آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الفصيح الجـــــــــــــاهليّ في العاميّة الديرزوريّة !!!

  1. #1
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    524
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي الفصيح الجـــــــــــــاهليّ في العاميّة الديرزوريّة !!!


    الفصيح الجــاهلي في العاميـّة الديرزوريـّة :

    كنت من أيام الطلب – وأنا أقرأ الشعر الجاهلي- ألمح فيه بين الفينة والفينة كلمات نتداولها في حياتنا العامية في بلدتنا الحبيبة ، دير الزور ، المدينة السورية السابحة ، على ضفاف الفرات .
    هذه اللغة يستعملها الناس في حديثهم البسيط ، ويتداولونها فيما بينهم.
    ومن هنا آثرت الوقوف عندها قليلا ، محاولا الإشارة إلى مواضعها التي وردت فيها ، مكتفيا بالنماذج الشعرية ، ومقتصرا على العصر الجاهلي ، دون غيره .
    ولم أحاول هنا أن أقدم لهذه الألفاظ دراسة لغوية ، اعرض فيها لمراحل تطورها وتنقلها ؛ لأن ذلك من اختصاص علماء اللغة ، الذين تدربوا على دراسة هذا الجانب منها ، فملكوا القدرة على الربط بين الألفاظ والموهبة ، إلى الاهتداء لأصولها الأصيلة .
    على أن هذه العملية التي قمت بها ، قد أوضحت أمامي طريقا ، يمكن أن أقول ، على ضوئه ، بأن اللغة العربية ، التي حملتها القبائل العربية ، كانت إيذانا ، بشروق عصر جديد لها ؛ لأن هذه القبائل حملت لهجاتها ، إلى سوريا ، وفلسطين ، والعراق ، ومصر ، وشمال إفريقيا ، وإيران ، فظلت محتفظة بطريقة حياتها ، وسلامة لهجتها ، فكانت حقا الأساس المكين ، لتثبيت أقدام العربية ، في كل بلد تمكنوا من دخوله ، والاستيطان به ، على الرغم من انتشار لغات تلك الأمم .
    وإن هذه المجموعة من الكلمات ، والتي تمكنت من تدوينها هنا ، لا تعني أن الشعر الجاهلي ، قد خلا من ألفاظ أخرى ، تحمل هذه الصفات نفسها ، والمعروف أن اللغة العامية كانت معروفة في أيام العربية الأولى ، وأن هذه الألفاظ وجدت في العامية الحاضرة ، فهل بعد هذا يمكن أن نربط بين العاميتين !؟
    وهل إن هذه الألفاظ ظلت تتداول منذ تلك الفترة ، حتى عصرنا الحاضر !؟
    وبنفس الشكل ، وبعين المعنى !؟
    دون أن يشعر الناس ، صعوبة في تقبلها ، أو إشكالا في استعمالها !؟
    فإذا انتهى الأمر بهذا الشكل ، فلا بد أن تكون هناك ألفاظا كثيرة ، مبعثرة من فصيحنا الجاهلي ، في اللهجة العامية السورية ، والعامية المصرية ، والعامية الأردنية ، والعراقية ، والجزائرية ، والتونسية ....
    وللعلم فإن هذه المجموعة من الألفاظ مستعملة في بيئة دير الزور في الغالب ، ربما تكون هناك ألفاظ مستعملة في بيئات سورية أخرى ، لم أهتد إليها ، وهي موكولة بأصحابها وأهلها .
    وعسى أن يتهيأ لها باحث آخر ، يجمع شتاتها ، ويلم متفرقها ، ويكمل ما تبعثر منها ، لتتناسق الألفاظ ، وترتب الشواهد ؛ ولتصبح أخيرا قاموسا ، لمن يريد البحث والمقارنة .

    1- النـّيّه : وهي الوجهة التي يريدها الشخص .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسدي (ديوانه /201):

    أَلا ظَعَنَت لِنِيَّتِها إِدامُ=وَكُلُّ وِصالِ غانِيَةٍ رِمامُ
    جَدَدتَ بِحُبِّها وَهَزَلتَ حَتّى=كَبِرتَ وَقيلَ إِنَّكَ مُستَهامُ

    ظعنت : أي ذهبت وسارت .
    والنية : الوجه الذي يريده الإنسان ، وينويه في الذهاب .

    وإدام : اسم امرأة ، والغانية : المرأة الجميلة ، وقد سميت بذلك ، لأنها استغنت بجمالها عن الزينة والحلي .

    كما وردت في شعر الهذليين ، كلمة : (النوى) ، وهي تؤدي المعنى نفسه.

    قال الشاعر الهذلي ساعدة بن جؤية (ديوان الهذليين/208):

    يا نُعمَ إِنّي وَأَيديهِم وَما نَحَروا=بِالخَيفِ حَيثُ يَسُحُّ الدافِقُ المُهَجا
    إِنّي لَأَهواكِ حَقّاً غَيرَ ما كَذِبٍ=وَلَو نَأَيتِ سِوانا في النَوى حِجَجا

    النوى : وهو الوجه الذي تريده .

    وقال الشاعر الهذلي صخر الغيّ (شرح أشعار الهذليين1/294):

    لِشَمّاءَ بَعدَ شَتاتِ النَوى=وَقَد كُنتُ أَخيَلتُ بَرقاً وَليفا
    أَجَشَّ رِبَحلاً لَهُ هَيدَبٌ=يُكَشِّفُ لِلخالَ رَيطاً كَشيفا

    النوى : الوجه الذي تأخذ فيه .
    وأخيلت : رأيت المخيلة .
    وليفا : متتابعا اثنين اثنين .
    والشتات : الفرقة .

    2- العُــكّة : جلد صغير ، يوضع فيه السمن ، أصغر من القربة .

    قال الشاعر أبو المُـثـلـَّم الخناعيّ الهذَليّ : (شرح أشعار الهذليين 1/ 305 ) :

    له ظَبْيَة وله عُكَّة=إذا أنفضَ الحيُّ لم تـُنفِض ِ
    ويأكلُ ما رضَّ من تمرها=ويأبَى الأُبلَّةَ لم تُرضَضِ

    ظبية : جراب ، وقيل خريطة من أدم فيها السويق وغيره .
    العكة : جلد صغير فيه السمن ؛ (نِحْيٌ صغيرٌ) .
    أنفضوا : ذهب ما عندهم .
    يقول : إذا أُكِل ما في البيت ، لم يُفْنِِ ِ ما في العُكَّة .
    والأُبلّة: تمر يُرَضُّ ، بين حجرين ، ويُحلَب عليه ، وقال الأصمعي أيضا :
    الأُبلّة : الكتلة من التمر .
    وقالوا : الأُبلّة : التمرّ المتلبد ، ويقال : الكتل !!

