بعد السقوط المهول لانماط الفكر العربي الذي كان يستقي مشروعيته وفلسفته ومشاريعه من ايديولوجيات متعددة ومتنوعة ،اشتراكية أوليبرالية أوقومية...اصبحت الكتابة والانتاج اليوم ،اكثر انفتاحا على القضايا الانسانية الكبرى من قبيل حقوق الانسان والعدالة والحق وتكافؤ الفرص وطبيعة العمل الديمقراطي وسؤال الهوية ونوعية المشاركة وغيرها من القضايا الدينية واللغوية والثقافية...
ولا شك ان الاختلال الحاصل بين جل القوى في البلاد العربية ،يعود بالدرجة الاولى الى انفصام القاعدة عن رأس الهرم ،وبزوع طبقة جديدة ضاغطة ،همها هو تكديس رأس المال بواسطة فكر برجوازي هجين واناني لا يتجه نحو التضامن الاجتماعي بقدر ما يهدد من خلال منابره السياسية التي تدعمها السلطة ،بترحيل الراسميل في حال انتفاضة ديمقراطية جديدة...
كما ان غزو العولمة المتوحشة للعالم العربي وانخراط السلطة العربية في بيع بلدانها عن طريق الخصخصة او الخوصصة ،يفرض دعما عاجلا للمشروع العربي الشعبي الرامي الى وقف النزيف وتحويله الى معركة حقيقية من اجل ارساء دعائم مجتمع عربي موحد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا لمواجهة المد العولمي الذي لا يزيدنا الا فقرا وتخلفا وقهقرى...
ان الحركة الفكرية الجديدة التي تدعمها الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ،لا يمكن ان تحقق انطلاقتها الفعلية الا بدعم مادي ولوجستي من القوى الديمقراطية على امتداد الخريطة العالمية ،بمعنى ان تشجيع هذه المبادرة وتقويمها وبلورتها ،يحتاج الى انخراط فعلي ملموس لكل المؤسسات التي تناضل من اجل بناء هوية جديدة قادرة على الابتكار والخلق وتدبير المشاريع وصياغتها ،انطلاقا من مبادىء مشتركة وواضحة...
عصر العولمة يفتح افاقا جديدة من التناول والتداول ،وعلينا استغلالها واستثمارها في اتجاه الوحدة والبناء لا في اتجاه الهيمنة والتطاحن ،لذلك فان دعم الجمعية واجب عربي ،واولى الاولويات هوجعل واتا قوة فعلية لها قوانينها وهيئاتها ومراكزها الاشعاعية وطبعا مقرها الدائم في كل الاقطار العربية ...
ان الجميع مطالب بالدفاع عن فلسفة واتا وافكارها ورجالها المناضلين ،وهذا لا يتم الا بتبني قضيتها عربيا ودوليا حتى نستطيع بناء ركائزها وتسجيل اسمها لدى كل الهيئات المعنية بالتغيير والانتقال الديمقراطي بمفهومه الاسلامي العربي.
ابراهيم ابويه.
المفضلات