المقامة اللوذعية في فضح النفس البشرية
لماذا يا.....................!!!.؟؟؟؟؟
كنت في الأمس....صديقي النبيل...لا تكف عن المدح والشكر الجزيل.....وكنت لك ولا مثيل...تغدقني بالثناء وبالمديح..وتقول إني لك خير رفيق..إن تأخرت عنك تعاتبني..وإن أمسكت تجذبني...وإن قصرت تبادرني....وإن ابتعدت تقربني...ومن رأسي تقبلني..فصرت لي بالجسد ملتحما...وبالقلب منزرعا... وبالوجه مبتسما...وبالروح ملتصقا...وبعد أول هفوة منك أو مني منطلقة ..
تكيل لي بدل المديح التجريح...تشتم وتسب وتلعن بالفم الصريح....وتقول كلاماً بينه وبين الصدق من المجال بعيد...بل كله تهريج.....تتهمني وتقول عني الكلام البزيء ...وتعلن للملأ أنك كنت معي صريع...ثم تبدأ بهجوم فظيع....وكأني عدوك اللدود الشنيع..كنت معي العدو تصارع...تدافع وتقاتل ...تقاتل ولا تمانع.....وصرت للعدو الآن مقارب....تجامل وتحابب ..بل بالذل أتيته وتكابر...في اتهامي في المنابر...وهو يعلم أني..الخير فيّ وعندي....ولن ينال لا هو ولا أنت مني...لأن الجميع يعلم أني.... لولاي أنا ما كنت الآن تغني..تجود وتسرح وبالامنيات تمني...
لماذا كنت تصادقني...إن كانت ملامحك لا توائمني....وإن كان لسان حالك يلعنني ..أكنت تريد أن تخدعني.
أم النفس لك فيها من طبعها غدرا...فلا ألتمس لك منها بعد اليوم عذرا....فلم تكن في يوم من غدرها هربا....والله حالك يؤلمني..لما جاء منها وصدق لا يزعجني.....
فلي بدل الصديق مليون..يحبون ويضحون..وللناس يعلنون...أني لهم بحق سنيد...أدافع وأنشر رأيي السديد..ولهم أكون الحصن المنيع...وبهم أنا القوي الشديد....لا غدر بيننا ولا تهويل....للمواضيع والهفوات ولا بيننا من صريع....فقف لله درك من خاسر خير رفيق...لا أمان لك بعد اليوم من العدو قبل الصديق...لانك باختصار في وجهين...للمصلحة أنت مطالب ولا للأمة والشعب العريق....فأنى لك مصلحة إليها تذهب...بقوة وعنفوان وتلعب...بالنفوس وبالأرواح...تهزأ....وكأن الدنيا لك ملعب...لكن من اللعنة ليس لك مهرب..ليس مني ولكن من التاريخ الذي أنت منه لن تقرب...
ماذا أقول لك والقول عندك انتهى....فلا رجاء منك ولا هدى....لكنها حال النفس البشرية...منها الأبية...ومنها بالحجارة مرمية....وقد ظهر الحق وعلمنا من منا أبياً ...ومن منا مخزياً
المفضلات