    وقال الشاعر المُمزق العبدي (المفضليات : رقم 81 ، وشرح المفضليات3/1300) :

    صَحَا مِن تَصابيهِ الفُؤادُ المُشَوَّقُ=وَحانَ مِنَ الحَيِّ الجَميعِ تَفَرُّقُ
    وَأَنَّ لُكَيزاً لَم تَكُن رَبَّ عُكَّةٍ=لَدُن صَرَّحَت حُجَّاجُهُم فَتَفَرَّقوا

    لكيز : قبيلة .
    العكة : جلد صغير ، يوضع فيه السمن أصغر من القربة .
    صرحت حجاجهم : خرجت من منى .
    يريد الشاعر أن لكيزا لم تكن ممن يتجر في السمن ، ولكن للقتال ، فهم أصحاب خيل وسلاح .

    3- الكاسد : الباير .
    من قولهم كسدت السلعة : بارت .

    وأهل مدينة دير الزور ، غالبا ما يميون الألف ، فيقولون : (كيسد) .

    قال الشاعر ضمرة بن ضمرة النهشلي (المفضليات/ رقم 93 ، وشرح المفضليات3/1371-1372) :

    وما جمعا من آل سعدٍ ومالك=وبعضُ زناد القومِ غلثٌ وكاسدُ
    ومن يتبلَّغ بالحديث فإنّه=على كلِّ قول ٍ قيلَ راع ٍ وشاهدُ

    الزناد : جمع زند ، وهو الذي يقدح به النار .
    والغـلث ، بسكون اللام : صفة من قولهم : (غلث الزند) ، من باب فرح ، لم يور نارا ، وهذه الصفة لم تذكر في المعاجم .
    الكاسد : الباير ، والمراد أن بعض القوم ضئيل النسب .
    من يتبلغ : يقول :
    من كان يتبلغ في الناس بشرفه الحديث ؛ فإن الناس يعرفون قديم الشرف ، ويفصلون بين باطل الفخر وحقه .

    4- الفوالي : جمع فالية ؛ من (فليت الشعر) ، إذا مشطته ونقيته .
    قال الشاعر الفارس الجاهلي عنترة بن شداد العبسي (ديوان عنترة ، بتحقيق محمد سعيد المولوي /227):

    وَإِنّا نَقودُ الخَيلَ تَحكي رُؤوسُها=رُؤوسَ نِساءٍ لا يَجِدنَ فَوالِيا
    فَما وَجَدونا بِالفُروقِ أُشابَةً=وَلا كُشُفاً وَلا دُعينا مَوالِيا

    قوله : لا يجدن فواليا : أي شعثت رؤوس خيلنا ، وتغيرت نواصيها ، لطول الغزو ، فصارت كرؤوس نساء غريبات ، لا يفلين ، ولا يمتشطن ، أو بمعنى آخر : إننا نقود الخيل ، ولا نزال نحملها على الغزو والركض ، حتى تتشعث أعرافها ، وتصبح رؤوسها ، كرؤوس النساء المشعثات ، اللواتي ، لا يجدن من يمشط شعرهن ، أو لا يجدن ما يمشطن به شعرهن.
    والفروق : واد بين اليمامة والبحرين .
    والأشابة : الأخلاط ، أي لم يختلط بنا غيرنا ، وقوله :
    ولا كشفا : أي : لا ينكشف عند اللقاء ، أي : ينهزم .
    والموالي هنا : الحلفاء .
    يقول : نحن ذو عدد ومنعة ، فلا حاجة بنا إلى محالفة غيرنا .

    [blink]
    يتبع – بمشيئة الله- ...
    [/blink]


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الهام الزبيدي
    تاريخ التسجيل
    04/02/2008
    المشاركات
    120
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    شكرا دكتور مروان فنحن حقا بحاجة لمثل تلك الدراسات


  3. #3
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    524
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    5 ـ الشريعة : وهو مورد الماء ؛ أو الموضع الذي ينحدر منه الماء .

    وفي لسان العرب ( شرع ) :

    (والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي
    يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاة والحج والنكاح وغيره .
    والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدّاً لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ،
    وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع
    وهو مذكور في موضعه. وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها.
    وفي المثل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إذا كان الماء بعيداً ...) .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسديّ ( ديوانه / 169 ) :

    تَشُبُّ إِذا ما أَدلَجَ القَومُ نيرَةً = بِأَخفافِها مِن كُلِّ أَمعَزَ مُظلِمِ
    وَتَأوي إِلى صُلبٍ كَأَنَّ ضُلوعَهُ = قُرونُ وُعولٍ في شَريعَةِ مَأزِمِ

    الصلب : الظهر ، والمأزم المضيق .
    وهو هنا : يصف ناقته بقوة الصلب ، وطول الضلوع ، وهو كناية عن انتفاخ الجنبين ، وهو مما يستحب في الناقة .
    وقال الشاعر عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد
    العبادي التميمي ( ديوانه / ) :

    يَنتابُ بِالعِراقِ مِن بُقعانَ مَعهَدَهُ = ماءَ الشَريعَةِ أَو فَيضاً مِنَ الأَجَمِ
    أَهبَطَتَّهُ الرَكبَ يَعديني وَاُلجِمُهُ = لِلنائِباتِ بِسَيرٍ مَجذَمِ الأَكَمِ

    6 ـ يحشّ : أي يجمع .

    وفي اللسان ( حشش ) :

    (وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. وحَشَشْت الحشيش: قطعْتُه،
    واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته. وفي الحديث: أَنَّ رجُلاً من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ
    عَلَيها، وقالوا: إِنما هو يَهُشُّ، بالهاء، أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن قوله
    تعالى: وأَهُشُّ بها على غَنمي، وقيل: إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ بمعنىً، وهو مَحْمول على ظاهره من
    الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش. يقال: حشّه واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش.
    وفي حديث عُمَر، رضي اللَّه عنه: أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ؛ قال ابن الأَثير: أَي يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ. والحُشّاش: الذين يَحْتَشُّون.
    والمِحَشّ والمَحَشّ: منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش، والفتح أَجود، وهُما أَيضاً الشيء الذي يُجْعل فيه الحشيش. وقال أَبو عبيد: المِحَشّ ما حُشّ به، والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش، وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً ...) .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسديّ ( ديوانه / 198 ) :

    إِذا أَرقَلَت كَأَنَّ أَخطَبَ ضالَةٍ = عَلى خَدِبِ الأَنيابِ لَم يَتَثَلَّمِ
    كَأَنَّ بِذِفراها عَنِيَّةَ مُجرِبٍ = يَحُشُّ بِها طالٍ جَوانِبَ قُمقُمِ

    الذفرى من البعير : أصل عنقه ؛ وهو أول ما يعرق من البعير .
    والعَنِيَّةُ: بول البعير يُعْقَد في الشمس يُطْلى به الأجرب ، ثم تعالج بها الإبل الجربى .. ويقال: عَنَّيْتُ البعير تَعْنيَةً، إذا طليتَه بها. إذا طليتَه بها .
    وفي المثل: العَنِيَّةُ تشفي الجرب.
    والمجرب : هو الذي جربت إبله .
    والقُمْقُمُ: الجَرَّة؛ عن كراع. والقُمْقُم: ضرب من الأَواني؛ والقُمْقُمُ: ما يُسْتَقى به من نحاس، وقال أَبو عبيد: القُمْقُم بالرُّومية.
    والقُمقم: ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره، ويكون ضيّق الرأْس، أَراد شرب ما يكون فيه من الماء الحارّ؛ ومنه الحديث: كما يَغْلي المِرْجَلُ بالقُمْقم؛ قال ابن الأَثير: هكذا رُوي، ورواه بعضهم: كما يَغْلي المِرْجَلُ القُمْقُم .

