اختيار الموضوع ومحتواه السياسي

يتكون المقال من ثلاثة عناصر هي المقدمة والموضوع والخاتمة، وبعد تحديد الأسباب والدوافع التي تدعو الكاتب إلى الكتابة وتحديد الفئة التي يريد الكتابة لها، تأتي مرحلة هامة وجوهرية من مراحل كتابة المقال السياسي وهي اختيار موضوع المقال، والكاتب الجيد يعتمد على أسس ومعايير محددة عند اختياره لموضوع المقال، ويعتمد نجاح المقال بشكل كبير على نجاح الكاتب في اختيار موضوع مقاله.
وهذه أهم الشروط والمعايير لاختيار موضوع المقال السياسي:
1. أن يكون الموضوع جديداً وله أهمية خاصة من حيث ارتباطه بالأحداث والظروف التي تشهدها مجتمعاتنا وكذلك من حيث علاقته بهموم القارئ وتأثيره المباشر على حياته ومستقبله.
2. أن يتضمن الموضوع معلومات وحقائق هامة وإحصائيات دقيقة تساعد القارئ في الوصول إلى الحقيقة واستنباطها بطريقة مريحة للنفس ولا تصطدم بالمنطق، مع الإشارة إلى مصادر المعلومات والحقائق والإحصائيات التي يتضمنها المقال.
3. أن يتضمن الموضوع الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والسيرة المطهرة وسيرة السلف الصالح وحياة القادة العظام من أبناء أمتنا الإسلامية والأحداث التاريخية والتجارب السابقة.
4. أن يتحرى الكاتب عند اختيار موضوع المقال عدم التكرار وأن يحاول تناول الموضوع من زوايا مختلفة وجديدة متجنبا التقليد.
5. أن يتضمن المقال رؤية عميقة، للأحداث والقضايا، تقوم على أسس علمية ومنطقية وتساعد القارئ على النظر إلى الصورة كاملة وتكوين رؤية مستقبلية وبناء رأي راسخ يتعلق بمجموعة من الأفكار والمفاهيم.
6. أن يربط الكاتب في مقاله بين أحداث هامة وقعت في فترات زمنية مختلفة وأن يتابع في مقاله أقوال وتصريحات القادة والزعماء وآراء السياسيين والاستراتيجيين والمفكرين وتقارير الصحفيين والباحثين متناولا تداعيات هذه الأحداث وتطوراتها.
7. ومن الممكن أن يتناول المقال ظاهرة خطيرة ويسلط الضوء على جوانبها لتوضيح أبعادها وأسبابها ويرصد آثارها على حياة الناس والمجتمع والأمة ويضع حلولا لعلاجها.
8. ألا يؤدي الموضوع إلى نتائج سلبية كإثارة الخلافات بين شرائح المجتمع وزيادة الفرقة بين الشعوب العربية والإسلامية وتأليب القلوب وزيادة العداء.
9. أن يعمل الموضوع على ترسيخ الشعور بالتفاؤل والمسؤولية لدى القارئ ويجعله يدرك أهمية دوره في المجتمع ويحثه على الإيجابية والتفاعل ويعزز عنده الانتماء للأمة الإسلامية والمواطنة الصالحة والتسامح مع المسلمين.