وتتوالى انبطاحاتهم
لم يعد شئ مستفز في الاخبار الفلسطينية ولم يعد شيء غير متوقع فالمقدمات طويلة ومن وضع المقدمات وضعها بإتقان ولم يكن هذا ناتج عن عبقرية أو فن أو فزلكة أو ابداع واذا كانت تلك الاوصاف يمكن أن تكون صحيحة فهي تخريب وتخريب من القاعدة إلى القمة اجاد فيها هؤلاء فن التلقي والتنفيذ منذ عقود إلى أن ظهروا على الواقع وظهرت عبقرياتهم في فن الاصغاء لمتطلبات الاحتلال واغراضه واهدافه وكنا نتمنى في جميع الاوقات ان يكون لدى هؤلاء فن وعبقرية وفزلكة وابداع في ابتكار فنون الصمود والتصدي لاجتياحات الاحتلال في الضفة الغربية ولكن " هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟" أي ما أفسدته التدخلات الاقليمية والدولية في حركة التحرر إنهم الصغار الصغار سيبقوا صغارا ً في حركة التاريخ وفي أحكامه وفي حكمه ولن يخرجوا أن تلك الدائرة وتلك المفاهيم التي يصيغها الشعب الفلسطيني كل يوم برد ٍ واعي ورد لا يعرف اليأس من خلال مثقفيه ومناضليه ومجاهديه واستشهادييه انهم الصغار أمام هؤلاء العظماء في حياة الشعب الفلسطيني والأمة .
وتتوالى انبطاحاتهم لم لم تبدأ اليوم أو غدا ًُ أو قبل غد فهي طريق طويل من الاختراقات في داخل حركة التحرر الوطني الذي بدأت معالمه تظهر من أوائل السبعينات من خلال انحدارات وانحرافات عن معاني الانطلاقة والمفهوم الاستراتيجي لعملية عيلبون الأولى .
لم نفاجئ بما أوردته الصحف نقلا ً عن صحيفة معاريف الاسرائيلية فربما هذا الخبر قد تم نشره في حين أن اللقاءات والاجتماعات ومن خلال لجان التنسيق بين مستزلمي تيار أوسلو وقيادته والعدو الصهيوني والتي لم تنقطع يوما ً واحدا ً ، فلقد كانت لقاءاتهم معه العدو الصهيوني ربما أحيانا ًُ بموافقة الرئيس أبو عمار وأحيانا ً كثيرة من تحت الطاولة وبدون موافقة الرئيس أبو عمار وإذا ما رجعنا للسنوات الاولى بعد 2000 لقد تكثفت هذه اللقاءات عندما كان أبو عمار في حصاره يعاقب ويحاصر لأنه وقف مع مطالب شعبه بالحد الأدنى وأيقن أبو عمار أن الشهادة وحب الله والوطن أفضل بكثير من عزة تأتي بقرار من الاحتلال بجاه ومال مدفوع الثمن مسبقا ً في مربع أعداء الشعب والقضية والوطن والمصير والتاريخ والتراث ، ربما ملامح هؤلاء تحددها بدايات ملامح منظومة ما يسمى بالعولمة الأمريكية ومقدماتها التي صنعت من هؤلاء أحصنة خشبية تقف على برج عالي أو عاجي لكي تنظر لمتطلبات الشعب الفلسطيني من خلال الآلة التي صنعتهم ، انهم المنبطحون المنفذون لسياسات فتح أوسلو .
انهم المنبطحون قادة اليوم في زمن الفقر الثوري والعهر السياسي انهم الصغار عندما كانوا الثوار والعمالقة .
أردت من هذه المقدمة أن أضع رايات الكلمات والجمل لتصنع حقيقة لتقول أنهم الصغار بأقاويلهم وبأحاديثم وبأحلامهم وبمؤامراتهم ودهائهم الغبي الذي لن يكون له وجود من دون دعم الاحتلال .