    7 ـ المخزَّم : وهو المشدود الأنف بالخزامة ؛ والخزامة حلقة من شعر تجعل في جانب منخر البعير ، أو في وترة أنفه ، يشد بها الزمام .

    وفي اللسان (خزم) :

    (خزم
    خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ، حَلقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، وقيل: هي حَلقةٌ من شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ؛ قال الليث: إن كانت من صُفْرٍ فهي بُرَة، وإِن كانت من شعر فهي خِزامةٌ، وقال غيره: كل شيء ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ: قال شمر: الخِزامَةُ إذا كانت من عَقَبٍ فهي ضانَةٌ. وفي الحديث: لا خِزامَ ولا زِمامَ؛ الخِزامُ جمع خِزامةٍ وهي حلقة من شعر تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، كانت بنو إِسرائيل تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها ونحو ذلك من أَنواع التعذيب، فوضعه الله عن هذه الأُمَّةِ، أَي لا يُفْعَلُ الخِزامُ في الإِسلام، وفي الحديث: وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله،صلى الله عليه وسلم، عَهْداً وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ. وفي حديث أَبي الدرداء: اقْرَأْ عليهم السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا القرآن بخَزائمهم؛ قال ابن الأَثير: هي جمع خِزامةٍ، يريد به الانقيادَ لحكم القرآن وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ ... ) .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسديّ ( ديوانه / 194 ) :

    إِذا ما اِنتَبَهتُ لَم أَجِد غَيرَ فِتيَةٍ = وَغَيرَ مَطِيٍّ بِالرِحالِ مُخَزَّمِ
    أَلا إِنَّ خَيرَ المالِ ما كَفَّ أَهلَهُ = عَنِ الذَمِ أَو مالٌ وَقى سوءَ مَطعَمِ

    يقول : إذا ما صحوت لم أجد حولي إلا أصحابي ، وغير المطيّ المخزم ، وعليها الرحال .

    8 ـ الجـَلـَح : وهو ذهاب الشعر من مقدم الرأس .

    وفي اللسان :

    (الجَلَحُ: ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس، وقيل: هو إذا زاد قليلاً على النَّزَعَة. جَلِحَ ، بالكسر، جَلَحاً، والنعتُ أَجْلَحُ وجَلْحاء، واسم ذلك الموضع الجَلَحَة.
    والجَلَحُ: فوق النَّزَعِ، وهو انْحِسار الشعر عن جانبي الرأْس، وأَوّله النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ.
    أَبو عبيد: إذا انحَسَر الشعر عن جانبي الجبهة، فهو أَنْزَعُ، فإِذا زاد قليلاً، فهو أَجْلَح، فإِذا بلغ النصفَ ونحوه، فهو أَجْلى، ثم هو أَجْلَه، وجمعُ الأَجْلَح جُلْح وجُلْحانٌ.
    والجَلَحةُ: انْحِسارُ الشعر، ومُنْحَسِرُه عن جانبي الوجه. وفي الحديث: إِن الله ليؤدي الحقوق إِلى أَهلها حتى يَقْتَصَّ للشاة الجَلْحاءِ من الشاة القَرْناءِ نَطَحَتْها..
    . ) .


    قال الشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ العامريّ (ديوانه/ 6 ) :

    حُوٍّ وَشُقْرٍ قرَّحٍ مَلْبُونَةٍ = جُلُحٍ مُبَرِّزَةِ النِّجَارِ عِرَابِ
    مِنْ كُلِّ شَوْحَطَةٍ رَفِيعٍ صَدْرُهَا = شَقَّاءَ تَسْبِقُ رَجْعَةَ الكَلاَّبِ

    حوّ : جمع أحوى ؛ وهو الفرس الكميت الذي يعلوه سواد .
    وشقر : جمع أشقر ؛ وهو الفرس الأحمر .
    وقرح : جمع قارح ؛ وهو الفرس الذي تمت أسنانه .
    والملبون : هو الفرس الذي يسقى اللبن ، ويغذى به .
    والنجار : الأصل .
    والعراب : الخيل العربية العتيقة السليمة من الهجنة .


    9 ـ الدحداح : القصير السمين (المدحدح ) :

    وفي اللسان :

    ( ورجل دَحْدَحٌ ودِحْدِح ودَحْداح ودَحْداحَة ودُحادِحٌ ودُحَيْدِحَة: قصير غليظ البطن؛ وامرأَة دَحْدَحَة ودَحْداحَة؛ وكان أَبو عمرو قد قال: الذَّحْذاح، بالذال: القصير، ثم رجع إِلى الدال المهملة، قال الأَزهري: وهو الصحيح؛ قال ابن بري: حكى اللحياني أَنه بالدال والذال معاً، وكذلك ذكره أَبو زيد؛ قال: وأَما أَبو عمرو الشيباني فإِنه تشكك فيه وقال : هو بالدال أَو بالذال. وقال الليث: الدَّحْداحُ والدَّحْداحَة من الرجال والنساء : المستدير المُلَمْلَم؛ وأَنشد:

    أَغَرَّكِ أَنني رجلٌ جَلِيدٌ = دُحَيْدِحَةٌ، وأَنكِ عَلْطَمِيسُ؟

    وفي صفة أَبْرَهَة صاحب الفيل: كان قصيراً حادِراً دَحْداحاً: هو القصير السمين؛ ومنه حديث الحجاج قال لزيد بن أَرْقَم: إِن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدَّحداح ... ) .

    قال الشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ العامريّ (ديوانه/ 44 ) :

    بِمَشْيٍ كَهَزِّ الرُّمْحِ بَادٍ جَمَالُهُ = إِذَا جَدَفَ المَشْيَ القِصَارُ الدَّحَادِحُ
    ولَسْتُ بِنَاسٍ قَوْلَهَا إِذْ لَقِيتُهَا = أَجِدِّي نَبَتْ عَنْكَ الخُطُوبُ الجَوَارِحُ

    جدف المشي : إذا سار في سرعة ، ومقاربة الخطو ، ويكون من القصر .
    والدحادح : جمع دحداح ودحداحة ؛ وهو القصير السمين .


