أخي العزيز د. محمد الريفي،
تحية واحترماً،


صدقت فيما قلت، وقد وضعت يدك على نقطة مهمة في العمل.
كثير من الشركات التي هي بحاجة إلى كتاب تقنيين –تحديداً شركات تكنولوجيا المعلومات- تضطر إلى استغلال مبرمجيها لتوثيق البرامج والإداريين وموظفي التسويق والسكرتاريا ومن يتقنون الإنجليزية من كادرها لكتابة النشرات والمطويات الترويجية وأدلة المستخدمين. هناك أسباب عديدة تحول دون وجود كاتب تقني مختص في المؤسسات، منها:
(1) ندرة الكتاب في منطقتنا بسبب ارتباط هذه المهنة بمجتمعات الإنتاج والتصنيع، وإن وُجدوا فمعظمهم قليل الخبرة؛
(2) عدم رغبة المؤسسات في توظيف شخص تشعر أنها لن تستفيد منه طول الوقت. وهذا خطأ في فهم دور وواجبات الكاتب التقني، فبعض المؤسسات تخلط عمله بعمل المترجم وأحياناً السكرتاريا؛
(3) عدم قناعة إدارات بعض الشركات بأهمية وضرورة هذه الوظيفة؛
(4) يرفض الكثير من المختصين في مجالاتهم، كالمهندسين ودارسي علوم الحاسب والعلوم التطبيقية، ممن تسمح لهم قدراتهم ولغتهم القبول بوظيفة كاتب تقني اعتقاداً منهم أنها تشكل تنازلاً علماً بأن المسار الوظيفي للكاتب التقني ومهندس البرمجيات، مثلاً، يتطوران باتجاه واحد، هو : مدير مشروع في الهياكل التنظيمية.

وتأكيداً لما جاء في فقرة مداخلتك الأخيرة، ترى كثير من الجامعات –كما تعلم بلا شك- أن يدرس طلاب الهندسة والطب مثلاً مساقات كتابة ومهارات اتصال. فالمهندسون والأطباء في حياتهم العملية سيقومون بكتابة تقارير مهمة وإعداد دارسات ...إلخ.
وأضم صوتي إلى صوتك، أدعو كل مهتم إن يشارك بالقراءة والتفاعل. وكلما سرنا قُدماً في هذه السلسلة سيتبين بمشيئة الله الزملاء والقراء أهمية الكتابة التقنية كعلم ومهنة.

ولك موصول المودة والتقدير،،،
ونلقاك إن شاء الله على صفحات الويب دائماً أخاً وداعماً،،

أحمد