"أن تأتي متأخراً, خيرٌ من أن لا تأتي" مثل مشهور يعرفه الكثيرون.
قرأت المشاركات السابقة عن اللغة الألمانية. علاقتي باللغة الألمانية كانت في البداية مثل" زواج دون حبّ" ولكنها تحولت بمرور الوقت الى حب مازال ينمو بإستمرار. أقيم في ألمانيا منذ بضعة أعوام وأنا على وشك إنهاء دراستي الجامعية العليا فيها.
أعجبتني كل المشاركات التي كتب(ت)ها الأخوات والأخوة هنا ولكن إستوقفتني مشاركة السيد أبو ستّة بما تحوي من معلومات جميلة ومنصفة عن الإستشراق الألماني مثلا. وتعقيباً على ذلك يجب أن نذكر أيضا أن زيكرد هونكه الألمانية المهتمة بالإسلام هي من ألفت الكتاب الذي حقق شهرة كبيرة في الغرب والعالم الإسلامي بعنوان" شمس الله تسطع على الغرب" كما أن المستشرق كارل بروكلمان هو من ألف مجلدات عديدة ( أظن أنها ترجمت الى اللغة العربية برعاية الجامعة العربية في الخمسينات أو الستينات) بعنوان" تأريخ الأدب العربي". أما آنه ماري شيمل فشهرتها في العالم العربي والإسلامي ليست محل جدال بمؤلفاتها الغزيرة عن الإسلام والشعر العربي والتصوف الخ.
لا ننسى أخيرا أن هناك مجلة ثقافية فنية نصف سنوية ممتازة تصدر من معهد غوته وتوزع مجاناً بالبريد الى أي مكان في العالم وأعني بها مجلة" فكر وفن".
ولكن لا أعتقد أن ضعف الإهتمام باللغة الألمانية في العالم العربي مرده إلى عقدة المستعمر بل لصعوبة اللغة نفسها ولكسل الألمان والنمساويين والسويسريين الغريب
في التعريف بلغتهم.
قرأت في الفترة الأخيرة كتابا بعنوان" كلمة شرف, اللغة والأخلاق والسياسة" سأحاول أن أترجمه بعد أن أنهي دراستي قريبا. وما أثار إهتمامي في هذا الكتاب هو تشابه الظروف التي مرت بها ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وما يمر به العراق الآن على سبيل المثال وأجد أن من الغريب أن الإهتمام بتجارب بلدان عانت الفشل والتدهور ثم إستطاعت التغلب عليهما مثل ألمانيا واليابان لم تدرس في العالم العربي إلا لماماً وبدلا ً من ذلك تدرس تجارب دول إستعمارية لم تعانِ تجارب في تأريخها مثل ما عانت الشعوب العربية.
السبب الأخير, برأيي, يشكل دافع آخر للإهتمام بدراسة التجربة الألمانية.
وأجد لزاماً عليّ أن أشير قبل أن أنهي مشاركتي إلى أنني أعتبر أن القاموس الألماني ـ العربي, المؤلف من قبل ألألماني جوتس شراجله , أفضل قاموس مؤلف بين العربية ولغة أجنبية أخرى.
تحياتي لكم وشكري للصبر على قراءة ما كتبت