    10 ـ خَـنَّ : إذا أخرج الصوت من أنفه ( يخنخن) :

    وفي اللسان :
    (خنن
    الخَنِينُ من بكاء النساء: دون الانْتِحابِ، وقيل: هو تَرَدُّد البكاء حتى يصير في الصوت غُنَّةٌ، وقيل: هو رفع الصوت بالبكاء، وقيل: هو صوت يخرج من الأَنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، وهو بكاء المرأَةُ تَخِنُّ في بكائها. وفي حديث عليّ: أَنه قال لابنه الحَسَن، رضي الله عنهما:
    إنك تَخِنُّ خَنِينَ الجارية؛ قال شمر: خَنَّ خَنِيناً في البكاء إذا رَدَّد البكاء في الخَياشيم، والخَنينُ يكون من الضحك الخافي أَيضاً.
    الجوهري: الخَنِينُ كالبكاء في الأَنف والضحك في الأَنف؛ قال ابن بري: ومن الخَنينِ كالبكاء في الأَنف قولُ مُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَديّ:
    بكى جَزَعاً من أَن يموت، وأَجْهَشَتْ = إليه الجِرِشِّى، وارمَعَلَّ خَنِينُها.
    وفي الحديث: أَنه كان يُسْمَع خَنينُه في الصلاة؛ الخَنِينُ: ضرب من البكاء دون الانتحاب، وأَصلُ الخَنِين خروجُ الصوت من الأَنف كالحَنين من الفم. وفي حديث أَنس: فَغَطَّى َصحابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجُوهَهم لهم خَنِينٌ. وفي حديث خالد: فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا يبكون ... ) .

    قال الشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ العامريّ (ديوانه/ 63 ) :

    وكنْتُ كَذِي الآلاَفِ سُرِّبْنَ قَبْلَهُ = فَخَنَّ وقَدْ فُتْنَ البَعِيرَ المُقَيَّدَا
    أَشَاقَكَ رَبْعٌ ذُو بَنَاتٍ ونِسْوَةٍ = بِكِرْمَانَ يُسْقَيْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا

    وكنت : أي : وكنت في لحاقي إياهم .
    كَذِي الآلاَفِ : أي كصاحب الآلاف من الإبل .
    سُرِّبْنَ قَبْلَهُ : أرسلن قبله .
    خنّ : أي أخرج صوتا من الأنف ؛ كأنه يتذمر ، وأصل الخنين خروج الصوت من الأنف ، والحنين من الفم .



    للبحث بقية ..
    يتبع ـ بمشيئة الله ـ


  4. #4
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    524
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    5 ـ الشريعة : وهو مورد الماء ؛ أو الموضع الذي ينحدر منه الماء .

    وفي لسان العرب ( شرع ) :

    (والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي
    يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاة والحج والنكاح وغيره .
    والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدّاً لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ،
    وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع
    وهو مذكور في موضعه. وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها.
    وفي المثل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إذا كان الماء بعيداً ...) .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسديّ ( ديوانه / 169 ) :

    تَشُبُّ إِذا ما أَدلَجَ القَومُ نيرَةً = بِأَخفافِها مِن كُلِّ أَمعَزَ مُظلِمِ
    وَتَأوي إِلى صُلبٍ كَأَنَّ ضُلوعَهُ = قُرونُ وُعولٍ في شَريعَةِ مَأزِمِ

    الصلب : الظهر ، والمأزم المضيق .
    وهو هنا : يصف ناقته بقوة الصلب ، وطول الضلوع ، وهو كناية عن انتفاخ الجنبين ، وهو مما يستحب في الناقة .
    وقال الشاعر عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد
    العبادي التميمي ( ديوانه / ) :

    يَنتابُ بِالعِراقِ مِن بُقعانَ مَعهَدَهُ = ماءَ الشَريعَةِ أَو فَيضاً مِنَ الأَجَمِ
    أَهبَطَتَّهُ الرَكبَ يَعديني وَاُلجِمُهُ = لِلنائِباتِ بِسَيرٍ مَجذَمِ الأَكَمِ

    6 ـ يحشّ : أي يجمع .

    وفي اللسان ( حشش ) :

    (وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. وحَشَشْت الحشيش: قطعْتُه،
    واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته. وفي الحديث: أَنَّ رجُلاً من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ
    عَلَيها، وقالوا: إِنما هو يَهُشُّ، بالهاء، أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن قوله
    تعالى: وأَهُشُّ بها على غَنمي، وقيل: إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ بمعنىً، وهو مَحْمول على ظاهره من
    الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش. يقال: حشّه واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش.
    وفي حديث عُمَر، رضي اللَّه عنه: أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ؛ قال ابن الأَثير: أَي يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ. والحُشّاش: الذين يَحْتَشُّون.
    والمِحَشّ والمَحَشّ: منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش، والفتح أَجود، وهُما أَيضاً الشيء الذي يُجْعل فيه الحشيش. وقال أَبو عبيد: المِحَشّ ما حُشّ به، والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش، وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً ...) .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسديّ ( ديوانه / 198 ) :

    إِذا أَرقَلَت كَأَنَّ أَخطَبَ ضالَةٍ = عَلى خَدِبِ الأَنيابِ لَم يَتَثَلَّمِ
    كَأَنَّ بِذِفراها عَنِيَّةَ مُجرِبٍ = يَحُشُّ بِها طالٍ جَوانِبَ قُمقُمِ

    الذفرى من البعير : أصل عنقه ؛ وهو أول ما يعرق من البعير .
    والعَنِيَّةُ: بول البعير يُعْقَد في الشمس يُطْلى به الأجرب ، ثم تعالج بها الإبل الجربى .. ويقال: عَنَّيْتُ البعير تَعْنيَةً، إذا طليتَه بها. إذا طليتَه بها .
    وفي المثل: العَنِيَّةُ تشفي الجرب.
    والمجرب : هو الذي جربت إبله .
    والقُمْقُمُ: الجَرَّة؛ عن كراع. والقُمْقُم: ضرب من الأَواني؛ والقُمْقُمُ: ما يُسْتَقى به من نحاس، وقال أَبو عبيد: القُمْقُم بالرُّومية.
    والقُمقم: ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره، ويكون ضيّق الرأْس، أَراد شرب ما يكون فيه من الماء الحارّ؛ ومنه الحديث: كما يَغْلي المِرْجَلُ بالقُمْقم؛ قال ابن الأَثير: هكذا رُوي، ورواه بعضهم: كما يَغْلي المِرْجَلُ القُمْقُم .

    7 ـ المخزَّم : وهو المشدود الأنف بالخزامة ؛ والخزامة حلقة من شعر تجعل في جانب منخر البعير ، أو في وترة أنفه ، يشد بها الزمام .

    وفي اللسان (خزم) :

    (خزم
    خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ، حَلقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، وقيل: هي حَلقةٌ من شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ؛ قال الليث: إن كانت من صُفْرٍ فهي بُرَة، وإِن كانت من شعر فهي خِزامةٌ، وقال غيره: كل شيء ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ: قال شمر: الخِزامَةُ إذا كانت من عَقَبٍ فهي ضانَةٌ. وفي الحديث: لا خِزامَ ولا زِمامَ؛ الخِزامُ جمع خِزامةٍ وهي حلقة من شعر تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، كانت بنو إِسرائيل تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها ونحو ذلك من أَنواع التعذيب، فوضعه الله عن هذه الأُمَّةِ، أَي لا يُفْعَلُ الخِزامُ في الإِسلام، وفي الحديث: وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله،صلى الله عليه وسلم، عَهْداً وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ. وفي حديث أَبي الدرداء: اقْرَأْ عليهم السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا القرآن بخَزائمهم؛ قال ابن الأَثير: هي جمع خِزامةٍ، يريد به الانقيادَ لحكم القرآن وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ ... ) .

