بسم الله الرحمن الرحيم ...
الدكتور إبراهيم عوض...مع كامل الاحترام و التقدير...
في قراءتي للرسالة سأحاول قراءة فكرة فكرة ثم الإجابة عنها لتوها...ثم من بعد ذلك أقدم لك فكرتي الإجمالية عن الرسالة...لا لأنني من المتخصصين بل لأنني من المهتمين...ففي شخصكم الكريم ما يغني عما يمكن أن أضيفه...واستنادا إلى حديث الحبيب الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم..."من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"...و أحمد الله عز و جل و أشكره أن من بفضله و إحسانه أن جعلنني و جعلكم من المسلمين...
الإعلام بصفة عامة يقدم الإسلام و المسلمين على أنهم من الوحشية بمكان و لست أدري من قائل أن "البرابرة" على وشك اقتحام أوربا نسبة للمسلمين...فالقائل مثل هذا القول لا ينظر لا للإسلام و لا للمسلمين بأنهم من صنف البشر...لا لأن البرابرة ليسوا بشر بل لأن البرابرة بالمفهوم الغربي الذي أضاقهم الويلات في زمن ولى و انقضى...فهو إسقاط لحالة تاريخية على واقع حالي...
فالمسلمون انطلاقا من معاناتهم أرادوا أن يذكروا من كان لديهم ذرة إيمان "بالكلمة السواء" التي جعلها الله عز وجل جسرا بين كل الأديان...و هي التوحيد و عدم الإشراك مع التنزيه بطبيعة الحال...
فواقع الأمر في عقيدة المسيحية أو النصرانية على اختلاف التسمية يقوم كما في ورد في الكتب التي أقر بحب الله عز و جل وحده لا شريك له من القلب و النفس و القدرة...أم أنها أشركت بالأقانيم الثلاث و أشركت ما لم ينزل به سلطانا...فما من مسيحي إلا ويقول نحن أبناء الله تنزه الله عما يصفون...فلو التزموا بما ورد في الكتب من وصايا و خاصة الوصيتين الأولى الخاصة بحب الله الواحد الأحد الذي لا شريك له ...و حب الجار أو القريب... لما كان هناك أية مشكلة في اعتناقهم الإسلام كما جاء به آخر الأنبياء و المرسلين...و لكن ما هو واقع في اعتقادهم و ليس ما تم الاستشهاد به على عقيدة التوحيد هو الأساس في عقيدتهم...و من تم يكون قول الرسول النبي الأمي عليه أفضل صلاة الله و سلامه "لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك... و له الحمد...و هو على كل شيء قدير" تبين ما اختلط عليهم في الواقع من التوحيد و التنزيه في قضية الاعتقاد و ما يترتب على ذلك من حب لله عز و جل و حب الأخ المؤمن الذي يشاركك نفس المعتقد بنفس الصفات و نفس المفاهيم...و من تم لا يكتمل هذا الإيمان إلا إذا أحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه...كأعظم وصية في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان...و ليس كما أفرز الواقع انطلاقا من العداوة المتأصلة في الإنسان"الإنسان ذئب على أخيه الإنسان"... فأين هو الحب الذي أوصى به المسيح علبه السلام و ما جاء في كتاب موسى عليه السلام من قبل ذلك...فقد قامت الحروب بينهم و العداوة و بغى بعضهم على بعض لسنوات عديدة...و التاريخ يشهد على ذلك و ما الحربين العالميتين إلا تطبيقا لمقولة"الإنسان ذئب على أخيه الإنسان" و ليس حب الله و حب القريب فذاك ما جاء به النبيئون من قبل...فكيف يصنعون مع من لا يشاركهم بالأقانيم الثلاث...ألم يشهد التاريخ و العالم على ظلمهم و استكبارهم و استعمارهم للشعوب المستضعفة لا لشيء سوى لأنها تمتلك من الخيرات ما دفعهم و لا زال محركا للجشع و الطمع مما يؤدي إلى الاعتداء تحت أية أسباب و تبريرات لا تمت لا إلى الحقيقة و لا إلى الواقع بصلة...و واقعنا الحالي يشهد بذلك...
فالتشابه في المعنى لا يقابله تشابه في الواقع مما يؤدي إلا أن ذلك المعنى يظل على المستوى النظري رهينا بالكتب و ليس حتى على المستوى النظري مادام هناك تثليث في العقيدة بالنسبة للمسيحية على المستوى النظري و ما يعكس ذلك على المستوى الواقعي في كل كنائس العالم هو وجود الصليب كرمز للإله...أما في واقع المسلمين فليس هناك ما يدل على رمز الإله سوى كتابه الكريم...الذي هو في واقع الأمر كلامه المنزه عن التحريف...
