آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 181

الموضوع: انه عزيز وهم الأذلاء

  1. #61
    عـضــو الصورة الرمزية الدكتور ناصر الحق
    تاريخ التسجيل
    27/01/2008
    المشاركات
    82
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
    د. ناصر الحق
    تحية
    1/ متى ذبح العراق في اليوم مرتين؟
    العراق وصل إلى أعلى المراتب في العلم وفي كل شئ في عهد الشهيد صدام، ولا أدري أين حصلت أنت على الدكتوراه؟ هل في عهد من تسميه طاغية أم في عهد الخونة من أمثال المالكي والحثالة ممن يسجدون لكوندوليزا في اليوم ألف مرة.؟
    وأسلحة الدمار الشامل ضربكم بها إيران ومازال يضربكم بها حتى اليوم، ولكن حقدكم على الشرفاء انساكم قضيتكم الحقيقية.
    2/ وأين كنتم أنتم حين كانت بلادكم تدكها مدافع إيران وقواته؟ لولا صدام لكنتم ما زلتم خدما عند الصفويين الذين استباحوا اليوم أرضكم وعرضكم، وهم يفعلون بكم الأفاعيل، وقد رأينا ما فعلوه بالماجدات العراقيات اللواتي كن عزيزات مكرمات في عهد الشهيد صدام الذي وفر لكم العزة والمنعة ولكل الشعب العربي.
    3/ ونتمنى ممن بدل نعمة الله كفرا ألا يرفعها عنه، وأن يبقى تحت ذل بوش والمالكي والبشمركة والخونة للأمة إلى يوم الدين.
    فما علمنا عن الشعب العراقي إلا أنه كان مكرما معززا، أم أن حكم طالباني هو من كنتم تبحثون عنه؟؟ أدامه الله عنكم إذن. ولكن للمقاومة من أبناء الشهيد صدام رأيا غير رأيكم. فانتظروهم سيحررون العراق الأبي من كل دنس ومن كل الخونة ومن المستعمر وأذنابه..
    حقيقة أنتم تعيشون ديمقراطية يحسدكم عليها العالم كله.. إننا نشك في قدراتكم العقلية إن كنتم تسمون ما تعيشونه في حكم صولاغ والمالكي والصدر والحكيم والبشمركة والذبح والتقتيل على الهوية والمفخخات ديمقراطية.
    أفيقوا ولا تستعدوا العالم العربي، فأنت تجلبون الهلاك لكم .. فعدوكم ليس الوهابية التي هي تعشعش في فكركم المريض، ولكن عدوكم الحقيقي هو بوش الذي جاء لينقذكم من خطر سلاح صدام والذي لم يجده ولن يجده؟؟
    دافعوا عن عرضكم وشرفكم أولا وأخرجوا المحتل ثم تحدثوا بعد ذلك وحاسبوا من تريدون محاسبته، أم تراكم رضيتم بالوضع؟ إن رضيتم لن يرضي من رضعوا حليب الوطنية الصافي من معينها ومنبعها من أبناء من تسمونهم أنتم أزلام النظام السابق، سيحررون العراق اليوم أو غدا، وسيخرج المحتل الجبان صاغرا مدحورا، وسيحاسبكم التاريخ يا من رضيتم بحكم المحتل الجبان الذي استباح رجالكم في أ بوغريب وغيره.
    ماذا جلب لكم بوش المجرم الذي تمتدحونه صباح مساء؟
    لصدام الشهيد أخطاء ككل أخطاء الحكام العرب وغير العرب، ولو كنتم أنتم العراقيين من انتفض وأخرجه من الحكم لكان لنا قول آخر، ولوقفنا إلى جانبكم بكل ما نملك.
    أما وقد استعنتم بالعدو المجرم الذي يذبح أبناءنا يوميا فلن تروا منا سوى مثل هذا الكلام وأكثر.
    إنكم لا تحبون العراق ولو أحببتموه لقاومتم المحتل، ولما رضيتم بأن يشرد 5 ملايين عراقي شريف هرب من جحيم الديمقراطية التي أنت وأمثالك تتغنون بها، وتتشدقون بها..
    عيب وعار عليكم أن تتحدثوا بالديمقراطية وتسمون ما تعيشونه مثل هذا الكلام الفارغ..
    أخيرا قاوموا المحتل وقوموا إلى جانب المقاومة حينها ستجدوننا جميعا إلى جانبكم..
    عفوا .. أنت تعيش في لندن عند ولي نعمتك بلير المجرم الذي تحالف مع الشيطان بوش.. لك الحق قل ما تشاء.. فانت معذور، ولو انتبهت من الأول للندن التي ذيلت بها مقالك هذا، ما كنت لأكلف نفسي كتابة هذه الكلمات، فأنتم معروفون جدا جدا جدا..
    يسقط الخونة والمجرمون الذين باعوا وطنهم وضمائرهم للمحتل.
    عاشت المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين ولبنان وفي كل العالم الحر.
    الموت للجبناء والمستسلمون وأذيال المحتل.
    المجد والخلود للشهداء الأبرار.
    شكرا للاستاذ المحترم
    لقد تعلمنا ادب الحوار ان نخاطب الناس بما ارنا الله ان نخاطب
    1-ان نقول للناس حسنى وان اختلفوا معنا في الراي لاننا لانملك الحقيقة المطلقة والحقيقية بنت الحوار -تجردوا عن عواطفكم ومؤثراتكم الانتفاعية وضعوا انفسكم في وسط العراق في عهد الطاغية الهالك صدام الذي كانت عناصره وقد بثتها كل الفضائيات وسائل القتل والدمار - فاقول لكه يامن توالون الطغيان اسال الله ان يحشركم مع من تحبون.

    2- العراقيون لايشرفهم الاحتلال وانما الاحتلا هو وليد عنجهيات الطغيان الصدامي الذي هلك العراق واشعب العراقي بغروره وطغيانه - منذ مجئ حزب البعث للسلطة وبداية تأمرهم في 30 تموز على من فتح لهم ابواب الانقلاب على السلطة العارفية , وانهر الدماء جارية حتى يومنا هذا وهل غاب عنكم ايها المدافعون عن صدام واعوانه بعث تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولايتهدم. هل ترغبون ان يحكمكم حزب البعث الذي يبني سلطته على الجماجم والدماء؟؟؟ فهنيئا لكم بهذا الحكم

    3- ان انسجام المصالح هي التي مكنت الشعب العراقي من الانتصار -ولو لم يرغب الشعب العراقي بالتغيير بعد هذه العاناة الطويل لو اجتمعت الدنيا كلها لم ولن تنال من ارادة العراقيين. والتريخ يشهد بعزيمتهم ودفاعهم ووطنتيهم في 1920 وبداية الحرب في ام قصر 2003.

    4-نصيحة الى المدافعين عن الظلم الصدامي واعوانه انكم الخاسرون

    5-الشعب العراق ملك زمام المبادرة وليست هناك تجربة ديقراطية رغم كل المصاعب كالتي في العراق .

    6-اتمنى ان يكون حوارنا بالدليل من خلال استنطاق اهلنا في العراق لامن خلال التنظير من الخارج فاننا ليس بحاجة تنظر العرب لان كل مآسينا من العرب الذين دعموا الارهاب وضحيته الشعب العراقي المظلوم.

    7- انا اتشرف انني في لندن لان لندن استوعبنت العراقيين ايها العرب واعطتهك كل الامكانيات الابداعية ولم تفرق بينه وبن مواطينيهم الاصليين في كل الحقوق والواجبات -- ولم تستوعب الدول العربية العراقيين -وهاي الدول التي تمارس كل العنناوين الطائفية والضغط النفسي والابتزاز على العراقيين وتنكرول للعراقيين وفظلهم عليهم , وكل اللحوم التي نبتت على اجسادهم هي من فضل العراق والعراقيين.. - والدول العربية ضاقت بها الارض في استيعاب خمسين اسرة فلسطنية دفعتها الظروف الصعبة من الخروج خارج العراق -- واذا بدول اجنبية تستقبلهم وتستوعبهم -باللعار لهؤلاء المدعين بحماية القضايا العربية وهم خونة لقضاياهم . لقد شهدت البحار والانهار والصحاري والسجون من العراقيين الذي هربوا من جحيم الطغيان الصدامي وانتم تدافعون عنهم - سيطول وقوفكم بين يدي الله في محكمة الله العالدلة لانك تساهمون في قتل العراقيين مرتيين. مرة بدفعكم عن القتلة ومرة بظلمكم للشعب العراقي واتهامه بالخيان والقبول بالمحتل.؟؟؟ اهذا الانصاف ياعرب.

    وشكرا

    الدكتور ناصر الحق
    لندن
    ا


  2. #62
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اللغة السليمة في العقل السليم!
    متى تستوعب يا عبد الله؟!


    لا أريد أن أتحدث عن عراقيين وطنيين من مذاهب وطوائف أخرى!
    أريد أن أتحدث عن العراقيين "الشيعة" الوطنيين..بعضهم فاعل ومعروف وبعضهم مقموع داخل العراق..
    • هل أنت أشرف وأنظف وأكثر وطنية منهم؟!
    • هل لديك هذا الوهم؟! هل سترد ردا ببغاويا أنهم بعثيون وأيتام!
    • هل تعلم أن أمثالك أضروا بالشيعة في العراق والوطن العربي؟!
    • هل تعلم أن أمثالك شوهوا الشيعة في نظر الجميع؟! متى تستوعب هداك الله؟!
    • هل تعلم أن إعدام صدام بشكل طائفي حقير أضر بالشيعة على المدى الاستراتيجي؟!
    • هل تعلم أن الفكر الطائفي في العراق أوقظ الفكر السني الطائفي؟!
    • هل قتل أبوك أم أخوك طارق عزيز؟!
    في هذه الأثناء، كنت سأنظر لك كجراح عراقي، إن صدق ملفك التعريفي، نظرة كبيرة أيام صدام عندما كان ينظر للعراقي بهيبة، أما الآن فلا أريد أن أقول لك مشاعري!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  3. #63
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/12/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    51
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي طارق عزيز فقط والاخرين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم
    انكم لاتعلمون مايحصل في العراق انهم يكذبون في كل شيء كل شىء اذناب الاحتلال
    اما الاقلام الوطنية الشريفة والمواطن الشريف فانهم ياخي العزيز واستاذي الفاضل
    لايستطيعون الكلام ابدا ابدا ثم ارجو ان تطلقو صرخة اعلامية لاعادة الاف البعثين الذين طردوا من وظائف منذ خمس سنوات وهم يموتون جوعا هم وعوائلهم وتسمعهم يقلون المصالحة وسنعيدهم وشكلنا وقمنا وعملنا استاذي رحم الله الوطنين في العراق الافواه مكممه
    شكرا لديمقراطية الموت


  4. #64
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    لقد عاثوا ظلما وفسادا في الأرض!
    الجلبي حر طليق وعزيز في السجن!
    سينتهون لأن التاريخ يقول ذلك!


    1. أعرف أن هناك عشرات آلاف السجناء ومئات آلاف البعثيين المفصولين!
    2. الحثالات المنتشرة على الإنترنت هاربة بجنسيات أجنبية ولن تدخل العراق ولا الوطن العربي يوما ما ولهذا تراهم يتحدثون بوقاحة وبلا مسؤولية!
    3. أعرف الكثير من الأكاديميين العراقيين المفصولين ويرسلون لي!
    4. أعدك بأن ينتهي أمر الجلبي والربيعي والمالكي وكل العملاء والخونة لأن التاريخ يقول ذلك!
    5. اعلم تماما أنهم جميعا يتابعون واتا، مسؤولين ووزراء وبرلمانيين ورجال دين ومنظمات وهيئات وجامعات وأكاديميين وكتاب وتصلهم رسائلها يوميا!

    في هذه الأثناء، إن أردت أن أنشر جميع عناوينهم هنا، فأنا على استعداد!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  5. #65
    مشرف أنشطة الترجمة والأنشطة اللغوية الصورة الرمزية أياد العاني
    تاريخ التسجيل
    22/03/2008
    المشاركات
    284
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ألف عراقي بلا صوت
    وألف مصري بلا صوت وألفُ مغربي وألفٌ من الجزيرة بلا صوت وألف إمرأة بلا صوت وألف مراهق وألف صبي وألف شيخ وألف متقاعد وألف سني وألف شيعي وألف ماروني وألف أرثوذوكسي وألف تركماني وألف صابئي وألف من يسمع فلا يستجيب وألف من يستجيب فلا يسمع والف من ينجر لجوانب الحديث وألف من يَجُر غيره لجوانب الحديث.

    وألف تقسيم وتصنيف وتبويب وتفريع وتفريق وتفريغ تناله أسماعنا وابصارنا بأحكام مطلقةٍ تأتي كعنوان لموضوع أو ردٍ له.
    فمن أراد الإنجرار فلينجر ومن أراد العودة للموضوع فليؤيد حملة إطلاق سراح الأسرى الأحرار من كل مكان أكان منهم طارق عزيز أو تيسير علوني أو أي كائن بشري سُرِق من إجتماعه بأهلهِ أو أحبابه.
    وإن شاء فيلقرأ ويعترض بإسلوب متأدب لا يصم الأسماع.

    مرحى لمن جاء وأثرى ولطفاً ممن جاء وشط ( الغاية هي الإثراء وإستجلاء الدرر)

    تحية بألف ألف من صادقات الجمل.


  6. #66
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    قليل من وفاء وعرفان للرفيق المناضل طارق عزيز

    سعد داود قرياقوس

    لا ريب بأنَّ القسم الأكبر من الساسة قد يلد كنتاج طبيعيٍّ أو عرضيٍّ لتفاعلات مجريات أحداث الحاضر الكبرى، ثمَّ يخطُّون مسارهم فيه، ويتركون للتاريخ سجلاَّتهم. وقليل هم مَن يصنعون تاريخهم الشخصي، والرفيق المناضل طارق عزيز أحدهم، من خلال نضال دوؤب وإيمان صلبٍ بقوميَّاتهم وشعوبهم وعقائدهم وأحزابهم وأهدافهم. فلا غرو أن ساهم طارق عزيز في كتابة تاريخ مرحلة من أخصب مراحل تاريخ العراق عطاء وازهارًا وعنفوانًا، فاستحقَّ منزلة لن يتمكَّن الجلاوزة من النيل منها، وحقَّا لن يقووا على إغماطه.

    هذه المساهمة لا تشكِّل شهادة لنضال طارق عزيز وعطائه الوطني، فالرجل لا يحتاج إلى شهادة كاتب هذه السطور أو غيره. إنَّها كلمة حقٍّ في ساعة شدَّة ومحنة، واعترافٌ واجبٌ في حقِّ مَن يحاول الباطل إزهاقه. هي محاولة للتعبيرعن تضحيات هذا المناضل وعائلته الكريمة، وتقديرنا للخدمات الكبيرة التي قدَّمها لأبناء أمَّتنا وحزبنا، واعتزازنا به رفيقًا وإنسانًا ومفكِّرًا وصديقًا.

    ساهم هذا العربي الأصيل في بناء تجربة النهضة الحضاريَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ اللحظات الأولى لانطلاق ثورة 17-30 تمُّوز حتَّى الساعات الأخيرة لدخول البرابرة وعصابات الحقد العنصري والطائفي بغداد ومدن العراق الأخرى. فعلى امتداد تلك التجربة الطويلة والكبيرة، برهن الرفيق طارق عزيزعلى جدارته في أداء المهمَّات الرسميَّة والحزبيَّة التي أنيطت به. وأكَّد كفاءته بالمركز القيادي الذي تبوَّأه بكلِّ جدارة واستحقاق.

    ولا عجب أن قاد استعراض فقرات سجلِّ العطاء الوطني للرفيق الكبير إلى الاستنتاج بأنَّه لم يكن مجرَّد رجل دولة شغل مناصب حكوميَّة تقليديَّة، بل قائدًا حقيقيًّا ومناضلاً صادقًا ومفكِّرًا من طراز متميِّز استوعب تاريخ شعبه وأمَّته، وفهم التحدِّيات التاريخيَّة التي تواجه المشروع القومي، إلى جانب الحنكة السياسيَّة والإمكانيَّات الثقافيَّة والفكريَّة. لقد تميَّز الرفيق طارق أيضًا بدماثة الخلق والتواضع والبساطة في علاقاته الإنسانيَّة، وبالصلابة والشجاعة في إيمانه المبدئي بعقيدة الحزب الذي كرَّس وجوده وذاته من أجله.

    لقد كان الأستاذ عزيز وزير إعلام متميَّز ووزير خارجيَّة من طراز خاص. هذا ما يشهد له أعداء العراق قبل أصدقائه. فلا عجب أنَّ عطاءه لم يقتصرعلى الجوانب الإعلاميَّة والدبلوماسيَّة، بل امتدَّ ليشمل معظم مرافق الحياة العامَّة، وأوجه العمل الحزبي، كمشاركته رفاقة من أعضاء القيادة القطريَّة للحزب في ردِّ العدون الإيراني على شعب العراق ودحره.







    لقد تعرَّض الأستاذ طارق عزيز بعد اعتقاله من قوَّات الاحتلال إلى حملة بشعة ورخيصة مليئة بالتخرُّصات والإشاعات الكاذبة والملفَّقة من أجل النيل من سمعته وكرامته وتاريخة الوطني المشرَّف. فقيل بأنَّه ساوم المحتلِّين على إطلاق سراحه مقابل التنازل عن مبادئه وقيمه. لكنَّنا شاهدناه في قاعة محكمة المحتلِّين صلبًا كجبال العراق الأشم. وأُشيع بأنَّه سيكون شاهدًا لصالح الإدَّعاء العام ضدَّ قائده الكبير، فأخرسهم في شهادة رائعة تُسجَّل في صفحات التاريخ عندما قلب "السحر على الساحر"، ونطق بكلمات حقٍّ لا يستطيعها إلاَّ الكبار الكبار في ساعات حسمٍ وتحديد مصير دفاعًا عن مسيرة القائد والحزب والعراق.

    لم تكتفِ ألسنة السوء بما علكت من أوهام وتقيَّأت من نجس ورجسٍ، فراحت تزعم بأنَّه أُخرج سرًّا من العراق، وجعلت مكان إقامته باريس مرَّة، وروما أخرى وجزر القمر مرَّة ثالثة، وهكذا دواليك، فإذا بالبطل الأسير ما يزال مع رفاقه المؤمنين الصابرين نزيل زنزانة العزَّ والشرف يحرسها قردة تشبَّهوا بالرجال، وبئس ما يفعلون.

    تجلَّت شجاعة الرفيق طارق عزيز بشكل واضح في موقفه الرجولي المساند لشهيد الأمَّة العربيَّة الأكبر الرفيق القائد صدَّام حسين أثناء جريمة المحاكمة خاصَّة. ففي الوقت الذي رفض مَن كان يُفترض بهم الشهادة لصالح الرفيق الشهيد، أصرَّ الرفيق طارق على الإدلاء بشهادته مدافعًا عن شعب العراق والحقِّ والقائد الشهيد. فرفضت سلطة الاحتلال وجلاوزتها قبوله كشاهد، وهدَّدوا الرفيق طارق بالويل والثبور، إلاَّ أنَّه أصرَّ على موقفه الذي يميليه الضمير ويوجبه الالتزام الخلقي والمبدئي مع ما يعانيه من وضعه الصحِّي المتدهور، وإدراكه تبعات الشهادة لصالح العراق والقائد.

    حضر الرفيق إلى قاعة المحاكمة مرتديًا ملابس النوم بعد أن صادر سجَّانوه ملابسه لمنعه من الحضور بعد أن تأكَّدوا من أنَّه لن يساوم في موقف العزِّ، ولن يلين في وقت الشدَّة، ويقول قول الحقِّ على غير ما يريدون. أراد أن يسجِّل للتاريخ والأجيال شهادة ستظلُّ مدوَّنة بأحرف من نورٍ على صفحات العراق الخالد تُعلي أبطاله وهم شهداء عند ربِّهم يُرزقون، وتُدين مناجذ العراق وحرباواته وهم أحياء لا ترتفع قاماتهم إلاَّ بما يتساوى مع موطئ الأقدام.

    لقد سعدت وتشرَّفت بمعرفة الأستاذ طارق وأفراد عائلته الكريمة. لم أكن قريبًا من الأستاذ طارق وظيفيًّا أو حزبيًّا مع كلِّ الأسف، لكنَّني راقبته عن كثب في الكثير من الندوات السياسيَّة على امتداد برهة طويلة من الزمن. وأتيحت لي الفرصة أن أشاهده عن كثب وهو يحاور شخصيَّات سياسيَّة عربيَّة وأجنبيَّة بكلِّ جدارة واقتدار. وسعدت بلقائه على إنفراد، فزاد إعجابي بهذا الرجل المتواضع الكبير.

    هذه مجرَّد كلمات وفاء إلى رجل يفتخر به كلُّ عراقي وعربي أصيل. كلمات لم تتح لنا الفرصة للتعبير بها إلى الرفيق العزيز مباشرة.

    فللرفيق الكبير تمنِّياتنا بالصحَّة والعمر المديد، آملين أن نراه حرًّا عزيرًّا مكرَّما كما عهدناه، متطلِّعين قُدمًا إلى لقائه قريبًا في ربوع العراق المحرِّر.

