اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Dr. Schaker S. Schubaer مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): نهر الشعر المتدفق وطنية ورومانسية، منبعة وجدان الأمة


متعدد الوهج، لو أردت أن أوفيه حقه، إحتجت إلى مجلد.
فقبل الشعر، هو وطني من طراز فريد، لذا فحرفه

إنه حرف يتيه قداسة
ما خف ناسجه إلى محرابه .. إلا توضأ.

إنه ينسج شعره من وجدان الأمة وهنا تكمن قدسية حرفه، هذا النسج هو صلاة لذا لزم الوضوء.
فنرى في شعره وجداننا يمشي أمامنا.
وهذا ما جعل شعره يهز ضمائرنا بالتحامه بوجدان الأمة.

انْهَضْ يا عبدَ اللَّهِ الْمُقْعَدْ
افتحْ عَيْنَيْكَ،
فصَوْتُ الضَّوْءِ القادِمِ مِنْ وَجَعِ الصَّمتِ يُنَادِي:
يا عبدَ اللهِ الْمُجْهَضْ
هذا دَرْبُكَ مَرْصُوفٌ،
للشَّمْسِ على مَرمَى حَجَرٍ،
يَسْتَجْدي خَطْوَكَ أنْ يَعبُرَ..

فانْهَضْ

ألا تشعروا أنه في هذا المقطع يقول لنا لا تكونوا كبني إسرائيل عندما قالو لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون؟! فيقول له هذا دربك مرصوف، يعني كما قال رجل فتح الله: "أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون"، ألا ترون أنه يذكرنا بجبن بني أسرائيل في نفس اللحظة.
وهذا ما جعل شعره شجرة طيبة نبتة أصيلة لوجدان الأمة عبر التاريخ، فيهز الأمة من خلال هز وجدانها.
وهذا ما جعله يستحق لقب نيرودا الشرق.

إنه نهر الشعر المتدفق.
وهو في شاعريته ورومانسيته يقف بجانب وودزوورث وكولردج، إلا أنه يتفوق عليهما بتفوق العربية على الإنجليزية.

باختصار لإعطاء هذه العبقرية الشعرية حقها، تحتاج إلى كتب ومجلدات. لكنها خواطر سريعة، وكلما أردت الخروج، جاءني خاطر آخر. خواطر تتناسب مع هذا النهر الخالد.
وأعتقد لو اشتغل على رائعة كيبلنج، فستكون بالعربية أجمل منها بالإنجليزية.

وبالله التوفيق،،،
ـــــــــــــــــــــــــ
أخي الكبير د. شاكر شبير.
تحية سامية المعنى أسوقها لجنابك الكريم، وب
فلقد غمرتني بفضلك،
وطوّقتني بكلماتك المضيئة،
وكتبتني بحروفك أجمل ما تكون الكتابة،
فما الذي يبقى بعد كل هذا؟!
إن هذا الوهج الذي ينبعث من عباراتك، ما هو إلا وفرة جمال روحك،
وطلاوة قلمك، وقلائد أفكارك النيّرة، التي لطالما نهلنا منها في هذه المسيرة التي شرفنا بك في محطاتها.
أشكرك أخي الكريم، وأحييك، وأذكر أنك منذ أكثر من سنة تمنيت علي لو أترجم ( شرطية كبلنج )
وها أنت تعود هنا، بعد سنة، لتذكّرني بأمر أرى لك فيه فضل، ومني تقصير،
ولكن كان لك الفضل أيضًا في عرض القصيدة مرة أخرى بعد هذه الكلمات،
وكانت لي فرصة ترجمتها، لعلي أكون بها قد أرضيتك، وترجمتها كما تمنيتها أن تكون،
ومع أن الترجمة موجودة على رابط خاص آخر، إلا أنني أحب أن أرفقها هنا أيضًا إكرامًا لك بنصّيها: الإنجليزي - الأصل - والمعرّب:

[IF]



If you can keep your head when all about you
Are losing theirs and blaming it on you,
If you can trust yourself when all men doubt you
But make allowance for their doubting too,
If you can wait and not be tired by waiting,
Or being lied about, don't deal in lies,
Or being hated, don't give way to hating,
And yet don't look too good, nor talk too wise:
If you can dream--and not make dreams your master,
If you can think--and not make thoughts your aim;
If you can meet with Triumph and Disaster
And treat those two impostors just the same;
If you can bear to hear the truth you've spoken
Twisted by knaves to make a trap for fools,
Or watch the things you gave your life to, broken,
And stoop and build 'em up with worn-out tools:
If you can make one heap of all your winnings
And risk it all on one turn of pitch-and-toss,
And lose, and start again at your beginnings
And never breath a word about your loss;
If you can force your heart and nerve and sinew
To serve your turn long after they are gone,
And so hold on when there is nothing in you
Except the Will which says to them: "Hold on!"
If you can talk with crowds and keep your virtue,
Or walk with kings--nor lose the common touch,
If neither foes nor loving friends can hurt you;
If all men count with you, but none too much,
If you can fill the unforgiving minute
With sixty seconds' worth of distance run,
Yours is the Earth and everything that's in it,
And--which is more--you'll be a Man, my son!

