السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأطار المرجعى للقوميه والهويه العربيه والأسلاميه
نستكمل ماطرحناه بشأن الهجوم الثقافى على موروثاتنا الثقافيه ومحاوله تجريد الأمه من هويتها تحت مظله العولمه .
أنها ولاشك هى ( الهاويه ) التى نهوى أليها بالتفريط فى هويتنا ، الهاويه بالخضوع والأستسلام لمبادىء ( أمركه وتهويد ) كل ماهو عربى أسلامى تحت مظله ( العولمه
الهاويه بتمهيد كل الطرق أمام الأمبرياليه الثقافيه المنحدره من النظريات والمذاهب السياسيه الأستعماريه ، لكى ، تستعمر أنماط من العقول العربيه البعيده كل البعد عن عموم العقول الغييوره على ماضيها ، عموم العقول المتحيزه لموروثنا الثقافى ونزعاتنا العرقيه .
هذه الأنماط من العقول المستعمره ، وللأسف الشديد ، أصبحت هى المحرك الأيدولوجى الذى أدى لأختلال الظواهر الأجتماعيه والثقافيه والسياسيه لدى الأمه ، هذه العقول المستعمره فكريا أصبحت عدوا لعموم العقول المستنيره التى تقاوم الأحتلال الفكرى لشعوبها ، وأصبحت العقول المستنيره متهمه من قبل العقول المستعمره بأنهم ( المثقفين الراديكاليين ) . نعم هذه ( القنبله الجرثوميه ) التى تود أن تلقيها العقول المستعمره على أصحاب الفكر الثورى التحررى المناهض للأحتلال الثقافى لأمتنا ، العقول المستنيره التى تنادى باستقلال الهويه الثقافيه لشعوب أمتنا العربيه والأسلاميه .
ان من دعائم بنيان العقول المستنيره تبنى مدخلات تحديث النظام داخل حدود الأمه ، والذى أعتمد فى بقاءه على أستيراد الثقافه الأستهلاكيه من الأنماط ( الأمريهوديه ) ،
وتتمثل مدخلات تحديث النظام الذى تتبناه العقول المستنيره فى سد الثغره التى أحد ثتها العقول المستعمره فى قوام الأمه والتى أدت الى حدوث التباين الثقافى فى كيان المجتمعات العربيه مما أفرز أنصار ( التطبيع ، العولمه ، العلمنه ، العقلنه ، الكويز ، تبادل الخبرات الثقافيه ، الخ ) .
تجاهلت هذه العقول المستعمره ومن خلفها النظام الأعراف والممارسات الثقافيه التى آمنت بها شعوبها ، الأعراف والممارسات التى سجلت على مر التاريخ أننا أقوام عربيه أسلاميه ذوى هويه ثقافيه ، لنا موروثاتنا وعقيدتنا التى تعتبر السراج لكل من يضل .
هذا النظام الذى أستباح وسائل الأدراك لدى المستضعفين من الكائنين تحت ولايته لأحداث الثغره فى بنيان الأمه بهدف التشويش على العقول المستنيره ضاربا بعرض الحائط واقعنا العربى المستهدف ، غير عابىء باختراق الهويه الثقافيه للأمه ومحاولات ( تهويد وأمركه ) كل ماهو عربى أسلامى .
النظام الذى أقام السدود أمام روافدنا الثقافيه التاريخيه ، الفرعونيه ، والأشوريه ، والبابليه ، والأسلاميه .
النظام الذى أنتهك حرمه قضايانا الثقافيه والعقائديه وقام بتسليم جسد الأمه الثقافى للمفاهيم العلمانيه دون أن يهبها ( ورق التوت ) .
قامت العقول المستعمره تحت حمايه منظومه العولمه بحقن أورده الأمه الثقافيه بمزيج من أفكار ( سانت سيمون sant simon ، وكومبت compte الفرنسيان ) بهدف عولمه دم الجسد الثقافى ، والسماح للفكر الدينى العلمانى أن يمتطى صهوه الثقافه العربيه الأسلاميه .
العقول المستعمره التى جعلت من نظريات ( دروكهايم ، وتنبروك ) أساس تحديد أيدولوجيه الفكر الثقافى لدى أنصارها وذلك ولاء" لمنظومه ( التهويد والأمركه ) لكل ماهو عربى وأسلامى ، دون الألتفات الى ثوابت العقيده التى آمنت بها شعوبها والتى تقضى بأننا أعداء الى أن تقوم الساعه .
العقول المستعمره التى تجاهلت عن عمد الموروث الثقافى والأعراف لدى أمتنا ، هذه المواريث والأعراف التى سجلها التاريخ المتوارد عبر الأجيال ، التاريخ الذى أوجد الشعور المتنامى للفكر الثورى ضد مختلف مظاهلر الأستعمار .
أن جحافل جيوش الأحتلال الثقافى رفعت رايه ( التهويد والأمركه ) على ساحه الصراع العربى ، وتركت للعقول المستعمره مهمه شق الصف العربى الأسلامى وتدمير الصفوف الأولى من العقول المستنيره .
العقول المستعمره التى حملت لواء ( التخلى عن القوميه العربيه ) وتسلحت بـ ( الشجب ، الأدانه ، الأستنكار ، السلام العالمى ، خارطه الطريق ، أوسلو ، أنابوليس ، أتفاق جنيف ، مؤتمرات ، توصيات ) .
ان الأمر جد خطير ، والكارثه لامحاله قادمه ، أذ أن الحوار العربى أصبح هزيلا ، والخطاب الثورى فى غيبوبه ، وثقافه الهويه والقوميه أصابتها قذائف التهويد والأمركه
وباتت على أعتاب الأنهيار الكامل أذ أن الخيارات المطروحه على الساحه كلاهما مر
الأول : أن نستسلم للقذف الثقافى ونعلن عن عولمه وعلمنه وتهويد وامركه قوميتنا وواقعنا الثقافى .... ثم نصبح بعدها أمه بلا تاريخ أو هويه أو تراث ، ولا نجد لنا حتى سطرا واحدا بين صفحات التاريخ ونكون من الأمم المنسيه ؟
الثانى : أن نستمسك بموروثنا الثقافى ونرفع رايه العصيان للعولمه والتهويد ونتحسس لنا طريقا نحو ثوره الأمه العربيه الأسلاميه بأكملها ضد تهويد وأمركه واقعنا الثقافى ، ضد الحملات المنظمه لاغتيال العقول المستنيره ، ضد الأنزلاق الى هاويه التفريط فى شرف الأمه .
نحن بلا شك نملك التاريخ والعقيده ، نملك سلاحا نوويا مدمرا ، هو ، صناعه القنبله الثوريه ، نملك لغه الخطاب الثورى الذى من شأنه أن يعيد الألتحام الوطنى بين اللهجات والألوان بي فروع الأمه ، نملك من العقول المستنيره مايكفى أذا ما توحدت ووقف خلفها عموم عقول الأمه ، مايكفى ، لنخطو نحو الحفاظ على هويتنا وموروثنا
نحن بلا شك نملك أن نكتب لنا فصلا" كاملا من فصول التاريخ بعنوان :
(( الثقافه العربيه الأطار المرجعى للقوميه والهويه العربيه الأسلاميه ))
وائل عبد السلام محمد
المفضلات