    لك سيِّدي ورفيقنا العزيز، نقف تقديرًا وعرفانًا واعتزازًا لكلِّ ما قدَّمته للعراق والأمَّة العربيَّة والإنسانيَّة خلال تجربتك النضاليَّة الكبيرة.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  7. #67
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا "محاكمة" المناضل طارق عزيز؟

    هل انه قد آمن بالعروبة قولا وفعلا وانتمى إلى البعث بصادق واخلاص؟

    وهل أن محاكمته تجري بسبب حبه و إخلاصه وصلته الوثيقة بقائد الجمع المؤمن الشهيد (صدام حسين المجيد) أم بسبب موقفه الشجاع الجريء بالدفاع عن مسيرة البعث النضالية رغم الترغيب والترهيب والتعذيب الذي تعرض أليه وهو يقد م كشاهد إلى (المحاكمة المهزلة) التي تشكلت لاغتيال القائد الشهيد صدام حسين ورفاقه الشهداء الأبطال طه ياسين رمضان وبرزان إبراهيم الحسن وعواد البندر؟



    أم بسبب انه رده الصاع صاعين لـ (جميس بيكر) وزير الخارجية السابق لدولة الشر (أمريكا) في الاجتماع الذي عقد بينهما في جنيف/سويسرا ورفضه استلام رسالة الإنذار الموجهة إلى العراق من قبل مجرم الحرب (بوش الأب) والتي تركت على طاولة الاجتماع و احتفظ بها مدير الفندق في خزانته وذلك قبل وقوع العدوان الثلاثيني الأمريكي على العراق في 17/كانون الثاني/1991 فما سميت بـ (حرب الخليج الثانية)؟



    أم كان دوره المميز والناجح كعميد للدبلوماسية العراقية في رسم السياسة الخارجية في العهد الوطني الشرعي في العراق بسبب في إصرار العدو الأمريكي وثعالب الكروم الصغار على محاكمته بغية اغتياله لاحقا حسب معايير(العدالة الأمريكية) و(الشريعة الإسلامية) التي يعمل بها ملالي طهران.



    أم تأتي محاكمته هذه بسبب دوره البارز في الأعلام القومي والقطري للبعث إذ اشغل منصب رئيس تحرير(جريدة الجماهير) بعد ثورة 8/شباط عام 1963، ودوره المميز بعد ثورة 17 ـ 30 تموز 1968 في الأعلام العراقي أثناء عهد البعث وقيادته المناضلة؟

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  8. #68
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    فهل يا ترى هل يجوز ان يكون الاسد طارق عزيز خلف القضبان ورفاقة الشجعان معة والامعات (احرار
    نناشد كل الخيرين والاحرار بان يتدخلون لغرض الافراج عن كل اعضاء القيادة العراقية..انهم كانوا قادة وبناة للعراق العظيم وعار على الجميع بان يبقون خلف قضبان الاحتلالين الامريكي والايراني.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  9. #69
    عـضــو الصورة الرمزية علي السقاف
    تاريخ التسجيل
    22/06/2007
    المشاركات
    117
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي بئس الكاتب الذي يدافع عن الاحتلال والعملاء!

    الكاتب الذي يدافع عن الاحتلال وأعوانه هو الخائن بعينه!
    هو الكاتب الذي يستحق الإعدام سريعا!

    بئس الكاتب الذي يدافع عن الاحتلال والعملاء!
    بئس الكاتب التافه!


    صدقت استاذي العزيز

    وللعلم ان 100%من العرب والمسلمين ضد ما قامة به امريكا واذنابها في العراق
    باسم الديمقراطية وتحت مظلة اسلحة الدمار الشامل

    اشكركم جزيل الشكر على هذه المواضيع القيمة

    وتقبل تحياتي


    علي السقاف جده


  10. #70
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي ميخائيل يوحنا (( طارق عزيز ))

    التدليس الذي رافق عملية عرض قضية (( طارق عزيز )) !! استمر لعشرات المشاركات . فقد تحاشا الجميع ذكر حقائق عن طارق عزيز يعرفها الخاص والعام وخصوصا العراقيين والتي لو ذكرناها لسلطت الضوء على هذه الشخصية الغامضة والخطيرة جدا .
    ومثلما كان طارق عزيزي يعاني من عقدة الاسم ، فقد عانى أيضا من تعرض لذكره من هذا الظاهرة .
    لم نر طيلة أسابيع وعلى كافة المستويات من يأتي على ذكر حقائق لا تخفى على احد .
    فمن هو طارق عزيز ؟؟
    ميخائيل يوحنا (( طارق عزيز ))
    ولد سنة 1936 في قرية تلكيف في مدينة الموصل ، ونشأ في كنف أب كان يعمل ساقيا في محل لبيع المشروبات الكحولية ( الخمور ) كان كلدانيا مسيحيا .
    أما أمه فهي :الممرضة سليمة حكيم التي تعمل في مستوصف منطقة البتاوين في بغداد . وكان البكر يلمز ميخائيل عزيز بأمه (1)
    الطيار منير روفا الجاسوس العراقي .
    كلنا يعرف الطيار العراقي الجاسوس (( منير روفا )) الذي سرق طائرة الميغ 21 الروسية وهي من نوع (A3 Eagel ) وهرب بها إلى إسرائيل .
    وكان الهدف الرئيس المعلن هو كشف تكنلوجيا السلاح الجديد ميغ 21 التي أصبحت جزءا رئيسيا في ترسانة سلاح الجو في مصر والعراق وسوريا . وقد أدى خطف الطائرة إلى كوارث مأساوية اتضحت نتائجها فيما بعد في العدوان الاسرائيلي على العرب .
    هذا الطيار هو ابن خالة ميخائيل يوحنا ـ طارق عزيز ـ وكان العراق أول بلد عربي يستلم هذه الطائرة خارج منظومة حلف وارشو . وقد استلم الأمريكان طائرة الميغ ، لتخرج لنا بعد سنوات طائر أف 14 وهي نسخة تقريبا طبق الأصل من الطائرة الروسية .
    ومنير روفا هو شقيق فهمي روفا زوج السيدة أمل يوحنا عزيز شقيقة طارق عزيز ، وهو أيضا ابن خالة عزيز .
    وطارق عزيز ـ ميخائيل يوحنا ـ هو من ساعد في خروج عائلة الجاسوس منير روفا بعد أن أخفاهم في بعشيقة وتم إلحاقهم فيما بعد بمنير في إسرائيل .
    ومن المثير للعجب أن صدام حسين كان يعاقب كل من يخالفه من خصومه من الأقرباء حتى الدرجة الخامسة من صلة القرابة .وهذا قانون عرفي سنه صدام وطبقه على جميع الخصوم الذين قتلهم . ولم يحصل استثناء أبدا إلا في حالة واحدة هي حالة طارق عزيز ـ ميخائيل يوحنا ـ الذي يعتبر قريبا من الجاسوس منير روفا ومن أقرباء الدرجة الثانية . !!
    علما أن صدام طبق هذه القاعدة حرفيا على جميع أقرباء خصومه ممن أعدمهم وحتى على اقرب المقربين منه . مثل صدام كامل وحسين كامل الذين أعدمهم مع اقرب أقربائهم وكذلك طبق شريعته هذه على : أقرباء : عدنان الحمداني ومحمد محجوب وفؤاد الركابي وعبد الخالق السامرائي واحمد حسن البكر حيث قتل أبناءه في حادث سيارة مدبر .
    قتل صدام جميع رفاقه وكان اهمهم : (96) شخصية حزبية ووزارية ساهمت في إيصال صدام حسين للحكم وشاركته بمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب قضى عليهم صدام ومن أشهرهم : حردان التكريتي ، عبد الرزاق النايف ، عدنان الحمداني ، رشيد مصلح حردان التكريتي حماد شهاب ، أحمد حسن البكر ، طاهر يحيى ، عدنان شريف ، سعدون غيدان ، سعدون شاكر ، عزت مصطفى (أبو الحزب ) ، عبد الخالق السامرائي ، عبد الله سلوم السامرائي ، ناظم كزار ، عبد الكريم الشيخلي ، نعيم حداد ، مرتضى سعيد عبد الباقي ، شفيق الكمالي ، رياض إبراهيم حسين . كل هؤلاء قتلوا إلا ((ميخائيل يوحنا طارق عزيز )) وجميعهم هؤلاء الذين قتلوا مروا بمواقف صعبة مرعبة وظروف مأساوية رهيبة إلا ميخائيل طارق عزيز .
    صدام الذي لم يرحم احد خصوصا من يرفع اصبعه او عينه او رأيه بوجهه ولكنه امام ميخائيل يوحنا ججو ( طارق عزيز ) يقف ذليلا . في آخر محادثات المبعوث السوفيتي بريماكوف مع صدام أثناء حرب الخليج الثانية في 12 شباط عندما اقترح بريماكوف على صدام الانسحاب من الكويت . يقول هذا المستشار في مذكراته : قبل أن اسمع جواب صدام أجابني عزيز بالنفي وانهم لم ولن ينسحبوا من الكويت .! ثم طلب مني صدام التفاوض مع طارق ميخائيل عزيز في هذا الشأن . وهذا عكس المعروف عن صدام في ارتجال قراراته . فهذا الامر يدعو إلى الريبة ، عندها بقيت مذهولا ـ يقول بريماكوف ـ ثم يقول في مذكراته خرجت من اللقاء واتصلت على الفور بأجهزة المخابرات السوفيتية لإطلاعي بالمعلومات الكافية عن طارق عزيز .
    لقد لعب ميخائيل يوحنا أهم دور في السياسة الخارجية لنظام البعث فهو الذي وثق العلاقة الشخصية بين صدام حسين وجاك شيراك عام 1972 عندما كان رئيسا للوزراء ، وهو الذي فتح الباب على مصراعية لوزير الدفاع الامريكي الاسبق ومهندس احتلال العراق فيما بعد دونالد رامسفيلد .
    إن حجم الاسرار والملعومات السرية والخاصة جدا عن علاقات نظام صدام الدولية والسرية لا يعرف رموز مفاتيحها إلا ميخائيل يوحنا ، الكنز المعلوماتي الحقيقي الذي لا ترغب العديد من الدوائر في افراغ ذاكرته التاريخية والمعلوماتية على الرأي العام لأنها ستفضح بوضوح لعبة الأمم واجرامهم وحجم التآمر الدولي على الشعب العراقي وشعوب الشرق الاوسط . ومن هنا فقد سعت الكثير من الدوائر السرية لتوريط طارق عزيز في ملفات اتهام جانبية مضحكة لا يراد منها العدالة بقدر ما تهدف لتضليل العدالة وطمس كل معالم واسرار التعاون المخفي بين حكومة صدام وبين عالم السياسة الغربية الحافل بالمفاجآت والأسرار المخيفة .
    ميخائيل يوحنا وزير خارجية العراق .
    بتاريخ 1974 أمر صدام بتأسيس معهد لتدريب الدبلوماسيين في بغداد وألحقه بوزارة الخارجية , وكلف محمد سعيد الصحاف بإدراته بعد أن كان مديرا للاذاعة والتلفزيون والصحاف يعتبر اكثر ثقافة من جميع العناصر المحيطة بصدام .
    لقد جعلت المخابرات العراقية من هذا المعهد مرفقا تابعا لها ، واصبحت الدراسة فيه لا تتجاوز الثلاث اشهر . ويتم الترشيح على اساس الولاء الحزبي ، يقوم المعهد بتدريس الشباب البعثي على أنواع من الألغام المنزلية وأنواع المتفجرات ، وأنواع أجهزة التنصت ، وكيفية زرعها في السيارات والبيوت وكذلك كيفية استخدام انواع السموم وكيفية تحضير سم الميثول ، وكذلك تدريس الطلاب طرق استدراج العناصر المعارضة إلى مقهى أو غابة ، أو سوق شعبي ، وكذلك تعليمهم أن القضاء على هؤلاء الخصوم بالزحام افضل وسيلة .
    إن الذي حصل طيلة عشرين عاما من دبلوماسية ( طارق عزيز ) ميخائيل . جعل العراق والعراقيين في سمعة لا يحسدون عليها ..!
    لقد طرد صدام حسين من دائرته الضيقة كل الخبرات الثقافية الاكاديمية واحاط نفسه بمجموعة لا تملك حتى ادنى مستويات التعليم .
    خمس أجيال من الخبرات الأكاديمية والعلمية . والتي ينبغي لها أن تتولى مهمات الدبلوماسية العراقية السليمة لسفارات الخارجية العراقية بدلا من عناصر المخابرات والأمن الخاص .
    لقد أصبح ضابط الصف النائب الأول لرئيس الوزراء ( طه الجزراوي ) وأن يكون خريج التعليم الابتدائي ( عزت الدوري ) نائب رئيس مجلس قيادة الثورة . وأن يكون العريف في أحد معامل الجيش سابقا حسين كامل المجيد وزير الصناعة والتصنيع الحربي ، ويكون محافظ الكويت علي حسن المجيد بعد أن يُمنح رتبة مارشال . من دون التزام بقوانين الرتب .
    وعلى هذه الاساس وفي زمن ميخائيل يوحنا اصبح مدير مسرح فاشل : سفير العراق في دولة أوربية . ومضمد صحي سفير العراق في دولة اسكندنافية . وعامل فني سفير العراق في اوربا الشرقية ، ومستخدم محطة وقود سفير العراق في دولة أفريقية . والنماذج كثيرة .. ناهيك عن اولئك الذين يملأون السفارات بصفات الملحقين والمستشارين والذين لا تتعدى مواهبهم وكفاءاتهم القدرة على كتابة وشاية في تقرير واستعمال مسدس كاتم في قتل الاخرين .
    فتحت مظلة دبلوماسية ميخائيل يوحنا ـ طارق عزيز ـ جرت عمليات اغتيال المعارضين في لندن ، السويد ، فرنسا ، بولندا ، السودان ، اليمن ، الكويت ، القاهرة ، باكستان .. وغيرها مما يطول ذكره .
    وتحت مظلة الدبلوماسية امتلأت مقرات البعثات العراقية برجال البوليس السري ، والأسلحة ، وأقبية مهيئة لاعتقال المعارضين والمثقفين . ومنشورات معادية للحكومات . ولم تنجح دبلوماسية ميخائيل عزيز في الحفاظ على أي موقف سياسي عراقي ، أو الظهور بمظهر ملتزم ، أو إثبات مصداقية دبلوماسية .
    وهكذا أدى فساد دبلوماسية طارق ميخائيل يوحنا إلى جعل العراقي يعامل في جميع مطارات العالم معاملة قاسية مليئة بالريبة والشك .
    في حين أن العراقي لا يستحق ذلك لما يتمتع به من أخلاق حميدة وصفات كريمة ، ورغبة دائما في العيش بأمان وسلام .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    1- قال الدكتور محمد فؤاد فرهاد يروي هذه الواقعة قال الاستاذ فؤاد عارف وكنت في بيته في
    منطقة الوزيريه قرب شارع المغرب قال لى كنت في مساء احد ليالي الشتاء اجلس في البيت اقراء بكتاب
    واذا الباب يقرع وقد علمت ان من في الباب هو الرئيس احمد حسن البكر واستقبلته عند الباب ودخل وجلس
    في غرفة الضيوف وطلب مني ان يعد له شاي وطلبت من ام فرهاد ان تعمل لنا الشاي وكنا لوحدنا في الغرفه قال لي لم اعد احتمل يا ابو فرهاد صدام حسين اليوم فاجئني بانه يريد ان يعين ابن مومس وزير قلت له من قال لي بالحرف الواحد ابن سليمه حكيم طارق حنا عزوز رئيس تحرير جريدة الثوره واثناء هذا الحديث وكانت الساعه تشير الى الثامنه مساء وهو وقت نشرة الاخبار في التلفزيون العراقي واذا بالمذيع يذيع مرسوم جمهوري صادر من رئيس الجمهوريه الذي يجلس جنبي يعلن فيه تعيين طارق عزيز وزيرا لاعلام
    لقد تفاجيء البكر بهذا المرسوم وقال اني لم اوقع مثل هذا المرسوم قلت له انه باسمك لانك رئيس الجمهوريه
    فرد على قائلا اي رئيس جمهوريه انا مجرد طرطور اسمع الاخبار والتعينات والقرارات من التلفزيون
    وانصرف البكر وهو يقول هذا ما جلبته لنفسي .


  11. #71
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: ميخائيل يوحنا (( طارق عزيز ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ مصطفى الهادي مشاهدة المشاركة
    التدليس الذي رافق عملية عرض قضية (( طارق عزيز )) !! استمر لعشرات المشاركات . فقد تحاشا الجميع ذكر حقائق عن طارق عزيز يعرفها الخاص والعام وخصوصا العراقيين والتي لو ذكرناها لسلطت الضوء على هذه الشخصية الغامضة والخطيرة جدا .
    ومثلما كان طارق عزيزي يعاني من عقدة الاسم ، فقد عانى أيضا من تعرض لذكره من هذا الظاهرة .
    لم نر طيلة أسابيع وعلى كافة المستويات من يأتي على ذكر حقائق لا تخفى على احد .
    فمن هو طارق عزيز ؟؟
    ميخائيل يوحنا (( طارق عزيز ))
    ولد سنة 1936 في قرية تلكيف في مدينة الموصل ، ونشأ في كنف أب كان يعمل ساقيا في محل لبيع المشروبات الكحولية ( الخمور ) كان كلدانيا مسيحيا .
    أما أمه فهي :الممرضة سليمة حكيم التي تعمل في مستوصف منطقة البتاوين في بغداد . وكان البكر يلمز ميخائيل عزيز بأمه (1)
    الطيار منير روفا الجاسوس العراقي .
    كلنا يعرف الطيار العراقي الجاسوس (( منير روفا )) الذي سرق طائرة الميغ 21 الروسية وهي من نوع (A3 Eagel ) وهرب بها إلى إسرائيل .
    وكان الهدف الرئيس المعلن هو كشف تكنلوجيا السلاح الجديد ميغ 21 التي أصبحت جزءا رئيسيا في ترسانة سلاح الجو في مصر والعراق وسوريا . وقد أدى خطف الطائرة إلى كوارث مأساوية اتضحت نتائجها فيما بعد في العدوان الاسرائيلي على العرب .
    هذا الطيار هو ابن خالة ميخائيل يوحنا ـ طارق عزيز ـ وكان العراق أول بلد عربي يستلم هذه الطائرة خارج منظومة حلف وارشو . وقد استلم الأمريكان طائرة الميغ ، لتخرج لنا بعد سنوات طائر أف 14 وهي نسخة تقريبا طبق الأصل من الطائرة الروسية .
    ومنير روفا هو شقيق فهمي روفا زوج السيدة أمل يوحنا عزيز شقيقة طارق عزيز ، وهو أيضا ابن خالة عزيز .
    وطارق عزيز ـ ميخائيل يوحنا ـ هو من ساعد في خروج عائلة الجاسوس منير روفا بعد أن أخفاهم في بعشيقة وتم إلحاقهم فيما بعد بمنير في إسرائيل .
    ومن المثير للعجب أن صدام حسين كان يعاقب كل من يخالفه من خصومه من الأقرباء حتى الدرجة الخامسة من صلة القرابة .وهذا قانون عرفي سنه صدام وطبقه على جميع الخصوم الذين قتلهم . ولم يحصل استثناء أبدا إلا في حالة واحدة هي حالة طارق عزيز ـ ميخائيل يوحنا ـ الذي يعتبر قريبا من الجاسوس منير روفا ومن أقرباء الدرجة الثانية . !!
    علما أن صدام طبق هذه القاعدة حرفيا على جميع أقرباء خصومه ممن أعدمهم وحتى على اقرب المقربين منه . مثل صدام كامل وحسين كامل الذين أعدمهم مع اقرب أقربائهم وكذلك طبق شريعته هذه على : أقرباء : عدنان الحمداني ومحمد محجوب وفؤاد الركابي وعبد الخالق السامرائي واحمد حسن البكر حيث قتل أبناءه في حادث سيارة مدبر .
    قتل صدام جميع رفاقه وكان اهمهم : (96) شخصية حزبية ووزارية ساهمت في إيصال صدام حسين للحكم وشاركته بمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب قضى عليهم صدام ومن أشهرهم : حردان التكريتي ، عبد الرزاق النايف ، عدنان الحمداني ، رشيد مصلح حردان التكريتي حماد شهاب ، أحمد حسن البكر ، طاهر يحيى ، عدنان شريف ، سعدون غيدان ، سعدون شاكر ، عزت مصطفى (أبو الحزب ) ، عبد الخالق السامرائي ، عبد الله سلوم السامرائي ، ناظم كزار ، عبد الكريم الشيخلي ، نعيم حداد ، مرتضى سعيد عبد الباقي ، شفيق الكمالي ، رياض إبراهيم حسين . كل هؤلاء قتلوا إلا ((ميخائيل يوحنا طارق عزيز )) وجميعهم هؤلاء الذين قتلوا مروا بمواقف صعبة مرعبة وظروف مأساوية رهيبة إلا ميخائيل طارق عزيز .
    صدام الذي لم يرحم احد خصوصا من يرفع اصبعه او عينه او رأيه بوجهه ولكنه امام ميخائيل يوحنا ججو ( طارق عزيز ) يقف ذليلا . في آخر محادثات المبعوث السوفيتي بريماكوف مع صدام أثناء حرب الخليج الثانية في 12 شباط عندما اقترح بريماكوف على صدام الانسحاب من الكويت . يقول هذا المستشار في مذكراته : قبل أن اسمع جواب صدام أجابني عزيز بالنفي وانهم لم ولن ينسحبوا من الكويت .! ثم طلب مني صدام التفاوض مع طارق ميخائيل عزيز في هذا الشأن . وهذا عكس المعروف عن صدام في ارتجال قراراته . فهذا الامر يدعو إلى الريبة ، عندها بقيت مذهولا ـ يقول بريماكوف ـ ثم يقول في مذكراته خرجت من اللقاء واتصلت على الفور بأجهزة المخابرات السوفيتية لإطلاعي بالمعلومات الكافية عن طارق عزيز .
    لقد لعب ميخائيل يوحنا أهم دور في السياسة الخارجية لنظام البعث فهو الذي وثق العلاقة الشخصية بين صدام حسين وجاك شيراك عام 1972 عندما كان رئيسا للوزراء ، وهو الذي فتح الباب على مصراعية لوزير الدفاع الامريكي الاسبق ومهندس احتلال العراق فيما بعد دونالد رامسفيلد .
    إن حجم الاسرار والملعومات السرية والخاصة جدا عن علاقات نظام صدام الدولية والسرية لا يعرف رموز مفاتيحها إلا ميخائيل يوحنا ، الكنز المعلوماتي الحقيقي الذي لا ترغب العديد من الدوائر في افراغ ذاكرته التاريخية والمعلوماتية على الرأي العام لأنها ستفضح بوضوح لعبة الأمم واجرامهم وحجم التآمر الدولي على الشعب العراقي وشعوب الشرق الاوسط . ومن هنا فقد سعت الكثير من الدوائر السرية لتوريط طارق عزيز في ملفات اتهام جانبية مضحكة لا يراد منها العدالة بقدر ما تهدف لتضليل العدالة وطمس كل معالم واسرار التعاون المخفي بين حكومة صدام وبين عالم السياسة الغربية الحافل بالمفاجآت والأسرار المخيفة .
    ميخائيل يوحنا وزير خارجية العراق .
    بتاريخ 1974 أمر صدام بتأسيس معهد لتدريب الدبلوماسيين في بغداد وألحقه بوزارة الخارجية , وكلف محمد سعيد الصحاف بإدراته بعد أن كان مديرا للاذاعة والتلفزيون والصحاف يعتبر اكثر ثقافة من جميع العناصر المحيطة بصدام .
    لقد جعلت المخابرات العراقية من هذا المعهد مرفقا تابعا لها ، واصبحت الدراسة فيه لا تتجاوز الثلاث اشهر . ويتم الترشيح على اساس الولاء الحزبي ، يقوم المعهد بتدريس الشباب البعثي على أنواع من الألغام المنزلية وأنواع المتفجرات ، وأنواع أجهزة التنصت ، وكيفية زرعها في السيارات والبيوت وكذلك كيفية استخدام انواع السموم وكيفية تحضير سم الميثول ، وكذلك تدريس الطلاب طرق استدراج العناصر المعارضة إلى مقهى أو غابة ، أو سوق شعبي ، وكذلك تعليمهم أن القضاء على هؤلاء الخصوم بالزحام افضل وسيلة .
    إن الذي حصل طيلة عشرين عاما من دبلوماسية ( طارق عزيز ) ميخائيل . جعل العراق والعراقيين في سمعة لا يحسدون عليها ..!
    لقد طرد صدام حسين من دائرته الضيقة كل الخبرات الثقافية الاكاديمية واحاط نفسه بمجموعة لا تملك حتى ادنى مستويات التعليم .
    خمس أجيال من الخبرات الأكاديمية والعلمية . والتي ينبغي لها أن تتولى مهمات الدبلوماسية العراقية السليمة لسفارات الخارجية العراقية بدلا من عناصر المخابرات والأمن الخاص .
    لقد أصبح ضابط الصف النائب الأول لرئيس الوزراء ( طه الجزراوي ) وأن يكون خريج التعليم الابتدائي ( عزت الدوري ) نائب رئيس مجلس قيادة الثورة . وأن يكون العريف في أحد معامل الجيش سابقا حسين كامل المجيد وزير الصناعة والتصنيع الحربي ، ويكون محافظ الكويت علي حسن المجيد بعد أن يُمنح رتبة مارشال . من دون التزام بقوانين الرتب .
    وعلى هذه الاساس وفي زمن ميخائيل يوحنا اصبح مدير مسرح فاشل : سفير العراق في دولة أوربية . ومضمد صحي سفير العراق في دولة اسكندنافية . وعامل فني سفير العراق في اوربا الشرقية ، ومستخدم محطة وقود سفير العراق في دولة أفريقية . والنماذج كثيرة .. ناهيك عن اولئك الذين يملأون السفارات بصفات الملحقين والمستشارين والذين لا تتعدى مواهبهم وكفاءاتهم القدرة على كتابة وشاية في تقرير واستعمال مسدس كاتم في قتل الاخرين .
    فتحت مظلة دبلوماسية ميخائيل يوحنا ـ طارق عزيز ـ جرت عمليات اغتيال المعارضين في لندن ، السويد ، فرنسا ، بولندا ، السودان ، اليمن ، الكويت ، القاهرة ، باكستان .. وغيرها مما يطول ذكره .
    وتحت مظلة الدبلوماسية امتلأت مقرات البعثات العراقية برجال البوليس السري ، والأسلحة ، وأقبية مهيئة لاعتقال المعارضين والمثقفين . ومنشورات معادية للحكومات . ولم تنجح دبلوماسية ميخائيل عزيز في الحفاظ على أي موقف سياسي عراقي ، أو الظهور بمظهر ملتزم ، أو إثبات مصداقية دبلوماسية .
    وهكذا أدى فساد دبلوماسية طارق ميخائيل يوحنا إلى جعل العراقي يعامل في جميع مطارات العالم معاملة قاسية مليئة بالريبة والشك .
    في حين أن العراقي لا يستحق ذلك لما يتمتع به من أخلاق حميدة وصفات كريمة ، ورغبة دائما في العيش بأمان وسلام .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    1- قال الدكتور محمد فؤاد فرهاد يروي هذه الواقعة قال الاستاذ فؤاد عارف وكنت في بيته في
    منطقة الوزيريه قرب شارع المغرب قال لى كنت في مساء احد ليالي الشتاء اجلس في البيت اقراء بكتاب
    واذا الباب يقرع وقد علمت ان من في الباب هو الرئيس احمد حسن البكر واستقبلته عند الباب ودخل وجلس
    في غرفة الضيوف وطلب مني ان يعد له شاي وطلبت من ام فرهاد ان تعمل لنا الشاي وكنا لوحدنا في الغرفه قال لي لم اعد احتمل يا ابو فرهاد صدام حسين اليوم فاجئني بانه يريد ان يعين ابن مومس وزير قلت له من قال لي بالحرف الواحد ابن سليمه حكيم طارق حنا عزوز رئيس تحرير جريدة الثوره واثناء هذا الحديث وكانت الساعه تشير الى الثامنه مساء وهو وقت نشرة الاخبار في التلفزيون العراقي واذا بالمذيع يذيع مرسوم جمهوري صادر من رئيس الجمهوريه الذي يجلس جنبي يعلن فيه تعيين طارق عزيز وزيرا لاعلام
    لقد تفاجيء البكر بهذا المرسوم وقال اني لم اوقع مثل هذا المرسوم قلت له انه باسمك لانك رئيس الجمهوريه
    فرد على قائلا اي رئيس جمهوريه انا مجرد طرطور اسمع الاخبار والتعينات والقرارات من التلفزيون
    وانصرف البكر وهو يقول هذا ما جلبته لنفسي .
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    حوار فكري سياسي شامل مع طارق عزيز آذار 1991