    قال الشاعر بشر بن أبي خازم الأسديّ ( ديوانه / 194 ) :

    إِذا ما اِنتَبَهتُ لَم أَجِد غَيرَ فِتيَةٍ = وَغَيرَ مَطِيٍّ بِالرِحالِ مُخَزَّمِ
    أَلا إِنَّ خَيرَ المالِ ما كَفَّ أَهلَهُ = عَنِ الذَمِ أَو مالٌ وَقى سوءَ مَطعَمِ

    يقول : إذا ما صحوت لم أجد حولي إلا أصحابي ، وغير المطيّ المخزم ، وعليها الرحال .

    8 ـ الجـَلـَح : وهو ذهاب الشعر من مقدم الرأس .

    وفي اللسان :

    (الجَلَحُ: ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس، وقيل: هو إذا زاد قليلاً على النَّزَعَة. جَلِحَ ، بالكسر، جَلَحاً، والنعتُ أَجْلَحُ وجَلْحاء، واسم ذلك الموضع الجَلَحَة.
    والجَلَحُ: فوق النَّزَعِ، وهو انْحِسار الشعر عن جانبي الرأْس، وأَوّله النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ.
    أَبو عبيد: إذا انحَسَر الشعر عن جانبي الجبهة، فهو أَنْزَعُ، فإِذا زاد قليلاً، فهو أَجْلَح، فإِذا بلغ النصفَ ونحوه، فهو أَجْلى، ثم هو أَجْلَه، وجمعُ الأَجْلَح جُلْح وجُلْحانٌ.
    والجَلَحةُ: انْحِسارُ الشعر، ومُنْحَسِرُه عن جانبي الوجه. وفي الحديث: إِن الله ليؤدي الحقوق إِلى أَهلها حتى يَقْتَصَّ للشاة الجَلْحاءِ من الشاة القَرْناءِ نَطَحَتْها..
    . ) .


    قال الشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ العامريّ (ديوانه/ 6 ) :

    حُوٍّ وَشُقْرٍ قرَّحٍ مَلْبُونَةٍ = جُلُحٍ مُبَرِّزَةِ النِّجَارِ عِرَابِ
    مِنْ كُلِّ شَوْحَطَةٍ رَفِيعٍ صَدْرُهَا = شَقَّاءَ تَسْبِقُ رَجْعَةَ الكَلاَّبِ

    حوّ : جمع أحوى ؛ وهو الفرس الكميت الذي يعلوه سواد .
    وشقر : جمع أشقر ؛ وهو الفرس الأحمر .
    وقرح : جمع قارح ؛ وهو الفرس الذي تمت أسنانه .
    والملبون : هو الفرس الذي يسقى اللبن ، ويغذى به .
    والنجار : الأصل .
    والعراب : الخيل العربية العتيقة السليمة من الهجنة .


    9 ـ الدحداح : القصير السمين (المدحدح ) :

    وفي اللسان :

    ( ورجل دَحْدَحٌ ودِحْدِح ودَحْداح ودَحْداحَة ودُحادِحٌ ودُحَيْدِحَة: قصير غليظ البطن؛ وامرأَة دَحْدَحَة ودَحْداحَة؛ وكان أَبو عمرو قد قال: الذَّحْذاح، بالذال: القصير، ثم رجع إِلى الدال المهملة، قال الأَزهري: وهو الصحيح؛ قال ابن بري: حكى اللحياني أَنه بالدال والذال معاً، وكذلك ذكره أَبو زيد؛ قال: وأَما أَبو عمرو الشيباني فإِنه تشكك فيه وقال : هو بالدال أَو بالذال. وقال الليث: الدَّحْداحُ والدَّحْداحَة من الرجال والنساء : المستدير المُلَمْلَم؛ وأَنشد:

    أَغَرَّكِ أَنني رجلٌ جَلِيدٌ = دُحَيْدِحَةٌ، وأَنكِ عَلْطَمِيسُ؟

    وفي صفة أَبْرَهَة صاحب الفيل: كان قصيراً حادِراً دَحْداحاً: هو القصير السمين؛ ومنه حديث الحجاج قال لزيد بن أَرْقَم: إِن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدَّحداح ... ) .

    قال الشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ العامريّ (ديوانه/ 44 ) :

    بِمَشْيٍ كَهَزِّ الرُّمْحِ بَادٍ جَمَالُهُ = إِذَا جَدَفَ المَشْيَ القِصَارُ الدَّحَادِحُ
    ولَسْتُ بِنَاسٍ قَوْلَهَا إِذْ لَقِيتُهَا = أَجِدِّي نَبَتْ عَنْكَ الخُطُوبُ الجَوَارِحُ

    جدف المشي : إذا سار في سرعة ، ومقاربة الخطو ، ويكون من القصر .
    والدحادح : جمع دحداح ودحداحة ؛ وهو القصير السمين .


    10 ـ خَـنَّ : إذا أخرج الصوت من أنفه ( يخنخن) :

    وفي اللسان :
    (خنن
    الخَنِينُ من بكاء النساء: دون الانْتِحابِ، وقيل: هو تَرَدُّد البكاء حتى يصير في الصوت غُنَّةٌ، وقيل: هو رفع الصوت بالبكاء، وقيل: هو صوت يخرج من الأَنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، وهو بكاء المرأَةُ تَخِنُّ في بكائها. وفي حديث عليّ: أَنه قال لابنه الحَسَن، رضي الله عنهما:
    إنك تَخِنُّ خَنِينَ الجارية؛ قال شمر: خَنَّ خَنِيناً في البكاء إذا رَدَّد البكاء في الخَياشيم، والخَنينُ يكون من الضحك الخافي أَيضاً.
    الجوهري: الخَنِينُ كالبكاء في الأَنف والضحك في الأَنف؛ قال ابن بري: ومن الخَنينِ كالبكاء في الأَنف قولُ مُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَديّ:
    بكى جَزَعاً من أَن يموت، وأَجْهَشَتْ = إليه الجِرِشِّى، وارمَعَلَّ خَنِينُها.
    وفي الحديث: أَنه كان يُسْمَع خَنينُه في الصلاة؛ الخَنِينُ: ضرب من البكاء دون الانتحاب، وأَصلُ الخَنِين خروجُ الصوت من الأَنف كالحَنين من الفم. وفي حديث أَنس: فَغَطَّى َصحابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجُوهَهم لهم خَنِينٌ. وفي حديث خالد: فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا يبكون ... ) .

