رسالة على الرابط
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=4360
إلـى الأخ ابراهيم درغوثي
الإنسان
أحببت أن أهديك هذه الكلمة على مرأى و مسمع الناس ,
وقد كتبتها مباشرة بعد وصول نعي إعدام صدام , فهل تقبل الهدية ؟
محمد المهدي السقال
الدلالة الفضحى من إعدام صدام يوم عيد الأضحى
أنعي لكم في هذا الفجر الكليح من عيد الأضحى الفجيع ,
إعدام رجل من أهل العراق ,
بعد صدور حكم لم يثر من الشقاق ما حفل به مسار التداول من النفاق ,
وللعلم فقط ,
فقد تمكنت الشاشة العجيبة من نقل صورة الشنق ,
مع أمانة في الإخبار برفض الرجل وضع الغطاء الأسود على رأسه ,
وتمسكه لآخر لحظة بحمل كتاب القرآن بين يديه ,
وقد تم التنفيذ على تمام الساعة الثالثة بتوقيت لندن العالمي .
أما بعد , فما هي الدلالة الفضحى لإعدام صدام يوم عيد الأضحى ؟
سؤال طرحته بمجرد بلوغ النعي مسمعي صباح هذا اليوم ,
دون الانفعال للحادث من أي منطلق كان في العصبية أو الاعتقاد ,
ليس أكثر من سؤال صادر عن التفكر في المصاب ,
من خلف عيون مصراعي بوابة الوجود في هذا الزمان .
كم سخرت من ردود فعل بعض العواصم التي تأوي أباطرة الاتجار في الإنسان باسم الديموقراطية ,
أو تأوي تابعيهم من المؤمنين باسم عقيدة العولمة ,
وعجبت من تعبيرات الفرح والحبور , وما اعتلت السحنات من علامات المرح والسرور ,
بعد إنجاز الوعيد الأمريكي الحق باسم عدالة السماء على الأرض ,
صبيحة عيد الأضحى ,
وهو يوم مقدس بمرجعية السنة المؤكدة عند المسلمين ,
صبيحة ميلاد عيسى ,
و هو يوم مقدس بمرجعية الإنجيل الأول عند المسيحيين .
إنه يوم النحر الأعظم , و كبش الفداء فيه رجل اسمه صدام المجيد ,
إنه يوم التهادي بالرؤوس الآدمية يوم عيد المسلمين والمسيحيين على السواء ,
كرهنا من التاريخ أن يحمل إلينا رأس الثورة في طبق في قصر يزيد,
فهل يكره منا التاريخ حمل رأس صدام من مشنقة في دهليز بغداد ؟
كرهنا من التاريخ أن تبلغ ذروة العصبيات باسم النسب الأموي أو العباسي ,
حد قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ؟
فهل يكره منا التاريخ أن تبلغ ذروة شهوة الانتقام الأمريكي ,
حد قتل النفس التي حرم الله بغير حق ؟
من قال إن عقارب الساعة لا ترتد إلى الوراء ,
ما زال خارج الزمان الهمجي بامتياز ,
ليس موت صدام نهاية العالم القديم , لكنه يؤرخ لبداية العالم الجديد ,
السبت الأول من بداية شهرالسنة الأمريكية ,
وفي السبت الأول من كل عام قادم ,
سنحتفل مع الأمريكيين بالانتماء أو بالولاء , بذكرى إعدام صدام حسين ,
وكل عام و أنتم بألف خير ,
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ,
كم تمنيت أن يكون البكاء على إعدام الرجل ,
من موقع الإحساس بالانتماء لعروبة حطين ,
من موقع الشعور بالولاء لعقيدة الأمين ,
بحيث أنسى مرة أخرى ,
أن خالي الذي ارتحل من أرض الحجاز ,
لم يكن غير المهاجر من الثلث الخالي ,
كما أنسى أن أمي التي نزلت أرض أبي على هودج معفر الحوافر برائحة الصحراء ,
لم تكن يوما بالنسب أو بالحسب ,
ذات صلة بقوم يخنعون , فيركعون حتى النذالة بأقدام الغريب عن طينة اسمها الإنسان .
محمد المهدي السقال
المفضلات