يا حبيبي يا قحطاننا، ألم أقل لكم ألا تثقوا في القواميس؟ صدقني أنها مضللة، وغير دقيقة. وقلت أيضا أن في رؤوسنا قواميس ذهنية (خبراتية خلاقة ومتجددة) تتفوق على القواميس الورقية والألكترونية. وأقول لك، ولجميع من ساهم في لعبة التحدي الفكري هذه، بأن منهجك تعليمي، وأنت مصيب في ذلك حتما. ولكننا أمام مفردة عويصة في التنظير الغربي، ونريد ترجمتها إلى أقرب مقابل لها في النحو العربي. ولهذا طلبت من فطاحل النحويين العرب مساعدتي في كشف البيان. وبالمناسبة، أنت وأنا وغيري أفضل من متكلمي الأنجليزية بملايين المرات في الحديث عن لغتهم. ما أجهل رجل الشارع الأنجليزي بلغته، سوى أنه يتكلمها، وربما يكتب بها كيفما اتفق. منهجك سيصطدم بمنهجي، إذا ما أردنا إدخال المفردة في القاموس العربي. هي دخلت فعلا في كل القواميس الثنائية والثلاثية التي بين يدي، ولكنني أجد الترجمة قاصرة كما أسلفت في طرحي الأول. وللأخ باقر أقول بأن تعريفي للجملة البسيطة مأخوذة عن هاليداي، والذي يقول أيضا: عيشوا في عالم القواعد قدر ما استطعتم. وهذه ليست دعوة إلى حفلة تنتهي في ساعات الصباح الأولى، أو حتى المتأخرة منها. اللغة أعقد من كل حفلات الدنيا، ولهذا استخدمت اللغة المجازية في مداخلتي اللاحقة، والتي فيها من الفكاهة ما يكفي اللبيب. كما قلت بأن لي عودة على الموضوع، إن شاء الله. كل الأخوان أحسنوا صنعا، وهذا مهم في التحاور. وأغلب المداخلات، كما في التصويت على علم اللغة، وغيرها، مبني على "من علمني حرفا ملكني عبدا". لاأريد أن أكون نسخة طبق الأصل لسيبويه أو أبو الأسود الدؤلي أو الخليل أو تشومسكي...إلخ. ولاينبغي لكم أنتم أن تكونوا كذلك. لم التبعية؟ نكن لهم كل التقدير والأحترام. ولكننا نحن أبناء هذا الزمان، ولنا كلمتنا ونظرياتنا. وسيبويه ليس أفضل من علماء الصوتيات العرب اليوم، من أمثال سلمان العاني وغيرهم. لكنه أبدع في زمانه، ما من شك. والسياق، كما تفضل به الأخوة، ليس ملاذا. إنه مصطلح إصطلح اللغويون في الغرب على تسميته بهذا الشكل، وقد يكون السيد "الكلوز" كلمة واحدة، ليس إلا. قد تكون الجملة الصغرى، والتي ذكرتها، ملاذا، مع بعض التفسير في المعجم العربي المناظر لها. وبما أنني طلبت ترجمة، وليس شرحا للسيد الكلوز (الذي أعرف معظم خبائثه!)، سيبقى غريمي الذي سأترجمه إلى العربية في يوم من الأيام، إلا إذا سبقني أحدكم في النيل منه. وكنت أتمنى أن يدخل زميلي البروفيسور أحمد الخطيب على الخط.

ومني لكم كل التقدير على هذه المناظرة الفكرية اللغوية.


الأستاذ الدكتور دنحا طوبيا كوركيس
جامعة جدارا للدراسات العليا
إربد/ الأردن

عضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
عضو الجمعية الدولية للفائداتية (التداولية)- بلجيكا
عضو الجمعية الدولية لعلماء اللغة- أمريكا
عضو هيئة تحرير مجلة Linguistik التي تصدر عن الأتحاد الأوروبي
عضو الجمعية الدولية لهيئات تطوير تحرير الدوريات اللغوية- أمريكا