لقد كشف ناحوم برنيع، كبير المعلقين في صحيفة يدعوت احرنوت الصهيونية عن لقاء تم مؤخرا بين ما يسمى قادة الإجهزة الأمنية في الضفة التي تقودها فتح أ وسلو وكما أسميتهم قادة اليوم وصغار الأمس ومازالوا صغارا ً مع قادة الاحتلال الصهيوني يوم الجمعة الماضي في مقر قيادة جيش الاحتلال في مغتصبة بيت إيل القريبة من رام الله لدواعي التنسيق بين الأجهزة الأمنية وقادة الاجهزة الأمنية والعسكرية للاحتلال ، هذا المقر الذي كان يأوي فرقة يهودا والسامرة وعلى رأي المعلق الصهيوني أن هؤلاء الثمانية المجتمعين مع قادة العدو والقادمين من تونس من فندق أبو النواس وغيره لديهم الفرصة الآخيرة ليثبتوا جدارتهم في مقاومة ومطاردة المقاومة وحفظ ما يسمى بالأمن وأن يبقوا مستمسكين بمقاليد السلطة خوفا ً من وصول حماس للسلطة ولذلك عبر أحد القادة الأمنيين العسركيين لسلطة أوسلو للأمنيين الاسرائيليين قائلا ان حماس هي عدوتنا جميعا ً وكما قال العدو من امامكم والبحر من خلفكم واسترسل قائلا لا يوجد بحر خلفنا بل يوجد أعداء ،وطالب القادة الأمنيين الاوسلويين قوات الاحتلال بدعمهم عسكريا ً وماديا ً ولأن الايام القادمة أو الشهور القادمة بعد انتهاء ولاية رئيس سلطة أوسلو محمود عباس ستشهد محاولات من جماهير حماس ومناصريها للاستيلاء على السلطة في الضفة وطالبوا ايضا بأن تقوم اسرائيل بتدريبهم ؟؟؟!!!!!.
وأوضح أحد قادة الاحتلال العسكريين أنه فوجئ بمستوى الحديث والولاء الذي أعلنه القادة الأوسلويين لدولة إسرائيل وقال مراسل صحيفة معاريف موجها ً تساؤلا ً ألا تخشون من أن يترك هؤلاء الفتحاويين مواقعهم في اللحظة الأخيرة كما حدث في غزة فأجاب " قبل أحداث غزة لم يكونوا يعرفون ما الذي سيحدث لهم أما الآن فهم يعرفون "،اشارة على المصير الذي يمكن ان يلاقيه عملاء الاحتلال عندما تستولي المقاومة على الضفة الغربية .
من أكبر الرتب العسكرية لقادة أوسلو التي حضرت هذا اللقاء أبو الفتح قائد الأمن العام :-
""انا سأفعل اليوم كل ما استطيعه حتى أمنع العمليات. انتم تدركون أننا افضل من السابق وأنتم تمدحون ذلك. بفضل عملياتنا أصبحتم اقل حاجة لقواتكم ""
ويستأذن ابو الفتح قوات الاحتلال لإرسال كتيبة إلى الخليل !! قائلا :-
""انا اطلب ارسال سرية من اريحا الى الخليل. انا اعرف ان هناك مشكلة في الخليل مع المستوطنين ونقاط احتكاك. ليست لدي اية نية للدخول الى هناك. القوة ستعمل في القرى جنوبي جبل الخليل""
علما بأن الذي وضع خطة السيطرة على جنين قوات الاحتلال باعتراف وتصريحات من قادة العدو ولم تكن قوات الحرس الوطني إلا مجرد منفذ للتعليمات الامنية والعسكرية للاحتلال .