--Rudyard Kipling

(
إِنْ ..

*شعر: روديارد كيبلنج

تعريب: هــلال الفــارع


إنْ تَنْجُ أَنتَ، ولامَتْكَ الرؤوسُ وقدْ=تَدَحْرَجَتْ كُلُّها في مَشْهَدِ الْعَتَبِ
وَإنْ وَقَفْتَ تُراعِي الشَّكَّ في ثِقَةٍ=لَمَّا تَدَاعَتْ عليكَ النَّاسُ بِالرِّيَبِ
إِنِ انْتَظَرْتَ، ولمْ تَتَعَبْ بِمُنْتَظَرٍ=أوْ كَذَّبوكَ، ولمْ تَجْنَحْ إلى الْكَذِبِ
أو أَبْغَضُوكَ، فلم تَنْشُدْ كَرَاهِيَةً=ولم تُبالِغْ بِطِيبِ النَّفْسِ والْخُطَبِ
وإنْ حَلُمتَ، ولم تَعْمَدْ إلى حُلُمٍ=تكونُ عَبْدًا له بالتَّعْسِ والتَّعَبِ
وإنْ غَدَوْتَ إلى فِكْرٍ، ولَسْتَ بِهِ=مُسَاوِيًا قِيمَةَ الأَفْكارِ بِالأَرَبِ
وإنْ نَظَرْتَ إلى نَصْرٍ وَكارِثَةٍ=كَخَادِعَيْنِ بِثَوْبِ الْعِيدِ والْكُرَبِ
وإنْ تَكالَبَ أَهْلُ الغِيِّ، أو خَلَطُوا=حقيقةً قُلْتَهَا، بِالْوَشْيِ وَالْعَطَبِ
أو حَطَّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أنتَ صَانِعُهُ=بِشِقِّ نَفْسِكَ، كَيْ تَبْنيهِ بالنَّصَبِ
وإنْ سَرَيْتَ إلى ما أنتَ مُنْجِزُهُ=في رِحْلَةِ العُمْرِ مِنْ نَصْرٍ ومِنْ رُتَبِ
وَرُحْتَ تَذْرُوهُ في حُمَّى مُقامَرَةٍ=وَعُدْتَ تَبْنِي بِلا يَأْسٍ، ولا صَخَبِ
وإنْ تَجاوَزْتَ فَوْضَى كَبْوَةٍ خَطَفَتْ=مِنْ سالِفِ الدَّهْرِ نَوْطَ القلبِ والْعَصَبِ
وقُمْتَ تَهْزَأُ بالأَرْزَاءِ وانْتَفضَتْ=فيكَ الإرادةُ تُذْكِي سَطْوَةَ الْغَلَبِ
وإنْ تَحَدَّثْتَ في قَوْمٍ فَكُنْتَ على=قَدْرِ اللَّيَاقَةِ في قَوْلٍ، وفي أَدَبِ
وإنْ صَحِبْتَ ملوكًا، ثُمَّ مَا لَبِثَتْ=فيكَ الْبَسَاطَةُ تَعْلُو كُلَّ مُكْتَسَبِ
وإنْ تَعَذَّرَ أَنْ يَسْعَى إليكَ أذًى=مِنْ صَاحِبٍ، أوْ عَدُوٍّ، ثُمَّ لمْ تَهَبِ
وإِنْ أَرَادَكَ كُلٌّ في خَبِيئَتِهِ=ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَطْويكَ بالطَّلَبِ
وإنْ مَلأتَ - لِتَنْسَى كُلَّ سَيِّئَةٍ -=ستينَ ثانيةً بالرَّكْضِ واللَّعِبِ
فأنتَ سيِّدُ هَذِي الأرضِ -ما رَحُبَتْ-=وأنتَ -يا ابْنِي- مَلاكٌ، بلْ وَرِيثُ نَبِي!!
لك التحية، والاحترام.