حينما تتراكم جبال الهموم التي صنعتها تلك الأحزان ، ومولتها تلك الأشجان
وقد حاصرتنا النوائب من كل ناحيةٍ وصوبٍ ،وليس لنا سوى استمداد رصيد إيماننا بموعود الله وتصديقنا بثوابه ،
واستشعارنا أن الحياة على هذا طبعت ، ولا يدفع ذلك إلا حسن الظن بالله تعالى ،
والفأل بالخير ، وان بعد الحزن فرحةً ، وبعد المحنة منحةً ، وبعد الضيق سعةً ،
وأجدني في مثل تلك الحالة ،وبإجابةٍ عابرة على سؤالٍ ليس بالعابر ،
ومع ما يمكن أن أصوغه حيالها أنشد وأترنم، وبكل ثقةٍ بموعود خالقي جلّ وعلا ، لأذيب ذلك الحزن فأقول :
أذيب الحزن بالأمـل=وبالتقوى مع العمـل
بصبرٍ راسخٍ أرسـى=بأحشائي من الجبـل
وشوقٍ بات يدفعنـي=إلى الجنـات والظّلـل
وإيمانـي بخالقـنـا=وما قد خُطَّ فـي الأزل
بـأنّ حياتنـا طبعـتْ=على النقصان والخلل
وأن السعد في الأخرى=بدار الخلـدِ والنّـزل
أذيب الحزن أصْهَـرُهُ=بما أوتيت مـن مُثُـلِ
بترتيـلـي لآيــاتٍ=بـلا سـأمٍ ولا ملـلِ
وسعـيٍ دائـبٍ أبـداً=بـلا عجـزٍ ولا كلـل
ورضواني وتسليمـي=بما مولاي قـدّر لـي
نديم السها / حسن المعيني
المفضلات