    طارق عزيز:

    · السلاح الإعلامي هو من أهم الأسلحة التي تستخدمها الإمبريالية الأمريكية..

    · اخترنا أن نكون وطنيين وقوميين من أجل أن نغيّر هذا الواقع..

    · التضحيات دائماً كانت مطلوبة في أي عمل نضالي..

    · نحن لدينا قضايانا الوطنية والقومية، لدينا مطالب عادلة، واجب علينا أن نناضل من أجل خدمة خذه القضايا..

    · نحن ورثة التراث النضال الوطني والقومي ولن نتراجع عن مواقفنا الوطنية والقومية..

    · إن الشعارات والبرامج التي عبرنا عنها، ربما لن تتحقق كلها، ولكنها ستتحقق لأن حركة التاريخ ليست جامدة بل أن التاريخ كان ومازال مع الحرية والاستقلال..

    · الأنظمة في الخليج العربي لم تكن جزء من الأسرة العربية..

    · ما يؤذي العراق سيؤذي أي قطر عربي آخر..

    · ما هي علاقة الكنيسة التي قصفوها في الموصل، وما هي علاقة ملجأ العامرية، وما هي علاقة قصف معمل الحليب والجامع وغيرهم من المصانع المدنية والبنية التحتية بما جرى في الكويت وتنفيذ ما يسمونه قرار الأمم المتحدة؟!





    شبكة البصرة

    أجرى الحوار فؤاد الحاج

    بعد العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991 على عراق العروبة والتاريخ والحضارات، حيث تم تدمير بناه التحتية المدنية والصناعية وغيرها، وتحقيق مقولة جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا آنذاك "إعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة"، وبين ذهول وكفر وإشاعات وتأويلات مختلفة وبين مصدّق وغير مصدّق من أبناء الأمة والأمم الصديقة في أرجاء العالم، وبعد أن صعقت الأمة العربية بما جرى في العراق في ظل تعتيم وغياب إعلامي عربي شامل سوى من بعض النشرات والمطبوعات القليلة جداً التي كانت تصدر في الأردن وفي مصر وفي باريس ولندن وبمختلف اللغات ومنها التي كنت أصدرها آنذاك باسم (الخليج العربي) بالعربية وأوزعها على أبناء الجالية، إضافة إلى عشرات النشرات والتقارير بالإنكليزية التي كنت أصدرها مع عدد من الأصدقاء الأستراليين الرافضين للهيمنة الأمريكية والمناهضين للصهيونية، وكذلك عشرات المقابلات الإذاعية باللغتين العربية والإنكليزية التي كنت أرد فيها على الإشاعات والأقاويل التي كانت تبث روح الهزيمة واليأس وتدعي بأن النظام في العراق متآمر مع أمريكا في ما حصل في العراق، ورغم ذلك أقول أن كل ذلك مع الأسف لم يصل إلى مستوى الإجابة على تساؤلات الجماهير لدواعي نفسية أولها أن ما حدث في فلسطين منذ ثلاثينات القرن الماضي وتواطوء الأنظمة العربية آنذاك كما يقول البعض ويضيف في رفد التواجد الصهيوني وتهجير اليهود من البلاد العربية إلى فلسطين العربية، والأهم هو عدم وجود فضائيات عربية لتنقل ماذا جرى في العراق مثلما حدث في غزو واحتلال العراق عام 2003 على الرغم من التباين في الرأي حول تلك الفضائيات، مما جعل المادة الإعلامية آنذاك والمؤيدة للحق العربي عموماً وللعراق على وجه الخصوص ضعيفة وغير مؤثرة كما هو مطلوب وذلك بسبب سيطرة محطات التلفزة غير العربية ووسائل الإعلام الأخرى ومنها المطبوعة والمسموعة حتى تلك التي كانت تبث بالعربية والتي كانت تنقل الدعاية الصهيو-أمريكية وكل ما هو معاد للعرب بشكل عام بسبب تمويلها أو تبعيتها للدوائر الحكومية ومنها الأسترالية وما زالت مع الأسف الشديد مما أثر على معظم إن لم يكن كل جهود المؤمنين بحق أمتهم في الحياة وبجهود المناهضين لقوى الشر والعولمة في العالم وعلى الرغم من ذلك كانت الجماهير تعرف أن ليس كل ما تبثه تلك المحطات التلفزيونية والإذاعية غير صحيح وأنهم يدسون السم بالعسل وهكذا كنت واحد من أوائل الكتّاب العرب الذين كشفوا وكتبوا عن ما يسمى "النظام العالمي الجديد" عام 1990 ومحاولة سيطرة قوى الشر في العالم بقيادة أمريكا على العالم وتقسيمه إلى خمسة أقاليم ومنها إقليم ما يسمونه "الشرق الأوسط" بقيادة الكيان الصهيوني قبل العدوان الثلاثيني الغادر على العراق، إضافة إلى كتابة الكثير من التحاليل السياسية ومنها مخطط تقسيم البلاد العربية ضمن مخطط صهيوني وضع في ثمانينات القرن الماضي وغير ذلك الكثير مما تناولته وسائل الإعلام العربية بعد أكثر من عقد من الزمن، وبعد أن دكت الصواريخ العراقية قلب وأطراف الكيان الصهيوني وعمرة الفرح التي انتابت الجماهير آنذاك، وبعد أن تم تدمير العراق كما ذكرت أعلاه وحالة اليأس والكفر التي عادت وانتابت الجماهير وأصبحت عرضة للإشاعات وفي نهاية شهر آذار/مارس من عام 1991 أي بعد شهر تقريباً من انتهاء العدوان الثلاثيني الغاشم على العراق وبعد شهر تقريباً من قرار وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه أمريكا بقيادة جورج بوش الأب آنذاك حيث تم ذلك في محادثات خيمة أقيمت في سفوان العراقية، حزمت حقائبي وقررت المجيء إلى بغداد لمعرفة ماذا جرى ويجري، وما هي نتائج العدوان الثلاثيني على العراق، إضافة إلى حزمة من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من أبناء الأمة العربية والكثير من الشرفاء والأحرار في العالم.

    وصلت إلى الأردن وحاولت أن أجد وسيلة نقل توصلني إلى بغداد حيث كانت الطريق من عمان إلى بغداد تعتبر مخاطرة حيث لم تكن الطريق الدولية المعروفة كما هي الآن، إلى أن وجدت سيارة مغامر مقابل حفنة كبيرة من الدولارات وافق أن يوصلني إلى بغداد، فانطلقنا بعد المغرب مع هبوط الليل باتجاه بغداد، وقبل أن نصل منطقة الرويشد الحدودية الأردنية التي كانت النقطة الحدودية السابقة مع العراق آنذاك وقبل أن تمتد مسافة حوالي 75 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية لتصبح منطقة الكرامة الحدود الفاصلة مع العراق ولهذا حديث خاص في وقت ما لاحق، حدث أن السائق أخطأ في الطريق وذهب باتجاه أراضي نجد والحجاز لست أدري كيف ولماذا ربما بسبب أنه مغامر أو لأنه أول مرة يأتي من هذا الطريق إلى أن شاهدنا معلم على الطريق مكتوب عليه (هاتش 5) بالإنكليزية عندها قال لي إن الطريق أكيد خطأ ويخاف أن ينفد البترول من السيارة لذلك عاد أدراجه إلى أن أعاننا الله وشاهدنا بعض الخيم للبدو الذين أرشدونا إلى الطريق الصحيح وأعطونا بعض البترول كي نصل إلى أقرب محطة لتعبئة الوقود بعد أن أرشدونا إلى الاتجاه الصحيح إلى طريق العراق، وفي نقطة الجمارك الأردنية الحدودية أشروا على جواز سفري (مغادرة) وسرنا حوالي كيلومترين اثنين فوصلنا إلى نقطة الحدود العراقية حيث استقبلونا بالترحاب وأشروا على جواز سفري (دخول) إلى العراق ومنحي مدة أسبوعين على أن أراجع الجهات المختصة للتجديد والفحص الطبي تابعنا المسير، وهكذا وبعد جهد ليل كامل ومع انبلاج الفجر وصلنا إلى محطة للوقود في الرمادي حيث انفرجت أساريرنا واسترحنا من عناء السفر وأكلنا التكة والقص وشربنا اللبن الرائب، ثم انطلقنا إلى بغداد وكانت المزارع والمياه تريح النظر إلى أن شاهدنا إشارة كبيرة مكتوب عليها (توقف جيش) وبعد أن سألونا عن جهة قدومنا ووجهتنا سمحوا لنا بمتابعة المسير وما هي إلا ساعات حتى أطلت علينا العمارة وأسماء المدن والمحلات وهكذا وصلنا بغداد حيث ازدحام السيارات والمارة والخراب والدمار والروائح الكريهة التي كانت تنتشر في مناطق بغداد نتيجة تدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية التي نتج عنها إيقاف تشغيل محركات مجارير الصرف الصحي وتفجير بعضها مما جعل الأوساخ والقاذورات تطفوا في الشوارع كما لاحظت في الكرخ إضافة إلى تدمير كل الجسور التي تربط بين ضفتي دجلة وكيف الناس كانوا يقطعون بالقوارب، إضافة إلى تدمير كل مباني الوزارات ومرافق الدولة ما عدا مبنى وزارة الإعلام حتى مبنى التلفزيون الذي كان قربها قد تم تدميره كاملاً، إضافة إلى حرق المحاصيل الزراعية وعشرات المئات من أشجار النخيل وتدمير المصانع المدنية والأسواق الشعبية ومحطات القطارات ومستودعات المواد الغذائية، بكلمة مختصرة كان كل شيء في بغداد مدمراً، وفي الوقت نفسه شاهدت ورشات عمل إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، كما شاهدت الفوضى تعم أرجاء بغداد في آن معاً، شاهدت كل ذلك خلال توجهي إلى فندق الرشيد الذي كان محطة نزول معظم الصحفيين غير العرب آنذاك، ومن هناك انطلقت للبحث عن الأصدقاء والزملاء وكل من ربطتني به علاقة ما، وبعد يومين انتقلت من فندق الرشيد إلى فندق المنصور الذي كان أقرب إلى وزارة الإعلام حيث انطلقت من هناك لإجراء مقابلاتي ولقاءاتي مع عدد كبير من القيادات العسكرية والسياسية والحزبية في القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي إضافة للقاءات أجريتها مع عدد من الشعراء والأدباء كما زرت بيوت مواطنين عاديين في بغداد الجديدة وفي الكرادة والمشتل والشعلة ومدينة الثورة وحي العامل والأعظمية والكاظمية ومناطق أخرى مختلفة من بغداد، ومن ثم زرت الموصل ومسجد النبي يونس ودير مار ميخائيل ودير مار كوركيس وكنيسة مار توما وكاتدرائية للكلدان وللآثوريين وغيرهم، وكذلك عدد آخر من الكنائس ودور المطرانية للطوائف المسيحية وأجريت لقاءات مع عدد رجال الدين المسيحيين من مختلف الرتب الدينية إضافة إلى زيارتي للأسواق الشعبية ومناطق وقرى تل كيف وباخديدا وكرمليس وبرطلة وباعشيقا وقره قوش ودير بهنام ودير مار متى وغيرهم من الأديرة التاريخية المنتشرة في نينوى والتي كتبت عنها بحوثاً أغنيتها بصور ووثائق سأعيد نشرها لاحقاً إن شاء الله، ومنها حوار فكري هام استمر لأكثر من أسبوع مع المفكر القومي الدكتور إلياس فرح الذي كنت ألتقيه يومياً لمدة تزيد عن الساعتين أسجل فيها صوتياً الحوار معه حول تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي وفلسفته وأهدافه ومراحل نضاله القومي، ولم ينته الحوار مع الدكتور إلياس فرح آنذاك بل أتممته عبر سلسلة من اللقاءات استمرت كلما سمحت لي الظروف بزيارة العراق بعد ذلك إلى أن أصبح في أدراج مكتبي مجموعة من الأشرطة المسجلة التي تحتاج لساعات عديدة لتفريغها وتدوين ما فيها، وعلى الرغم من لقاءاتي وحواري مع عدد من السياسية والحزبية ومنهم الدكتور عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزير الإعلام الأستاذ حامد يوسف حمادي ووزير التعليم العالي الدكتور همام عبد الغني، وعبد الغني عبد الغفور لطيف نصيف جاسم وعبد الغني عبد الغفور وغيرهم من المسؤولين في الحكومة العراقية قبل الغزو والاحتلال الصهيو-أمريكي-الصفوي.

    وهكذا أمضيت في العراق أكثر من شهر متنقلاً بين بغداد والموصل ومكاتب القيادات السياسية والحزبية، وقد كان أهم ما في زيارتي تلك في شهر آذار من عام 1991 هو لقائي بالأستاذ طارق عزيز الذي ما أن عرف بوجودي في العراق وأني أطلب لقاءه حتى اتصل بي مدير مكتبه وأبلغني أن الأستاذ طارق في انتظارك في مكتبه وبعد استقباله لي وسؤالي عن أوضاع الجالية في استراليا وعن الجديد الذي أحمله معي كعادتي ومتى سأغادر العراق، قلت أنه لا يهمني متى سأغادر بقدر ما يهمني أن أحمل إجابات شافية ووافية لما حصل في العراق، فوافق أن يعطيني من وقته ساعة واحدة في اليوم الأول على أن نتابع الحوار ضمن لقاءات متتالية كي أحصل على الإجابات الكافية والوافية، وذلك بسبب ارتباطاته وانشغاله مع القيادة في العديد من القضايا جراء العدوان ونتائجه ومحاولة العمل لتأمين إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العدوان لأن السيد الرئيس صدام حسين رحمه الله كان يريد أن يتم ذلك بأسرع ما يمكن، "لذلك تجد أن كل كوادر الوزارات والمكاتب منهمكة بتقدير الأضرار وبوضع الدراسات والتقارير والتوصيات للمباشرة بإعادة بناء ما دمره الأشرار" وأهمها إعادة بناء الجسور وإزالة الأنقاض وتأمين البترول ومشتقاته وإعادة الكهرباء ومياه الشرب النظيفة والهاتف وعودة المصانع للعمل بعد أن تم تدمير كل شيء من البنى التحتية إلى المصانع ودور العبادة والمساكن وكل المباني الحكومية ومبنى القيادة القومية، وسألني إذا كنت قد تجولت في بغداد وإذا شاهدت آثار الدمار فأجبته بحسرة نعم شاهدت كل شيء وصورت كل ما وقعت عيني عليه من دمار وخراب، وسأنقل معي كل ذلك للعالم الذي يسمى متمدن ومتحضر، كما استعنت بمجوعة من الاختصاصيين لتصوير أفلام فيديو عن مشاهداتي عن الدمار وحملة إعادة الإعمار وتأثير الحصار الجائر كل ذلك كي أعرضها في استراليا، من هنا ابتدأ هذا الحوار الذي كان مجاله الفكر والسياسة، ومداه البعد التاريخي بين ماضي مزدهر وحاضر بشع ومؤلم ومستقبل واعد بغد أفضل، وقد تحدث الأستاذ طارق عزيز على مدى لقاءاتي معه بعمق المفكر الباحث، والمناضل الثوري، والإعلامي الأستاذ، والخبير بشؤون السياسة الدولية والعربية.

