حيثيات موت معلن.
حالة قلق ترافق مراسم الأعراس.
كم يدوم هذا الزفاف.
هل يختزل الموت شهر العسل.
يراقب العالم موتنا المعلن.
راقبوا مأساتنا عبر التلفاز.
انظروا كيف نتلقف الخبز من بين المجنزرات
وضجيج الدبابات
إيّاكم والدموع.
ابقوا مواعيدكم على حالها.
لا تقطعوا صخب القبلة الأولى.
اندسوا في ثياب أحبتكم واسترقوا السمع
لآلامنا.
موتنا لن يتوقف اليوم.
لذا مارسوا حياتكم وترحموا على أحبتنا.
كونوا بشراً..
تذكرونا واعلموا بأن مجلس الأمن عاجز عن تحقيق أي من
قراراته المتعلقة بمستقبل أطفالنا.
احتسوا القهوة.
استمعوا لأئمة الجاز.
اضحكوا بملء أفواهكم. دللوا أطفالكم.
بحق الله مارسوا حياتنا المسروقة
ازرعونا في قلوبكم.
مثلونا في مملكة الدنيا.
كونوا رسلنا في الحفلات الصاخبة.
أقيموا مآدب الغذاء والعشاء وحفلات الطهور والبخور نيابة عنّا.
فنحن باقون في مخلفات منازلنا وما تبقى من مخيماتنا.
كأن العالم اليوم أصيب بالعمى. يكاد لا يرانا. يغض الطرف عن حالة الموت
الفلسطينية.
يتلعثم لسان العالم، يصاب بالخرس.
لا يملك من الكلام إلاّ القليل. يهمس خجلاً بالعزاء ثم يملأ الآذان بالقطن. لعل الصراخ الفلسطيني يصبح جزء من الماضي. غريب أمر هذا الصراخ!
هل حقاً يشعر الفلسطينيون بالألم؟
هل حقاً يمتلكون جهازاً عصبياً؟
هل يوجد أطفال في فلسطين؟ أطفال عاديين يركضون على أقدامهم يلعبون الكرة ويقودون الدراجات الهوائية!
أم أنهم أطفال إرهابيون
هكذا يرانا الجيش الإسرائيلي. ينظر خلالنا ولا يرانا. يحاول أن يلغي ظلنا وصوتنا وهمسنا وفرحنا. يحاول أن يلغي دموع الحزن حين نلقي بموتانا في القبور الجماعية.
صمتت كنيسة المهد. سقط قارع أجراسها. تستطيعون أن تزيلوا القطن من آذانكم.
إذا كان العالم اليوم أصمّاً فلمن تقرعين أجراسك يا كنيسة المهد!

صوت المؤذّن يرتفع معلناً الصلاة
يدعو الأفواه المكمّمة للهمس خجلاً
صوت الأسير ينادي "أنا هنا"
أقبع في العتمة ليل نهار
أشعر بالطمأ
ويتساءل: ما لون الحرية؟
وهل ما زالت المياه تجري في نهر الأردن؟
من يجيب عن هذه الأسئلة السهلة الممتنعة؟
في زمن تهرب الأجوبة وتبقة الأفواه مكمّمة
خوفاً من الهمس ورائحة السجون تنتشر عبر خلايا الجسد