منذ اليوم الأول لمعرفتي بالدكتور أسليم - حيث كنت قد راسلته منذ قرابة العامين بخصوص نشر مقال نقدي لي على منتديات موقعه المميز "ميدوزا" - أدركت أنني بصدد شخص استثنائي؛ فهو لم يكتف فقط بنشر مقال شخص لم يعرفه من قبل فقط، و إنما قام بإدراج المقال في أكثر من رابط بالمجلة و الموقع.
و تمر الشهور و أتشرف بزمالتي له في صرح "واتا" العظيم و في اتحاد كتاب الإنترنت العرب فأراه دوما حاضرا و بقوة في الطليعة من صفوف الباذلين نوالهم بالعلم و فرائد الفوائد من كنوز المعرفة، ميسرا على زملائه عناء البحث و التقصي.
و بدوام تأملي لمساجلاته الحوارية و تعاطيه عنان المناقشة حول موضوعات شتى في الأدب و البحث الأكاديمي و اللغويات وجدته عالما رصينا، طلي العبارة رشيقها، يجمع إلى تواضعه ثقة بالنفس و قدرة على الخلوص إلى مقصد المعنى من أقرب وجه، مهذب الحوار و باحث من العيار الثقيل... لا يملك من يتأمل صورته متفرسا في قسمات وجهه و وضعة رأسه المتطلعة للأغوار إلا أن يدرك أنه بإزاء رجل عملي إلى أبعد الحدود، يعرف ما يريد و يملك زمام أحداث يومه.
كنت قد اعتزمت أن أفرد لمجموعة أعماله الأدبية التي تتخذ من خطاب السحر تكأة للسرد الأدبي دراسة مطولة، غير أن فترة من المرض الطويل و ملازمة المشافي - و هو ما ترك أثرا تنتابني عوارضه من آن لآخر - كانت قد حالت دوني و إتمامها، فضلا عن مشاريع أخرى.... فأسأل الله أن يقويني على إتمام ما كنت قد اعتزمته.
خالص احترامي