    ومن تلك التساؤلات التي حملتها والتي كانت نقاط مفتاحية لهذا الحوار المعمق وهي:

    - لماذا تم تدمير العراق بهذا الشكل؟

    - كيف ومتى تم اتخاذ قرار العدوان على العراق؟

    - ما هو موقف العراق من القضية الفلسطينية؟

    - ماذا عن دور الاتحاد السوفياتي وفرنسا في العدوان على العراق؟

    - هل كانت القوى الوطنية والقومية العربية عند مستوى الحدث؟ وما هو دور القوى الحية والجماهيرية وما هو المطلوب منها في هذه المرحلة؟

    من هذه النقاط المفتاحية تفتقت آفاق الأسئلة وأجاب الأستاذ طارق عزيز بقريحية المناضل والمفكر معاً، وقد حاولت أن اختصر الإجابات عملاً بمبدأ الصحافي الذي يريد أن يختصر ويركّز على النقاط التي يرى أنها فقط تصلح للنشر في عصر المقال السندويش والهمبورغر، ولكن لم أفعل ذلك لأني بداية لم أجد ما يمكن أن يحذف أو يختصر في إجابات الأستاذ طارق عزيز، وثانياً لأني أؤمن بأنه من غير المنطق أن يتم حذف أي كلمة وذلك بكل بساطة أن الحوار مع مناضل ومفكر وسياسي مخضرم مثل الأستاذ طارق عزيز يعتبر أستاذاً في مجال الإعلام، وأستاذاً في شؤون السياسة الدولية والعربية الذي يستحق أن يقام له تمثال في كل وزارة خارجية عربية كي يبقى رمزاً لكل وزير خارجية عربي أصيل، لأنه كان صادقاً وصدوقاً ونبراساً يقتدى به، ولأن التاريخ العربي الحديث لم ولن يخلق مثله وزيراً عربياً للخارجية يتعامل مع الدول الكبرى والصغرى على حد سواء الند للند، وهو الذي كانت تهابه كل وزارات الخارجية غير العربية لأنه كان مثقفاً وواعياً لمراحل التاريخ وتطورها وعرافاً بخبايا وأسرار الدبلوماسية الغربية، ويعرف متى وكيف يتم اللقاء وكيف يدير الحوار معهم، ومتى يجب أن يقول كلمته، لأنه لم يشتري الوهم، بل كان يريد المكانة العليا للأمة العربية ولوطنه عراق التاريخ والحضارات، وهو الذي علّمنا أن البساطة في التعبير وفي الطرح هو تعبير عن ضمير الجماهير والأمة هكذا يكون الصحافي الملتزم بقضايا أمته، لذلك وضعت عناوين للفقرات وحذفت فقط معظم الأسئلة التي تاركاً للقاريء أن يقدّر الأسئلة ويجد ما يريده من شرح ومعان في أجوبة الأستاذ طارق عزيز التي أتت على شكل محاضرة شاملة لكافة مجالات المرحلة السابقة والأمل الكبير بالغد الأفضل، التي يمكن الاستفادة منها كدروس في النضال القومي لكل الأجيال المناضلة ضد الاستعمار وضد الإمبريالية وضد كل غاز ومحتل.

    بعد هذا الشرح الذي كان لابد منه لتصوير وضع العراق في تلك الفترة أترك القراء الأعزاء مع ما قاله الأستاذ طارق عزيز (أبو زياد) باسترسال:

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  12. #72
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: ميخائيل يوحنا (( طارق عزيز ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ مصطفى الهادي مشاهدة المشاركة
    التدليس الذي رافق عملية عرض قضية (( طارق عزيز )) !! استمر لعشرات المشاركات . فقد تحاشا الجميع ذكر حقائق عن طارق عزيز يعرفها الخاص والعام وخصوصا العراقيين والتي لو ذكرناها لسلطت الضوء على هذه الشخصية الغامضة والخطيرة جدا .
    ومثلما كان طارق عزيزي يعاني من عقدة الاسم ، فقد عانى أيضا من تعرض لذكره من هذا الظاهرة .
    لم نر طيلة أسابيع وعلى كافة المستويات من يأتي على ذكر حقائق لا تخفى على احد .
    فمن هو طارق عزيز ؟؟
    ميخائيل يوحنا (( طارق عزيز ))
    ولد سنة 1936 في قرية تلكيف في مدينة الموصل ، ونشأ في كنف أب كان يعمل ساقيا في محل لبيع المشروبات الكحولية ( الخمور ) كان كلدانيا مسيحيا .
    أما أمه فهي :الممرضة سليمة حكيم التي تعمل في مستوصف منطقة البتاوين في بغداد . وكان البكر يلمز ميخائيل عزيز بأمه (1)
    الطيار منير روفا الجاسوس العراقي .
    كلنا يعرف الطيار العراقي الجاسوس (( منير روفا )) الذي سرق طائرة الميغ 21 الروسية وهي من نوع (A3 Eagel ) وهرب بها إلى إسرائيل .
    وكان الهدف الرئيس المعلن هو كشف تكنلوجيا السلاح الجديد ميغ 21 التي أصبحت جزءا رئيسيا في ترسانة سلاح الجو في مصر والعراق وسوريا . وقد أدى خطف الطائرة إلى كوارث مأساوية اتضحت نتائجها فيما بعد في العدوان الاسرائيلي على العرب .
    هذا الطيار هو ابن خالة ميخائيل يوحنا ـ طارق عزيز ـ وكان العراق أول بلد عربي يستلم هذه الطائرة خارج منظومة حلف وارشو . وقد استلم الأمريكان طائرة الميغ ، لتخرج لنا بعد سنوات طائر أف 14 وهي نسخة تقريبا طبق الأصل من الطائرة الروسية .
    ومنير روفا هو شقيق فهمي روفا زوج السيدة أمل يوحنا عزيز شقيقة طارق عزيز ، وهو أيضا ابن خالة عزيز .
    وطارق عزيز ـ ميخائيل يوحنا ـ هو من ساعد في خروج عائلة الجاسوس منير روفا بعد أن أخفاهم في بعشيقة وتم إلحاقهم فيما بعد بمنير في إسرائيل .
    ومن المثير للعجب أن صدام حسين كان يعاقب كل من يخالفه من خصومه من الأقرباء حتى الدرجة الخامسة من صلة القرابة .وهذا قانون عرفي سنه صدام وطبقه على جميع الخصوم الذين قتلهم . ولم يحصل استثناء أبدا إلا في حالة واحدة هي حالة طارق عزيز ـ ميخائيل يوحنا ـ الذي يعتبر قريبا من الجاسوس منير روفا ومن أقرباء الدرجة الثانية . !!
    علما أن صدام طبق هذه القاعدة حرفيا على جميع أقرباء خصومه ممن أعدمهم وحتى على اقرب المقربين منه . مثل صدام كامل وحسين كامل الذين أعدمهم مع اقرب أقربائهم وكذلك طبق شريعته هذه على : أقرباء : عدنان الحمداني ومحمد محجوب وفؤاد الركابي وعبد الخالق السامرائي واحمد حسن البكر حيث قتل أبناءه في حادث سيارة مدبر .
    قتل صدام جميع رفاقه وكان اهمهم : (96) شخصية حزبية ووزارية ساهمت في إيصال صدام حسين للحكم وشاركته بمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب قضى عليهم صدام ومن أشهرهم : حردان التكريتي ، عبد الرزاق النايف ، عدنان الحمداني ، رشيد مصلح حردان التكريتي حماد شهاب ، أحمد حسن البكر ، طاهر يحيى ، عدنان شريف ، سعدون غيدان ، سعدون شاكر ، عزت مصطفى (أبو الحزب ) ، عبد الخالق السامرائي ، عبد الله سلوم السامرائي ، ناظم كزار ، عبد الكريم الشيخلي ، نعيم حداد ، مرتضى سعيد عبد الباقي ، شفيق الكمالي ، رياض إبراهيم حسين . كل هؤلاء قتلوا إلا ((ميخائيل يوحنا طارق عزيز )) وجميعهم هؤلاء الذين قتلوا مروا بمواقف صعبة مرعبة وظروف مأساوية رهيبة إلا ميخائيل طارق عزيز .
    صدام الذي لم يرحم احد خصوصا من يرفع اصبعه او عينه او رأيه بوجهه ولكنه امام ميخائيل يوحنا ججو ( طارق عزيز ) يقف ذليلا . في آخر محادثات المبعوث السوفيتي بريماكوف مع صدام أثناء حرب الخليج الثانية في 12 شباط عندما اقترح بريماكوف على صدام الانسحاب من الكويت . يقول هذا المستشار في مذكراته : قبل أن اسمع جواب صدام أجابني عزيز بالنفي وانهم لم ولن ينسحبوا من الكويت .! ثم طلب مني صدام التفاوض مع طارق ميخائيل عزيز في هذا الشأن . وهذا عكس المعروف عن صدام في ارتجال قراراته . فهذا الامر يدعو إلى الريبة ، عندها بقيت مذهولا ـ يقول بريماكوف ـ ثم يقول في مذكراته خرجت من اللقاء واتصلت على الفور بأجهزة المخابرات السوفيتية لإطلاعي بالمعلومات الكافية عن طارق عزيز .
    لقد لعب ميخائيل يوحنا أهم دور في السياسة الخارجية لنظام البعث فهو الذي وثق العلاقة الشخصية بين صدام حسين وجاك شيراك عام 1972 عندما كان رئيسا للوزراء ، وهو الذي فتح الباب على مصراعية لوزير الدفاع الامريكي الاسبق ومهندس احتلال العراق فيما بعد دونالد رامسفيلد .
    إن حجم الاسرار والملعومات السرية والخاصة جدا عن علاقات نظام صدام الدولية والسرية لا يعرف رموز مفاتيحها إلا ميخائيل يوحنا ، الكنز المعلوماتي الحقيقي الذي لا ترغب العديد من الدوائر في افراغ ذاكرته التاريخية والمعلوماتية على الرأي العام لأنها ستفضح بوضوح لعبة الأمم واجرامهم وحجم التآمر الدولي على الشعب العراقي وشعوب الشرق الاوسط . ومن هنا فقد سعت الكثير من الدوائر السرية لتوريط طارق عزيز في ملفات اتهام جانبية مضحكة لا يراد منها العدالة بقدر ما تهدف لتضليل العدالة وطمس كل معالم واسرار التعاون المخفي بين حكومة صدام وبين عالم السياسة الغربية الحافل بالمفاجآت والأسرار المخيفة .
    ميخائيل يوحنا وزير خارجية العراق .
    بتاريخ 1974 أمر صدام بتأسيس معهد لتدريب الدبلوماسيين في بغداد وألحقه بوزارة الخارجية , وكلف محمد سعيد الصحاف بإدراته بعد أن كان مديرا للاذاعة والتلفزيون والصحاف يعتبر اكثر ثقافة من جميع العناصر المحيطة بصدام .
    لقد جعلت المخابرات العراقية من هذا المعهد مرفقا تابعا لها ، واصبحت الدراسة فيه لا تتجاوز الثلاث اشهر . ويتم الترشيح على اساس الولاء الحزبي ، يقوم المعهد بتدريس الشباب البعثي على أنواع من الألغام المنزلية وأنواع المتفجرات ، وأنواع أجهزة التنصت ، وكيفية زرعها في السيارات والبيوت وكذلك كيفية استخدام انواع السموم وكيفية تحضير سم الميثول ، وكذلك تدريس الطلاب طرق استدراج العناصر المعارضة إلى مقهى أو غابة ، أو سوق شعبي ، وكذلك تعليمهم أن القضاء على هؤلاء الخصوم بالزحام افضل وسيلة .
    إن الذي حصل طيلة عشرين عاما من دبلوماسية ( طارق عزيز ) ميخائيل . جعل العراق والعراقيين في سمعة لا يحسدون عليها ..!
    لقد طرد صدام حسين من دائرته الضيقة كل الخبرات الثقافية الاكاديمية واحاط نفسه بمجموعة لا تملك حتى ادنى مستويات التعليم .
    خمس أجيال من الخبرات الأكاديمية والعلمية . والتي ينبغي لها أن تتولى مهمات الدبلوماسية العراقية السليمة لسفارات الخارجية العراقية بدلا من عناصر المخابرات والأمن الخاص .
    لقد أصبح ضابط الصف النائب الأول لرئيس الوزراء ( طه الجزراوي ) وأن يكون خريج التعليم الابتدائي ( عزت الدوري ) نائب رئيس مجلس قيادة الثورة . وأن يكون العريف في أحد معامل الجيش سابقا حسين كامل المجيد وزير الصناعة والتصنيع الحربي ، ويكون محافظ الكويت علي حسن المجيد بعد أن يُمنح رتبة مارشال . من دون التزام بقوانين الرتب .
    وعلى هذه الاساس وفي زمن ميخائيل يوحنا اصبح مدير مسرح فاشل : سفير العراق في دولة أوربية . ومضمد صحي سفير العراق في دولة اسكندنافية . وعامل فني سفير العراق في اوربا الشرقية ، ومستخدم محطة وقود سفير العراق في دولة أفريقية . والنماذج كثيرة .. ناهيك عن اولئك الذين يملأون السفارات بصفات الملحقين والمستشارين والذين لا تتعدى مواهبهم وكفاءاتهم القدرة على كتابة وشاية في تقرير واستعمال مسدس كاتم في قتل الاخرين .
    فتحت مظلة دبلوماسية ميخائيل يوحنا ـ طارق عزيز ـ جرت عمليات اغتيال المعارضين في لندن ، السويد ، فرنسا ، بولندا ، السودان ، اليمن ، الكويت ، القاهرة ، باكستان .. وغيرها مما يطول ذكره .
    وتحت مظلة الدبلوماسية امتلأت مقرات البعثات العراقية برجال البوليس السري ، والأسلحة ، وأقبية مهيئة لاعتقال المعارضين والمثقفين . ومنشورات معادية للحكومات . ولم تنجح دبلوماسية ميخائيل عزيز في الحفاظ على أي موقف سياسي عراقي ، أو الظهور بمظهر ملتزم ، أو إثبات مصداقية دبلوماسية .
    وهكذا أدى فساد دبلوماسية طارق ميخائيل يوحنا إلى جعل العراقي يعامل في جميع مطارات العالم معاملة قاسية مليئة بالريبة والشك .
    في حين أن العراقي لا يستحق ذلك لما يتمتع به من أخلاق حميدة وصفات كريمة ، ورغبة دائما في العيش بأمان وسلام .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    1- قال الدكتور محمد فؤاد فرهاد يروي هذه الواقعة قال الاستاذ فؤاد عارف وكنت في بيته في
    منطقة الوزيريه قرب شارع المغرب قال لى كنت في مساء احد ليالي الشتاء اجلس في البيت اقراء بكتاب
    واذا الباب يقرع وقد علمت ان من في الباب هو الرئيس احمد حسن البكر واستقبلته عند الباب ودخل وجلس
    في غرفة الضيوف وطلب مني ان يعد له شاي وطلبت من ام فرهاد ان تعمل لنا الشاي وكنا لوحدنا في الغرفه قال لي لم اعد احتمل يا ابو فرهاد صدام حسين اليوم فاجئني بانه يريد ان يعين ابن مومس وزير قلت له من قال لي بالحرف الواحد ابن سليمه حكيم طارق حنا عزوز رئيس تحرير جريدة الثوره واثناء هذا الحديث وكانت الساعه تشير الى الثامنه مساء وهو وقت نشرة الاخبار في التلفزيون العراقي واذا بالمذيع يذيع مرسوم جمهوري صادر من رئيس الجمهوريه الذي يجلس جنبي يعلن فيه تعيين طارق عزيز وزيرا لاعلام
    لقد تفاجيء البكر بهذا المرسوم وقال اني لم اوقع مثل هذا المرسوم قلت له انه باسمك لانك رئيس الجمهوريه
    فرد على قائلا اي رئيس جمهوريه انا مجرد طرطور اسمع الاخبار والتعينات والقرارات من التلفزيون
    وانصرف البكر وهو يقول هذا ما جلبته لنفسي .
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    حوار فكري سياسي شامل مع طارق عزيز آذار 1991



    طارق عزيز:

    · السلاح الإعلامي هو من أهم الأسلحة التي تستخدمها الإمبريالية الأمريكية..

    · اخترنا أن نكون وطنيين وقوميين من أجل أن نغيّر هذا الواقع..

    · التضحيات دائماً كانت مطلوبة في أي عمل نضالي..

    · نحن لدينا قضايانا الوطنية والقومية، لدينا مطالب عادلة، واجب علينا أن نناضل من أجل خدمة خذه القضايا..

    · نحن ورثة التراث النضال الوطني والقومي ولن نتراجع عن مواقفنا الوطنية والقومية..

    · إن الشعارات والبرامج التي عبرنا عنها، ربما لن تتحقق كلها، ولكنها ستتحقق لأن حركة التاريخ ليست جامدة بل أن التاريخ كان ومازال مع الحرية والاستقلال..

    · الأنظمة في الخليج العربي لم تكن جزء من الأسرة العربية..

    · ما يؤذي العراق سيؤذي أي قطر عربي آخر..

    · ما هي علاقة الكنيسة التي قصفوها في الموصل، وما هي علاقة ملجأ العامرية، وما هي علاقة قصف معمل الحليب والجامع وغيرهم من المصانع المدنية والبنية التحتية بما جرى في الكويت وتنفيذ ما يسمونه قرار الأمم المتحدة؟!





    شبكة البصرة

    أجرى الحوار فؤاد الحاج

    بعد العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991 على عراق العروبة والتاريخ والحضارات، حيث تم تدمير بناه التحتية المدنية والصناعية وغيرها، وتحقيق مقولة جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا آنذاك "إعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة"، وبين ذهول وكفر وإشاعات وتأويلات مختلفة وبين مصدّق وغير مصدّق من أبناء الأمة والأمم الصديقة في أرجاء العالم، وبعد أن صعقت الأمة العربية بما جرى في العراق في ظل تعتيم وغياب إعلامي عربي شامل سوى من بعض النشرات والمطبوعات القليلة جداً التي كانت تصدر في الأردن وفي مصر وفي باريس ولندن وبمختلف اللغات ومنها التي كنت أصدرها آنذاك باسم (الخليج العربي) بالعربية وأوزعها على أبناء الجالية، إضافة إلى عشرات النشرات والتقارير بالإنكليزية التي كنت أصدرها مع عدد من الأصدقاء الأستراليين الرافضين للهيمنة الأمريكية والمناهضين للصهيونية، وكذلك عشرات المقابلات الإذاعية باللغتين العربية والإنكليزية التي كنت أرد فيها على الإشاعات والأقاويل التي كانت تبث روح الهزيمة واليأس وتدعي بأن النظام في العراق متآمر مع أمريكا في ما حصل في العراق، ورغم ذلك أقول أن كل ذلك مع الأسف لم يصل إلى مستوى الإجابة على تساؤلات الجماهير لدواعي نفسية أولها أن ما حدث في فلسطين منذ ثلاثينات القرن الماضي وتواطوء الأنظمة العربية آنذاك كما يقول البعض ويضيف في رفد التواجد الصهيوني وتهجير اليهود من البلاد العربية إلى فلسطين العربية، والأهم هو عدم وجود فضائيات عربية لتنقل ماذا جرى في العراق مثلما حدث في غزو واحتلال العراق عام 2003 على الرغم من التباين في الرأي حول تلك الفضائيات، مما جعل المادة الإعلامية آنذاك والمؤيدة للحق العربي عموماً وللعراق على وجه الخصوص ضعيفة وغير مؤثرة كما هو مطلوب وذلك بسبب سيطرة محطات التلفزة غير العربية ووسائل الإعلام الأخرى ومنها المطبوعة والمسموعة حتى تلك التي كانت تبث بالعربية والتي كانت تنقل الدعاية الصهيو-أمريكية وكل ما هو معاد للعرب بشكل عام بسبب تمويلها أو تبعيتها للدوائر الحكومية ومنها الأسترالية وما زالت مع الأسف الشديد مما أثر على معظم إن لم يكن كل جهود المؤمنين بحق أمتهم في الحياة وبجهود المناهضين لقوى الشر والعولمة في العالم وعلى الرغم من ذلك كانت الجماهير تعرف أن ليس كل ما تبثه تلك المحطات التلفزيونية والإذاعية غير صحيح وأنهم يدسون السم بالعسل وهكذا كنت واحد من أوائل الكتّاب العرب الذين كشفوا وكتبوا عن ما يسمى "النظام العالمي الجديد" عام 1990 ومحاولة سيطرة قوى الشر في العالم بقيادة أمريكا على العالم وتقسيمه إلى خمسة أقاليم ومنها إقليم ما يسمونه "الشرق الأوسط" بقيادة الكيان الصهيوني قبل العدوان الثلاثيني الغادر على العراق، إضافة إلى كتابة الكثير من التحاليل السياسية ومنها مخطط تقسيم البلاد العربية ضمن مخطط صهيوني وضع في ثمانينات القرن الماضي وغير ذلك الكثير مما تناولته وسائل الإعلام العربية بعد أكثر من عقد من الزمن، وبعد أن دكت الصواريخ العراقية قلب وأطراف الكيان الصهيوني وعمرة الفرح التي انتابت الجماهير آنذاك، وبعد أن تم تدمير العراق كما ذكرت أعلاه وحالة اليأس والكفر التي عادت وانتابت الجماهير وأصبحت عرضة للإشاعات وفي نهاية شهر آذار/مارس من عام 1991 أي بعد شهر تقريباً من انتهاء العدوان الثلاثيني الغاشم على العراق وبعد شهر تقريباً من قرار وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه أمريكا بقيادة جورج بوش الأب آنذاك حيث تم ذلك في محادثات خيمة أقيمت في سفوان العراقية، حزمت حقائبي وقررت المجيء إلى بغداد لمعرفة ماذا جرى ويجري، وما هي نتائج العدوان الثلاثيني على العراق، إضافة إلى حزمة من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من أبناء الأمة العربية والكثير من الشرفاء والأحرار في العالم.