    قال الشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ العامريّ (ديوانه/ 63 ) :

    وكنْتُ كَذِي الآلاَفِ سُرِّبْنَ قَبْلَهُ = فَخَنَّ وقَدْ فُتْنَ البَعِيرَ المُقَيَّدَا
    أَشَاقَكَ رَبْعٌ ذُو بَنَاتٍ ونِسْوَةٍ = بِكِرْمَانَ يُسْقَيْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدَا

    وكنت : أي : وكنت في لحاقي إياهم .
    كَذِي الآلاَفِ : أي كصاحب الآلاف من الإبل .
    سُرِّبْنَ قَبْلَهُ : أرسلن قبله .
    خنّ : أي أخرج صوتا من الأنف ؛ كأنه يتذمر ، وأصل الخنين خروج الصوت من الأنف ، والحنين من الفم .



    للبحث بقية ..
    يتبع ـ بمشيئة الله ـ


  5. #5
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    524
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    11 ـ المـَلـّة :
    (بفتح الميم) ؛وهي الرماد الحار .

    وفي اللسان :

    (( والمَلَّة: الرَّماد الحارُّ والجمْر. ويقال: أَكلنا خُبزَ مَلَّة، ولا يقال أَكلنا مَلَّة. ومَلَّ الشيءَ في الجمْر يَمُلُّه مَلاًّ، فهو مَمْلول ومَلِيل: أَدخله يقال: مَلَلْت الخُبرةَ في المَلَّة مَلاًّ وأَمْلَلْتها إذا عمِلتها في المَلَّة، فهي مَمْلولة، وكذلك كل مَشْوِيّ في المَلَّة من قَريس وغيره. ويقال: هذا خُبز مَلَّةٍ، ولا يقال للخبز مَلَّة، إِنما المَلة الرَّماد الحارّ والخبز يسمى المَلِيل والمَمْلول، وكذلك اللحمُ؛
    وأَنشد أَبو عبيد:

    ترى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى = إِلى تَيْمِيَّةٍ، كعَصا المَلِيل

    وفي الحديث: قال أَبو هريرة لما افتتَحْنا خَيبرَ إذا أُناس من يَهُود مجتمعون على خُبزة يَمُلُّونها أَي يجعلونها في المَلَّة.
    وفي حديث كعب: أَنه مرَّ به رِجْل من جَراد فأَخذ جَرادَتين فمَلَّهما
    أَي شَواهما بالمَلَّة؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

    كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنار مَمْلولُ = ......

    أَي كأَنَّ ما ظهر منه للشمس مَشْويّ بالمَلَّة من شدّة حرّه.
    ويقال: أَطعَمَنا خبز مَلَّةٍ
    وأَطعمَنا خبزة مَلِيلاً، ولا يقال أَطعَمنا مَلَّة؛ قال الشاعر:

    لا أَشْتُم الضَّيْفَ إِلاّ أَنْ أَقولَ له = أَباتَكَ الله في أَبيات عَمَّارِ
    أَباتَك الله في أَبيات مُعْتَنِزٍ = عن المَكارِم، لا عَفٍّ ولا قارِي
    صَلْدِ النَّدى، زاهِدٍ في كل مَكْرُمة = كأَنَّما ضَيْفُهُ في مَلَّة النارِ

    وقال أَبو عبيد: المَلَّة الحُفْرة نفسها. وفي الحديث: قال له رجل إِنَّ لي قَراباتٍ أَصِلُهم ويَقْطَعُونَني وأُعْطِيهم ويَكْفُرونني، فقال له: إِنما تُسِفُّهم المَلَّ؛ المَلُّ والمَلَّة: الرّماد الحارّ الذي يُحْمى ليُدْفَن فيه الخبز ليَنْضَج، أَراد إِنما تجعل المَلَّة لهم سَفُوفاً يَسْتَفُّونه، يعني أَن عَطاءَك إِياهم حرام عليهم ونارٌ في بطونهم.
    ويقال: به مَلِيلة ومُلالٌ، وذلك حَرارة يجدها، وأَصله من المَلَّة، ومنه قيل: فلان يتململ على فِراشه ويتَمَلَّلُ إذا لم يستقرّ من الوجع كأَنه على مَلَّة ...)) .

    قال الشاعر عـِلْباء بن أرقم اليشكري ( الأصمعيات / 162 ؛ أصمعية رقم 56 ) :

    وَإِذا العَذارى بِالدُخانِ تَقَنَّعَت = وَاِستَعجَلَت نَصبَ القُدورِ فَمَلَّتِ
    دَرَّت بِأَرزاقِ العِيالِ مَغالِقٌ = بِيَدَيَّ مِن قَمَعِ العِشارِ الجِلَّةِ

    ملت : شوت الخبز ، أو اللحم في الملة ؛ وهي الرماد الحار .

    قال المرزوقي في شرح ديوان الحماسة :

    (وإذا أبكار النساء صبرت على دخان النار حتى صار كالقناع لوجهها، لتأثير البرد فيها، ولم تصبر على إدراك القدور بعد تهيئتها ونصبها، فشوت في الملة قدر ما تعلل به نفسها من اللحم، لتمكن الحاجة والضر منها، ولإجداب الزمان واشتداد السنة على أهلها أحسنت. وجواب إذا في البيت بعده. وخص العذارى بالذكر لفرط حيائهن وشدة انقباضهن، ولتصونهن عن كثيرٍ مما يتبذل فيه غيرهن. وجعل نصب القدور مفعول استعجلت على المجاز والسعة. ويجوز أن يكون المراد استعجلت غيرها بنصب القدور وفي نصبها، فحذف...) .

    وقوله: دارت بأرزاق العفاة إلخ، هو جمع عافٍ، وهو كل طالب رزق من الناس وغيرهم.
    ومغالقٌ: فاعل دارت، وهي قداح الميسر جمع مغلق ومغلاق بكسرهما، مأخوذ من غلق الرهن، لأنه من فاز سهمه غلق نصيبه فذهب به غير منازع فيه. قاله الأسود.
    وقال المرزوقي: وإنما سميت القداح مغالق لأن الجزر تغلق عندها وتهلك بها. والقمع، بفتحتين: قطع السنام، الواحدة قمعة.
    والعشار: جمع عشراء، وهي الناقة التي قد أتى عليها من حملها عشرة أشهر، وتستصحب هذا الاسم فتسمى به بعد وضعها الحمل بأشهر.
    والجلة، بكسر الجيم: المسان، الواحدة جليلة. ومنه: ما له دقيقةٌ ولا جليلة، أي: شاة ولا ناقة.
    قال المرزوقي: قوله أرزاق العفاة كلامٌ شريف، يقول: وإذا صار الزمان كذا، دارت القداح في الميسر بيدي، لإقامة أرزاق الطلاب من أسنمة النوق المسان الكبار الحوامل، التي قرب عهدها بوضع الحمل. وكل ذلك يضن به ويتنافس فيه.

