فيكم صمودنا .....
يوم مشهود انتظرته ...
يوم من أجمل الأيام الخامس عشر من شهر آذار هذا العام يوم النفير إلى النقب
الكثير منا دائما يسعون ويشتاقون لقضاء يوم جميل في أحضان الطبيعة الغناء وعلى شاطئ البحر أو في قرب شلال جميل لينسوا هناك هموم الحياة التي باتت تجثم فوق الصدور..
وكما كل الناس أحببت أن يكون لي ذلك اليوم لكن ليس هناك ... !!
بل هناك مكان طالما حلمت بالذهاب إليه مكان علمنا أهله ما معنى الإصرار وما معنى الصمود والتحدي ..
هناك ... لروعة وبساطة الحياة لذوبان الوجدان في نبضات الأرض وروعة العشق الأبدي ... هناك إلى النقب الصامد شددت الرحال
نعم هكذا شعرت عندما استقبلتنا مضيفتنا الشابة وابنيها الطفلين الصغيرين
استقبلتنا بوجهها الباسم وبأجمل وأرق عبارات الترحيب ..وفي بيتها البسيط المصنوع من ألواح الصفيح والزنك !!!
عن حياتها سألتها بأسلوب المتعطش فتلك الظروف المعيشية تجعلك تبحث عن جواب لكل سؤال يلح عليك , وهنا توقعت أن تبدأ بشرح معاناتها اليومية
والتي رأيتها في نظرات عينيها ألما .. إلا أنها لم تفعل بل بكلمات قليلة أوجزت وأجابت عن ألاف الأسئلة وأجبرتني أن أطرز كلماتها في صدر عباءتي وفي صفحات وجداني وفي عمق قاموسي شموخا .. قالت وهي تصافحني مودعة أننا هنا صامدون في أرض الآباء والأجداد ومهما فعل الغاصب إلا أننا سنبقى مزروعين هنا سنغرس ونغرس ومهما قطعوا فسوف نغرس ولن نكل أو نمل ..
بهذه الكلمات صافحتني تلك السيدة التي أجبرتني على الانحناء لها احتراما وتقديرا وإكبارا ورفعة ..
والى مكان أخر أوصلتنا الحافلة إلى القرى الغير معترف فيها ..
الظروف صعبة قاسية ومضنية وتبعد آلاف الأميال عن ركب الحضارة فالخدمات شبه معدومة فلا ماء ولا كهرباء ..ورغم شعوري بالمرارة وبالألم لهؤلاء الأهل المرابطين إلا أنني نسيته في غمرة تأملي وفي ولوجي إلى عالمهم ذاك الذي يجعلك تعرف أن الحياة ليست رفاهية وحسب بل هي إثبات وجود ..
يا أهلنا هناك ..
أحييكم واحيي ذلك الصمود الشامخ فيكم شموخ النخيل في واحات الصحراء
قد كنتم وما زلتم مفخرة لكل عربي حر وكان صمودكم غرة في جبين التاريخ وفي قلب هذا الزمن المر ....
واليكم يا من علمتمونا أن الحق حق وان الأرض أرضنا ما دامت في وجداننا وأن الصمود ارادة الأحرار وخيارهم وان الأقصى لنا.. تاج فلسطيننا والمقدسات مقدساتنا وروحنا ...
إليك يا شيخنا الرائد واليكم أيها المرابطون هنا في الجليل والمثلث والنقب إليكم يا أبناء وبنات الحركة الإسلامية المباركة ألف تحية وألف سلام وإجلال وإكبار بارك الله فيكم وأبقاكم عز ومفخرة للأمة العربية جمعاء
المفضلات