    وصلت إلى الأردن وحاولت أن أجد وسيلة نقل توصلني إلى بغداد حيث كانت الطريق من عمان إلى بغداد تعتبر مخاطرة حيث لم تكن الطريق الدولية المعروفة كما هي الآن، إلى أن وجدت سيارة مغامر مقابل حفنة كبيرة من الدولارات وافق أن يوصلني إلى بغداد، فانطلقنا بعد المغرب مع هبوط الليل باتجاه بغداد، وقبل أن نصل منطقة الرويشد الحدودية الأردنية التي كانت النقطة الحدودية السابقة مع العراق آنذاك وقبل أن تمتد مسافة حوالي 75 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية لتصبح منطقة الكرامة الحدود الفاصلة مع العراق ولهذا حديث خاص في وقت ما لاحق، حدث أن السائق أخطأ في الطريق وذهب باتجاه أراضي نجد والحجاز لست أدري كيف ولماذا ربما بسبب أنه مغامر أو لأنه أول مرة يأتي من هذا الطريق إلى أن شاهدنا معلم على الطريق مكتوب عليه (هاتش 5) بالإنكليزية عندها قال لي إن الطريق أكيد خطأ ويخاف أن ينفد البترول من السيارة لذلك عاد أدراجه إلى أن أعاننا الله وشاهدنا بعض الخيم للبدو الذين أرشدونا إلى الطريق الصحيح وأعطونا بعض البترول كي نصل إلى أقرب محطة لتعبئة الوقود بعد أن أرشدونا إلى الاتجاه الصحيح إلى طريق العراق، وفي نقطة الجمارك الأردنية الحدودية أشروا على جواز سفري (مغادرة) وسرنا حوالي كيلومترين اثنين فوصلنا إلى نقطة الحدود العراقية حيث استقبلونا بالترحاب وأشروا على جواز سفري (دخول) إلى العراق ومنحي مدة أسبوعين على أن أراجع الجهات المختصة للتجديد والفحص الطبي تابعنا المسير، وهكذا وبعد جهد ليل كامل ومع انبلاج الفجر وصلنا إلى محطة للوقود في الرمادي حيث انفرجت أساريرنا واسترحنا من عناء السفر وأكلنا التكة والقص وشربنا اللبن الرائب، ثم انطلقنا إلى بغداد وكانت المزارع والمياه تريح النظر إلى أن شاهدنا إشارة كبيرة مكتوب عليها (توقف جيش) وبعد أن سألونا عن جهة قدومنا ووجهتنا سمحوا لنا بمتابعة المسير وما هي إلا ساعات حتى أطلت علينا العمارة وأسماء المدن والمحلات وهكذا وصلنا بغداد حيث ازدحام السيارات والمارة والخراب والدمار والروائح الكريهة التي كانت تنتشر في مناطق بغداد نتيجة تدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية التي نتج عنها إيقاف تشغيل محركات مجارير الصرف الصحي وتفجير بعضها مما جعل الأوساخ والقاذورات تطفوا في الشوارع كما لاحظت في الكرخ إضافة إلى تدمير كل الجسور التي تربط بين ضفتي دجلة وكيف الناس كانوا يقطعون بالقوارب، إضافة إلى تدمير كل مباني الوزارات ومرافق الدولة ما عدا مبنى وزارة الإعلام حتى مبنى التلفزيون الذي كان قربها قد تم تدميره كاملاً، إضافة إلى حرق المحاصيل الزراعية وعشرات المئات من أشجار النخيل وتدمير المصانع المدنية والأسواق الشعبية ومحطات القطارات ومستودعات المواد الغذائية، بكلمة مختصرة كان كل شيء في بغداد مدمراً، وفي الوقت نفسه شاهدت ورشات عمل إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، كما شاهدت الفوضى تعم أرجاء بغداد في آن معاً، شاهدت كل ذلك خلال توجهي إلى فندق الرشيد الذي كان محطة نزول معظم الصحفيين غير العرب آنذاك، ومن هناك انطلقت للبحث عن الأصدقاء والزملاء وكل من ربطتني به علاقة ما، وبعد يومين انتقلت من فندق الرشيد إلى فندق المنصور الذي كان أقرب إلى وزارة الإعلام حيث انطلقت من هناك لإجراء مقابلاتي ولقاءاتي مع عدد كبير من القيادات العسكرية والسياسية والحزبية في القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي إضافة للقاءات أجريتها مع عدد من الشعراء والأدباء كما زرت بيوت مواطنين عاديين في بغداد الجديدة وفي الكرادة والمشتل والشعلة ومدينة الثورة وحي العامل والأعظمية والكاظمية ومناطق أخرى مختلفة من بغداد، ومن ثم زرت الموصل ومسجد النبي يونس ودير مار ميخائيل ودير مار كوركيس وكنيسة مار توما وكاتدرائية للكلدان وللآثوريين وغيرهم، وكذلك عدد آخر من الكنائس ودور المطرانية للطوائف المسيحية وأجريت لقاءات مع عدد رجال الدين المسيحيين من مختلف الرتب الدينية إضافة إلى زيارتي للأسواق الشعبية ومناطق وقرى تل كيف وباخديدا وكرمليس وبرطلة وباعشيقا وقره قوش ودير بهنام ودير مار متى وغيرهم من الأديرة التاريخية المنتشرة في نينوى والتي كتبت عنها بحوثاً أغنيتها بصور ووثائق سأعيد نشرها لاحقاً إن شاء الله، ومنها حوار فكري هام استمر لأكثر من أسبوع مع المفكر القومي الدكتور إلياس فرح الذي كنت ألتقيه يومياً لمدة تزيد عن الساعتين أسجل فيها صوتياً الحوار معه حول تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي وفلسفته وأهدافه ومراحل نضاله القومي، ولم ينته الحوار مع الدكتور إلياس فرح آنذاك بل أتممته عبر سلسلة من اللقاءات استمرت كلما سمحت لي الظروف بزيارة العراق بعد ذلك إلى أن أصبح في أدراج مكتبي مجموعة من الأشرطة المسجلة التي تحتاج لساعات عديدة لتفريغها وتدوين ما فيها، وعلى الرغم من لقاءاتي وحواري مع عدد من السياسية والحزبية ومنهم الدكتور عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزير الإعلام الأستاذ حامد يوسف حمادي ووزير التعليم العالي الدكتور همام عبد الغني، وعبد الغني عبد الغفور لطيف نصيف جاسم وعبد الغني عبد الغفور وغيرهم من المسؤولين في الحكومة العراقية قبل الغزو والاحتلال الصهيو-أمريكي-الصفوي.

    وهكذا أمضيت في العراق أكثر من شهر متنقلاً بين بغداد والموصل ومكاتب القيادات السياسية والحزبية، وقد كان أهم ما في زيارتي تلك في شهر آذار من عام 1991 هو لقائي بالأستاذ طارق عزيز الذي ما أن عرف بوجودي في العراق وأني أطلب لقاءه حتى اتصل بي مدير مكتبه وأبلغني أن الأستاذ طارق في انتظارك في مكتبه وبعد استقباله لي وسؤالي عن أوضاع الجالية في استراليا وعن الجديد الذي أحمله معي كعادتي ومتى سأغادر العراق، قلت أنه لا يهمني متى سأغادر بقدر ما يهمني أن أحمل إجابات شافية ووافية لما حصل في العراق، فوافق أن يعطيني من وقته ساعة واحدة في اليوم الأول على أن نتابع الحوار ضمن لقاءات متتالية كي أحصل على الإجابات الكافية والوافية، وذلك بسبب ارتباطاته وانشغاله مع القيادة في العديد من القضايا جراء العدوان ونتائجه ومحاولة العمل لتأمين إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العدوان لأن السيد الرئيس صدام حسين رحمه الله كان يريد أن يتم ذلك بأسرع ما يمكن، "لذلك تجد أن كل كوادر الوزارات والمكاتب منهمكة بتقدير الأضرار وبوضع الدراسات والتقارير والتوصيات للمباشرة بإعادة بناء ما دمره الأشرار" وأهمها إعادة بناء الجسور وإزالة الأنقاض وتأمين البترول ومشتقاته وإعادة الكهرباء ومياه الشرب النظيفة والهاتف وعودة المصانع للعمل بعد أن تم تدمير كل شيء من البنى التحتية إلى المصانع ودور العبادة والمساكن وكل المباني الحكومية ومبنى القيادة القومية، وسألني إذا كنت قد تجولت في بغداد وإذا شاهدت آثار الدمار فأجبته بحسرة نعم شاهدت كل شيء وصورت كل ما وقعت عيني عليه من دمار وخراب، وسأنقل معي كل ذلك للعالم الذي يسمى متمدن ومتحضر، كما استعنت بمجوعة من الاختصاصيين لتصوير أفلام فيديو عن مشاهداتي عن الدمار وحملة إعادة الإعمار وتأثير الحصار الجائر كل ذلك كي أعرضها في استراليا، من هنا ابتدأ هذا الحوار الذي كان مجاله الفكر والسياسة، ومداه البعد التاريخي بين ماضي مزدهر وحاضر بشع ومؤلم ومستقبل واعد بغد أفضل، وقد تحدث الأستاذ طارق عزيز على مدى لقاءاتي معه بعمق المفكر الباحث، والمناضل الثوري، والإعلامي الأستاذ، والخبير بشؤون السياسة الدولية والعربية.

    ومن تلك التساؤلات التي حملتها والتي كانت نقاط مفتاحية لهذا الحوار المعمق وهي:

    - لماذا تم تدمير العراق بهذا الشكل؟

    - كيف ومتى تم اتخاذ قرار العدوان على العراق؟

    - ما هو موقف العراق من القضية الفلسطينية؟

    - ماذا عن دور الاتحاد السوفياتي وفرنسا في العدوان على العراق؟

    - هل كانت القوى الوطنية والقومية العربية عند مستوى الحدث؟ وما هو دور القوى الحية والجماهيرية وما هو المطلوب منها في هذه المرحلة؟

    من هذه النقاط المفتاحية تفتقت آفاق الأسئلة وأجاب الأستاذ طارق عزيز بقريحية المناضل والمفكر معاً، وقد حاولت أن اختصر الإجابات عملاً بمبدأ الصحافي الذي يريد أن يختصر ويركّز على النقاط التي يرى أنها فقط تصلح للنشر في عصر المقال السندويش والهمبورغر، ولكن لم أفعل ذلك لأني بداية لم أجد ما يمكن أن يحذف أو يختصر في إجابات الأستاذ طارق عزيز، وثانياً لأني أؤمن بأنه من غير المنطق أن يتم حذف أي كلمة وذلك بكل بساطة أن الحوار مع مناضل ومفكر وسياسي مخضرم مثل الأستاذ طارق عزيز يعتبر أستاذاً في مجال الإعلام، وأستاذاً في شؤون السياسة الدولية والعربية الذي يستحق أن يقام له تمثال في كل وزارة خارجية عربية كي يبقى رمزاً لكل وزير خارجية عربي أصيل، لأنه كان صادقاً وصدوقاً ونبراساً يقتدى به، ولأن التاريخ العربي الحديث لم ولن يخلق مثله وزيراً عربياً للخارجية يتعامل مع الدول الكبرى والصغرى على حد سواء الند للند، وهو الذي كانت تهابه كل وزارات الخارجية غير العربية لأنه كان مثقفاً وواعياً لمراحل التاريخ وتطورها وعرافاً بخبايا وأسرار الدبلوماسية الغربية، ويعرف متى وكيف يتم اللقاء وكيف يدير الحوار معهم، ومتى يجب أن يقول كلمته، لأنه لم يشتري الوهم، بل كان يريد المكانة العليا للأمة العربية ولوطنه عراق التاريخ والحضارات، وهو الذي علّمنا أن البساطة في التعبير وفي الطرح هو تعبير عن ضمير الجماهير والأمة هكذا يكون الصحافي الملتزم بقضايا أمته، لذلك وضعت عناوين للفقرات وحذفت فقط معظم الأسئلة التي تاركاً للقاريء أن يقدّر الأسئلة ويجد ما يريده من شرح ومعان في أجوبة الأستاذ طارق عزيز التي أتت على شكل محاضرة شاملة لكافة مجالات المرحلة السابقة والأمل الكبير بالغد الأفضل، التي يمكن الاستفادة منها كدروس في النضال القومي لكل الأجيال المناضلة ضد الاستعمار وضد الإمبريالية وضد كل غاز ومحتل.

    بعد هذا الشرح الذي كان لابد منه لتصوير وضع العراق في تلك الفترة أترك القراء الأعزاء مع ما قاله الأستاذ طارق عزيز (أبو زياد) باسترسال:

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  13. #73
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    دور الإعلام والنهج الوطني والقومي

    فلنبدأ من الإعلام الذي هو ميداننا، إن ميدان الصحافة والفكر والكتابة هو من أكثر الميادين التي تتعرض الآن إلى عملية التضليل والضغط والتحريف، لأن السلاح الإعلامي هو من أهم الأسلحة التي تستخدمها الإمبريالية الأميركية والغربية بشكل عام من أجل فرض هيمنتها، وبذات الوقت من أجل تضليل الجماهير العربية ومن أجل تضليل الإنسانية.

    لذلك فإن ميداننا يحتل أهمية كبيرة في المعركة التي نخوضها الآن، من هنا يمكن القول إن البساطة في الطرح تكون في كثير من الأحيان هي الأقرب إلى الصدق وإلى الواقع وإلى المهمات الجوهرية التي نتحمل مسؤوليتها في هذه المرحلة.

    لذلك أقول أنه في هذه الأيام ونحن نقرأ ما يكتب في الصحافة وما ينشر في وسائل الإعلام وخاصة تلك التي تخضع لتأثيرات الأنظمة السائرة في ركب هذا المنهج، نقرأ ونسمع الكثير مما يشير إلى أن أولئك الذين يختارون النهج الوطني والقومي مثلنا هم على خطأ، أو أنهم ليسوا واقعيين، ولا يتعاملون مع الواقع الراهن أو الدولي كما ينبغي، فهم لا يفمهونه ويطلقون شعارات غير واقعية ولا جدوى منها، هذه هي خلاصة ما يقال، ربما يتم التعبير عن ذلك بأساليب متعددة، وبعضها لا يخلو من الفطنة والذكاء، والقدرة على التضليل، ولكن الهدف مما يقال هو أن يصوّر النهج الوطني والقومي الذي نؤمن به ونسلكه على أنه نهج لا جدوى منه، وربما يتعين علينا أن نسأل بعضنا، هل نحن مخطئون في التمسك بهذا النهج؟ هل نحن على صواب؟ لابد أن نقول إننا عندما نعود إلى الماضي ونتذكّر، خاصة الذين عايشوا تلك الفترة منا، فنحن اخترنا أن نكون وطنيين وقوميين، اخترنا أن نتمسك بقضايا أمتنا وأن نناضل من أجلها قبل عشرات السنين، وفى ذلك الوقت سواء من اختار منا كفرد أو كحزب أو كحركة هذا الخيار وهذا المسلك في الأربعينات والخمسينات تبعاً لسن الفرد، هل كانت الظروف في ذلك الوقت ظروفاً سهلة؟ هل كانت إمكانيات الإمبريالية والاستعمار ضعيفة؟

    الجواب واضح لنا، فنحن كنا نواجه في تلك المرحلة قوى عاتية، وكل أمر يرتبط بظروفه، حيث أن المسألة في ذلك نسبية.

    في الأربعينات عندما بدأ هذا الجيل الذي هو من سني ينزل إلى الشارع ليقود المظاهرات كانت بريطانيا هنا لها نفوذ وتأثير في العراق، فقد كانت من أكبر القوى العاتية في العالم، وكذلك كانت فرنسا بالنسبة للذين كانوا يناضلون في سوريا وفي لبنان وفي شمال إفريقيا، وايطاليا بالنسبة للذين كانوا يناضلون في ليبيا وكل القوى الاستعمارية الأخرى التي نعرفها كانت قوى تمتلك إمكانيات هائلة أكثر بكثير من الإمكانيات البسيطة التي كنا نمتلكها كمناضلين، ولكننا اخترنا أن نكون وطنيين، اخترنا أن نكون قوميين، اخترنا أن نناضل من أجل أن نغيّر هذا الواقع، فهل كنا على خطأ عندما اخترنا هذا السبيل؟

    في ذلك الوقت كان هناك من يقول لنا أن أنكم مخطئون وأنتم مثاليون، أنتم لا تتعاملون مع الواقع، فبريطانيا دولة قومية وأنه لابد من التحالف معها، ومنهم من قال تحالف كامل، ومنهم من قال نصف تحالف، وأنه لابد أن نتوصل إلى نوع من أنواع التسوية مع فرنسا، ولابد أن نستعين بأمريكا إلى آخره من الأقوال التي كنا نسمعها، لقد كان النظام في العراق يقول هذا الكلام وكذلك القوى الغير ثورية في سوريا تقول مثل هذا الكلام، وكان هناك في الجزائر من الذين يتعاطون مع المجال الوطني يقول مثل هذا الكلام قبل الثورة الجزائرية، هذا الكلام ليس جديداً.. وكان هناك من يقوله سواء في السلطة أو في بعض الأحزاب حيث هناك أناس بدأوا أو عملوا لفترة ما في الحركة الوطنية ثم تعبوا وخانوا، واختار هذا أو ذاك منهم أن يكون وزيراً أو محافظاً، أو موظفاً في الحكومات العميلة، أو الحكومات المتواطئة وترك النضال.

    وكنا نرى هؤلاء ولكننا لم نختار الخيار الذي اختاروه، بل اخترنا أن نكون وطنيين وقوميين ومناضلين، وأن نتحمل ونصبر، وكان لنا أمل قوي وإيمان عميق في إمكانية التغيير وقد حصل التغيير، الآن الظروف صعبة بدون شك، فالهجمة قوية، ووسائل هذه الهجمة قوية جداً ومؤثرة، ولكن طبيعة الأشياء، لم تتغير.

    فهل تغيّرت بريطانيا وأميركا وفرنسا؟! هذه الدول الاستعمارية التي نعرفها ماذا تغيّر فيها؟ فرنسا التي قتلت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في الجزائر، وهل تغيّرت بريطانيا التي فرضت علينا الانتداب والمعاهدات المقيدة لاستقلالنا؟ أميركا ما الذي تغيّر فيها؟ هي نفسها التي دعمت الكيان الصهيوني في عدوانه عام 1956 وفي عام 1967 وما تزال تدعمه حتى الآن!



    طريق الوطنية والقومية وطريق الخيانة

    صحيح أن هناك أفراداً هنا أو هناك في هذه الدولة أو تلك ممن يلتقون معنا في الرأي، ممن يتعاطفون معنا، وكان هؤلاء موجودون في الأربعينات وفي الخمسينات، عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر كان هناك من يعارض هذا العدوان داخل بريطانيا وداخل فرنسا، ولكن حكومتي بريطانيا وفرنسا شاركتا في العدوان، فلم يتغيّر الأمر جوهرياً لكي نقول أو يقال بأن علينا أن نغيّر، وأنه علينا أن نتخلى عن الخط الوطني والقومي، أو أن نغيّر مسلكنا ونسلك سلوك التفاهم مع الامبريالية ومع الدول التي كانت وما تزال تمارس سياسة الاستعمار وإن تغيّرت الأساليب والأشكال.

    لنفترض أننا اخترنا هذا المسلك، فكيف نبرر رفضنا السابق لما كان يطرح في الأربعينات وفي الخمسينات وفي الستينات!! هل نعترف بأننا كنا على خطأ ونلغي تاريخنا كأفراد وأحزاب وكحركات، بل كأمة؟

    هل نلغي ذلك لأن أمريكا الآن قوية، أم نتمسك به لأنه الخيار الصحيح؟ وهل لدينا خيار آخر؟ هل مطروح علينا خيار كريم وحر غير الخيار الوطني؟ لأنه ليس غير الوطنية والقومية من مسلك غير الخيانة، فإذا كان أحد يتوهم بأن هنالك منتصف طريق بين الوطنية وبين الخيانة بحيث يستطيع أن يسلك في منتصف الطريق ويبقى نظيفاً ووطنياً وقومياً فهو على وهم، إذا كان حسن النيّة، لأنه لا يوجد خط أو طريق وسط بين الوطنية والقومية كم جهة وبين الخيانة من جهة أخرى، فإما أن تختار طريق الوطنية والقومية، طريق التمسك بأهداف الأمة أو تختار طريق الخيانة.



    حقائق ثابتة

    أنا واثق أن ما ذكرته في جوابي السابق بأن هذه الحقائق معروفة، ولكن لابد أن نعود مرة ثانية لنتذكّر بعض الأحداث في تاريخنا المعاصر حول صعوبة الظروف.

    في عام 1919 قامت الثورة المصرية، وفي عام 1920 قامت ثورة في العراق، وفي عام 1936 قامت ثورة في فلسطين، وفي عام 1941 قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وفي عام 1952 قامت ثورة يوليو في مصر ثم تأميم قناة السويس، والثورة الجزائرية وحركات التحرر والاستقلال في شمال إفريقيا وفي جنوب اليمن كما في كل أنحاء الوطن العربي، وهي معركة خاضتها الأمة العربية ضد قوى عاتية، هذه كلها تمت في ظروف صعبة جداً، ومع ذلك قامت الثورات وحققت ما حققت من منجزات وانتقلت الأمة العربية من أوضاع إلى أوضاع أفضل على رغم بقاء الكثير من السلبيات، ولكن بالتأكيد انتقلت إلى أوضاع أفضل ولم تتوقف الساعة، لم ينتهي التاريخ كما يراد أن يقال لنا بأن أمريكا قد انتصرت والغرب كذلك، وأن التاريخ قد توقف عند هذا "الانتصار" وأنه علينا أن نستسلم، فهذا كلام مزوّر ولا يستند إلى أي تحليل علمي وجدّي، لأنه لا يمكن للتاريخ أن يتوقف ولا يمكن للحياة أن تتوقف.