    12 ـ الأبحّ : الخشن الصوت .
    وفي اللسان :

    ((بحح :
    البُحَّة والبَحَحُ والبَحاحُ والبُحُوحةُ والبَحاحةُ: كلُّه غِلَظٌ في الصوت وخُشُونة، وربماكان خِلْقَةً.
    بَحَّ يَبَحُّ ويَبُحُ: كذا أَطلقه أَهل التَّجْنِيسِ وحَلَّه ابنُ السكيت فقال: بَحِجْتَ،
    بالكسر، تَبَحُّ بَحَحاً. وفي الحديث: فأَخَذَتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، بُحَّةٌ؛ البُحَّةُ، بالضم: غِلَظٌ في الصوت.
    يقال: بَحَّ يَبُحُّ بُحوحاً، وإِن كان من داء، فهو البُحاحُ. ورجل أَبَحُّ
    بَيِّنُ البَحَحِ إذا كان ذلك فيه خلقة. قال الأَزهري: البَحَحُ مصدر الأَبَحِّ. قال ابن سيده:
    وأُرى اللحياني حكى بَحَحْتَ تَبْحَحُ، وهي نادرة لأَن مثل هذا إِنما يدغم ولا يفك، وقال:
    رجل أَبَحُّ ولا يقال باحٌّ؛ وامرأَة بَحَّاءُ وبَحَّة؛ وفي صوته بُحَّة، بالضم.
    ويقال: ما زِلْتُ أَصِيحُ حتى أَبَحَّني ذلك. قال الأَزهري: بحِحْتُ أَبَحُّ هي اللغة العالية، قال: وبَحَحْتُ، بالفتح، أَبَحُّ، لغة؛ وقول الجعْدي يصف الدينار:

    وأَبَحَّ جُنْدِيٍّ، وثاقِبةٍ سُبِكَتْ = كَثاقِبةٍ من الجَمْرِ

    أَراد بالأَبَحِّ: ديناراً أَبَحَّ في صوته. جُنْدِيّ: ضُرِبَ بأَجْنادِ الشام. والثاقبة: سَبِيكَة من ذهب تَثْقُبُ أَي تتقد.
    والبَحَحُ في الإِبل: خُشُونة وحَشْرَجةٌ في الصدر. بعير أَبَحُّ وعيودٌ أَبَحُّ: غليظ الصوت.
    والبَمُّ يُدْعى الأَبَحَّ لغلظ صوته. وشَحِيحٌ بَحِيحٌ، إِتباع، والنون أَعلى، وسنذكره. والبُحُّ: جمع أَبَحّ ...) .

    قال الشاعر ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل ؛ والأعشى الكبير( ديوانه /243) :

    وَمُغَنٍّ كُلَّما قيلَ لَهُ = أَسمَعِ الشَربَ فَغَنّى فَصَدَح
    وَثَنى الكَفَّ عَلى ذي عَتَبٍ = يَصِلُ الصَوتَ بِذي زيرٍ أَبَح
    صدح الرجل والطائر : رفع صوته بالغناء .
    العتب ؛(بالتحريك) : العيدان المعروضة على وجه العود ، منها تمد الأوتار إلى طرف العود .
    الزير : الدقيق من الأوتار ، واحدها : صوتا .
    الأبحّ : الخشن الصوت .

    13 ـ الكِـلَّـة : الستر الرقيق ؛ (وتلفظ بضم الكاف ، وأحيانا بكسرها ، كما جاءت في كتب اللغة ) ، وبعضهم يقول عنها : المكلـّة ، وبعضهم الآخر ، يسميها : الناموسية !!!

    وفي اللسان :

    ((وقال أَبو عبيد: الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت؛ وأَنشد :

    من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ = زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

    والكِلَّة: السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ، وفي المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقيق، قال: والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق يُتوقَّى به من البَعُوض ...) .

    قال الشاعر زهير بن أبي سلمى المزنيّ (ديوانه / 9 ) :

    تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ = تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
    عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ = وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
    جرثم : ماء من مياه بني أسد .
    وقوله : هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ ؛ الظعائن : النساء على الإبل ، الواحدة : ظعينة ، ثم كثر حتى صار يقال للمرأة ظعينة ، والهودج على البعير ظعينة ، وإن لم يكن فيه المرأة .
    والعلياء : بلد .
    وراد : لون الورد ، الواحدة : وردة .
    ويروى : ( وعالين أنماطا )، وهي التي تُفـْتَرش ، أي : طرحوا على أعلى المتاع أنماطا .
    والكلـّة : الستر .
    حواشيها : نواحيها .
    ومشاكهة الدم : أي يشبه لونها لون الدم . ويقال : شاكهه وشابهه وشاكله وقاناه وضاهاه .
    وقوله : عالين ؛ أي : رفعن ، أي : رفعن الأنماط والكلل على الإبل التي ركبها الظعن .
    وعتاق : كرام .
    ويقال : الكِلـَّة : ثوب رقيق يكون تحت الأنماط .
    وقوله : وراد حواشيها ؛ أراد أنه أخلص الحاشية بلون واحد ، لم يعملها بغير الحمرة .

    وقال الشاعر عبيد بن الأبرص الأسديّ (ديوانه / 134 ، وانظر مختارات ابن الشجري 353 ، ومنتهى الطلب 2 / 212 ) :

    عالَينَ رَقماً وَأَنماطاً مُظاهَرَةً = وَكِلَّةً بِعَتيقِ العَقلِ مَقرومَه
    لِلعَبقَرِيِّ عَلَيها إِذ غَدَوا صَبَحٌ = كَأَنَّها مِن نَجيعِ الجَوفِ مَدمومَه

    وقال الشاعر أوس بن حجر التميميّ ( ديوانه / 102 ، والتعازي والمراثي 40 ، ومنتهى الطلب 2 / 222 ) :

    أَمّا حَصانُ فَلَم تُحجَب بِكِلَّتِها = قَد طُفتُ في كُلِّ هَذا الناسِ أَحوالي
    عَلى اِمرِئٍ سوقَةٍ مِمَّن سَمِعتُ بِهِ = أَندى وَأَكمَلَ مِنهُ أَيَّ إِكمالِ

    وقال الشاعر المثقب العبدي (ديوانه / 136 ، والمفضليات 288 ، وشرح اختيارات المفضل 3/ 1246) :

    كَغُزلانٍ خَذَلنَ بِذاتِ ضالٍ = تَنوشُ الدانِياتِ مِنَ الغُصونِ
    ظَهَرنَ بِكِلَّةٍ وَسَدَلنَ رَقماً = وَثَقَّبنَ الوَصاوِصَ لِلعُيونِ

    خذلن : تخلفن عن صواحباتهن , وأقمن على أولادهن .
    الضال : السدر البري .
    تنوش : تتناول ؛ يقال : نشت الشيء : تناولته من قريب .
    ونأشته : تناولته من بعيد ؛ وقيل : إنهما بمعنى واحد .
    والكلة (بكسر الكاف) : الستر الرقيق .
    سدلن أخرى : أرسلنها .
    الوصاوص : البراقع الصغار ؛ واحدها وصواص ، وأراد أنهن حديثات الأسنان ، فبراقعهن صغار .
    وبهذا البيت لقب الشاعر بالمثقب ؛ بكسر القاف ، لاغير .

    14 ـ حـَدْرة بـَدْرَة : كلمتان تذكران خلال لعبة فراتية دير زورية ، وما زال أطفال الفرات يمارسونها ، مع ضربهم على السيقان ضربا خفيفا .
    ( وأهل الشام ، يقولون : حقرة بقرة ...) !!!

