ــــــــــــــــــــــــ
أخي عبد الرشيد حاجب.
أحييك، وأعتز بك.
اسمح لي أن أبدي إعجابًا بما تفضّلت به،
والذي بلا شك قارب معنى القصيدة من مستوى الفهم والتذوق.
أرجو أن تتسع صدور الجميع لما سأقوله بأمانة، وأنا واثق أن هذا الذي أقوله إنما دافعه الغيرة والمحبة:
أولاً:
أنا لا أعرف الفرنسية على الإطلاق،
لكنني بالقطع قرأت قصائد عدة مترجمة للشاعر الظاهرة بيير ريفيردي،
وقد تعددت منابع تلك الترجمات وقيمتها، حيث كان بعضها طلاسم لا أكثر، وكان معظمها يدور حول النقل الحرفي للقصيدة، وهو ما يضيّع حتمًا القصيدة وما وراء عباراتها.
ثانيًا:
إذا كان بيير ريفيردي يريد أن يقول في قصيدة، يجمع النقاد كلهم على أنها إحدى روائعه:
(ا لحياة بسيطة و مرحة ،
وا لسماء ا لمنيرة تطن مع ا لصخب ا لعذب
و أ صوات الأجراس كانت هادئة
ففي هذا ا لصباح ، إجتازت الأشعة كل الأرجاء
و رأ سي كانت بمثابة ا لمصباح ا لمتقد ،
و حجرتي ا لتي أ سكنها أُ ضيئت في اّخر ا لمطاف
......إلى أن يقول:
إ نصتوا اليَََّ ، فلن أ كن مجنوناً
فأنا أضحك من أسفل ا لسُلم
و أمام الباب ا لكبير ا لمفتوح ،
تجاه ا لشمس ا لمتبددة ،
بين ا لحواجز ، و حدائق الكروم ا لخضراء ،
فيد يىَّ ممدودتين تجاهكم ،
فهذا هو اليوم الذى احببتكم فيه كثيراً .
...)
....
أو:
(بسيطة هي الحياة وبهيجة
والشمس المشرقة تصدح مع الضوضاء الحانية
ثم هدأ صوت الأجراس..
تسرب النور لكل شئ هذا الصباح
ورأسي –من جديد-اشتعل مصباحا
وأخيرا عم النور غرفتي حيث أقيم
... إلى أن يقول:
اصغوا إلي فلست مجنونا
أنا أضحك في أسفل السلم
أمام الباب المشرع عن آخره
في الشمس المنتشرة
على الجدار بين الكروم الخضراء
وذراعاي مفتوحتان نحوكم
هوذا اليوم الذي فيه أحبكم.
... )
فإنني أتساءل:
أين الرائع في هذا الشعر؟
هل لو كتب شاعر عربي شعرًا بمثل هذه اللغة،
وهذه الأفكار يكون رائعًا ومبدعًا؟!
أنا واثق أن القصيدة تعني أكثر من هذا بكثير،
من حيث البيان والإسقاط وما وراء الكلمات،
لكن جهودكم هنا خيّرة ومشكورة،
ولكم أجران:
أجر المحاولة، وأجر المنفعة..
أرجو أن تسامحوني على ما قلته،
لأنني والله أحبكم جميعًا، وأحترمكم،
وأرجو أن يكون هذا كله دافعًا لنا إلى تعريب صحيح، بل مثالي لآداب الأمم الأخرى.
أجمل التحيات لكم.
المفضلات