    يمكن القول أن ظروف صعبة جداً يمكن أن تمر، أو ظروف أقل صعوبة، وهذا حصل في الماضي، ويمكن أن تحصل الآن وفي المستقبل، ولكن أن يتوقف التاريخ وتحسم الصراعات بصورة نهائية ولا يبقى هناك أمل بحيث الأبواب تغلق من كل الجوانب ومن كل مكان بحيث لا يستطيع المرء أن يغيّر من الواقع شيئاً فهذا تحليل غير صحيح وغير موضوعي، فضلاً عن كونه مضلل، ولكن حتى لو استبعدنا التضليل وأخذنا جانب حسن النيّة وقلنا أن هذا المفكّر وهذا الكاتب يقول (كذا وكيت) فنناقشه مناقشة موضوعية علمية، فنتوصل إلى أن تحليله فاسد وخاطيء ولا يستند إلى حقائق التاريخ ولا إلى حقائق الحياة، فالحياة تتغيّر والتاريخ يستمر ويتحرك، والصراعات تتجدد، ومراكز القوى تتغيّر، هذه حقائق ثابتة منذ أن بدأ المجتمع الإنساني وما تزال.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  14. #74
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    دور الإعلام والنهج الوطني والقومي

    فلنبدأ من الإعلام الذي هو ميداننا، إن ميدان الصحافة والفكر والكتابة هو من أكثر الميادين التي تتعرض الآن إلى عملية التضليل والضغط والتحريف، لأن السلاح الإعلامي هو من أهم الأسلحة التي تستخدمها الإمبريالية الأميركية والغربية بشكل عام من أجل فرض هيمنتها، وبذات الوقت من أجل تضليل الجماهير العربية ومن أجل تضليل الإنسانية.

    لذلك فإن ميداننا يحتل أهمية كبيرة في المعركة التي نخوضها الآن، من هنا يمكن القول إن البساطة في الطرح تكون في كثير من الأحيان هي الأقرب إلى الصدق وإلى الواقع وإلى المهمات الجوهرية التي نتحمل مسؤوليتها في هذه المرحلة.

    لذلك أقول أنه في هذه الأيام ونحن نقرأ ما يكتب في الصحافة وما ينشر في وسائل الإعلام وخاصة تلك التي تخضع لتأثيرات الأنظمة السائرة في ركب هذا المنهج، نقرأ ونسمع الكثير مما يشير إلى أن أولئك الذين يختارون النهج الوطني والقومي مثلنا هم على خطأ، أو أنهم ليسوا واقعيين، ولا يتعاملون مع الواقع الراهن أو الدولي كما ينبغي، فهم لا يفمهونه ويطلقون شعارات غير واقعية ولا جدوى منها، هذه هي خلاصة ما يقال، ربما يتم التعبير عن ذلك بأساليب متعددة، وبعضها لا يخلو من الفطنة والذكاء، والقدرة على التضليل، ولكن الهدف مما يقال هو أن يصوّر النهج الوطني والقومي الذي نؤمن به ونسلكه على أنه نهج لا جدوى منه، وربما يتعين علينا أن نسأل بعضنا، هل نحن مخطئون في التمسك بهذا النهج؟ هل نحن على صواب؟ لابد أن نقول إننا عندما نعود إلى الماضي ونتذكّر، خاصة الذين عايشوا تلك الفترة منا، فنحن اخترنا أن نكون وطنيين وقوميين، اخترنا أن نتمسك بقضايا أمتنا وأن نناضل من أجلها قبل عشرات السنين، وفى ذلك الوقت سواء من اختار منا كفرد أو كحزب أو كحركة هذا الخيار وهذا المسلك في الأربعينات والخمسينات تبعاً لسن الفرد، هل كانت الظروف في ذلك الوقت ظروفاً سهلة؟ هل كانت إمكانيات الإمبريالية والاستعمار ضعيفة؟

    الجواب واضح لنا، فنحن كنا نواجه في تلك المرحلة قوى عاتية، وكل أمر يرتبط بظروفه، حيث أن المسألة في ذلك نسبية.

    في الأربعينات عندما بدأ هذا الجيل الذي هو من سني ينزل إلى الشارع ليقود المظاهرات كانت بريطانيا هنا لها نفوذ وتأثير في العراق، فقد كانت من أكبر القوى العاتية في العالم، وكذلك كانت فرنسا بالنسبة للذين كانوا يناضلون في سوريا وفي لبنان وفي شمال إفريقيا، وايطاليا بالنسبة للذين كانوا يناضلون في ليبيا وكل القوى الاستعمارية الأخرى التي نعرفها كانت قوى تمتلك إمكانيات هائلة أكثر بكثير من الإمكانيات البسيطة التي كنا نمتلكها كمناضلين، ولكننا اخترنا أن نكون وطنيين، اخترنا أن نكون قوميين، اخترنا أن نناضل من أجل أن نغيّر هذا الواقع، فهل كنا على خطأ عندما اخترنا هذا السبيل؟

    في ذلك الوقت كان هناك من يقول لنا أن أنكم مخطئون وأنتم مثاليون، أنتم لا تتعاملون مع الواقع، فبريطانيا دولة قومية وأنه لابد من التحالف معها، ومنهم من قال تحالف كامل، ومنهم من قال نصف تحالف، وأنه لابد أن نتوصل إلى نوع من أنواع التسوية مع فرنسا، ولابد أن نستعين بأمريكا إلى آخره من الأقوال التي كنا نسمعها، لقد كان النظام في العراق يقول هذا الكلام وكذلك القوى الغير ثورية في سوريا تقول مثل هذا الكلام، وكان هناك في الجزائر من الذين يتعاطون مع المجال الوطني يقول مثل هذا الكلام قبل الثورة الجزائرية، هذا الكلام ليس جديداً.. وكان هناك من يقوله سواء في السلطة أو في بعض الأحزاب حيث هناك أناس بدأوا أو عملوا لفترة ما في الحركة الوطنية ثم تعبوا وخانوا، واختار هذا أو ذاك منهم أن يكون وزيراً أو محافظاً، أو موظفاً في الحكومات العميلة، أو الحكومات المتواطئة وترك النضال.

    وكنا نرى هؤلاء ولكننا لم نختار الخيار الذي اختاروه، بل اخترنا أن نكون وطنيين وقوميين ومناضلين، وأن نتحمل ونصبر، وكان لنا أمل قوي وإيمان عميق في إمكانية التغيير وقد حصل التغيير، الآن الظروف صعبة بدون شك، فالهجمة قوية، ووسائل هذه الهجمة قوية جداً ومؤثرة، ولكن طبيعة الأشياء، لم تتغير.

    فهل تغيّرت بريطانيا وأميركا وفرنسا؟! هذه الدول الاستعمارية التي نعرفها ماذا تغيّر فيها؟ فرنسا التي قتلت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في الجزائر، وهل تغيّرت بريطانيا التي فرضت علينا الانتداب والمعاهدات المقيدة لاستقلالنا؟ أميركا ما الذي تغيّر فيها؟ هي نفسها التي دعمت الكيان الصهيوني في عدوانه عام 1956 وفي عام 1967 وما تزال تدعمه حتى الآن!



    طريق الوطنية والقومية وطريق الخيانة

    صحيح أن هناك أفراداً هنا أو هناك في هذه الدولة أو تلك ممن يلتقون معنا في الرأي، ممن يتعاطفون معنا، وكان هؤلاء موجودون في الأربعينات وفي الخمسينات، عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر كان هناك من يعارض هذا العدوان داخل بريطانيا وداخل فرنسا، ولكن حكومتي بريطانيا وفرنسا شاركتا في العدوان، فلم يتغيّر الأمر جوهرياً لكي نقول أو يقال بأن علينا أن نغيّر، وأنه علينا أن نتخلى عن الخط الوطني والقومي، أو أن نغيّر مسلكنا ونسلك سلوك التفاهم مع الامبريالية ومع الدول التي كانت وما تزال تمارس سياسة الاستعمار وإن تغيّرت الأساليب والأشكال.

    لنفترض أننا اخترنا هذا المسلك، فكيف نبرر رفضنا السابق لما كان يطرح في الأربعينات وفي الخمسينات وفي الستينات!! هل نعترف بأننا كنا على خطأ ونلغي تاريخنا كأفراد وأحزاب وكحركات، بل كأمة؟

    هل نلغي ذلك لأن أمريكا الآن قوية، أم نتمسك به لأنه الخيار الصحيح؟ وهل لدينا خيار آخر؟ هل مطروح علينا خيار كريم وحر غير الخيار الوطني؟ لأنه ليس غير الوطنية والقومية من مسلك غير الخيانة، فإذا كان أحد يتوهم بأن هنالك منتصف طريق بين الوطنية وبين الخيانة بحيث يستطيع أن يسلك في منتصف الطريق ويبقى نظيفاً ووطنياً وقومياً فهو على وهم، إذا كان حسن النيّة، لأنه لا يوجد خط أو طريق وسط بين الوطنية والقومية كم جهة وبين الخيانة من جهة أخرى، فإما أن تختار طريق الوطنية والقومية، طريق التمسك بأهداف الأمة أو تختار طريق الخيانة.



    حقائق ثابتة

    أنا واثق أن ما ذكرته في جوابي السابق بأن هذه الحقائق معروفة، ولكن لابد أن نعود مرة ثانية لنتذكّر بعض الأحداث في تاريخنا المعاصر حول صعوبة الظروف.

    في عام 1919 قامت الثورة المصرية، وفي عام 1920 قامت ثورة في العراق، وفي عام 1936 قامت ثورة في فلسطين، وفي عام 1941 قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وفي عام 1952 قامت ثورة يوليو في مصر ثم تأميم قناة السويس، والثورة الجزائرية وحركات التحرر والاستقلال في شمال إفريقيا وفي جنوب اليمن كما في كل أنحاء الوطن العربي، وهي معركة خاضتها الأمة العربية ضد قوى عاتية، هذه كلها تمت في ظروف صعبة جداً، ومع ذلك قامت الثورات وحققت ما حققت من منجزات وانتقلت الأمة العربية من أوضاع إلى أوضاع أفضل على رغم بقاء الكثير من السلبيات، ولكن بالتأكيد انتقلت إلى أوضاع أفضل ولم تتوقف الساعة، لم ينتهي التاريخ كما يراد أن يقال لنا بأن أمريكا قد انتصرت والغرب كذلك، وأن التاريخ قد توقف عند هذا "الانتصار" وأنه علينا أن نستسلم، فهذا كلام مزوّر ولا يستند إلى أي تحليل علمي وجدّي، لأنه لا يمكن للتاريخ أن يتوقف ولا يمكن للحياة أن تتوقف.

    يمكن القول أن ظروف صعبة جداً يمكن أن تمر، أو ظروف أقل صعوبة، وهذا حصل في الماضي، ويمكن أن تحصل الآن وفي المستقبل، ولكن أن يتوقف التاريخ وتحسم الصراعات بصورة نهائية ولا يبقى هناك أمل بحيث الأبواب تغلق من كل الجوانب ومن كل مكان بحيث لا يستطيع المرء أن يغيّر من الواقع شيئاً فهذا تحليل غير صحيح وغير موضوعي، فضلاً عن كونه مضلل، ولكن حتى لو استبعدنا التضليل وأخذنا جانب حسن النيّة وقلنا أن هذا المفكّر وهذا الكاتب يقول (كذا وكيت) فنناقشه مناقشة موضوعية علمية، فنتوصل إلى أن تحليله فاسد وخاطيء ولا يستند إلى حقائق التاريخ ولا إلى حقائق الحياة، فالحياة تتغيّر والتاريخ يستمر ويتحرك، والصراعات تتجدد، ومراكز القوى تتغيّر، هذه حقائق ثابتة منذ أن بدأ المجتمع الإنساني وما تزال.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  15. #75
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    انهيار الاتحاد السوفياتي والهيمنة الأمريكية

    والثورات العربية تمهد لانجازات لاحقة

    قد يقول البعض إن الاتحاد السوفياتي هو السبب أو أن ما جرى في الاتحاد السوفياتي هو السبب هذا الانهيار، وما دام غورباتشوف والقيادة السوفياتية الحالية قد تخلو عن الشيوعية، وقد تخلو عن الدولة السوفياتية التي بناها لينين وستالين واستمرت حتى الثمانينات فأصبح العالم لابد أن يصبح أوتوماتيكياً تحت الهيمنة الأمريكية، ولابد لنا نحن الذين كنا ندعو للوطنية والقومية والاشتراكية أن نتخلى عن هذا المنهج لأن السيد غورباتشوف قرر أن يتخلى عنه، وهذا أيضاً نوع من أنواع التحايل على الحقائق، والبعض هايشه من الجيل الذي قبلنا، وقد ذكرت بعض الثورات التي حصلت في هذا القرن في الوطن العربي، لذلك أعود إليها الآن، فعندما قامت ثورة 1919 في مصر ضد بريطانيا العظمى التي كانت الشمس لا تغيب عن إمبراطوريتها، كانت الثورة الروسية قد حصلت قبل عامين من ذلك التاريخ ولم يكن لها أي تأثير ملموس في مصر، والآن في الوقت الحاضر عندما يحصل شيء في الاتحاد السوفياتي ونسمع به على الفور بحيث الإذاعات ومحطات التلفزيون والتلكس وكافة وسائل الاتصالات الحديثة تنقله في وقت كان فيه مثل ذلك يراد له أسابيع أو أشهر حتى يصل إلى مصر، ولم يكن الثوار الذين تحدوا الاحتلال البريطاني في مصر قد رأوا لينين أو ستالين أو تروتسكي أو تحدثوا مع أحدهم وسمعوا نبرات صوته وقرأوا كتبه فقرروا أن يثوروا على الاستعمار البريطاني ويطالبوا باستقلال وبعزّة وكرامة مصر كما هي الشعارات المعروفة التي قرأناها في كتب التاريخ، في العراق هنا قامت ثورة العشرين في الفرات الأوسط وهي منطقة صعبة حتى الآن، فكيف في عام 1920 يمكن للثائر أن يلتقي ستالين أو تروتسكي أو يقرأ له هذا الكتاب أو ذاك، وكيف له أن يعرف ماذا جرى في قصر الشتاء في بترسبورغ وغيره ليستلهم روح الثورة الروسية لكي يقوم بثورته ضد الاحتلال البريطاني؟! فالثورة ضد بريطانيا كان الدافع لها عملاً وطنياً صرفاً، كان الدافع وطني عراقي بدافع قومي عربي غريزي أصيل، وليس له علاقة بما كان يجري في روسيا.

    الثورة الفلسطينية التي امتدت لعدة أعوام في منتصف الثلاثينات لم يكن لها أي علاقة بروسيا، والدارس والباحث لتلك الفترة من الزمن يذكر أنه في عهد ستالين تحالفت روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية مع الغرب ضد النازية، ونحن كنا ضد الغرب لأنه كان يحتل بلادنا، وعندما قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق وهي ثورة عراقية وطنية ضد الاحتلال البريطاني فقد كان الاتحاد السوفياتي ضد هذه الثورة، ومع هذا قامت الثورة وأن الثوار في ذلك الوقت صلاح الدين الصباغ ورفاقه لم يسألوا ما هو موقف موسكو، لأن موقف موسكو كان واضحاً، ومع ذلك قرروا أن يقوموا بثورتهم واعتبروا تجربتهم وطنية إن نجحت حققت أهدافها، وإن فشلت لحين فهي تحفر الطريق وتعبده أمام انجاز لاحق.

    الثورة الجزائرية التي بدأت في منتصف الخمسينات ليس لهذه الثورة أي صلة بالاتحاد السوفياتي، لم تأخذ السلاح من الاتحاد السوفياتي، الحزب الشيوعي السوفياتي لم يقدّم لها أي دعم حتى المعنوي، والكثيرين يعرفون جيداً قصص ومواقف الأحزاب التي كانت مرتبطة بالسياسة السوفياتية في ذلك الوقت وهي من الحقائق المعروفة في جيلنا، فالثورة الجزائرية لم تستأذن السيد خروتشوف أو بولغانين في ذلك الوقت لكي تبدأ وتخوض معركة طاحنة استمرت سبع سنوات وقدّمت الملايين من الشهداء لكي تتحرر الجزائر.



    ما هو دور الاتحاد السوفياتي وما الذي تغيّر؟

    والآن ما الذي تغيّر؟ نعم إن وجود دولة قوية تنافس أو تواجه الولايات المتحدة والغرب في محاولتهما للهيمنة على العالم هذا أمر جيد، وكنا نعتبره وضعاً ايجابياً في الحياة السياسية الدولية، ونستفيد منه ونتعاطى معه، ولكن لو قرر أو كما قرر السيد غورباتشوف أن يتوقف عن أداء هذا الدور فهل يعني أننا نحن في العام 1991 نقرر أن لا نكون وطنيين وقوميين، وأن لا نطالب بحقنا في فلسطين، وأن لا ندافع عن استقلال العراق وعن حقه في التقدم، وأن نسلّم بالهيمنة الأمريكية على مصر وعلى لبنان وعلى هذا الجزء أو ذاك من الوطن العربي لأن السيد غورباتشوف قد تخلى عن الشيوعية وقرر تفكيك الاتحاد السوفياتي؟! إذن نحن نكون أقل درجة بكثير إذا فعلنا ذلك من الثوار في العراق في عام 1920، من الثوار في مصر، من الثوار في الجزائر، من الثوار في فلسطين وفي كل أنحاء الوطن العربي، فهل نحن أقل درجة؟

    نحن كنا نتصوّر بأننا أحفاد أو ورثة هذا التراث النضالي الوطني والقومي، وأنه علينا أن نواصله، فهل نتوقف؟ هل نتنكر لهذا التراث ونقول مادام السيد غورباتشوف قد تخلى فعلينا إذاً أن نتخلى أيضاً؟! نحن لدينا قضايانا الوطنية والقومية، لدينا مطالب عادلة، لدينا قضايا مشروعة، وواجب علينا أن نناضل من أجل خدمة هذه القضايا، من أجل تحقيق هذه المطالب.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  16. #76
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    انهيار الاتحاد السوفياتي والهيمنة الأمريكية

    والثورات العربية تمهد لانجازات لاحقة

    قد يقول البعض إن الاتحاد السوفياتي هو السبب أو أن ما جرى في الاتحاد السوفياتي هو السبب هذا الانهيار، وما دام غورباتشوف والقيادة السوفياتية الحالية قد تخلو عن الشيوعية، وقد تخلو عن الدولة السوفياتية التي بناها لينين وستالين واستمرت حتى الثمانينات فأصبح العالم لابد أن يصبح أوتوماتيكياً تحت الهيمنة الأمريكية، ولابد لنا نحن الذين كنا ندعو للوطنية والقومية والاشتراكية أن نتخلى عن هذا المنهج لأن السيد غورباتشوف قرر أن يتخلى عنه، وهذا أيضاً نوع من أنواع التحايل على الحقائق، والبعض هايشه من الجيل الذي قبلنا، وقد ذكرت بعض الثورات التي حصلت في هذا القرن في الوطن العربي، لذلك أعود إليها الآن، فعندما قامت ثورة 1919 في مصر ضد بريطانيا العظمى التي كانت الشمس لا تغيب عن إمبراطوريتها، كانت الثورة الروسية قد حصلت قبل عامين من ذلك التاريخ ولم يكن لها أي تأثير ملموس في مصر، والآن في الوقت الحاضر عندما يحصل شيء في الاتحاد السوفياتي ونسمع به على الفور بحيث الإذاعات ومحطات التلفزيون والتلكس وكافة وسائل الاتصالات الحديثة تنقله في وقت كان فيه مثل ذلك يراد له أسابيع أو أشهر حتى يصل إلى مصر، ولم يكن الثوار الذين تحدوا الاحتلال البريطاني في مصر قد رأوا لينين أو ستالين أو تروتسكي أو تحدثوا مع أحدهم وسمعوا نبرات صوته وقرأوا كتبه فقرروا أن يثوروا على الاستعمار البريطاني ويطالبوا باستقلال وبعزّة وكرامة مصر كما هي الشعارات المعروفة التي قرأناها في كتب التاريخ، في العراق هنا قامت ثورة العشرين في الفرات الأوسط وهي منطقة صعبة حتى الآن، فكيف في عام 1920 يمكن للثائر أن يلتقي ستالين أو تروتسكي أو يقرأ له هذا الكتاب أو ذاك، وكيف له أن يعرف ماذا جرى في قصر الشتاء في بترسبورغ وغيره ليستلهم روح الثورة الروسية لكي يقوم بثورته ضد الاحتلال البريطاني؟! فالثورة ضد بريطانيا كان الدافع لها عملاً وطنياً صرفاً، كان الدافع وطني عراقي بدافع قومي عربي غريزي أصيل، وليس له علاقة بما كان يجري في روسيا.

    الثورة الفلسطينية التي امتدت لعدة أعوام في منتصف الثلاثينات لم يكن لها أي علاقة بروسيا، والدارس والباحث لتلك الفترة من الزمن يذكر أنه في عهد ستالين تحالفت روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية مع الغرب ضد النازية، ونحن كنا ضد الغرب لأنه كان يحتل بلادنا، وعندما قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق وهي ثورة عراقية وطنية ضد الاحتلال البريطاني فقد كان الاتحاد السوفياتي ضد هذه الثورة، ومع هذا قامت الثورة وأن الثوار في ذلك الوقت صلاح الدين الصباغ ورفاقه لم يسألوا ما هو موقف موسكو، لأن موقف موسكو كان واضحاً، ومع ذلك قرروا أن يقوموا بثورتهم واعتبروا تجربتهم وطنية إن نجحت حققت أهدافها، وإن فشلت لحين فهي تحفر الطريق وتعبده أمام انجاز لاحق.

    الثورة الجزائرية التي بدأت في منتصف الخمسينات ليس لهذه الثورة أي صلة بالاتحاد السوفياتي، لم تأخذ السلاح من الاتحاد السوفياتي، الحزب الشيوعي السوفياتي لم يقدّم لها أي دعم حتى المعنوي، والكثيرين يعرفون جيداً قصص ومواقف الأحزاب التي كانت مرتبطة بالسياسة السوفياتية في ذلك الوقت وهي من الحقائق المعروفة في جيلنا، فالثورة الجزائرية لم تستأذن السيد خروتشوف أو بولغانين في ذلك الوقت لكي تبدأ وتخوض معركة طاحنة استمرت سبع سنوات وقدّمت الملايين من الشهداء لكي تتحرر الجزائر.