ورد العميد الصهيوني كيفون قائلا ً :-
""أنا سعيد بما تقول، على قادة الألوية عندنا وعندكم ان يلتقوا ويتفقوا حول ذلك". إلا ان العقيد مردخاي حذر الضباط الفلسطينيين قائلاً " ولكن يجب ان يكون تحرك السرية من اريحا الى الخليل في يوم الجمعة ليلاً، حتى لا يصطدموا بالمستوطنين""
ورد أبو الفتح امعانا في الامتثال والوفاء لقوات الاحتلال قائلا ً :-
""لا مشكلة. نحن نتحرك ضد حماس الان ايضاً في رمضان""
وبناء على افادة أو الفتح الاخيرة استرسل رئيس الاستخبارات العسكرية في الضفة لسلطة أوسلو ماجد فراج قائلا :-
""نحن في معركة صعبة جداً،. هناك مثل بالعربية – البحر من أمامنا والعدو من ورائنا – ونحن لا نملك حتى بحراً. قررنا خوض الصراع حتى النهاية. قررنا وضع كل مشاكلنا على الطاولة كل شيء علني وظاهر: لا مزيد من الالاعيب. حماس هي العدو. قررنا شن حرب عليها وانا أقول لكم لن يكون اي حوار معها، فمن يريد ان يقتلك عليك ان تبكر بقتله. انتم توصلتم الى هدنة معهم اما نحن فلا. توخياً للصدق اقول اننا تصرفنا بصورة مغايرة في الماضي ""
واوضح فراج أن خطة السلطة واجهزتها لا تخرج من المنظر الاسرائيلي في مواجهتها مع حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى وأجنحة المقاومة المختلفة قائلا ً :-
""الان نقوم بتولي امر كل مؤسسة حمساوية ترسلون اسمها الينا. اعطيتمونا في الاونة الاخيرة اسماء 64 مؤسسة وقد انتهينا من معالجة 50 منها. بعض هذه المؤسسات اغلقت وفي البعض الاخر استبدلنا الادارة. كما وضعنا ايادينا على اموالهم (اسرائيل حولت للسلطة 150 حساباً بنكياً يشتبه بعلاقاتها بالتنظيمات الارهابية. السلطة اغلقت 300 حساباً). "عندي ملاحظتين. الاولى ذات مرة كنا نفكر الف مرة قبل الدخول للمسجد اما اليوم فنحن ندخل لكل مسجد عند الحاجة. لا تفهموا من ذلك انه من المسموح لكم انتم ايضا ان تدخلوا: على العكس بامكاننا نحن ان ندخل لأنكم انتم لا تدخلون. كما اننا ندخل للجامعات بما في ذلك الجامعة الاسلامية في الخليل. نحن نبذل قصارى جهدنا. حتى لو لم يكن النجاح 100 في المائة فالدافعية 100 في المائة""
وبعد ذلك تحدث عطا الله مسترسلا ً في التأكيد على تقديم خدماته للاحتلال واعتبار أن تواجدهم في الضفة الغربية مع قوى الاحتلال تواجد مصير أمام ارادة المقاومة وارادة الشعب الفلسطيني قائلا ً :
""حتى آخر السنة سندخل في مجابهة مع حماس، خالد مشعل صرح بأن حكومة ابو مازن لن تكون شرعية في التاسع من كانون الثاني وعلينا ان نستعد للمجابهة""
وبعد ذلك أدلى بدلوه في مستنقع التعاون مع الاحتلال منسق الشؤون المدنية في سلطة أوسلو بالضفة الغربية حسين الشيخ وبمناسبة ذكر هذا الاسم اوضح أن هذا الاسم مر كثيرا على أجهزة الاعلام والفضائيات في الانتفاضة الثانية تحت ما يسمى اللجنة الحركية العليا أو امين سر اللجنة الحركية العليا في الضفة الغربية في تلك الآونة وعندما انطلقت انتفاضة الاقصى كان حسين الشيخ في دور الثاثر والمناضل الذي يتحدث عن الانتفاضة ومتطلبات الانتفاضة والاستحقاقات التي يجب أن يدفعها المحتل تجاه الشعب الفلسطيني وقوى الانتفاضة وبقدرة قادر وسبحان مغير الاحوال أن يتحول هذا المناضل على ساحة الاعلام إلى منسق للشؤون المدنية مع العدو والآن يستمر في الافصاح عن وجهه الحقيقي بأنه كان دخيلا ً على الانتفاضة وقوى الانتفاضة فلن يكون هناك مناضل حقيقي ليصبح غدا ً عميلا ومنسقا مع الاحتلال إذا كان مدسوسا ً أو حالة اختراق ، حالته مثل حالة تيار أوسلو بكامله الذي تربى على العمل على طريقة رئيسه الفيد باك منذ زمن قال حسين الشيخ في تلك المقابلة :-
""هذا هام جداً. حماس لا تملك قوة عسكرية في الضفة ولكن لديها قوة لاخراج الناس للشارع""
الجماعة من مستزلمي أوسلو مذعورين من بداية العام القادم واستحقاقات يجب أن تدفع بعد الفراع الدستوري والقانوني بعد نهاية ولاية رئيس سلطة أوسلو محمود عباس .
