من يستطيع أن يكون معك نقياً ؛ كطفل .
وفياً كمطر .
صادقا كحقيقة .
من يستطيع أن يتسلق بك شواهق الصعاب
دون أن تتراخى يده عن يدك ؛ فتقع لتلقى حتفك .
من يستطيع أن يمزق استقالتك من الحياة ، لحظة يأس
ليكتب معك عقداً جديداً ، يتعهد فيه بأن يكون أملك والوقت شحيح بالآمال
وسندك وقد صدمتك الأهوال .
وأن يكون الرفيق ، والصديق والطريق .
وأن يسمع صوت حزنك الأبكم … دون صدى .
من يستطيع أن يتلمس جرحك ، فيضمده دون أن يبوح توجعك بالآهة .
وأن يكون شمسك ودفئك … وقد زحف الجليد صوب قلب الحياة .
من يستطيع أن يهبك في زمن الانكسار فرحة
وزمن الزيف صدقاً
وزمن الكرامة حباً .
ويحول أرضك الجدباء خضرة ، والهجير ظلالاً
والجفاف مطراً ، والعطش ارتواء ،
والبحر الأجاج نهراً فراتاً .
من يستطيع أن يقدم لك أجمل عطاءات قلبه ، دون أن يجبرك على تقديم تنازلات بشموخك أو عزتك .
من يستطيع … إلا إنسان ، يحبك ؛ ويرى الدنيا عبثاً بدونك .
وبأن يوم لا يبدأ بك ، يومٌ غير …
ونهاراً لا يراك فيه ، نهار ضرير .
ومساءاً لو حمل كنوز العالم ، وحرمة منك
هو مساء … فقير ... فقير … فقير …
المفضلات