فالمسيح عليه السلام لو تواجد بين ظهرانينا في الوقت الحالي لكان أول المسلمين كما قال إبراهيم عليهم السلام لما قال له رب أسلم قال أسلمت لرب العالمين... {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }البقرة131...
( حسن ) وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي . رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان .
وكانت الحضارتان الرومانية والفارسية تحفان بالجزيرة العربية من شمالها ومن جنوبها . كما كانت اليهودية والنصرانية تعيشان في قلب الجزيرة فلم يكن إذن عن فقر في الحضارات العالمية والثقافات العالمية يقصر ذلك الجبل على كتاب الله وحده . . في فترة تكونه . . . وإنما كان ذلك عن تصميم مرسوم ونهج مقصود . يدل على هذا القصد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة وقوله : ( حسن ) ( إنه والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني ) ( 1 ) . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد صنع جيل خالص القلب . خالص العقل . خالص التصور . خالص الشعور . خالص التكوين من أي مؤثر آخر غير المنهج الإلهي الذي يتضمنه القرآن الكريم . ذلك الجيل استقى إذن من ذلك النبع وحده فكان له في التاريخ ذلك الشأن الفريد ثم ما الذي حدث ؟ اختلطت الينابيع صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم وأساطير الفرس وتصوراتهم وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم وعلم الكلام كما اختلط بالفقه والأصول أيضا . وتخرج على ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل فلم يتكرر ذلك الجيل أبدا ) . ثم ذكر - رحمه الله - عاملين آخرين ثم قال ( ص 17 ) : ( نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم . كل ما حولنا جاهلية . . . تصورات الناس وعقائدهم عاداتهم وتقاليدهم موارد ______ ( 1 ) قلت : هو حديث حسن أخرجه الدارمي وأحمد وغيرهما وقد خرجته في ( إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ) ( 1589 ) .
لكن المشكلة في أتباع المسيح عليه السلام كما هي مشكلتنا في إتباع الرسول النبي الأمي عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم...
فالأرضية السواء التي هي التوحيد دون التثليث أو غير ذلك لا يعتقد بها إلا المسلمون في أرض الواقع أما المسيحية و اليهودية فلا تؤمن بإله واحد إلا من خلال...[ ليس النصوص التي تم الاستشهاد بها]...و لكن من خلال ما حرفوه و أضافوه إلى الكتب...فلو كان التوحيد هو أساس العقيدة لما كان هناك اختلاف أصلا...و هذا ما يقره ما استشهدت به من النصوص سواء في الكتاب القديم أو الجديد...و أي الكتب أصدق قولا و آخرهم تنزيلا...أليس القرآن الكريم؟ فلو كان اعتقادهم بالتوحيد يقوم على نفس الاعتقاد الوارد في القرآن الكريم لما هناك اختلاف جوهري...كما هو واقع في العصر الراهن...
و من تم كان من واجب المسلمين تبليغ ما أمرهم الله جل و علا من أمر هذا الدين...فكل آية تبتدئ ب"قل" يكون المراد بها و الله أعلم بذلك هي تصيح القول الذي ينطلق من الاعتقاد...فما دام اللسان هو الشاهد على الكلام و ما دام كل كلام قول فالقول السديد هو الآتي على الشكل الذي أوضحه الله جل و علا ابتداء بكلمة "قل"...
فانظر كم آية وردت فيها "قل" و الموجهة بشكل صريح و واضح "لأهل الكتاب" و التي تبتدأ ب"قل يا أهل الكتاب..." يقول الله جل و علا:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64...
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98...
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }آل عمران99...
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ }المائدة59...
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68...
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77...
فالخطاب الموجه لأهل الكتاب هو في جوهره تصحيح لمعتقدهم و تثبيت للوحدانية و توجيههم إلى الوجهة الصحيحة التي وردت في التوراة و الإنجيل من قبل أن يتم تحريفها و إضلال الناس إما بالغلو و إما بإتباع الهوى...
