غزة/ نيللي المصري
الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لم يدرك يوما أن الحق سيرجع وأن التاريخ لن يغفر للمزوريين واليوم بتراجعه عن خطوته التي زور فيها تاريخ فلسطين الرياضي ونسبه الى الكيان الاحتلالي تأكيدا واضحا وصريحا بأحقية فلسطين في الاحتفاظ بتاريخها الرياضي ، تساؤلات عديدة تطرح نفسها طالما وبقوة طالما أن الكيان الاحتلالي الاسرائيلي لم يكن له وجود ما قبل عام النكبة 1948 فلم يعتمد الاتحاد الدولي الحقائق ومارس التزوير بطمس الحقيقه التي لاتقبل الجدل أن فلسطين هي التي انضمت الى الفيفا عام 1928 وأن ما يسمى بإسرائيل التي ولدت عام 47 وانضمت بعد انشائها بعامين الى الفيفا هي الجسم الغريب الذي ادعى أنه صاحب هذا التاريخ الطويل وورثه زورا وبهتانا كما أدعى أنه صاحب الارض الفلسطينيه...
فالصراع العربي الاسرائيلي في المجال الرياضي لم يكن وليد اللحظة أو الصدفة وانما كان عملية ممنهجة ومدبر لها دون أدنى شك وظهرت محاولات عديدة لليهود لطمس معالم الرياضة الفلسطينية بمحاولات مستميتة ...فاتجهو إلى تزوير التاريخ الرياضي الفلسطيني طيلة السنين الماضية وها هو الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد تزويره لتاريخ فلسطين والعرب الرياضي يتراجع عن اهدائه تاريخ فلسطين لدولة الاحتلال التي أساسا لم تكن دولة وذلك بعد ظهور بعض الحملات الاعلامية التي قادتها بعض الفضائيات والصحف العربية فما بني على باطل فهو باطل .
تراجع الفيفا هذا انتصارا قويا للفلسطينيين ليس على الصعيد الرياضي فقط وإنما يعتبر بارقة أمل في خضم تزاحم الأحداث السياسية وتوتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وبدا واضحا أحقية الفلسطينيين في امتلاك هذا التاريخ الرياضي فالصراع العربي الصهيوني في المجال الرياضي كما يقول الدكتور عصام الخالدي في كتابه "الحركة الرياضية في فلسطين دروس وعبر" أن الصراع العربي الصهيوني في المجال الرياضي كان هدفه السيطرة على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أو ما سمي "بجمعية فلسطين لكرة القدم" أنذاك التي أسست عام 1928 ، حيث دخلت الفرق العربية في عضوية هذا الاتحاد فيما بعد أصبحت عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) موضحا الخالدي: لقد وضع الصهاينة كامل نفوذهم في هذا الاتحاد من خلال زيادة انتساب الفرق اليهودية إليه ، ووضع شعار الاتحاد باللونين الأبيض والأزرق وجعل اللغة العبرية هي اللغة الأساسية على هذه الشعار، ولم تكن اللغة العربية في البداية تدخل ضمن المراسلات الرسمية للهيئة حيث تم إدخالها فقط بعد العديد من الاعتراضات من الجانب العربي، ووضعت الكلمات العربية تحت الكلمات العبرية ، وهذا ما يؤكد أحقية فلسطين الاحتفاظ بتاريخها الرياضي المشرف، و لم يكتفي الاتحاد الدولي لكرة القدم بتزوير تاريخ فلسطين وانما قام بتحويل مباريات مصر والدول العربية مع فلسطين في الفترة من 1920 وحتى منتصف السبعينيات لتصبح مبارياتها بين الدول العربية والكيان الصهيوني، و تصفيات كأس العالم 1934 بين مصر وفلسطين لتصبح بين مصر والكيان الصهيوني، والمصيبة الكبرى أنه حتى مباريات الدول العربية وفلسطين في الدورات العربية تحوَّلت لتكون بين الدول العربية- ومنها مصر والسعودية والعراق والمغرب وليبيا- والكيان الصهيوني، وهو ما يعدُّ تزييفًا متعمدًا للتاريخ الكروي العربي علما ان مصر وفلسطين كانتا الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتين شاركتا في مونديال 1934، ولعبتا مباراتان تمهيدتان، فازت مصر ذهابًا (7- 1)، و (4-1) إيابًا لتتأهَّل مصر إلى النهائيات في إيطاليا، ولم يتوقف التزوير عند هذا الحد وبدا انه تزوير متعمد وتشويه للحقائق التارخية الرياضية فقد فوجىء الوسط الكروي اللبناني في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي بفضيحة من العيار الثقيل ، مصدرها الارشيف الخاص بموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" الذي أورد الاخير ضمن الارشيف الخاص به لمباريات الدول المنتمية له ان منتخب لبنان خسر امام منتخب الكيان الصهيوني بنتيجة (واحد – خمسة ) بتاريخ 1940-5-27!!وان المباراة جرت تحت عنوان ودية وانها جرت في تل ابيب ، و الصحيح ان المنتخب اللبناني قابل المنتخب الفلسطيني في التاريخ المذكور وعمد الموقع ايضا الى ابدال مكان اللقاء من القدس الى تل ابيب ، ولم يكتف موقع الاتحاد الدولي بذلك بل زاد عليه انه جرت مباراة ودية اخرى بين منتخب لبنان والكيان الصهيوني بتاريخ 1965-8-26 انما في القاهرة هذه المرة ، وايضا الصحيح انها جرت مع المنخب الفلسطيني في التاريخ والمكان المذكورين، وتضيف المصادر ذاتها ان التزوير طال مباريات المنتخب المصري مع المنتخب الفلسطيني والتي حولتها ايدي التزوير الدولي الى مباريات بين مصر والكيان الغاصب في عامي 1934و1948 ، مع الاشارة هنا الى ان العالم علم بكيان الصهاينة في العام 1948 بشكل رسمي ! فكيف يكون لعب مع لبنان ومصر في العامين 1934 و1940؟؟
بقيام الفيفا بانصاف الشعب الفلسطني واعادته لحقه التاريخي بالمجال الرياضي يأمل الفلسطينيون من الأمم المتحده والمنظمات الدوليه والشعوب العالميه أن تعيد الحق الى نصابه وتعيد فلسطين الأرض والهويه الى أصحابها التاريخيين وانصافهم بعد هذه الرحله الطويله من الشهداء والجرحى والأسرى والمعاناه الطويله ..فاليوم فلسطين تستعيد تاريخها الرياضي ولكن الصراع مع الكيان الصهيوني لم ينتهى بعد.