    ما هو دور الاتحاد السوفياتي وما الذي تغيّر؟

    والآن ما الذي تغيّر؟ نعم إن وجود دولة قوية تنافس أو تواجه الولايات المتحدة والغرب في محاولتهما للهيمنة على العالم هذا أمر جيد، وكنا نعتبره وضعاً ايجابياً في الحياة السياسية الدولية، ونستفيد منه ونتعاطى معه، ولكن لو قرر أو كما قرر السيد غورباتشوف أن يتوقف عن أداء هذا الدور فهل يعني أننا نحن في العام 1991 نقرر أن لا نكون وطنيين وقوميين، وأن لا نطالب بحقنا في فلسطين، وأن لا ندافع عن استقلال العراق وعن حقه في التقدم، وأن نسلّم بالهيمنة الأمريكية على مصر وعلى لبنان وعلى هذا الجزء أو ذاك من الوطن العربي لأن السيد غورباتشوف قد تخلى عن الشيوعية وقرر تفكيك الاتحاد السوفياتي؟! إذن نحن نكون أقل درجة بكثير إذا فعلنا ذلك من الثوار في العراق في عام 1920، من الثوار في مصر، من الثوار في الجزائر، من الثوار في فلسطين وفي كل أنحاء الوطن العربي، فهل نحن أقل درجة؟

    نحن كنا نتصوّر بأننا أحفاد أو ورثة هذا التراث النضالي الوطني والقومي، وأنه علينا أن نواصله، فهل نتوقف؟ هل نتنكر لهذا التراث ونقول مادام السيد غورباتشوف قد تخلى فعلينا إذاً أن نتخلى أيضاً؟! نحن لدينا قضايانا الوطنية والقومية، لدينا مطالب عادلة، لدينا قضايا مشروعة، وواجب علينا أن نناضل من أجل خدمة هذه القضايا، من أجل تحقيق هذه المطالب.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  17. #77
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    أليس كان من الأفضل كما قال البعض من الذين أرسلوا رسائل للرئيس صدام حسين بأن يرضخ للأمر الواقع وأن لا يغامر في تدمير ما بنته الثورة عبر أكثر من عشرين سنة؟

    لا أريد الخوض في متاهات لا تفيد في هذا الظرف لأقول إن التضحيات دائماً كانت مطلوبة في أي عمل نضالي، ومن أجل تحقيق هذه المطالب كان علينا أن نقدّم التضحيات، ومن ناضل في السابق يعرف معنى تلك التضحيات، فهل يفترض أن نناضل بدون صعوبات وبدون تقديم تضحيات؟ وهل يفترض أن تكون طريق النضال معبّد وميسّر وأن نناضل ضد الاستعمار وبريطانيا تصفّق لنا، والفرنسيون يهنئوننا على منجزاتنا الوطنية، والأميركان يشيدون بها؟! إذا كان هذا هو النضال فأعتقد أننا لا نستطيع أن نحقق مثل هذه الأماني، هم كانوا في السابق يغضبون علينا لأننا نناضل من أجل تحرير بلادنا، وكانوا يتهمون القادة المناضلين بشتى التهم، والكل يعرفون أن في التاريخ بالنسبة لنا كعرب وبالنسبة للشعوب الأخرى يكون المناضل الثائر إرهابياً، وأحياناً مجرماً، وأحياناً خارجاً على القانون، هكذا يوصف من قبل القوى المتسلطة، ولكنه عندما يحقق أهدافه يسمى بالصفات الحقيقية التي تليق به.

    ماوتسي تونغ كان بالنسبة لتشانغ كي تشيك خارج على القانون، ونحن كنا جميعاً في الأربعينات وفي الخمسينات خارجين على القانون ومخربين بالنسبة لنوري السعيد، الثوار في الجزائر كانوا عصابات قتل كما يسميهم الفرنسيون ومنهم السيد ميتران الذي يتولى رئاسة الجمهورية الفرنسية في الوقت الحاضر، وهو الذي كان وزيراً للعدل عدة مرات في الحكومات الفرنسية في الخمسينات، (توفي فرانسوا ميتران في مرض سرطان البروستاتا عام 1996) بعد وهو الذي وقّع بيده "الكريمة" الكثير من قرارات الإعدام للمناضلين الجزائريين، وهذا هو شأن ميجر (جون ميجر رئيس وزراء بريطانيا السابق) ولكن ربما ليس هو شخصياً، ولكنه وريث التراث الاستعماري لبريطانيا لحزب "المحافظين" البريطاني لتشرشل ومن سبقه، وكذلك بوش وكل أنواع القيادات وما ستؤول إليه الأحداث في الاتحاد السوفياتي، وطبعاً علينا أن نتابعه نحلله، نستنتج منه استنتاجات سليمة، ولكنني لا أرى أن يكون مسوغاً لنا لكي نتخلى عن نهجنا الوطني وعن نهجنا القومي.



    القدر الأمريكي

    وهنا لا بد من أن أثير موضوع سمي بـ"القدر الأمريكي"، كي تنقل وتعرّف الأخوة عندكم من أصول عربية وغير عربية وما هي حقيقة التطورات السياسية التي نتجت وكما قلت التي تسمى بـ"القدر الأمريكي".

    إلى ما قبل سنوات كان هنالك توازن في القوى في العالم كما هو معروف، وحتى في تلك الفترة وكما جاء في حديث الرئيس القائد صدام حسين في مؤتمر الحزب العاشر، كانت أمريكا في ذلك التوازن متفوقة نسبياً على الطرف الآخر، ولكن كان هنالك قدر من التوازن، الاتحاد السوفياتي تدهورت أوضاعه بسرعة، أسرع مما حصل لإمبراطوريات سابقة، خلال فترة قصيرة جداً من الزمن جاء غورباتشوف إلى الحكم في عام 1985 حتى عام 1988 لم يكن الانهيار قد حصل بشكل دراماتيكي، في عام 1988 وعام 1989 كرّت السبحة كما يقال بالعامية وانهار المعسكر الاشتراكي بدءاً بدول أوروبا الشرقية ثم بدأت الانهيارات داخل الاتحاد السوفياتي، ثم استغلت الولايات المتحدة هذا التغيير وقامت بعدوانها هي وحلفاؤها الغربيون ومن سار معهم من الحكام الخونة في المنطقة بضرب العراق، القوة الناهضة في هذه المنطقة، التي كانت تهدد المصالح الامبريالية وتهدد العنجهية والتوسعية (الاسرائيلية)، ضربت العراق مادياً، نعم كما يعرف الجميع، والنتائج مغروفة، ولكن هنالك من يريد أن يصوّر أن هذه النتائج التي تحققت في هذه الفترة القصيرة الماضية على أنها القدر الأمريكي المحكوم الأبدي، وبأن أميركا قد سيطرت على العالم ولا مجال لأحد في هذا العالم في أن يقول لا لأمريكا، حتى بالنسبة لقضاياه الجوهرية، ولحقوقه الأساسية التي لا يمكن العيش بحرية وكرامة بدونها، ولا يمكن أن يتوفر للشعب مقومات النهضة والتقدم بدونها، لا يستطيع أن يقول لا لأمريكا!

    هنالك من يريد أن يفرض هذا المفهوم علينا، وهذا ببساطة وبتواضع أقول هو استنتاج غير صحيح، حتى لو افترضنا حسن النية بالنسبة للذين يروجونه، بعض الذين يروجونه عملاء وخونة وجواسيس وخدم لأمريكا وخدم لآل سعود ولحكام الخليج الذين يدفعون الأموال ويستأجرون الأقلام التي تُسخّر لترويج ما يسمى "القدر الأمريكي"، ومن يعمل في مجال الإعلام يعرف ذلك تماماً وخاصة الذين يكتبون في صحف خارج الوطن العربي، ولكن نحن في الصف الوطني والقومي علينا أن لا نقع في الاستنتاج الخاطيء من أن هذا "القدر الأمريكي" قد أصبح شاملاً، مطلقاً، أبدياً لا مجال على الإطلاق لمقاومته، لا مجال على الإطلاق للتصدي له لحماية الذات منه، اللهم إلا إذا اعتبرنا أميركا قد امتلكت إمكانيات الخالق عز وجل وهذا كفر.

    أميركا قوية، نعم، متقدمة، نعم، غنية، نعم، ولكن أميركا لم تستطع حتى الآن وهي في أوج قوتها وعنجهيتها لم تستطع أن تثبت مقدرة قيادية كما أثبتت بريطانيا في القرن التاسع عشر وفي بدايات القرن العشرين، بريطانيا كدولة استعمارية كانت أقدر على القيادة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حتى قيام الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا تمتلك أضعاف أضعاف ما تمتلكه أميركا من إمكانيات قيادية، وقد أتيحت لي خلال فترة عملي كوزير للخارجية أم أطلع على بعض الحقائق، إن الدبلوماسية البريطانية ما تزال حتى الآن توجه الدبلوماسية الأميركية في كثير من الأمور وتقدّم لها خدمات لا تستطيع الدبلوماسية الأميركية أن تنجزها لوحدها لأنها متخلفة عقلياً، متخلفة حضارياً، متخلفة بالمعلومات، وبالنسبة لمواضيع كثيرة، وهؤلاء البريطانيون الاستعماريون القدامى يقدمون لأميركا الكثير من الخدمات والنصائح والأوراق والصيغ، وهناك في أميركا مجتمع مليء بالعدل بقدر ما فيه من جوانب الضعف والتفكك، هم يقولون ذلك، أنا لا أحلل الوضع في أميركا كما يفعل بعض كتّاب الأعمدة، ولكن نحن نردد ما يقوله الأميركان أنفسهم، فهم يقولون عن أنفسهم أن بلادهم كما يقال بالعامية "خربانة" في التعليم وبأسباب انتشار المخدرات، وبسبب انتشار الجرائم، وبسبب انتشار الفساد السياسي، والخطير جداً هو العجز في الميزانية الأميركية، ذلك العجز الخرافي بحيث لم تستطع الإدارة الأميركية الحالية والتي سبقتها أن تسيطر عليه، إضافة إلى العجز في الميزان التجاري، هذه كلها علل ونقاط ضعف في القدرة القيادية لأميركا، ولا تستطيع أميركا أن تستوعب ولا أن تعمل أو تتصرف إزاء كل المشاكل التي تبرز هنا وهناك، لذلك هناك تركيز على منطقتنا، هناك تركيز على العراق، وعلى القضية الفلسطينية.

    نعم، عندما تركز أميركا وحلفاؤها من البريطانيين وغيرهم ويقدمون لها الخدمات، تستطيع أميركا أن تحقق بعض الأهداف التي تسعى إليها، ولكن لا يجوز لنا أن نتوهم بأن القدرة الأميركية هي قدرة مطلقة وأن أميركا ستسيطر على كل جزء من أجزاء العالم وحتى على منطقتنا إلى فترة طويلة، لذلك نجد أن أميركا مستعجلة تريد أن تستثمر النتائج التي حققتها نتيجة العدوان على العراق بأقصى درجة، وهنالك من يشن حرباً نفسية لكي يهزمنا من الداخل، فنحن لا يزال لدينا إمكانيات كثيرة جداً للمقاومة والصمود والتحدي والتقدم بهذا القدر أو ذاك، هنا في العراق وفي فلسطين وفي الجزائر وفي مصر وفي كل مكان من الوطن العربي لدينا إمكانيات، وأن هنالك من يقول لنا ارموا كل ما لديكم من أسلحة لا تفعلوا شيئاً واخضعوا لما تقواه أميركا، اقبلوا بكل شيء، وبذلك نحن نقدّم الخدمات للبرنامج الأميركي بدون أن يكون لأميركا أي انجاز في ذلك! أي بمعنى لآخر نحن نقدّم لأميركا مكاسبها على طبق من ذهب أو من فضة، ونقول لها تفضلي استلمي هذه المنطقة، نحن قررنا أن نستسلم أو نهاجر ونترك المنطقة.

    وهنا أقول بأن أميركا لا تستطيع أن تواصل لسنوات قادمة هذا الحصار الذي تفرضه على العراق الذي قرر أن يصبر وأن يتحمّل شعباً وقيادة، وأن يواجه وأن يناور وأن يقاتل بكل الوسائل المتاحة لكي يحافظ على استقلاله، وعلى هويته الوطنية والقومية، ولا تستطيع أميركا أن تنهي الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، وأميركا لا تستطيع أن تنهي المد الشعبي المتنامي القوي في المغرب العربي، وأميركا لا تستطيع أن تقمع الحركة الوطنية في مصر.

    نعم، أميركا وعملاؤها لديهم وسائل كثيرة وإمكانيات ويستطيعون أن يضغطوا وهذا ما كانوا يفعلونه في السابق ولازالوا حتى الآن، وهذا ما كانت تفعله أيضاً بريطانيا وما كانت تفعله فرنسا، وأميركا نفسها والأنظمة العميلة لهم كانت تفعل كل ذلك ضدنا نحن ومع ذلك استطعنا أن نغيّر والآن نستطيع أن نغيّر، فإذا كان من يتوهم بأن التاريخ قد توقف وأن العصر الأميركي قد بدأ وأن العالم سينتهي لسيطرة وسيادة أميركا على العالم فهو واهم، واهم، وأن الذين يقولون هذا الكلام هم عملاء وجواسيس ومأجورون حتى أولئك الذين يدعون الموضوعية والتفلسف من حسني النية.

    http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...ziz_160508.htm

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  18. #78
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    أليس كان من الأفضل كما قال البعض من الذين أرسلوا رسائل للرئيس صدام حسين بأن يرضخ للأمر الواقع وأن لا يغامر في تدمير ما بنته الثورة عبر أكثر من عشرين سنة؟

    لا أريد الخوض في متاهات لا تفيد في هذا الظرف لأقول إن التضحيات دائماً كانت مطلوبة في أي عمل نضالي، ومن أجل تحقيق هذه المطالب كان علينا أن نقدّم التضحيات، ومن ناضل في السابق يعرف معنى تلك التضحيات، فهل يفترض أن نناضل بدون صعوبات وبدون تقديم تضحيات؟ وهل يفترض أن تكون طريق النضال معبّد وميسّر وأن نناضل ضد الاستعمار وبريطانيا تصفّق لنا، والفرنسيون يهنئوننا على منجزاتنا الوطنية، والأميركان يشيدون بها؟! إذا كان هذا هو النضال فأعتقد أننا لا نستطيع أن نحقق مثل هذه الأماني، هم كانوا في السابق يغضبون علينا لأننا نناضل من أجل تحرير بلادنا، وكانوا يتهمون القادة المناضلين بشتى التهم، والكل يعرفون أن في التاريخ بالنسبة لنا كعرب وبالنسبة للشعوب الأخرى يكون المناضل الثائر إرهابياً، وأحياناً مجرماً، وأحياناً خارجاً على القانون، هكذا يوصف من قبل القوى المتسلطة، ولكنه عندما يحقق أهدافه يسمى بالصفات الحقيقية التي تليق به.

    ماوتسي تونغ كان بالنسبة لتشانغ كي تشيك خارج على القانون، ونحن كنا جميعاً في الأربعينات وفي الخمسينات خارجين على القانون ومخربين بالنسبة لنوري السعيد، الثوار في الجزائر كانوا عصابات قتل كما يسميهم الفرنسيون ومنهم السيد ميتران الذي يتولى رئاسة الجمهورية الفرنسية في الوقت الحاضر، وهو الذي كان وزيراً للعدل عدة مرات في الحكومات الفرنسية في الخمسينات، (توفي فرانسوا ميتران في مرض سرطان البروستاتا عام 1996) بعد وهو الذي وقّع بيده "الكريمة" الكثير من قرارات الإعدام للمناضلين الجزائريين، وهذا هو شأن ميجر (جون ميجر رئيس وزراء بريطانيا السابق) ولكن ربما ليس هو شخصياً، ولكنه وريث التراث الاستعماري لبريطانيا لحزب "المحافظين" البريطاني لتشرشل ومن سبقه، وكذلك بوش وكل أنواع القيادات وما ستؤول إليه الأحداث في الاتحاد السوفياتي، وطبعاً علينا أن نتابعه نحلله، نستنتج منه استنتاجات سليمة، ولكنني لا أرى أن يكون مسوغاً لنا لكي نتخلى عن نهجنا الوطني وعن نهجنا القومي.



    القدر الأمريكي

    وهنا لا بد من أن أثير موضوع سمي بـ"القدر الأمريكي"، كي تنقل وتعرّف الأخوة عندكم من أصول عربية وغير عربية وما هي حقيقة التطورات السياسية التي نتجت وكما قلت التي تسمى بـ"القدر الأمريكي".

    إلى ما قبل سنوات كان هنالك توازن في القوى في العالم كما هو معروف، وحتى في تلك الفترة وكما جاء في حديث الرئيس القائد صدام حسين في مؤتمر الحزب العاشر، كانت أمريكا في ذلك التوازن متفوقة نسبياً على الطرف الآخر، ولكن كان هنالك قدر من التوازن، الاتحاد السوفياتي تدهورت أوضاعه بسرعة، أسرع مما حصل لإمبراطوريات سابقة، خلال فترة قصيرة جداً من الزمن جاء غورباتشوف إلى الحكم في عام 1985 حتى عام 1988 لم يكن الانهيار قد حصل بشكل دراماتيكي، في عام 1988 وعام 1989 كرّت السبحة كما يقال بالعامية وانهار المعسكر الاشتراكي بدءاً بدول أوروبا الشرقية ثم بدأت الانهيارات داخل الاتحاد السوفياتي، ثم استغلت الولايات المتحدة هذا التغيير وقامت بعدوانها هي وحلفاؤها الغربيون ومن سار معهم من الحكام الخونة في المنطقة بضرب العراق، القوة الناهضة في هذه المنطقة، التي كانت تهدد المصالح الامبريالية وتهدد العنجهية والتوسعية (الاسرائيلية)، ضربت العراق مادياً، نعم كما يعرف الجميع، والنتائج مغروفة، ولكن هنالك من يريد أن يصوّر أن هذه النتائج التي تحققت في هذه الفترة القصيرة الماضية على أنها القدر الأمريكي المحكوم الأبدي، وبأن أميركا قد سيطرت على العالم ولا مجال لأحد في هذا العالم في أن يقول لا لأمريكا، حتى بالنسبة لقضاياه الجوهرية، ولحقوقه الأساسية التي لا يمكن العيش بحرية وكرامة بدونها، ولا يمكن أن يتوفر للشعب مقومات النهضة والتقدم بدونها، لا يستطيع أن يقول لا لأمريكا!

    هنالك من يريد أن يفرض هذا المفهوم علينا، وهذا ببساطة وبتواضع أقول هو استنتاج غير صحيح، حتى لو افترضنا حسن النية بالنسبة للذين يروجونه، بعض الذين يروجونه عملاء وخونة وجواسيس وخدم لأمريكا وخدم لآل سعود ولحكام الخليج الذين يدفعون الأموال ويستأجرون الأقلام التي تُسخّر لترويج ما يسمى "القدر الأمريكي"، ومن يعمل في مجال الإعلام يعرف ذلك تماماً وخاصة الذين يكتبون في صحف خارج الوطن العربي، ولكن نحن في الصف الوطني والقومي علينا أن لا نقع في الاستنتاج الخاطيء من أن هذا "القدر الأمريكي" قد أصبح شاملاً، مطلقاً، أبدياً لا مجال على الإطلاق لمقاومته، لا مجال على الإطلاق للتصدي له لحماية الذات منه، اللهم إلا إذا اعتبرنا أميركا قد امتلكت إمكانيات الخالق عز وجل وهذا كفر.

    أميركا قوية، نعم، متقدمة، نعم، غنية، نعم، ولكن أميركا لم تستطع حتى الآن وهي في أوج قوتها وعنجهيتها لم تستطع أن تثبت مقدرة قيادية كما أثبتت بريطانيا في القرن التاسع عشر وفي بدايات القرن العشرين، بريطانيا كدولة استعمارية كانت أقدر على القيادة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حتى قيام الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا تمتلك أضعاف أضعاف ما تمتلكه أميركا من إمكانيات قيادية، وقد أتيحت لي خلال فترة عملي كوزير للخارجية أم أطلع على بعض الحقائق، إن الدبلوماسية البريطانية ما تزال حتى الآن توجه الدبلوماسية الأميركية في كثير من الأمور وتقدّم لها خدمات لا تستطيع الدبلوماسية الأميركية أن تنجزها لوحدها لأنها متخلفة عقلياً، متخلفة حضارياً، متخلفة بالمعلومات، وبالنسبة لمواضيع كثيرة، وهؤلاء البريطانيون الاستعماريون القدامى يقدمون لأميركا الكثير من الخدمات والنصائح والأوراق والصيغ، وهناك في أميركا مجتمع مليء بالعدل بقدر ما فيه من جوانب الضعف والتفكك، هم يقولون ذلك، أنا لا أحلل الوضع في أميركا كما يفعل بعض كتّاب الأعمدة، ولكن نحن نردد ما يقوله الأميركان أنفسهم، فهم يقولون عن أنفسهم أن بلادهم كما يقال بالعامية "خربانة" في التعليم وبأسباب انتشار المخدرات، وبسبب انتشار الجرائم، وبسبب انتشار الفساد السياسي، والخطير جداً هو العجز في الميزانية الأميركية، ذلك العجز الخرافي بحيث لم تستطع الإدارة الأميركية الحالية والتي سبقتها أن تسيطر عليه، إضافة إلى العجز في الميزان التجاري، هذه كلها علل ونقاط ضعف في القدرة القيادية لأميركا، ولا تستطيع أميركا أن تستوعب ولا أن تعمل أو تتصرف إزاء كل المشاكل التي تبرز هنا وهناك، لذلك هناك تركيز على منطقتنا، هناك تركيز على العراق، وعلى القضية الفلسطينية.

