالآثام
بشار خادمهم نمت أحقاده
وشراذم من زمرة الظلام
ياصاحبي أولاء لامولى لهم
يستذكرون الله في الأوهام
قصفوا بيوت الله لم يترددوا
وتسابقوا للفتك والإجرام
قتلوا الأجنة في البطون وأوغلوا
في غيهم وتلذذوا بحرام
خاطبته ودع أذاهم وانصرف
وانشق عنهم والتجئ لمقامي
فرنا إلي بنظرة مكلومة
ودموعه مزن السحاب أمامي
غادرته والآه تنهش أضلعي
وقوافل الحسرات ملء عظامي
يارب سامحني وهون زلتي
يارب عفوك شدني إلهامي
فخرجت عن خط السراط لبرهة
كي يفقه النجباء روح كلامي
حتى الشياطين التي تغوي الملا
صارت تطاردها عصا الحكام
واعود أبحر سائلا متعجبا
هل من حكيم يبتغي إفهامي
هل أصبح الحكام أكثرسطوة
من شر إبليس على الأقوام
وطني حبيبي عزتي ومقامي
ياساكني في يقظتي ومنامي
الشام أرض الله نالوا طهرها
وتلفحت بالحزن والآلام
ضاعت مفاتنها وأجدب روضها
بين الرعاع وسطوة الأزلام
حاراتها قد غلقت أبوابها
وتغص بالثكلى وبالأيتام
ماذا يقول مخنث قد جاءنا
من حجر غانية ونسل حرام
ماذا جرى في الكون حتى أجدبت
كي ينصت الشرفاء لابن لئام
صارت بلادي ضيعة صفوية
عجمية الآمال والأحلام
يحيا بها الشهم الشريف بذلة
ورخاؤها للحاقد النمام
يتجول الفرس المجوس بعرضها
قد لوثوا بالعهر كل مقام
نقموا عليها شوهوا تاريخها
ملئت بآلاف من الأصنام
هبل هنا بشار يلثم خده
والجعفري بحضنه مترامي
وهناك رأس دحرجوه لحافظ
مابين مزبلة وكوم (صرامي)
ورأيت تمثالا لباسل مسندا
متهالكا ومزنرا بسخام
كذب وتسفيه وسطوة حاقد
وأراذل في جوقة الإعلام
يتسابق اللقطاء في أرجائها
مابين كلب السوق والرمام
عمران أقذرهم وانذل جمعهم
يتصدر الندوات كالحاخام
والجعغري تلوح في قسماته
أحقاد كسرى في القديم الدامي
في مجلس الأمن العتيد مقامه
متأهبا كمدافع ومحامي
وهنا بثينة حرقة بلسانها
كالعنزة الجرباء دون لجام
تترنح الكلمات في خيشومها
وكأنها معتلة بزكام
اما المعلم قد تقدم كرشه
لوليمة بزريبة الأغنام
كالفيل ينعم بالغباء مغفلا
فتكت به علل من الأورام
خلطوا له بعض الشعير نخالة
نالوه بالتقدير والإكرام
وهنا شحاذة لاشريف بطبعه
كالبهلوان يغوص بالأوهام
والحافظ المقبور أرسى صبغة
صفوية الأحقاد والآثام
ملأ البلاد نذالة وسفاهة
غرس الفساد بفكره الهدام
وتلاه بشار يخط لنهجه
صور الضلال بحقده المتنامي
من أربعين ولم تغادر طلقة
صوب العدو وعصبة الإجرام
قد دجنوا الأسد الهصور لنعجة
غربية الأطوار والإفهام
ناديت أهلي في عموم ترابها
أن أقبلوا فالساح طوع همام
فتفجر الغضب الدفين ملاحما
عربية البصمات والإبهام
من قاسيون شدوت حلوقصائدي
وأزحت عن سر البيان لثامي
أبحرت من درعا بطهر حدائها
وأطلت في حمص الوليد مقامي
وعرجت للشهباء ألثم تربها
لأبثها من لوعتي وغرامي
للاذقية والأحبة وجهتي
وبإدلب الخضراء صك هيامي
شرقا إلى الوادي الأغر وأهله
ومرابع الأخوال والأعمام
عانقت كل مدينة سورية
ورفعت فوق هضابها أعلامي
ونسجت حبا صادقا يمتد من
شط الفرات إلى دمشق الشام
ياللقصيد إذا تفجر صادقا
نفذت حروف بيانه كسهام
ياأيها التاريخ سجل ماترى
وثق سطور العز بالأقلام
اليوم معركة الفخار نخوضها
فيها أرى النصر المبين أمامي
راياتها الغراء تخفق عزة
مشفوعة بالفارس المقدام
وغدا سنقرؤها سجلا خالدا
عما مضى من غابر الأيام
للديرمنزلة بأرض الشام
كبرت على طهر بكل مقام
واحاتها الخضراء جنة خالقي
وبسفرها الموروث أرفع هامي
لكتائب شقت طريق نضالها
بين الصفوف بعزة الإسلام
لملاحم الأبطال في سوح الوغى
للفجر يلثم غرة الأنسام
يبقى المعلق شوكة بحلوقهم
ومنارة للحب والإلهام
سنعيده مجدا فراتي الهوى
للضفتين مطرزا بوسام
أطلقت للنصر المبين قصيدتي
وتزنرت بوشاحها أحلامي
شعري على الأوتارشدو عنادل
لكنه في الساح ضرب حسام
نبع أنا منه الحروف تفجرت
من فرحها وردا على الآكام
وعبرت آفاق المدى متألقا
بين النجوم وزحمة الأجرام
إني زرعتك وردة جورية
تتوسد الآهات بين عظامي
لليل عندي ألف ألف حكاية
كم كنت ألجأ للرقى لتنامي
ستون عمري لم تزل زوادتي
ألق الحروف وصبوةالأقلام
ونقوش بابل تزدهي بقصائدي
وبراعتي شمس على الأهرام
أنا شاعر الثوارحين أوارها
يشتد أدرك غايتي ومرامي
أنا إبن ترقا لافخار وإنما
روحي مجندة لأهل الشام
أوبعد هذا تسأليني من أنا
وأنا الذي طفح المودة جامي
هيا تمني يايراع بلاغتي
وتدللي وترفقي وتسامي
فغدا بأرض الدير تزهر جنة
وأنا وأنت بروضها المترامي
هلا عرفت من أنا ياحلوتي
لك في الختام تحيتي وسلامي