التوطين إشكال عربي
بين حق العودة والتوطين لم توفق الدول العربية في حل قضية فلسطيني الشتات، في عام 1947م وافقت الجمعية العمومية في الأمم المتحدة على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية0
وفي عام 1948م أعلن قيام دولة إسرائيل وفشل العرب في تشكيل دولتهم وكانت حرب 1949م التي انتهت باتفاقيات هدنه مع مصر وسوريا ولبنان والاردن0
النزوح الأول من المدن والقرى الفلسطينية تشكل عام 1948م إلى قطاع غزة والضفة الغربية وفي حرب عام 1967م أغار الطيران الإسرائيلي على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة فكان النزوح الثاني0
وفي عام1993م وقع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في واشنطن إعلان مبادئ للحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المستند على قرار الأمم المتحدة 242 وفي تموز 1994م دخل غزة كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية0
وتشكل المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996م ليحقق بعد أربعين عام جزء من الحلم دولة العرب على ارض فلسطين، غير أن الأمور لم تأخذ حقها من الفرص الإدارية والسياسية التي معها لم يتوقف الصلف اليهودي مستغلا تباين الخطاب العربي وها هم الفلسطينيون اليوم يتقاتلون على طبخة لم تنضج0
وكان فلسطيني النزوح الأول ثم النزوح الثاني مشاريع غير متكاملة في الخطاب العربي والدولي فلم تتم عودتهم ولم يتم توطينهم إذ لم يوطن نازحي 1948م سكان مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن مشاريع السلطة الوطنية الفلسطينية كما لم يوطن نازحي 1948م ونازحي 1967م في لبنان وسوريا ومصر والأردن0
الأردن تعامل مع النازحين الفلسطينيين بأشكال مختلفة قانونية وإدارية سياسية فتحول مسماها السياسي من مملكة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية من خلال ارتباط إداري مع الضفة الغربية بموجبه منح الفلسطينيين جواز أردني؛ وفي عام 1988م ومع إعلان دولة فلسطين على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 181 أعلن الأردن فك الارتباط0
ومن هنا نلاحظ أن التوطين خلق إشكال كبير في الدبلوماسية اللبنانية وفق تفاهمات قيام الدولة اللبنانية القائمة على التقسيم الدستوري للعيش المشترك وهذا ما هو قائم اليوم في لبنان في تقاسم السلطات، وانسحب ذلك على باقي الفلسطينيين في الدول العربية الأخرى مثل مصر وسوريا والعراق والأردن 0
بينما الأعراف الدولية تقول إن من حق الفلسطيني النازح العودة أو التعويض أو الحصول على جنسية البلد المقيم فيها وقد حصل بعضهم على الجنسية، وبقي اغلبهم في المخيمات بوثائق فلسطينية تصدرها لهم الدولة المضيفة حتى يتمكن الفلسطيني من السفر للعمل 0
وبين تفتت القرار العربي بسبب التجاذبات السياسية فقد فلسطيني الشتات حقه في الحياة ولم تستطع السلطة الوطنية الفلسطينية بكل معطياتها القانونية والسياسية إقناع جامعة الدول العربية بالوقوف معها لرسم معالم دولة فلسطين العربية؛ وقد تعددت مؤتمرات القمة العربية ولجان الجامعة القانونية والسياسية مما جعل الأمم المتحدة تصدر قراراتها المتوالية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين ونزع فتيل الحرب وخلق الأمان0
يقول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة ( 6 ) لكل إنسان، في كل مكان، الحق بأن يعترف له بالشخصية القانونية؛ وأعيد ذكر هذه المادة في القانون الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المعتمد عام 1966م في المادة رقم ( 16 ) الذي جاء في مادته رقم ( 20 ) تحظر بالقانون أية دعاية للحرب 0 وتحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل على التميز أو العداوة أو العنف0
مما سبق لما نعتبر التوطين مسالة شائكة ونحن العرب نردد العرب امة واحدة لها رسالة خالدة ونسارع إلى المقايضة عندما نتناقش في أمر تنموي يجعلنا في مركز القوة عند صياغة بيانه0
المفضلات