    نعم، عندما تركز أميركا وحلفاؤها من البريطانيين وغيرهم ويقدمون لها الخدمات، تستطيع أميركا أن تحقق بعض الأهداف التي تسعى إليها، ولكن لا يجوز لنا أن نتوهم بأن القدرة الأميركية هي قدرة مطلقة وأن أميركا ستسيطر على كل جزء من أجزاء العالم وحتى على منطقتنا إلى فترة طويلة، لذلك نجد أن أميركا مستعجلة تريد أن تستثمر النتائج التي حققتها نتيجة العدوان على العراق بأقصى درجة، وهنالك من يشن حرباً نفسية لكي يهزمنا من الداخل، فنحن لا يزال لدينا إمكانيات كثيرة جداً للمقاومة والصمود والتحدي والتقدم بهذا القدر أو ذاك، هنا في العراق وفي فلسطين وفي الجزائر وفي مصر وفي كل مكان من الوطن العربي لدينا إمكانيات، وأن هنالك من يقول لنا ارموا كل ما لديكم من أسلحة لا تفعلوا شيئاً واخضعوا لما تقواه أميركا، اقبلوا بكل شيء، وبذلك نحن نقدّم الخدمات للبرنامج الأميركي بدون أن يكون لأميركا أي انجاز في ذلك! أي بمعنى لآخر نحن نقدّم لأميركا مكاسبها على طبق من ذهب أو من فضة، ونقول لها تفضلي استلمي هذه المنطقة، نحن قررنا أن نستسلم أو نهاجر ونترك المنطقة.

    وهنا أقول بأن أميركا لا تستطيع أن تواصل لسنوات قادمة هذا الحصار الذي تفرضه على العراق الذي قرر أن يصبر وأن يتحمّل شعباً وقيادة، وأن يواجه وأن يناور وأن يقاتل بكل الوسائل المتاحة لكي يحافظ على استقلاله، وعلى هويته الوطنية والقومية، ولا تستطيع أميركا أن تنهي الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، وأميركا لا تستطيع أن تنهي المد الشعبي المتنامي القوي في المغرب العربي، وأميركا لا تستطيع أن تقمع الحركة الوطنية في مصر.

    نعم، أميركا وعملاؤها لديهم وسائل كثيرة وإمكانيات ويستطيعون أن يضغطوا وهذا ما كانوا يفعلونه في السابق ولازالوا حتى الآن، وهذا ما كانت تفعله أيضاً بريطانيا وما كانت تفعله فرنسا، وأميركا نفسها والأنظمة العميلة لهم كانت تفعل كل ذلك ضدنا نحن ومع ذلك استطعنا أن نغيّر والآن نستطيع أن نغيّر، فإذا كان من يتوهم بأن التاريخ قد توقف وأن العصر الأميركي قد بدأ وأن العالم سينتهي لسيطرة وسيادة أميركا على العالم فهو واهم، واهم، وأن الذين يقولون هذا الكلام هم عملاء وجواسيس ومأجورون حتى أولئك الذين يدعون الموضوعية والتفلسف من حسني النية.

    http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...ziz_160508.htm

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  19. #79
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    الأمة العربية ساهمت في صناعة التاريخ

    إن الشعارات والبرامج التي عبّرنا عنها في مؤتمرات الحزب وفي المؤتمرات الشعبية كلها شعارات واقعية وعملية وسيتحقق منها الكثير، وبموضوعية أقول أنه ربما لن تتحقق كلها وربما لن يتحقق منها البعض اليوم أو غداً أو بعد غد في المدى المنظور على الأقل، ولكنها ستتحقق تدريجياً لأن التاريخ كان وما زال مع الحرية ومع الاستقلال ومع التقدم، وأن التاريخ كان وما يزال مع الأمة العربية، هذه الأمة التاريخية، بمعنى أولاً أنها أمة قديمة وليست طارئة أو مصطنعة، وهذه ليست هي المرة الأولى التي تمر فيها هذه الأمة بمرحلة صعبة، فقد مرت بصعوبات كثيرة عبر تاريخها الطويل وهذه المرحلة الصعبة لن تكون الأخيرة، ولأنها أمة تاريخية بمعنى أنها ساهمت مساهمة حقيقية في صناعة التاريخ الإنساني، وإذا كان أجدادنا قد ساهموا مرات عديدة في صناعة التاريخ الإنساني فهل يمكن أن نتصوّر بأننا لسنا قادرين على أن نساهم نحن أبناء هذا الجيل في صناعة التاريخ الإنساني، إن الاستنتاج الواقعي العلمي والصحيح يقول بأننا قادرين على ذلك.

    عندما قامت ثورة يوليو/تموز في مصر كانت قيادتها شابة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه اله كان ضابطاً شاباً عمره في الثلاثينات ومعه شباب من جيله تقريباً، فكيف كانت اللوحة بالوطن العربي آنذاك؟

    العراق كان تحت النفوذ البريطاني ومن قم صار جزء من حلف بغداد الذي ضم العراق وتركيا وإيران والباكستان، هذه الدول التي ذكرتها والدويلات في منطقة الخليج العربي كانت كلها تحت الحماية البريطانية، جنوب اليمن أيضاً كان تحت الحماية البريطانية، شمال إفريقيا كلها كانت تحت الاستعمار الفرنسي والايطالي والبريطاني المباشر، ومع هذا عبد الناصر والثورة المصرية والقوى المناهضة في مصر قررت تغيير كل المعطيات التي حولها، وفي الوقت نفسه كان هناك أشخاصاً يأتون إلى عبد الناصر ويقولون له اسمع عليك أن تتوقف وترى إلى أين أنت ذاهب، وماذا يمكنك أن تفعل مع قوى كبيرة ورتبتك هي مقدم وأنت عضو في مجلس قيادة الثورة، وهل ستقدرون على الوقوف أمام بريطانيا وفرنسا؟

    وكذلك كنا هنا في العراق ابتدأنا بالانتماء إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وآخرون اختاروا الانتماء إلى حركة القوميين العرب، وإلى الاشتراكيين، يعني كل الذين انتموا إلى فصائل حركة التحرر العربية في ذلك الوقت الذي كانت الصورة فيه أسوأ بكثير مما هي عليه في الوقت الحاضر، والآن صحيح أن الهجمة الأميركية شرسة ويوجد حصار كما توجد إيران وتركيا والقواعد الأميركية فيهما وكذلك القواعد العسكرية الأميركية في الكويت، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هل هذه القواعد لم تكن موجودة سابقاً؟ بل كانت موجودة، وهم اليوم يحاولون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وأعتقد بأنه غير مستحيل علينا مرة ثانية بأن نجعل عجلة الزمان تعود لتأخذ مكانها ودورتها الطبيعية، وقد تكون المرحلة الآن هي مرحلة الصمود أكثر من مرحلة تحقيق التقدم إلى الأمام، والصمود هو كما في الحروب العسكرية عندما تتعرض لهجوم كبير فإن المطلوب منك الصمود لتحتوي الحملة، فتصمد وتتمترس في الخنادق وتحصّن نفسك، وبالتالي عندما تمتص الهجمة وزخمها تواصل مرة ثانية الهجوم المقابل، فنحن (شايفين) هذه الحالة تماماً وهي ليست غريبة عنا و(مجربينها) سابقاً.



    الدويلات في الخليج العربي اختراع بريطاني

    أما بالنسبة لما يجري في الخليج العربي، فنحن قلنا بأننا ارتكبنا خطأ كبيراً جداً من حيث أننا اعتبرنا هذه الأنظمة في الخليج العربي جزء من المجموعة العربية، وصحيح أن هناك سلبيات في العراق وفي مصر وفي السودان وفي سوريا وفي غيرهم من بلادنا العربية الأخرى، ولكن هذه الدويلات تأسست خصيصاً من قبل بريطانيا، يعني صحيح أنه حدثت "سايكس-بيكو" وقسمت البلاد العربية وصار هناك سوريا ولبنان وفلسطين، ولكن سوريا ليست اختراع، العراق ليس اختراع حتى لبنان ليس اختراع، يعني صحيح أن لبنان بلد صغير وكان ممكن أن يكون جزء من سوريا، ولكن الكويت وقطر والإمارات وباقي دويلات الخليج العربي هي اختراع بريطاني صرف مئة بالمئة، وكان ممكن وبكل بساطة أن تصبح هذه الدويلة أو تلك أن تصبح محافظة أو قضاء تابع للمحافظة الشرقية في بلاد نجد والحجاز، والكويت كما كانت هي حقيقة محافظة عراقية، ونحن قبلنا بهذا الوضع وجلبنا أهل (العُـقُل) وجعلنا منهم أعضاء في الجامعة العربية التي هي أيضاً اختراع بريطاني (وصرنا نبوسهم) ونطلب منهم المشاركة في الجهاد من أجل تحرير فلسطين، وقد عادوا الآن إلى أصلهم خدم من الدرجة العاشرة لبريطانيا ومن ثم لأميركا، وقد وقعنا جميعاً بحالة من الوهم في الستينات والسبعينات واعتقدنا بأن هؤلاء يمكن أن يكونوا من الأسرة العربية التي تسعى إلى التقدم والنهضة، وثبت أن هذه الحالة كانت غلط، فابن سعود أصبح ملكاً بإجازة بريطانية وكان يحصل على راتب من البريطانيين وهم الذين حموه، وهم الذين ربّوه، وهم الذين أسموا بلاد نجد والحجاز باسمه وهو الآن يعود إلى أصله الخائن، وهو بالطبع ما لم نكن نتمناه، ولكن يجب أن نعتبر ذلك مفاجأة تاريخية كبرى أن ابن سعود عميل لأمريكا، أو جابر عميل لبريطانيا، فأين المفاجأة هنا! هذا الواقع السلبي فهل نعتبره نهائي، أو قدر أبدي، أم نعتبره حالة ظرفية نواجهها الآن وهي قابلة للتغيير؟! هذا هو السؤال اليوم.

    إن هذه الحالة لا يمكن أن تتغيّر أوتوماتيكياً بحكم السير الطبيعي للتاريخ، بل تتغيّر بإرادات البشر، القوى الفاعلة هي التي تغيّر وهؤلاء البشر موجودون.

    في مصر هل الشعب المثري والقوى الناهضة، تلك القوى التي ما تزال مرتبطة بإرث ثورة 1919 وبإرث ثورة يوليو 52، فهل نعتبر أن الوضع الحالي في مصر قدر نهائي؟ أو نعتبره حالة ظرفية قابلة للتغيير وبجب أن تُغيّر.



    من أين تلك القوى تحصل على القوة؟

    القوة هي أساساً الشعب ومن يتصدى من بين صفوف هذا الشعب من قوى طلائعية لتقدم المسيرة، لفتح الآفاق الفكرية والسياسية ولصياغة البنى التنظيمية.

    أنا أعتقد أن الساحة العربية مليئة بهذه القوى وفيها من الديناميكية الآن ربما أكثر مما كانت عليه موجودة في السابق، وأن المؤتمرات الشعبية التي تشارك فيها أنت في بغداد وقبله في عمان وفي صنعاء وفي المغرب العربي، فأن تلك اللقاءات والاجتماعات كلها تشير إلى وجود نهضة شعبية عربية لها مستقبلها لذلك لا بد أن تأخذ مداها، وأنني في ذات الوقت مؤمن بأن لهذه القوى مستقبل مشرف، والذي يتعب ولا يريد أن يكمّل الطريق فهو حر، لكن إذا تعب فإنه ليس بالضروري أن يجعل الآخرين يتوقفون عن متابعة المسير، ونحن لا نعرف بأنه ربما بين الكثير من تلك القوى هنالك من القيادات ومن الإمكانيات ما يمكنها من أن تفعل الكثير مما لا نحلم به نحن الذين دخلنا مرحلة الكهولة أو الشيخوخة.

    من كان يتصوّر أنه في عهد الباشوات في مصر أنه كان سيبرز شاب برتبة ضابط اسمه جمال عبد الناصر ممكن أن يغيّر كل هذا التغيير الذي جرى في مصر وفي المنطقة؟ من كلن يتصوّر أنه في عهد نوري السعيد بأنه سيأتي شاب مثل صدام حسين هو وحزب البعث ويعمل كل هذا الانجاز الذي حصل في العراق في وقت كان عددنا آنذاك قليل في الخمسينات حيث كنا نجلس في الاجتماعات ونتحدث عن آمال كبيرة نحلم لتحقيقها، فإذاً هل نوقف الحلم، والحلم هنا ليس بمعنى الخيال وإنما الحلم المشروع في أن القوى الناهضة هي قادرة على التغيير؟ نعم، نحن نقول نعم لا يزال عندنا أمل لأنه عندنا إيمان وعندنا تجارب، وإيماننا ليس إيمان تجريدي، وتجاربنا في السابق أشارت إلى إمكانية مواجهة حالات صعبة جداً، والصمود فيها ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التقدم.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  20. #80
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    الأمة العربية ساهمت في صناعة التاريخ

    إن الشعارات والبرامج التي عبّرنا عنها في مؤتمرات الحزب وفي المؤتمرات الشعبية كلها شعارات واقعية وعملية وسيتحقق منها الكثير، وبموضوعية أقول أنه ربما لن تتحقق كلها وربما لن يتحقق منها البعض اليوم أو غداً أو بعد غد في المدى المنظور على الأقل، ولكنها ستتحقق تدريجياً لأن التاريخ كان وما زال مع الحرية ومع الاستقلال ومع التقدم، وأن التاريخ كان وما يزال مع الأمة العربية، هذه الأمة التاريخية، بمعنى أولاً أنها أمة قديمة وليست طارئة أو مصطنعة، وهذه ليست هي المرة الأولى التي تمر فيها هذه الأمة بمرحلة صعبة، فقد مرت بصعوبات كثيرة عبر تاريخها الطويل وهذه المرحلة الصعبة لن تكون الأخيرة، ولأنها أمة تاريخية بمعنى أنها ساهمت مساهمة حقيقية في صناعة التاريخ الإنساني، وإذا كان أجدادنا قد ساهموا مرات عديدة في صناعة التاريخ الإنساني فهل يمكن أن نتصوّر بأننا لسنا قادرين على أن نساهم نحن أبناء هذا الجيل في صناعة التاريخ الإنساني، إن الاستنتاج الواقعي العلمي والصحيح يقول بأننا قادرين على ذلك.

    عندما قامت ثورة يوليو/تموز في مصر كانت قيادتها شابة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه اله كان ضابطاً شاباً عمره في الثلاثينات ومعه شباب من جيله تقريباً، فكيف كانت اللوحة بالوطن العربي آنذاك؟

    العراق كان تحت النفوذ البريطاني ومن قم صار جزء من حلف بغداد الذي ضم العراق وتركيا وإيران والباكستان، هذه الدول التي ذكرتها والدويلات في منطقة الخليج العربي كانت كلها تحت الحماية البريطانية، جنوب اليمن أيضاً كان تحت الحماية البريطانية، شمال إفريقيا كلها كانت تحت الاستعمار الفرنسي والايطالي والبريطاني المباشر، ومع هذا عبد الناصر والثورة المصرية والقوى المناهضة في مصر قررت تغيير كل المعطيات التي حولها، وفي الوقت نفسه كان هناك أشخاصاً يأتون إلى عبد الناصر ويقولون له اسمع عليك أن تتوقف وترى إلى أين أنت ذاهب، وماذا يمكنك أن تفعل مع قوى كبيرة ورتبتك هي مقدم وأنت عضو في مجلس قيادة الثورة، وهل ستقدرون على الوقوف أمام بريطانيا وفرنسا؟

    وكذلك كنا هنا في العراق ابتدأنا بالانتماء إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وآخرون اختاروا الانتماء إلى حركة القوميين العرب، وإلى الاشتراكيين، يعني كل الذين انتموا إلى فصائل حركة التحرر العربية في ذلك الوقت الذي كانت الصورة فيه أسوأ بكثير مما هي عليه في الوقت الحاضر، والآن صحيح أن الهجمة الأميركية شرسة ويوجد حصار كما توجد إيران وتركيا والقواعد الأميركية فيهما وكذلك القواعد العسكرية الأميركية في الكويت، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هل هذه القواعد لم تكن موجودة سابقاً؟ بل كانت موجودة، وهم اليوم يحاولون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وأعتقد بأنه غير مستحيل علينا مرة ثانية بأن نجعل عجلة الزمان تعود لتأخذ مكانها ودورتها الطبيعية، وقد تكون المرحلة الآن هي مرحلة الصمود أكثر من مرحلة تحقيق التقدم إلى الأمام، والصمود هو كما في الحروب العسكرية عندما تتعرض لهجوم كبير فإن المطلوب منك الصمود لتحتوي الحملة، فتصمد وتتمترس في الخنادق وتحصّن نفسك، وبالتالي عندما تمتص الهجمة وزخمها تواصل مرة ثانية الهجوم المقابل، فنحن (شايفين) هذه الحالة تماماً وهي ليست غريبة عنا و(مجربينها) سابقاً.



    الدويلات في الخليج العربي اختراع بريطاني

    أما بالنسبة لما يجري في الخليج العربي، فنحن قلنا بأننا ارتكبنا خطأ كبيراً جداً من حيث أننا اعتبرنا هذه الأنظمة في الخليج العربي جزء من المجموعة العربية، وصحيح أن هناك سلبيات في العراق وفي مصر وفي السودان وفي سوريا وفي غيرهم من بلادنا العربية الأخرى، ولكن هذه الدويلات تأسست خصيصاً من قبل بريطانيا، يعني صحيح أنه حدثت "سايكس-بيكو" وقسمت البلاد العربية وصار هناك سوريا ولبنان وفلسطين، ولكن سوريا ليست اختراع، العراق ليس اختراع حتى لبنان ليس اختراع، يعني صحيح أن لبنان بلد صغير وكان ممكن أن يكون جزء من سوريا، ولكن الكويت وقطر والإمارات وباقي دويلات الخليج العربي هي اختراع بريطاني صرف مئة بالمئة، وكان ممكن وبكل بساطة أن تصبح هذه الدويلة أو تلك أن تصبح محافظة أو قضاء تابع للمحافظة الشرقية في بلاد نجد والحجاز، والكويت كما كانت هي حقيقة محافظة عراقية، ونحن قبلنا بهذا الوضع وجلبنا أهل (العُـقُل) وجعلنا منهم أعضاء في الجامعة العربية التي هي أيضاً اختراع بريطاني (وصرنا نبوسهم) ونطلب منهم المشاركة في الجهاد من أجل تحرير فلسطين، وقد عادوا الآن إلى أصلهم خدم من الدرجة العاشرة لبريطانيا ومن ثم لأميركا، وقد وقعنا جميعاً بحالة من الوهم في الستينات والسبعينات واعتقدنا بأن هؤلاء يمكن أن يكونوا من الأسرة العربية التي تسعى إلى التقدم والنهضة، وثبت أن هذه الحالة كانت غلط، فابن سعود أصبح ملكاً بإجازة بريطانية وكان يحصل على راتب من البريطانيين وهم الذين حموه، وهم الذين ربّوه، وهم الذين أسموا بلاد نجد والحجاز باسمه وهو الآن يعود إلى أصله الخائن، وهو بالطبع ما لم نكن نتمناه، ولكن يجب أن نعتبر ذلك مفاجأة تاريخية كبرى أن ابن سعود عميل لأمريكا، أو جابر عميل لبريطانيا، فأين المفاجأة هنا! هذا الواقع السلبي فهل نعتبره نهائي، أو قدر أبدي، أم نعتبره حالة ظرفية نواجهها الآن وهي قابلة للتغيير؟! هذا هو السؤال اليوم.

    إن هذه الحالة لا يمكن أن تتغيّر أوتوماتيكياً بحكم السير الطبيعي للتاريخ، بل تتغيّر بإرادات البشر، القوى الفاعلة هي التي تغيّر وهؤلاء البشر موجودون.

    في مصر هل الشعب المثري والقوى الناهضة، تلك القوى التي ما تزال مرتبطة بإرث ثورة 1919 وبإرث ثورة يوليو 52، فهل نعتبر أن الوضع الحالي في مصر قدر نهائي؟ أو نعتبره حالة ظرفية قابلة للتغيير وبجب أن تُغيّر.



    من أين تلك القوى تحصل على القوة؟

    القوة هي أساساً الشعب ومن يتصدى من بين صفوف هذا الشعب من قوى طلائعية لتقدم المسيرة، لفتح الآفاق الفكرية والسياسية ولصياغة البنى التنظيمية.

    أنا أعتقد أن الساحة العربية مليئة بهذه القوى وفيها من الديناميكية الآن ربما أكثر مما كانت عليه موجودة في السابق، وأن المؤتمرات الشعبية التي تشارك فيها أنت في بغداد وقبله في عمان وفي صنعاء وفي المغرب العربي، فأن تلك اللقاءات والاجتماعات كلها تشير إلى وجود نهضة شعبية عربية لها مستقبلها لذلك لا بد أن تأخذ مداها، وأنني في ذات الوقت مؤمن بأن لهذه القوى مستقبل مشرف، والذي يتعب ولا يريد أن يكمّل الطريق فهو حر، لكن إذا تعب فإنه ليس بالضروري أن يجعل الآخرين يتوقفون عن متابعة المسير، ونحن لا نعرف بأنه ربما بين الكثير من تلك القوى هنالك من القيادات ومن الإمكانيات ما يمكنها من أن تفعل الكثير مما لا نحلم به نحن الذين دخلنا مرحلة الكهولة أو الشيخوخة.

    من كان يتصوّر أنه في عهد الباشوات في مصر أنه كان سيبرز شاب برتبة ضابط اسمه جمال عبد الناصر ممكن أن يغيّر كل هذا التغيير الذي جرى في مصر وفي المنطقة؟ من كلن يتصوّر أنه في عهد نوري السعيد بأنه سيأتي شاب مثل صدام حسين هو وحزب البعث ويعمل كل هذا الانجاز الذي حصل في العراق في وقت كان عددنا آنذاك قليل في الخمسينات حيث كنا نجلس في الاجتماعات ونتحدث عن آمال كبيرة نحلم لتحقيقها، فإذاً هل نوقف الحلم، والحلم هنا ليس بمعنى الخيال وإنما الحلم المشروع في أن القوى الناهضة هي قادرة على التغيير؟ نعم، نحن نقول نعم لا يزال عندنا أمل لأنه عندنا إيمان وعندنا تجارب، وإيماننا ليس إيمان تجريدي، وتجاربنا في السابق أشارت إلى إمكانية مواجهة حالات صعبة جداً، والصمود فيها ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التقدم.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •