الحرية للمربي الفاضل الدكتور المهندس مجدي قرقر
حزب مصر الفتاة يستنكر حبس المربي الفاضل والعالم الكبير الأستاذ الدكتور المهندس / مجدي قرقر .. ويطالب بالافراج الفوري عنه ..
من المؤسف حقاً أن تشهد مصر هذه الوقائع الأليمة والتي لم تشهدها مصر على مر العصور لا في ظل احتلال ولا في ظل السيادة .. ومن المؤلم أن يكون صوت العقل والحكمة والرزانة قابع خلف الأسوار وأن يكون المفسدون أحرار ..
فالأستاذ الدكتور المهندس مجدي قرقر من الشخصيات التي يشهد لها بالبنان ورجاحة العقل و المثالية في الأخلاق .. و كل من يعرف الدكتور مجدي يجده أخاً وصديقاً متواضعاً تواضع العلماء .. و قريباً من كل التيارات السياسية والاجتماعية ببسمته التي لا تفارق وجهه .. و روحه الطيبة التي تتوغل النفس وتنشرح لها الصدور ..
هذا الرجل الحكيم الطيب صاحب هذه الأخلاق .. والذي لم يكن يوماً مشاغباً يزج به في السجون .. أتعجب..
فهذا الرجل المناضل بكلمة الحق الهادئة .. صاحب الرؤى الإصلاحية الهادئة يفعل به هكذا ؟ كيف ؟
هل انقلبت الموازين فعلاً .. هل أصبحنا لا نعرف من المصلح من المفسد ؟ .. هل أصبحت كلمة الحق هي البلطجة وكلمة الباطل هي الوطنية ؟ ..
فإذا كانت تهمة الدكتور مجدي قرقر هي وطنيته .. و هدوءه وحكمته.. فهل هذه دعوة لأن نصبح بلطجية وقطاع طرق حتى نملك حريتنا .. ؟!!! وإذا كانت تهمته أنه صدق مقولة ( حرية الرأي والتعبير) فهذا له معايير أخرى .
إنني أأسف شديد الأسف على ما وصلت إليه مصر .. من هكذا تصنيفات .. و لا أدري هل يعتقد من اعتقل هذا الرجل المربي والعالم أنه بذلك سيرهب البقية ؟ أم يظن أنه بتلك الفعلة الشنعاء سيحمي مصر !!!
لا والله .. أن من يفعل ذلك لا بد أنه عدو حقيقي للسلام الاجتماعي المصري .. فبدل أن نفخر بعلمائنا و أساتذة جامعتنا أصبحنا نزج بهم في المعتقلات .. لأنهم مصريون .. وطنيون ..
فكيف إذن سيفسر لنا النظام الأمني هذا الفعل الغير مبرر؟!!
و‘ذا كنا سنفتح الباب لنرى أسباب هياج الشعب المصري المنبطح بحريته وليس كما يشيع البعض بأنه ( مرغم) أو مقمع .. فشعب مصر لا يقمع ولكنه يظل يحسن النوايا حتى حين .. وإن رأى أنه لا فائدة .. فتدخله ليس بغريب بل متوقع ..وترجع أسباب هذه الانتفاضة الشعبية لعدة عوامل :-
فلقد شهدت مصر أحداث جمة .. منذ احتلال بغداد .. ووقف المواطن المصري يتعجب من وقفة بلاده من هذه الحرب الظالمة .. وتتوالى الأحداث و تسلب من مصر ريادتها و أمومتها العربية .. مستسلمة استسلام غير مفهوم .. وغير منطقي .. فلقد تعود المواطن المصري منذ فجر التاريخ على القوة .. و على أن يكون سنداً و عوناً لإخوانه في كل أنحاء المعمورة .. ولكن الخلل الذي أصاب مصر في الفترة السابقة كان له رد فعل طبيعي ويعكس إرادة الشعب المصري الأصيل ..الذي لا يلين في حق .. ولا يهاب سوى خالقه .. فللحق جنود أودعها الكنانة سهام تبحث عن رامي وطني ..
