بسم الله الرحمن الرحيم
سر الهمزات التي كتبت على الوصل لا الوقف في الرسم القرآني
من خصائص الرسم العثماني أنه يراعي المعاني في رسم الكلمات؛ فراعى الوصل لا الوقف في كتابة بعض الكلمات.
والقاعدة الإملائية في كتابة الكلمات؛ تسكين أواخر الكلمات، وكتابة الحرف الأخير حسب الوقف عليه.
أما الوقف على الهمزة فيكون تبعًا لحركة الحرف الذي قبلها؛
فإن كان ما قبلها مفتوحًا؛ كتبت الهمزة على ألف؛ مثل: (امْرَأَ - اقْرَأْ – يُنَبَّأْ )،
وإن كان ما قبلها مكسورًا؛ كتبت على نبرة بصورة الياء؛ مثل: (امْرِئٍ – قُرِئَ – وَتُبْرِئُ)،
وإن كان ما قبلها مضمومًا؛ كتبت على الواو؛ مثل: (امْرُؤٌا - لُؤْلُؤٌ)،
أما إذا كان ما قبلها ساكنًا سكونًا حيًا؛ كتبت على السطر؛ مثل: (الْخَبْءَ – دِفْءٌ - مِلْءُ)،
أو سكونًا ميتًا وهي حروف المد الساكنة؛ مثل: (السَّمَاءِ – شَيْءٍ – السُّوءُ)،
فعند الوقف على الهمزة لا تظهر حركتها، وما قبلها ساكن لا حركة له، ولما لم يكن لها صورة مستقلة بذاتها، لذلك لم يوجد في الرسم ما يشير إليها، حتى جاء الفراهيدي رحمه الله تعالى، فجعل لها صورة تكتب على السطر، وفوق حروف المد التي جعلت صورة لها.
والهمزة التي قبلها سكون أو حرف مد، ثم صورت واوًا؛ هي موضع بحثنا، وهي التي قد خرجت في كتابتها عن القاعدة، وكتبت وفق حركتها هي، وهذه الحركة لا تعرف إلا إذا واصلنا القراءة، ولذلك قلنا بأنها كتبت على الوصل لا الوقف.
الكلمات التي كتبت على الوصل ثماني عشرة كلمة؛ تسعة أسماء وتسعة أفعال، منها ما كرر، ومنها لم يكرر، ومنها ما كتبت على الطريقتين؛ أي مرة على الوقف، ومرة على الوصل، ومنها لم يكن له مثال آخر فكتبت على الوصل فقط.
وسنذكر هذه الكلمات التي كتبت على الوصل؛ مبينين سر كتابتها،
وسنذكر ما كتب على الوقف من مثيلاتها للمقارنة بينها.
المفضلات