يوم العيد...أطفالنا وأطفال غزة
لا أدري هل تفكر شعوب دول العالم الإسلامي في الطفل الفلسطيني وهي تحتفل داخل أجواء المرح والسرور العائلية أيام عيد الأضحى المبارك، وخصوصا أطفال غزة الذين أنهكهم الحصار، وأدخل أهلها في حالة من العوز الشديد الذي يتجاوز قدرات البشر في الصبر، فقد بلغت مستويات الفقر نسبا كارثية، فإن 80% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر بسبب الحصار، حسب الخضري، وحوالي 65% يعيشون حالة بطالة.
داخل هذا الوضع المختل؛ يعيش أطفال غزة الصامدة تحت ويلات الحصار، وهم يبلغون من نسبة60% من سكان غزة. وتضيف بعض الإحصائيات أن أزيد من 65% من ضحايا الحصار هم من الأطفال.
هذه الأوضاع التي تغيب عنها أقل أسباب العيش، وأبسط شروط الإنسانية؛ تحمل الطفل الغزاوي من مقاعد دراسته ليعول أسرته التي فقدت معيلها إما بسبب شح موارد العمل التي تغني الآباء عن دفع أطفالهم إلى القيام ببعض المهن البسيطة لتوفير بعض القوت، وإما لأن معيل العائلة الوحيد قد استشهد على يد الصهاينة المجرمين.
ويحكي كثير من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة معاناتهم في البحث عن أسباب العيش بين مكان وآخر، وكان المفروض في مثل هته الأزهار البريئة أن تكون على مقاعد الدراسة تغرف من معين العلم.
أطفالنا في العالم الإسلامي يخرجون ويمرحون، ويؤنس بعضهم بعضا، مبتهجين بالعيد، ومفتخرين بلباسهم الجديد، فهذا يفخر بقميصه، وهذا بسرواله، وهذا بلعبته وهذا... لكن بماذا يفخر الطفل الغزاوي يوم العيد، وبماذا يفرح، أمعاؤه أفرغ من فؤاد أم موسى، ثيابه قديمة قدم الحصار، ألعابه منسية قبل صرخة الولادة، وكأنما قيل له منذ صرخته الأولى، كن رجلا، فليس من حقك أن تعيش الطفولة، وليس في قاموس فلسطين شيء يسمى الطفولة.
أطفالنا أصحاء يصرخون في الأزقة والشوارع، وأطفال غزة يصرخون ألما في مستشفياتها من فرط الألم، والكل عاجز أمام الحصار المضروب على موارد الحياة الإنسانية.
أطفالنا يتابعون عبر شاشاتهم الوطنية أفراح العيد وأجواء الفرحة والبهجة والسرور، وأطفال غزة يشهدون عبر شاشات العالم أحزان العيد؛ بين آهات الثكالى، وأوجاع الجرحى، وصراخ المفجوعين.
هكذا إذن؛ تظل المعاناة ملازمة أرض فلسطين، ويظل العالم يحتفل بأيامه ومواسمه وأعياده، ويظل الطفل الفلسطيني يحلم بيوم يرى فيه عيدا من الأعياد لا تظلل سماءه ظلمات بني صهيون، ولا آهات المفجوعين!
معراج المغاربة
http://www.miaaraj.com/index.php?opt...d=287&Itemid=1
المفضلات