لك إلهي أناجي مستغيثْ

بقلم: حسين أحمد سليم

إلهي و ربّي و خالقي...
أنتَ الأوّلُ قبلَ كُلِّ شيءْ.
أنتَ الآخرُ بعدَ فناءِ كُلِّ شيءْ.
أنتَ البدايةُ قبلَ بدايةِ كُلَّ شيءْ.
أنتَ النّهايةُ بعدَ نهايةِ كُلَّ شيءْ.
أنتَ الألفُ و الباءْ.
و أنتَ الهاءُ و الياءْ.
أنتَ روحُ الأبجديّةْ و أنتَ صوتُ الهجائيّةْ.
أنتَ المَنْهلُ المَعينْ و أنتَ المَوئلُ المُعينْ.
أنتَ نورُ السّماواتِ و الأرضْ.
عِبادتُكَ فريضةٌ و فرضْ.
أنتَ النّورُ الأزليُّ الذي يهدي إلى التي هي أقومْ.
أنتَ النّورُ الأبديُّ الذي يُضيُْ صُدورنا و بِهِ ننعمْ.
قُلوبنا لَكَ تَهوىَ فوقَ كُلِّ هَوىَ.
و عُقولنا مِنكَ تُروىَ فَوقَ كُّلِّ رُوىَ.
و نُفوسنا بالإيمانِ تَقوىَ فَوقَ كُلِّ قِوىَ.
بِكَ نتعاظمُ فَوقّ كُلِّ عَظمةْ.
وَ بِدونِكَ نَتهاوىَ إلى دَركاتِ الحُطُمة.
مِنْ وَحيِكَ نَستجْليَ العِبرْ.
فأمينُ وَحيِكَ صادِقُ الخَبرْ.
آياتُكَ تتجلّى في الوجودِ أمامي.
و أنتَ وَحدَكَ وَحدَكَ رَبّي و إمامي.
مودّتُكَ وَ رحمتُكَ هَدِيّتُكَ و هِدايتي.
و غُفرانُكَ و عدْلُكَ هَدَفي وَ غايتي.
كَمْ أتوقُ شوْقاً لِهُداكْ؟!.
وَ كمْ أنْعُمُ اطمئناناً لِهداياكْ؟!.
سَدِّدْ بالحقيقةِ بَوحَ قَلَمي.
و شَدِّدْ بالاستقامة مَساراتَ قَدَمي.
و ارفع لِلعُلا خَفّاقاً عَلَمي.
وَ حُلَّ روحاً شفيفةً في دَمي.
انفح روحي بأنسامِ التَّقديرْ.
و انْفُخْ نفسي بِومَضاتِ التّنويرْ.
أتضرّعُ إليكْ لا تلفحْ قلبي بِلفحاتِ التّعكيرْ.
و لا تحرُقْ نفسي بِنيرانِ التّوتيرْ.
و لا تُرهِقني بأثقالِ التّكديرْ.
أدِّبني بِمكارِمِ الأخلاقْ.
و ساعدني كيْ أُحَقِّقَ ألتّحرّرَ بالإنعتاقْ.
و لا أَسقُطَ في الدّركاتِ بالانزلاق.
اشرح لي صدري لأسمعَ ترانيمَ الحقِّ بِصوتِكْ.
و ارحمني حتّى لا أتعذّبَ بأنينِ الألمِ من سوْطِكْ.
آمنتُ بِرسائِلِ السّماءِ إيماناً راسخاً لمْ و لنْ و لا يتزعزعْ.
فأشرقتْ في صدري الحقيقةُ و الإيمانُ شعْشعْ.
الحّقُّ أملي المّرتجى عنهُ لمْ و لنْ و لا أتزعزعْ.
مهما قصفتْ حولي الرّعودُ و البروقُ و الرّياحُ الزُّعزُعْ.
ألهمني نِعمةََ القناعةِ و الصّبرِ و رضاكْ.
و لا تسومني مُرَّ العذابَ بِعصاكْ.
أسبِغْ عليَّ روحَ نِعمتكْ.
و أبعِدْ عنّي رِيحَ نَقمتِكْ.
طّهِّرّْ نفسي و اقتلِعِ الشّرَّ مِنّي.
و أبْعِدْ الوسواسَ الخنّاسَ عنّي.
تَعهّدني في ثمراتِ عقلي.
كما عهِدتني في ثمراتِ حقلي.
منْ آمنَ بِكَ لمسَ ندى راحتيكْ.
و منِ توكّلَ عليكَ وجدَ النّعمةَ في عيْنيْكْ.
أنتَ للمؤمنِ الغِنى و الكنزْ.
و أنتَ العزاءَ و العِزّْ.
منْ آمنَ بِكَ ولجَ نعيمَ الدّارْ.
و منْ كفرَ بِكَ سقطَ في جهنّمَ و انْهارْ.
أنتَ باعِثَ السُّحُبِ و الأمطارْ.
و أنتَ مُجريَ المياهِ و الأنهارْ.
أيُّها الرَّبُّ الهادي.
رِضاكَ أملي و مَرادي.
أيُّها العادلُ المُعزّي.
أنتَ ثروتي و عزّي و كنزي.
أنتَ العظيمُ الجبّارْ.
يا خالقَ دُجى الليلِ و ضِياءَ النّهارْ.
لَكَ أنحني بِخضوعْ.
و إليكَ أُصلّي بِخشوعْ.
لا يفهمْ أسراركَ إلاّ الأنبياءْ.
و لا يفقهْ آياتُكَ إلاّ الأتقياءْ.
وَحْدَكَ منْ يُشدِّدْ عزائمَ الخائرينْ.
و وحْدَكَ منْ يُرشِدْ عقولَ الحائرينْ.
الوحيُ على أنبيائكَ المختارينْ.
هديٌ لِعبادِكِ المُخلصينْ.
تقبّلْ أعمالنا بالجِهادْ.
و جهادَنا بالاستشهاد.
و استشهادَنا بالشّهادْ.
يا ربَّ العِبادْ...