هذا الشعب الذي ولد حراً وعاش حراً حتى في ظل الاستبداد والقهر .. فهو يكتم حريته بداخله يستغلها في أوقاتها المناسبة .. يعلن عن رأيه في نكتة .. أو في أغنية .. أو .. أو .. أو .. و من المعرف أن الشعب المصري له حيل سياسية كثيرة .. فلا عجب أن يكون أبناء أكبر وأعظم حضارة عرفتها البشرية أن تكون لديهم مثل هذه الجينات من الوعي .. وإن كان قد طمس في وقت ما .. لكنه لم ولن يمحى .. وأنه من الغباء المستحكم أن يظن أي ظان أن الشعب المصري شعب مسالم مستسلم .. مع التنويه أنه شعب طيب صبور .. حليم .. ولكن وعلى رأي المثل الشعبي المصري ( اتق شر الحليم إذا غضب) وهذه الحكمة الشعبية ما تظهر للعيان لماذا غضب المحلة أصبح كالزلزال الذي زلزل أركان مصر كلها .. بل ولن أبالغ حينما أقول أنه هز الكرة الأرضية .. تعاطفاً وتأيداً .. لأنه لم يكن في بداية الأمر ثائراً أو يقصد ما تم استخدامه إعلامياً .. لم يقصد شعب المحلة إسقاط نظام .. ولم يقصد شعب المحلة أن يكون مشاغبا .. ولكنه لبى نداء العمال .. ووقف معهم رغم تخلفهم ليصل صوتهم لأعلى مراكز القرار في مصر .. ليطالبون بحقهم الطبيعي ويعلنون الرفض التام لسياسات تضر بالشعب المصري وعليه فهي تضر بمصر .. فمصر هي الشعب والشعب هو مصر .. إذا ضعف الشعب ضعفت البلاد . وإذا قوى الشعب قويت البلاد .. فهذه المعادلة طبيعية .. ولكن .. لصالح من استخدام القوة الشعبية في مشروع التخريب ؟
بل لصالح من قمع هذا الثائر لحقه .. وهو منذ البداية وفي جميع الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها لجنة التنسيق بين الأحزاب بالمحلة وهي تطالب بكل ما أوتيت من حكمة برفض الغلاء و محاربة الفساد المستشري بين أروقة الوزارات المختلفة .. بأسلوب حضاري و ديمقراطي .. بعيداً عن الشغب الذي حدث .. وبعيداً عن هذا الذي حدث .. ورغم ذلك فقد تم قمعها .. في أخر وقفة احتجاجية رسمية يوم /3/2008 .
و أنني لاشهد لنفسي ولزملائي في اللجنة بأننا قدنا الشعب في المحلة الكبرى بكل ما تعنيه القيادة الجماهيرية بكل وعي و نظام .. و أننا رغم كل المعوقات كان
الاحتجاج السلمي شعارنا . وإيماننا بأن دورنا الحقيقي يكمن في توصيل صوت الشعب إلى أعلى المستويات .. وحين رأت الجهات الأمنية أن صوت الأحزاب قد نمى وترعرع وبدأ الوعي السياسي يثمر في نفوس الشعب .. جاءتهم ربما تعليمات بقمع وقفاتنا المنظمة .. والمحكومة .. فما كان لمن صدقوا هذه الحرية إلا أن يقفوا بأنفسهم .. فنحن يجمد نشاطنا .. وتوقفنا لجنة شئون الأحزاب .. وتدعي علينا الجهات المختلفة ..لإحباط عملنا الوطني والجماهيري , أما هذا الشعب الذي أمن بالحرية والديمقراطية .. من يستطيع تجميده؟
أن الخلل الذي حدث .. تحاسب عليه الدولة أولاً .. لأنها من أجهضت النظام والعمل النظامي السياسي فأنتجت خارجون عن السرب من كثرة الضيق والتضييق ..
فإذا كان المسئولين قد سحبوا البساط من القادة الذين يعرفونهم جيداً ويعرفون اتجاهاتهم الفكرية والسياسية .. ليتركوا الشارع السياسي للفوضى .. فمن يحاسبون؟ يجب أن يحاسب من فعل هذه الجريمة .. ولا يحاسب من لم يكن له يد في هذه الفوضى التي حدثت لعدم وجود قادة مما اضطر الشباب أن يتقدموا هم فكانت النتيجة عدم السيطرة ..
دعوا الأحزاب تعمل ما كانت …. فدورها الرئيسي مع هذا الشعب للتوعية والرشد والتوجيه .. والقيادة
دعونا نمارس حقوقنا كي لا تنجر هذه البلاد إلى مالا يحمد عقباه .. وأظن أن ما حدث من انفجار يستحق الدراسة والتحليل والوقفة الطويلة أمام هذا الحدث التاريخي الذي نم عن سلبيات في أداء النظام .. و جهل قوة الشعب ..
ونسي الجميع الجملة الشهيرة ( إن قوة الجماهير عمياء) وإذا سحب الأعمى أعمى مثله فلن يكون مصيرهم سوى أول حفرة في الطريق .. دعوا الأحزاب تنير عيون الشعب طالما لا تستطيعوا أنتم فعل هذا ..
دعونا نعمل جميعاً من أجل هذا البلد في حب ووئام .. فنحن جميعاً أبناء هذا البلد العظيم الذي تدمره أشخاص لا علم لهم سوى في الأرقام والبنكنوت .. أما إدارة الشعب فأثبتوا جميعاً أنهم فشلة ..
الحديث يطول ويطول .. والأهم أن يفرج عن مربي العقول .. ووضع العلماء والمفكرين في نصابهم الحقيقي كي تنهض هذه البلد نهضتها الطبيعية ..
وإلى أن يخرج لنا الحبيب الغالي الأستاذ الدكتور مجدي قرقر سنظل نطالب بحريته وحرية كل من معه من شرفاء هذا البلد العظيم
و كذلك الأخ الكريم القبطي المسيحي المصري الدكتور سامي فرنسيس ..
وإلى أن تفيق بلادنا لكم مني سلام
وسلام على بلادنا الحرة العريقة .. مصر التي في دمائنا و عقولنا وقلوبنا
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
WWW.MISRALHURA.TK
المفضلات