    وفي اللسان :

    ((وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ: عظيمة؛ وقيل: حادَّةُ النظر: وقيل: حَدْرَةٌ واسعة، وبَدْرَة يُبادِرُ
    نظرُها نَظَرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي.
    وعَيْن حَدْراءُ: حَسَنَةٌ، وقد حَدَرَتْ. الأَزهري: الأَصمعي: أَما قولهم عين حَدْرَة فمعناه
    مكتنزة صُلْبَة وبَدْرَةٌ بالنظر؛ قال امرؤ القيس:

    وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، = شُقَّتْ مَآقيهما مِنْ أُخُرْ


    الأَزْهَرِيُّ: الحَدْرَةُ العين الواسعة الجاحظة، والحَدْرَةُ: جِرْمُ قَرْحَةٍ تخرج بِجَفْنِ العين؛ وقيل:
    بباطن جفن العين فَتَرِمُ وتَغْلُظُ، وقد حَدَرَتْ عينه حَدْراً؛ وحَدَرَ جلده عن الضرب يَحْدِرُ
    ويَحْدُرُ حَدْراً وحُدوراً: غلظ وانتفخ وَوَرِمَ؛ قال عمر بن أَبي ربيعة:

    لو دَبَّ ذَرٌّ فَوْقَ ضَاحِي جِلْدِها، = لأَبانَ مِنْ آثارِهِنَّ حُدُورَا

    يعني الوَرَمَ؛ وأَحْدَرَه الضربُ وحَدَرَهُ يَحْدُرُهُ ... )) .

    قال الشاعر امرؤ القيس الكنديّ ( ديوانه / 166 ) :

    وَعَينٌ لَها حَدرَةٌ بَدرَةُ = وَشُقَّت مَآقِيُّها مِن أُخَر
    إِذا أَقبَلَت قُلتَ دُبّاءَةٌ = مِنَ الحُضرِ مَغموسَةً في الغُدُر
    وَإِن أَدبَرَت قُلتَ أَثفِيَّةٌ = مُلَملَمَةٌ لَيسَ فيها أُثُر

    حدرة بدرة : يعني أنها مكتنزة صلبة ضخمة .
    وقوله : بدرة : يعني تبدر بالنظر .
    والمآقي : جمع مأق ومؤق .
    وقوله : شقت مآقيها : أي تفتحت مكانها وانشقت .
    وقوله : من أخر : أي من مآخير العين .

    15 ـ الخيم : الخلق والطبيعة والسليقة ، وفي العامية تؤنث ، فيقال : خيمة .
    ( وهي من الكلمات العامية الديرزورية التي بدأت تندرس) !!!

    وفي اللسان :

    (( أَبو عبيد: الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية. ويقال: خِيم السيف فِرِنْدُه، والخِيمُ:
    الأَصل؛ وأَنشد:

    ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه، = يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها
    ابن سيده: الخِيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه ...)) .

    قال الشاعر زهير بن أبي سلمى المزنيّ (ديوانه / 213 ) :

    كَذَلِكَ خِيمُهُم وَلِكُلِّ قَومٍ = إِذا مَسَّتهُمُ الضَرّاءُ خيمُ
    متى تسُدد بِهِ لَهواتُ ثَغرٍ = يُشارُ إِلَيهِ جانِبُهُ سَقيمُ

    الخيم : الخلق والطبيعة والسليقة والتُّوس والسُّوس ؛ يقال الكرم من توسه وسوسه ؛ أي من خليقته ، وما طبع عليه .
    اللهوات : جمع : لهاة ، ويقال : لهوات ، ولهيات ، وإنما يريد أفواه الثغور .
    وقوله : جانبه سقيم ؛ يقول : هو مخوف يخشى القوم أن يؤتوا منه .

    وقال الشاعر الأعشى الكبير (ديوانه / 213 ) :

    وَإِذا ذو الفُضولِ ضَنَّ عَلى المَو = لى وَصارَت لِخَيمِها الأَخلاقُ
    وَمَشى القَومُ بِالعِمادِ إِلى الرَز = حى وَأَعيا المُسيمُ أَينَ المَساقُ

    الخيم : (الخاء) : الطبيعة والسجية .
    الرزحى : الإبل تهزل ، فلا تستطيع المشي ، فتسقط ، جمع : زارح .
    يضعون العماد تحت بطونها ، ثم يرفعونها .
    المسيم : اسم فاعل ، من أسام الماشية ؛ أرعاها في المرعى .

    وقال الشاعر لبيد بن ربيعة العامري ( ديوانه / 136) :

    قَومي أولَئِكَ إِن سَأَلتِ بِخيمِهِم = وَلِكُلِّ قَومٍ في النَوائِبِ خيمُ
    وَإِذا شَتَوا عادَت عَلى جِيرانِهِم = رُجُحٌ تُوَفّيها مَرابِعُ كومُ

    16 ـ المـلهـوج ؛ إمـلهـوك :وهو الخبز المكبوب على الجمر .

    في اللسان :

    (( ابن السكيت: طعامٌ مُلَهْوَجٌ ومُلَغْوَسٌ وهو الذي لم يُنْضَجْ؛ وأَنشد الكلابي:

    خَيْرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ، = قد هَمَّ بالنُّضْجِ، ولمَّا يَنْضَجْ

    وشواء مُلَهْوَجٌ إذا لم يُنْضَجْ. ولَهْوَجَ اللحمَ: لم يُنْعِمْ شَيَّه؛ قال الشماخ:

    وكُنْتُ إذا لاقَيْتُها، كان سِرُّنا = وما بيننا، مثلَ الشّواءِ المُلَهْوَجِ

    وقال العجاج:

    والأَمْرُ، ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا، = يُضْوِيكَ، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا

    ولَهْوَجْتُ اللحمَ وتَلَهْوَجْتُه إذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه. وثَرْمَلَ الطعامَ إذا لم يُنْضِجْه صانِعُه، ولم يَنْفُضْه من الرَّمادِ إِذ مَلَّه، ويُعتَذَرُ إِلى الضيفِ، فيقال: قد رَمَّلْنا لكَ العملَ، ولم نَتَنَوَّقْ فيه للعجلةِ.
    وتَلَهْوَجَ الشيءَ: تَعَجَّلَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

    لولا الإِلهُ، ولولا سَعْيُ صاحِبنا = تَلَهْوَجُوها، كما نالوا من العِيَرِ
    ...)) .

    قال الشاعر زهير بن أبي سلمى المزنيّ (ديوانه / 324 ) :

    فَلا تَحسَبَنّي يا بنَ أَزنَمَ شَحمَةً = تَعَجَّلَها طاهٍ بِشَيٍّ مُلَهوَجِ
    لِذي الفَضلِ مِن ذُبيانَ عِندي مَوَدَّةٌ = وَحِفظٌ وَمَن يُلحِم إِلى الشَرِّ أَنسُجِ

    ابن أزنم : رجل هجاه زهير من بني فزارة ، يقال له : عبيد بن أزنم بن عمرو .



    للبحث بقية >>>
    يتبع ـ بمشيئة الله ـ


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •