أختي المبدعة
عبلة محمد زقزوق
قرأت نص " عفريت الست فتحية " , وفي ذهني , ما يحتاج كاتب القصة القصيرة ," أن يضيف إليه ما يثريه من حوارات ومؤثرات صوتيه " . فوجدت بالفعل ما ذهبتِ إليه من مطلوب العناصر لاستقامة السيناريو ,
لكن بقيت في نفسي ملاحظة أحببت مكاشفتك بها , حول التصنيف الفني الذي وضع النص في إطاره ," قصة قصيرة " ,
فقد لاحظت أن النص ممكن الإدراج ضمن الأدب العجائبي ,
وهو نوع سردي يستمد مادته من الحكاية الخرافية ,
بحيث يفسح مجال التخيل , ليطال أبعادا تكاد تلامس الفضاء الاسطوري , طبعا على خلفية رؤية للسارد , يبني على أساسها تنامي الحكاية , بغض النظر عن واقعية أحداثها أو حقيقة إمكانية وقوعها ,
وفي نص "عفريت الست فتحية"
كثير من مقومات النص العجائبي , بأبعاد نفسية واجتماعية محملة بعميق الدلالات على الصراع الوجودي بأبسط مظاهره الإنسانية ,
بحيث يصبح تجاوز الزمكان بتأثيثه الواقعي , مؤشرا على انطلاق الحكاية / الخرافة من المطلق المنفتح على تعميم دلالة الحدث ,
بل يصبح الإيهام بواقعية الشخوص , مدخلا افتراضيا لتقبل مسار تطور الحدث , باعتباره جزءا لا يتجزأ من الحقيقة في الواقع المعيش ,
وهذا البناء في رأيي ,
يستدعي تقنيات في الكتابة والتأليف ,
تتوازى حينا , وتتقاطع أحيانا مع بنية النص السردي القصصي القصير خاصة ,
لأن السرد والوصف والحوار , باعتبارها قواعد الكتابة النثرية الفنية , تصبح موظفة من منظور خاص , يتحكم فيه اختيار مسبق للمتلقي المستهدف , والرسالة المراد إبلاغها بالخطاب ,
وما أعتقده على سبيل الظن , هو أن نص "عفريت الست فتحية " , أكثر ميلا إلى النص العجائبي , من زواية استفادته من هامش الحرية في الحكي,
وعدم انضباطه لتحكمات التأليف السردي ,
والتي قد تصبح في كثير من الأحيان , مرهونة بالإيحاء والدلالة والبعد والرمز , في حدود ما يقبله المنطق بصيغة فنية .
أختي عبلة
تحياتي الصادقة
محمد المهدي السقال
المفضلات