ويطالب القادة الامنيين في حكومة فياض وسلطة محمود عباس الاحتلال بوضع خططه المساندة لتحرك تلك الأجهزة لقمع المناضلين والثوار من حماس وغير حماس وكما أوضح مدير الاستخبارات عطا الله قائلا ً :-
""انا اتحدث عن خطة شاملة،ان دخلنا السنة القادمة من دون الاستعداد لن يتبقى امامنا الا التخاصم حول المسؤولية عن الهزيمة نحن او انتم والامريكيين""
وكما أرسلت الدولة اليهودية التطمينات لاصابة أوسلو في غزة قبل أن يطرد هؤلاء المزورين في حركة التاريخ وأصحاب الملفات المملؤة بقضايا الفساد المختلفة هاهو أحد قادة العسكر والأمن للدولة اليهودية يرسل التطمينات لهم عندما قال مردخاي :-
""سنشكل طاقماً مشتركاً معكم، سنساعدكم في التدريب والعتاد""
وقد أبدى المجتمعون الفلسطينيين تذمرهم من حجز الهروات المستوردة من كندا من قبل الاحتلال بالمناسبة هذه الهروات مخصصة لقمع الشعب الفلسطيني والمظاهرات والاضرابات وتستخدم من احدى المظاهر للأنظمة الدكتاتورية في مواجهتها لحركة الشعوب .
ووعد الاحتلال بتخليص تلك الهروات وتسليمها لــــ " ، وأنطوان لحد ، في الضفة الغربية وانشاء الله و عن قريب سيكون مصير هؤلاء الأوسلويين مثل مصير الجيش الجنوبي اللبناني الذي تخلت عنه الدولة اليهودية بعد انتهاء الدور المناط بها وجدير بالذكر أن هناك أخبار تقول ان مئات من عناصر الأمن الوطني ذهبت بشكل عاجل إلى الأردن لتلقي تدريبات سريعة على مواجهة أي متغير في الضفة الغربية ومن ناحية أخرى وبعد انتهاء الاجتماع صرح قائد الأمن الأوسلوي في الضفة مهددا ً بأن السلطة قد تلجأ لإستعادة غزة بالقوة إذا ما فشلت محادثات الحوار الوطني في القاهرة وهنا أعلق على ذلك ان مثل هؤلاء ينتظرون أن يذهبوا إلى غزة ضمن خطة وبرنامج إسرائيلي يأتي فيه هؤلاء على ظهر الدبابة الإسرائيلية محاولة لإعادة امجادهم التي فقدوها في غزة ، تلك الأمجاد التي لا يذكرها الشعب الفلسطيني إلا ما تعبر عنه من عربدة تمرسوا عليها في شارع الحمراء في بيروت وفندق أبو النواس في تونس والرمال في غزة ونقول لن تعود تلك الايام مرة أخرى ولو خسر الشعب الفلسطيني نصف أبنائه فلا مكان لهؤلاء ولا تمثيل لهؤلاء في كينونة الشعب الفلسطيني وستمر تلك المرحلة وستعتبر مرحلة قاتمة سوداء في حياة الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني وان ااتلفت كل القوى الدولية والاقليمية مع هؤلاء لن يستطيعوا تمرير حل أو صيانة أمن الاحتلال وحمايته مالم تحقق آمال الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وعودة اللاجئين إلى ارضهم واقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كل الارض الفلسطينية .
بقلم/ سميح خلف
المفضلات