فالدعوة إلى الله عز و جل هي من شأن المسلمين...لأسباب عدة أذكر منها قول الله عز و جل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143
وكما هديناكم -أيها المسلمون- إلى الطريق الصحيح في الدين, جعلناكم أمة خيارًا عدولا لتشهدوا على الأمم في الآخرة أن رسلهم بلَّغتهم رسالات ربهم, ويكون الرسول في الآخرة كذلك شهيدًا عليكم أنَّه بلَّغكم رسالة ربه. وما جعلنا -أيها الرسول- قبلة "بيت المقدس" التي كنت عليها, ثم صرفناك عنها إلى الكعبة بـ "مكة", إلا ليظهر ما علمناه في الأزل؛ علما يتعلق به الثواب والعقاب لنميز مَن يتبعك ويطيعك ويستقبل معك حيث توجهت, ومَن هو ضعيف الإيمان فينقلب مرتدًا عن دينه لشكه ونفاقه. وإن هذه الحال التي هي تحول المسلم في صلاته من استقبال بيت المقدس إلى استقبال الكعبة لثقيلة شاقة إلا على الذين هداهم ومنّ عليهم بالإيمان والتقوى وما كان الله ليضيع إيمانكم به وإتباعكم لرسوله, ويبطل صلاتكم إلى القبلة السابقة. إنه سبحانه وتعالى بالناس لرءوف رحيم...
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
وجاهدوا أنفسكم، وقوموا قيامًا تامًّا بأمر الله، وادعوا الخلق إلى سبيله، وجاهدوا بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم, مخلصين فيه النية لله عز وجل، مسلمين له قلوبكم وجوارحكم، هو اصطفاكم لحمل هذا الدين، وقد منَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة, ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها, كما كان في بعض الأمم قبلكم, هذه الملة السمحة هي ملة أبيكم إبراهيم، وقد سَمَّاكم الله المسلمين مِن قبلُ في الكتب المنزلة السابقة, وفي هذا القرآن، وقد اختصَّكم بهذا الاختيار ; ليكون خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم شاهدًا عليكم بأنه بلَّغكم رسالة ربه, وتكونوا شهداء على الأمم أن رسلهم قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه، فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها، فتشكروها, وتحافظوا على معالم دين الله بأداء الصلاة بأركانها وشروطها, وإخراج الزكاة المفروضة, وأن تلجؤوا إلى الله سبحانه وتعالى, وتتوكلوا عليه, فهو نِعْمَ المولى لمن تولاه, ونعم النصير لمن استنصره...
في هاتين الآتين أجد أن قول الله عز و جل:{ لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}...سورة البقرة الآية 143...و في سورة الحج الآية 78...{ لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}...فالشهادة متبادلة بين الرسول الكريم عليه أفضل صلوات الله و سلامه و أمة الإسلام...أي المسلمين كيفما كانت جنسيتهم...شهادة الحق بأن الله عز و جل واحد أحد لا شريك له... له الملك و له الحمد و هو على كل شيء شهيد...و هو على كل شيء و قدير...فالرسول عليه الصلاة و السلام بلغ الأمانة و أدى الرسالة و ترك من بعده ما إن تمسكتم به لن تضلوا كما ورد في الحديث...فهل قام المسلمون بتبليغ ما أمرهم به....هل بينوا لغير المسلمين من أهل الكتاب و غيرهم من بني آدم...من البشر أنه لا إله إلا الله له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير...المقولة التي أرسل بها جميع الأنبياء بدون استثناء...و التي وردت في التوراة و الإنجيل و القرآن...بتعبير مختلف لاختلاف لسان كل أمة و لكن بمعنى واحد....لأن القائل واحد هو رب العالمين...
فمشكلة المسيحية أنها لم تتقبل التفسير الذي قدمه القرآن الكريم لعيسى عليه السلام لا مولدا و لا بشرا كباقي البشر أتاه الله عز وجل النبوءة و الكتاب و لا حتى لما رفعه الله جل و علا...و الطائفة التي آمنت به نبيا و بشرا اضطهدتها الطائفة التي ظلت مؤمنة بموسى عليه السلام و لم تعترف بنبوة عيسى عليه السلام...في حين أن النبي الأمي عليه أفضل صلوات الله و سلامه و المسلمين الذين اتبعوه يؤمنون بكل الأنبياء و الرسل و لا يفرقون بين الرسل و لا بين الأنبياء على أساس أن من بعثهم واحد أحد لا شريك له...هو الله رب العالمين...لذلك سميت سورة الإخلاص لأن المؤمن بها خلص إيمانه من الشرك و هي الأخرى ابتدأها الله عز وجل ب"قل"....يقول الله عز و جل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} سورة الإخلاص...
و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...و دمتم في رعاية الله عز و جل...
المفضلات